التربيه الروحيه

974 س ما هى اسس التربيه الروحيه ؟

ج اسس التربيه الروحيه ان يتبع الانسان المنهج القرانى الذى يبدأ فى التفكير فى خلق الله ليربى فى الانسان عظمة الله فى نفسه . ثم يفكر الانسان فى نعم الله ليربى فيه شعوره بارتباطه بالله فى حياته من جهة ثانيه . ثم يحاول ان يمرن نفسهعلى قرائة القران حتى يوسع آفاقه فى هذا المجال . ثم يذكر اليوم الاخر ويذكر الجنة والنار حتى يتفاعل فى حياته مع الجنة والنار من خلال الاعمال التى تؤدى الى الجنه والى النار ثم الانسان يمارس عملية الصلاة التي تعمق فى نفسه الجانب الروحى واللقاء بالله . عملية الذكر عملية الدعاء ، عملية محاسبة النفس ، وهكذا يشغل نفسه بطاعة الله فى الامور التى يعتقد انها مقربه لله . هذه كلها تكون الشخصيه الروحيه المتكامله عند الانسان

975 س مع علمنا بالاحاديث الشريفه المرويه عن ائمة اهل البيت (ع) والايات المباركه عن ضرورة تعلم الاحكام والمفاهيم الاسلاميه ومع تواجد وتوفر الكتب الاسلاميه بكثره ووجود العلماء الافاضل وخاصة فى هذه الايام المباركه حيث المحاضرات والحوار الذى يجرى يوميا الا اننا نرى انفسنا تأبى الحضور لمثل هذه المحاضرات وقرائة الكتب . نرجو توضيح سبب ذلك ؟

ج هناك حالة عدم اهتمام . يعنى نحن تربينـا تربيه هدف الانسـان فيها هو ان يملأ بطنه جيدا ، وان يملأ عينيه مما يعجب جيدا ، وان يغذى شهواته جيدا . اما ان يغذى عقله جيدا فهذا ليس وارد لانه تربينا تربيه . الان الواحد اذا كان له مال كثير وعقل صغير فهو القيمه فى المجتمع . واذا كان للانسان عقل كبير ومال قليل فهو على هامش المجتمع فيكون مثل ذلك الذى يدعو ( اللهم ارزقنى حظا تخدمنى به ذوى العقول ولا ترزقنى عقلا اخدم به ذوى الحظوظ) يعنى الناس يفتشون عن الحظ اكثر مما يفتشون عن العقل . وهذا هو الاساس . وعندما تقرأون دعاء ابو حمزه الثمالى فى شهر رمضان هناك بعض فقرات اذا يتأمل احدنا فيها ليس الا فى هذا الموضوع ، يمكن قريب من هذا الجانب . ان الانسان يحب ان يقراء ، يحب ان يتعلم ، يحب ان يتوب ، يحب ان يصلى ، يرى ان هناك بعض الموانع ، ماهو السبب ، انا قد لااحفظ الفقرات كلها لكن اقرأ بعضها ( اللهم انى كلما قلت قد تهيأت وتعبأت واستعدت وقمت للصلاة بين يديك وناجيتك القيت على نعاسا اذا انا صليت . وسلبتنى مناجاتك اذا انا ناجيتك . ومالى كلما قلت قد صلحت سريرتى وقرب من مجالس التوابين مجلسى عرضت لى بلية ازالت قدمى وحالت بينى وبين خدمتك . سيدى لعلك عن بابك طردتنى وعن خدمتك نحيتنى او لعلك رأيتنى مستخفا بحقك فاقصيتنى او لعلك رايتنى غير شاكر لنعمائك فحرمتنى او لعلك ..... ) يعنى هناك كثير من الاعمال ومن الاوضاع والعلاقات يكون نوع من الحاجز بين الانسان . احدهم جاء الى بعض العلماء او العرفاء او الائمه قال : انه انا احب اصلى صلاتى لكن مجرد أن آتى لاصلى ارى نوعا من الحاجز ، او نقله عن شخص . فاجابه: هذا الشخص قيدته ذنوبه فى دعاء كميل هناك بعض الكلمات يجب ان نفهمها ليس فقط نقراء الدعاء بدون وعى ( وقعدت بى اغلالى ..) . اشياء اخلاق واوضاع وعلاقات وسلوك تمثل القيد الذى يقيد روحك ويقيد عزيمتك ويقيد فكرك ( وقعدت بى اغلالى وحبسنى عن نفعى ..) فهذا الموضوع يعيش فى هذه الاجواء . ايضا التعقيبات الخاصه بالصلاة والخاصه بتسبيح الزهراء (ع) والنوافل المشتركه والمستحبات التى تقربنا الى الله نرى انفسنا ترفض مثل ذلك لان الدفع هناك بالعمله التى هى غير رائجه كلية يعنى عمله باطله . بينكم وبين الله اذا جاء واحد وقال لنا صلوا نوافل وسبحوا تسبيح الزهراء ولكم الف ريال هل يمكن احد ان يرفض او حتى اذا كان نعسانا فى الصباح ، على انه يصلى صلاة الصبح حتى يصلى النوافل وحتى يقبض . وذلك على حساب الفلوس . الله يقول ياجماعه حسنات كذا ، هذا الشىء له حسنه وهذا الشىء مثلا صلاة الجماعه اذا زادت عن العشره لا يحصى ثوابه الا الله . ليس هناك مشكله . صار فى المسجد كذا . لكن لوفرضنا لو ان احد قال صلى جماعه نحن نعطيك شيك مفتوح .هل تجد من لايصلى جماعه . عند ذلك نحتاج الى مساجد بحجم بلداننا كلها . هذه القضيه بالنسبة الى ما عند الله ، اننا لانثق بما عند الله . انما نثق بما عند العباد . واكثر . لذا فاننا كي نقبل على العلم والعبادة نحتاج الى الهمة العالية الناتجة عن الوثوق بما أعده الله تعالى لنا من عظيم الثواب .

