فقه
الطب
دروس
سماحة الشيخ
علي
الكوراني |
tفهرس المواضيع |
من الافات التي ابتليت بها مجتمعاتنا
قلة الوعي الديني بين الناس نتيجة تكالب
الناس على أمورهم المعاشية الكمالية منها
والاساسيه مع ان الله عزوجل تكفل بها
وكلنا يملك ما يقيم به أوده ، ونتج عن ذلك
التكالب على الدنيا والبعد عن احكام
الله رغم التواجد المميز للمدرسة
السيارة التي تركها لنا الأئمة الاطهار (ع)
- اعني بها المجالس الحسينية – وخطب الجمعة والوعظ الدائم في
المناسبات الاسلامية المختلفة وليس القصور في هذه المنابر وانما في الخطيب
والمستمع فجلنا من رواة العلم لارعاته .
من خلال استماعي للبرنامج الاذاعي (منار
الاحكام ) لسماحة
الشيخ علي الكوراني والدروس المنشورة في
شبكة رافد للتنميه على الانترنيت . ارى ان
طباعة دروس سماحته في كتيب ليكون في
متناول اليد اكثر فائدة للمسلمين . وقد
شجعني على ذلك كل من الدكتور صباح احمد
جمال الدين ومحمد رضا المسقطي الذين اتحفا
الموضوع بتعليقات مفيدة اوردتها في
الهامش جزاهما الله خير الجزاء ، واني
لأرجو ممن له باع بالموضوع ان يبادر في
اثراءه وله الاجر والثواب .
ان
هذه الدروس تبين بوضوح ما للاسلام من
توجيهات اخلاقيه في كل امور الحياة ، فما
يسمى بالمثل الطبية (
MEDICAL
ETHICES
)
التي يفخر الغربيون انهم وضعوها ، نجد في
الاسلام ما يفوقها عمقا
واخلاقا وسعة ، لأن الاسلام هو دين
المعاملة ، كما قال الرسول
صلوات الله عليه وآله ( الدين المعاملة ) .
وهذه الدروس بالاضافة الى فائدتها
والانتفاع من معينها الاسلامي الخصب ، فهي
صورة وتكريس لمقولة الرسول الاعظم (ص) "
انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق " ففي
هذه الدروس الجليلة نرى اسهام علماء
الاسلام وفقهائهم في كثير من المجالات
التي ظن الكثير من المسلمين ان الاسلام قد
سكت عنها ، ويتضح عند
الاطلاع عليها ان الاسلام ككتابه الكريم
لم يترك صغيرة ولا كبيرة في حياة المسلم
الا وتحراها بالدراسة والتمحيص مع ابداء
احسن الوجوه في التطبيق مما يرضي الله
ورسوله والخلق القويم . راجيا من القراء الكرام اتحاف الموضوع بآرائهم لاتمام
هذا العمل بالصورة التي تضفي على ديننا وعلى خلقنا امام العالم الفكرة
الحقيقية لما ارادنا الله ان تكون عليه ، في هذا الجانب وفي كل جوانب
الحياة الاخرى .
لم اكن اعطي لنفسي حق عرض دروس سماحة الشيخ على
الانترنيت الا بعد ان اجاز سماحته لي ذلك .
ان نقل المحاضرات الى كتاب ليس بالامر
الهين ويستلزم تعديل جملة من النصوص
ويتطلب حذف واضافات في كثير من الفقرات
وهذا من حق صاحبها ، لذا اكتفيت بدمج بعض
النصوص وحذف المتكرر منها مما لايؤثر في
اصل الموضوع . ولله الحمد اولا وأخيرا
|
كراهة التمرض من غير علة واستحباب ترك المداوات الا للضرورة
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة واتم السلام على سيدنا محمد وآله الطبين الطاهرين .
ورد في
الحديث
عن
الامام الصادق (ع) ذكر لعدة انواع من الناس
وانهم ليسوا اناسا طبيعيين ومن هؤلاء التارك
للسواك الذي لايغسل فمه واسنانه والداخل
فيما لا يعنيه فضولي تدخل في أمر
لايعنيه ، انت كلفك الله بأمور قم بما عليك
، مالك والتدخل في شئون الاخرين وفيما
لايعنيك والمماري فيما لاعلم له به ،
فهو لايفهم الموضوع ولكن
يريد ان يدلي برأيه ويناقش فيه ، حتى تجد
في مجلس تطرح مسألة فقهية هذا يعطي رأيه
فيه وفلسفي يعطي رأيه فيه وسياسي يعطي
رأيه فيه وتخصصي يعطي رأيه فيه ويناقش ..