اعلى الصفحة

المؤمن

976 س هل نستطيع ان نطلق على الانسان المسلم الذى يصلى ويصوم ويقوم بتادية باقى الفروض بالانسان المؤمن . ومن هو الانسان المؤمن .... ؟

( تكملة السؤال فى 1607 )

ج السؤال الاول اذا عندنا شخص يصلى ويصوم ويحج مثلا . يعنى يأتى بهذه الفرائض يمكن ان نطلق عليه مؤمن او لا . هذا يجب ان ندرس حياته لان الايمان ليس مجرد ان يصلى ويصوم . بل لابد ( ان المؤمن اذا رضـى لم يدخله رضاه فى اثم ولا باطل واذا غضب لم يخرجه غضبه عن قول الحق . المؤمن من أئتمنه الناس على دمائهم واعراضهم واموالهم المؤمن الناس منه فى راحه وبدنه منه فى تعب .... قد افلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون . ) فاذا كان الانسان جامع لهذه الصفات يمكن ان نطلق عليه مؤمن طبعا بعض الناس ، بعض المؤمنين اعلى من بعض المؤمنين . لكن لو فرضنا الانسان يصوم ويصلى فقط ولكن فى الوقت نفسه يؤذى الناس ، يظلم الناس ، يعتدى . هذا لايعتبر مؤمن . ولذا ورد عندنا فى الحديث عن الامام الصادق (ع) ( اذا اردتم ان تعرفوا الرجل فلا تنظروا الى طول ركوعه وسجوده فلعلها عادة اعتادها ويشق على المرء ترك عادته ولكن اختبروه بصدق الحديث واداء الامانه ) . اما من هو المؤمن . بحسب الاصطلاح ، المؤمن هو الذى يؤمن بالله ورسوله وباليوم الاخر . ولكن عندما نعرف على ان الايمان لابد له من عمل . لان العمل دليل الايمان فنفهم على انه لا بد من الايمان القلبى ولا بد من العمل والممارسه . ولهذا ورد عندنا فى الحديث عن الامام على (ع) ( ان لا بد ان يكون عمل فى داخل الجوارح وعمل فى داخل الجوانح ) يعنى عمل وممارسه . فلا بد ان يكون هناك ايمان وان يكون هناك عمل . وعلى هذا الاساس الناس الذين يقولون انهم لا يصلون ولا يصومون ولا كذا الايمان بالقلب . هذا لا معنى له . لان الايمان دليله العمل . فاذا كان الانسان لا يعمل فمعناه ليس عندنا دليل على انه مؤمن .

اعلى الصفحة

الجانب الروحى

977 س نحن نعرف ان الانسان يتكون من جانب روحى وجانب مادى . نفهم كثيرا عن الجانب المادى ، ولكن نجهل الكثير عن الجانب الروحى ؟

ج الواقع عن منطقة الروح فى الانسان بعد معلومات بشكل دقيق غير موجوده . لكن نحن نعرف وجود الجانب الروحى من ان هناك كثير من الافكار او من المشاعر او من الاوضاع التى لا ارتباط لها بالجانب المادى . الا اذا حاولت ان ترجعها الى عوامل لا شعوريه . مثلما نحن نفكر ان كثير من حالات التضحيه ، حالات العطاء بلا مقابل كثير من الافكار الخيره التى تعيش فى نفس الانسان من دون ان تجد لها اى اساس مادى بالمعنى العميق . طبعا لها اساس مادى لانه ليس عندنا روح تجريديه . الروح الموجوده عند الانسان هى روح متفاعله مع المادة . يعنى مثلما يقول بعض الاشخاص الانسان وجود .... يعنى مزيج يعنى لاالجانب المادى هو جانب مستقل ولاالجانب الروحى هو جانب مستقل . وانما هناك امتزاج بين الجانب المادى والجانب الروحى . فالجانب المادى يؤثر على الجانب الروحى والعكس صحيح ايضا . فلو كان الانسان يعيش فقط فى الجانب المادى فمعناه ان كل الحسابات الموجوده فى حياته تكون حسابات ماديه صرفه . بينما نرى انه عندنا بعض حالات مثلا : ان تصل من قطعك ، ان تعفوا عمن ظلمك ، ان تعطى من حرمك ، واحد يغشك وانت تنصحه هذه حالات المبادىء التى تعيش فى نفس الانسان ، هذه تكون الجانب التعريفى ليس موجودا فى نفس الانسان بشكل مباشر ، وربما يكون بشكل غير مباشر . بشكل لا شعورى. فوجود حاله يمكن للانسان ان يفكر فيها بكثير من الافكار والمشاعر والاوضاع التى تتجاوز حدود الماده هذا مما يدل على ان الانسان يملك جانب روحى كما ان نفس الفكره عن الله ، عن الغيب ، هذه الافاق التى لها علاقه تدل على انه هناك منطقه فى داخل الانسان لا ترتبط بالجانب المادى . وعلى هذا الاساس الفلاسفه الاسلاميون قالوا بان التجربه وحدها ليست هى وسيلة المعرفه . بل هناك العقل والتجربه . لان العقل يدرك اشياء لا تستطيع التجربه ان تحققها . بل التجربه لا تستطيع ان تعطيك قانون عام . الا من خلال المعادلات العقليه فهناك جانب حسى فى نفس الانسان يخضع لهذه الادوات الحسيه الموجوده عنده . جانب تسميه عقلى ، تسميه روحى تسميه تجريدى ، هذا نقدر ان نكتشفه من خلال هذه المنطقه التى لا نجد فيها جوانب ماديه .

اعلى الصفحة

العلاقه مع الله

978 س ما هى الخطوات العمليه للارتباط مع الله ؟

ج التفكير فى خلق الله والتفكير فى نعم الله والدعاء والابتهال الى الله بعد الصلاة وغير ذلك ومحاسبة النفس .

979 س كيف يستطيع الانسان تقوية الرابطه بينه وبين ربه ؟

ج طبعا تقوية الرابطه بين الانسان وبين ربه بان يحاول ان يفكر فى خلق الله وفى عظمته . ثم يفكر فى نعم الله عليه ليشعر ان حياته مشدوده بالله من خلال النعم . ثم يحاول ان يأخذ بالدعاء فى كل المجالات التى يشعر فيها بالحاجه الى الله وبكثرة الممارسه والتفكير بمخلوقات الله وبنعم الله تجعل المرء يشعر برابطة اساسيه تربطه بالله سبحانه وتعالى .

980 س ألا ترون أن اقتصار الانسان على الواجبات وأداؤها بروح الواجب الثقيل يحرم الانسان من الخشوع ؟

ج ... صحيح هذا . السبب هو ان علاقتنا مع الله سبحانه وتعالى تكون علاقه رسميه ، يعنى كأنه الله سبحانه وتعالى له اوقات معينه ، وقت ما عند نا وقت للصلاة هو هذا الوقت الذى يخشع قلبنا لله، مع انه الله سبحانه وتعالى يريد لهذه الاجواء أن ننقلها فى حياتنا يعنى تكون الصلاة ليست هى اللحظه التى يبداء منها كل شىء وينتهى كل شىء ، وانما النقطه التى يبداء بها الشعور بالله ويتحرك فى جميع الوقت ، ولهذا الله سبحانه وتعالى وضع لنا خمس صلوات واضاف اليها صلاة مستحبه حتى يبقى الانسان يعيش الهاجس الذى يذكره بالله . لماذا نحن لا نحصل على الخشوع ؟ لانه تأتى الى الصلاة ، مثلا جالسين نحكى ، نضحك ونتلطف ، واحاديث طويله وعريضه نقوم من هذا الجو ونقول الله اكبر . فمعناه نحن نقلنا هذا الجو الى الصلاة . ولهذا انا بعد صلاة الظهر تحدثت فى هذا المجال فى المدينه انه الله سبحانه وتعالى جعل الوضؤ والاذان والاقامه مثل المنطقه العازله . ألا يوجد منطقه منزوعة السلاح مثل المنطقه العازله ، يعنى الانسان بدل ما يقوم وهو يحكى مع رفيقه ويقول الله اكبر .... الوضؤ عباده ، انك انت تقف بين يدى الله وتقول انا اتوضأ قربة الى الله تعالى ثم بعد يؤذن الانسان اذانا مثلا يشتمل ايضا على خلاصة العقيده الاسلاميه وتذكره بالله اكثر ، بعد الاذان اقامه ، فيكون الانسان ابتعد عن الجو السابق .طبعا هذا ايضا اذا توضأ بوعى وأذن بوعى واقام بوعى ، عند ذلك يدخل للصلاة دخول الانسان المنفتح وعند ذلك يستطيع ان يحقق فى نفسه هذا النمط من الشعور بالخشوع وينميه بعد ذلك

اعلى الصفحة

عام

984 س هناك روايه تخلقوا باخلاق الله . ما هى اخلاق الله ؟

ج الله هو العليم ، الله هو الحليم ، هو الكريم هو القادر ، هو القوى . هذه الصفات الرحمن الرحيم ، هذه صفات علينا نحن عندما نذكر اخلاق الله ان نحاول ان نتخلق بها طبعا حسب نسبتنا وحسب محدوديتنا .

985 س يمكن تحديد مصطلح الايمان و الاسلام فى القران علما بان هناك آيات تركز على الايمان ( قالت الاعراب آمنا ) واخرى تؤكد على الاسلام (ولاتموتن الا وانتم مسلمون ) ؟

ج طبعا الآيات التى تركز على الايمان تفرق بين الذين يسلمون وهم غير مؤمنين وتفرق بينهم وبين المسلمين وهم مؤمنون . ( قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا – يعنى خضعنا لحكم الاسلام - ولما يدخل الايمان في قلوبكم ) اما هذه ( ولاتموتن الا وانتم مسلمون ) هذا المقصود به المسلمون لله ، ان تسلموا امركم لله بقلوبكم . فهذا الاسلام المقصود فيه اسلام القلب والفكر والضمير لله وهو ... الايمان

986 س قال سبحانه وتعالى ( ومن يبتغى غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الاخرة من الخاسرين ) هل المقصود فى هذه الايه ان غير المسلمين بأجمعهم او من كان له الاختيار بين الاسلام وبين غيره من الاديان ؟

ج المقصود الاسلام اسلام الامر لله وكل دين هو اسلام فى وقته . يعنى دين ابراهيم هو اسلام لله فى وقته وهكذا دين عيسى ( ان الدين عند الله الاسلام ) كل دين من الاديان يسمى بالاسلام لانه يتضمن اسلام الامر لله لكن فى مرحلته . الان فى مرحلتنا نحن الاسلام هو الذى جاء به محمد ص هو دين الله وليس غيره لان المسيحيه حتى المسيحيه الصحيحه غير المحرفه ، الله جعلها فى مده معينه وهى المده التى تسبق النبى (ص) ، فبعد النبى لا يجوز الالتزام بها . اليهوديه ايضا فى المرحله التى سبقت عيسى ع فعندما يلتزم بها بعد عيسى لايكون اسلاما لان الله لايجوز الالتزام باليهوديه فى مرحلة الديانة المسيحية ( ان الدين عند الله الاسلام او من يبتغى غير الاسلام دينا ) اسلام الامر لله وذلك بالتزام امر الله بحسب ما يريد الله فى كل مرحله . مرحلتنا ما بعد النبى (ص) هى مرحلة الدين الاسلامى فلا يصح لاحد ان يلتزم غيره . مرحلة وجود عيسى هو الدين المسيحى فلا يجوز لاحد ان يلتزم غيره مرحلة وجود موسى الدين اليهودى وهكذا بالنسبة للانبياء

987 س سمعت حديثا يقول انه قال رسول الله ص من كفر مسلما فقد كفر. ما رايك بهذا الحديث ؟

ج طبعا معناه واضح انه اذا كان الانسان مسلما يعنى يعتقد بالأسس الاسلاميه التي هي اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله ويؤمن باليوم الاخر والقران ولا ينفى ضرورة من ضرورات الدين وتقول انه كافر . معناه انك تنكر هذا الاسلام الذى يعترف به اما اذا كان ... على ظاهر الاسلام ولكن هو كافر ينكر ضرورة من ضرورات الدين طبعا هو كافر غير مسلم . من كفر مسلما فقد كفر . من كفر مسلما .. اذا كان هناك شخص مسلم فيما هو الاسلام ، بحيث يعتقد بكل عقائد الاسلام العامه التى يلتقى عليها المسلمون وقلت انه كافر فانك كفرت لان هذا معناه تنكر الاسلام . اما اذا واحد كافر ينكر ضروره من ضرورات الدين ولو تظاهر بالاسلام فانه لامانع أن تصفه بالكفر .

988 س الخارطه السياسيه العالميه تحكمها القوه . ذكرتم فى حديثكم البارحه لابد من تقوية الايمان والارتباط بالله عز وجل لكى تكون لدينا قوة الايمان فكيف نربط بين هذا وذلك ؟

ج ان الارتباط بين قوة الايمان وقوة الموقف وقوة الحركه وقوة التحدى ارتباط كأقوى ما يكون وكأعمق ما يكون السبب انك لكى تكون قويا لابد ان يكون لك اساس من القوه فى شخصيتك وذلك بان تعيش فى داخل شخصيتك الثقه بصوابية موقفك والثقه بقوة موقعك والثقه بعمق جذور القوة فى شخصيتك . هنا عندما تكون مؤمنا كما هو الايمان فى عمقه فان معنى ذلك انك تشعر بالارتباط العميق بقوة الله سبحانه وتعالى الذى تحس من خلال ايمانك بحضوره فى كل الساحات التى تعيش فيها . لان هناك فرقا بين الايمان الذى يمثل معادله عقليه وبين الايمان الذى يمثل حاله شعوريه . الايمان الذى يمثل معادله عقليه تماما كالمعادلات الرياضيه التى لايمكن ان تنفذ الى حياتك لكن الايمان الذى يمثل حاله شعوريه اذ انت تشعر ان الله حاضر امامك تماما كما لو كنت تراه ويراك . اذا كنت تشعر انه معك تماما كما لو كان ايمان رسول الله ص( اذ اخرجه الذين كفروا ثانى اثنين اذ هما فى الغار اذ يقول لصاحبه لاتحزن ان الله معنا ) فى الوقت الذى كان رسول الله ص آنذاك لايملك اى شىء معقول من القوه . هو فى الغار مختبىء مع صاحبه وفى الوقت نفسه قريش على طرف الغار يتناقشون فيما بينهم هل يدخلون او لايدخلون ، ولو فرضنا نجح الحوار فى ان يكون الى جانب مسالة الدخول لأستطاعوا ان يدخلوا وان يقبضوا على النبى (ص) ومع ذلك كان النبى يشعر بالسكينه و القوة .

989 س قد يستطيع الانسان ان يقنع نفسه فى قضايا لمصلحته الشخصيه والتى تخالف الشرع فكيف يمكن معالجة هذه القضيه ؟

ج طبعا معالجة هذه القضيه بواسطه تقوية جانب الايمان فى نفسه بحيث يفكر انه حتى لو فرضنا كان هذا العمل او هذا الكلام فى مصلحته الشخصيه فانه عندما لا ينال به رضا الله ويتعرض لعذاب الله فلا قيمة لهذه المصلحه امام عذاب الله وامام سخط الله .

اعلى الصفحة

الارتباط بالله

990 س فى بعض الاوقات يحس الانسان انه مرتبط مع الله ارتباطا قويا ومنجذب اليه بشده ولكن فى بعض الاوقات يحس انه مبتعد عن الله ، كيف يحدث ذلك ؟

ج يحدث ذلك نتيجة وجود بعض العوائق التى يمكن ان تبعده عن الله سبحانه وتعالى ولعلنا اذا قرأنا بعض فقرات فى دعاء ابى حمزه الثمالى قد نكتشف ذلك ( الهى مالى كلما قلت قد تهيأت وتعبأت واستعديت وقمت للصلاة بين يديك وناجيتك القيت على نعاسا اذا انا صليت وسلبتنى مناجاتك اذا انا ناجيتك ومالى كلما قلت قد صلحت سريرتى وقرب من مجالس التوابين مجلسى عرضت لى بلية ازالت قدمى وحالت بينى وبين خدمتك لعلك عن بابك طردتنى او لعلك عن خدمتك نحيتنى او لعلك رأيتنى غير شاكر لنعمائك فحرمتنى او لعلك فقدتنى من مجالس العلماء فقليتنى او لعلك رأيتنى فى الغافلين فمن رحمتك آيستنى او لعلك لم تحب ان تسمع دعائى فباعدتنى او لعلك بجرمى وجريرتى جازيتنى اولعلك بقلة حيائى منك كافيتنى او لعلك رأيتنى آلف مجالس البطالين فبينى وبينهم خليتنى.) هذه الاشياء عندما نفكر فيها ربما تكون هى من الامور التى تبعد الانسان عن الله من جهه وتبعده عن التوبه من جهه ثانيه وربما تذهب توجهه وخشوعه الى الله سبحانه وتعالى فعلى الانسان ان يراقب نفسه من هذه الجهه

991 س ماحكم الصلاة وقرائة القران والادعيه بدون خشوع وكيف يأتى الخشوع حينئذ ؟

ج من الطبيعى ان ممارسة اى ماده من مواد العبادات بدون خشوع تعنى ان العباده لاروح فيها ، ولكن مع ذلك علينا ان لا نترك الدعاء لمجرد اننا لانخشع فيه . لكنه من الممكن ان يأتيك الخشوع وانت فى نصف الدعاء . علينا ان لا نترك قرائة القران لانه نحن لانرى من انفسنا اقبالا على القران ونحن نقراه ، ممكن انت تقراء وتندمج فيصير عندك لحظة اقبال . يجب ان نتعود على ان ندعو دائما بخشوع او بدون خشوع ونقراء بخشوع وغير خشوع ونصلى ونحاول فى اثناء القرائه والدعاء والصلاة ان نحصل الخشوع . محاولة تحصيل الخشوع انما هو بان يعيش الانسان نفسه لما يدخل الى الصلاة اجواء الصلاة ثم يحاول ان يفكر بكلمات الصلاة وبأفعال الصلاة . اعتقد ان الاستغراق التدريجى فى مثل هذا يمكن ان يحقق للانسان بعض الخشوع او كل الخشوع الخشوع هو بان يعيش الانسان نفسه لما يدخل الى الصلاة ، اجواء الصلاة ثم يحاول ان يفكر بكلمات الصلاة وبأفعال الصلاة . اعتقد ان الاستغراق التدريجى فى مثل هذا يمكن ان يحقق للانسان بعض الخشوع او كل الخشوع .

992 س كيف يمكن خلق التوازن فى حياتنا اليوميه بين حاجاتنا الروحيه وانشغالاتنا ؟

ج ان نخلق التوازن ، ان نجعل انشغالاتنا فى عمق حاجاتنا الروحيه بان نعمل امتثالا لأمر الله فى العمل ونعمل على اساس ان نحفظ حدود الله فى العمل . عندما تذكر الله حتى فى داخل لذتك وشهوتك فانك بذلك تجعل شهوتك حركة روحيه فى حياتك . الفرق بين الحاجه الروحيه والحاجه الماديه الفرق بينهما يمر بفاصل دقيق جدا وهو ذكر الله ما تذكر الله فيه يكون ذكر الله دافعا لك الى ان تلتزم حدود الله فيه فهو حاجه روحيه حتى لو كان يمثل قسوة الماده وما لم تذكر الله فيه فهو حاجه ماديه حتى لو كان صلاة . الصلاة التى نأتى بها رياء هى حاجه ماديه وليست حاجه روحيه ان تعيش مع الله دائما ذلك يجعل حياتك فى حركة روحية دائمه .

993 س ما معنى أن نقول مثلا أن بعثة الأنبياء واجبة على الله تعالى ؟

ج الله سبحانه وتعالى لايستطيع احد ان يوجب عليه شيئا ولكن الله سبحانه وتعالى هو شرط على نفسه وهو اوجب على نفسه ، يعنى هو تفضل علينا بان جعل لنا على نفسه ان يعطينا وان يرحمنا وان ينعم علينا . هناك اشياء يقال يجب على الله من باب اللطف . هذا معناه فيما يدركه العقل يعنى لابد ان يكون الله كذلك . لابمعنى يجب ، يعنى يقبح على الله ان يكون ظالما ، يجب على الله ان يكون عادلا . ليس معنى الوجوب ان هناك سلطه تلزم الله بشىء . لا . هذا فى مقام تقرير طبيعة حقيقة صفات الله ، ان الله لابد ان يكون كذلك لانه يقبح عليه الظلم يعنى الوجوب العقلى ، اللابديه العقليه .

994 س الفهم الشامل للدين والتطبيق الشامل للدين ضروريان للانسان المسلم كيف يمكن التوفيق بين هذا المفهوم ومفهوم التدرج فى تهذيب النفس؟

ج طبعا بالنسبة الى التطبيق الشامل ليس معناه التطبيق الدفعى بل التطبيق الشامل يعنى ان يحاول ان يطبق كل مفاهيم الدين على نفسه ولكن بطريقه تدريجيه بالنسبة للآداب والأخلاق أما الواجبات والمحرمات فلابد من الالتزام بها دفعة واحدة

995 س تاتى فترات على الانسان يحس فيها بالابتعاد عن الله سبحانه وتعالى فكيف يمكن للانسان ان يعالج هذا الشىء علما بان هناك فترات اخرى يحس فيها بالارتباط الشديد مع الله ؟

ج فى الفترات التى يحس فيها بالابتعاد عن الله عليه ان يدرس لماذا هذا الابتعاد ، يحاول يفكر فى اسبابه فى نفسه ، أواسبابه فى الناس الذين يعيشون معه ، ثم يحاول ان يعالج ذلك بالتفكر بالله ، فى عظمته ، فى نعمه ، بمحاولة الابتهال الى الله سبحانه وتعالى لعل قلبه ينفتح على اساس ذلك .

996 س اذا كان الشخص يوم القيامه حسناته اكثر من سيئاته فهل يدخل الجنه ام لا ؟

ج من الطبيعى ان الانسان الذى حسناته اكثر من سيئاته ومن الاشخاص المنفتحين على الله اكثر والذى معناه انه لهم علاقه مع الله لا اشكال فى انهم يكونون محلا لرحمة الله .

997 س ايهما اقرب الى الله تعالى ، حب الله والاطمئنان الى مغفرته ام خشية الله والخوف من ناره وأى بكاء افضل فى رأيكم البكاء من خشية الله ام البكاء فى حب الله تعالى ؟

ج الواقع اننا اذا احببنا الله خشينا منه واذا احببنا الله راقبناه ، لان محبة الله ليست هى المحبه العاطفيه كما نفعل فى الدنيا ولكن محبة الله تتحرك فى خط طاعة الله سبحانه وتعالى ولهذا كان التوجيه الاسلامى للانسان المؤمن ان يكون دائما بين الخوف وبين الرجاء ( خف الله خوفا لو أتيته بحسنات الثقلين لعذبك وأرج الله رجاء لو أتيته بذنوب الثقلين لعفى عنك ) ما من مؤمن الا وفى قلبه نور خيفة ونور رجاء ، علينا ان نحب الله لنعمه وعلينا ان نخاف من سخط الله فيما توعدنا به من سخطه اذا تمردنا على احكامه وعلى خط الايمان فيه فعلينا ان نبكى من خشية الله وان نبكى من محبه الله لان من الممكن ان يجتمع فى قلب الانسان هذان الامران المحبة والخشيه.

998 س كيف يعيش الانسان فى رجاء وخوف من الله ؟

ج يعنى ان يعرف ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم وانه يعاقب من يشاء ويغفر لمن يشاء فقد يشاء الله لنا الغفران وقد يشاء العقاب حسب حكمته ، ولذا الانسان يبقى مترددا بين الخوف والرجاء ، يخاف حتى لايتجرأ على المعصيه ويرجو حتى لا ييأس من رحمة الله .

انظر سؤال

اعلى الصفحة

الموضوع	رقم السؤال	الموضوع	رقم السؤال
الكمالات	981	مقياس	972
الشرك	982	المستوى الايماني	973
جلب الشباب	983	التربية الروحية	974
عام	984	المؤمن	976
الارتباط بالله	990	الجانب الروحي	977
		العلاقة مع الله	978