. والمتمرض من غير علة . يأتي بسبب
للمرض ويُمرض نفسه ويشكو ويئن ويحب ان
يعطف الناس عليه وان تهتم به عائلته أكثر ،
، والمتشعث من غير مصيبة . يظهر نفسه
كأنه مصاب بمصيبة ، ويصبح كألأشعث الأغبر
، والمخالف لأصحابه . اي مخالف دائما
يحب ان يخالف مايقولون ، والمفتخر يفتخر
بآبائه واعمالهم ، هذه مجموعة من الناس
ليسوا طبيعيين . السائل يسأل الامام الصادق (ع) أترى هذا الخلق كلهم من البشر
وينطبق عليهم اسم إنسان ؟ يعد الامام (ع) مجموعة من فيهم صفات البشر ولكنهم
ليسوا اناسا طبيعيين .
قال النووي في مجموعه انه يستحب
للمريض الصبر ، ويكره له كثرة الشكوى
، فلو سأله طبيب او قريب او صديق او
نحوهما عن حاله فأخبره
عن الشدة التي هو فيها لاعلى صورة الجزع
فلا بأس ويستحب
له ان يصبر
كما يستحب في
فقهنا ان يحمل مرضه ما حمله ولا يتمارض
بدون علة ، وعندنا مجموعة احاديث من طرق
الشيعة والسنة انه مادام يمكنك ان
لاتستعمل الادوية في مرضك فأحمل مرضك
في وسائل
الشيعة باب استحباب ترك المداواة مع امكان
الصبر وعدم الخطر وخصوصا من الزكام
والدماميل والرمل والسعال وما ينبغي
التدواي به بدون وجود الخطر بالترك . عن
الامام الصادق (ع) قال كان المسيح (ع) يقول ان
تارك شفاء المجروح من جرحه شريك جارحه
لامحالة .هذا في حالة وجوب المعالجة .
اذا أمكن لأحد ان يعالج احدا ولم يعالجه
وهو مجروح وتركه في جرحه يكون شريكا
لجارحه .
عن الامام الكاظم (ع) قال ادفعوا
معالجة الاطباء ما اندفع الداء فانه
بمنزلة البناء قليله يجر الى كثيره .
وهذه كلمة حكيمة في المعالجة ، في منزلة
البناء (2) اذا اردت ان تصلح جزءا من البيت
انتقلت الى الجزء الآخر . اذا انت اكثرت
الدواء وعالجت بدون حاجة للمعالجة
والدواء قليله يجر الى كثيره ، اذ ينشأ من
هذا الدواء حالة اخرى لابد ان تعالج
الحالة الاخرى .. الخ .
في كتاب مكارم الاخلاق تجنب الدواء
ما احتمل بدنك الداء فاذا لم يحتمل الداء
فالدواء .
وقول امير المؤمنين (ع) في الوسائل أمشي
بدائك ما مشى بك ، حتى صار مثلا . اذا
شخّص الطبيب انه لابد من معالجة مستمرة ،
نعم ، وقد تجب
المعالجة احيانا وقد تحرم ، وعندنا في بعض
كتب الفقه الحديث حرمت المعالجة اذا لم
تكن لازمة .
في البحار حرمة التداوي بدون شدة
المرض والحاجة الشديدة اليها . قال صاحب
كشف الغطاء (قد) ومنها ترك المعالجة مادام
اندفاع المرض مرجوا بسهولة ثم ذكر حديث
الامام الصادق (ع) وفيه من ظهرت صحته على سقمه
فعالج نفسه بشىء فمات فأنا الى الله منه بريء .
=============================
(1)
يدخل في هذه الطائفة المرضى النفسيون
الذين يعتقدون انهم مرضى ، ويجب مراعات
ذلك عند العمل بهذه الكراهيه
د ص |
استحباب ترك المداواة مع عدم الحاجة اليها
.
يصاب بعض الناس بوسوسات يراجعون
الطبيب ، ولأي صغيرة وكبيرة يشربون الدواء
بدون الحاجة اليه . هذه حالة منهي عنها في
الشرع الشريف ومنهي عنها عند الاطباء ايضا
. وهناك بعض الناس من يفرط ولايراجع الطبيب
حتى اذا لزم ذلك عليه وهذا تفريط لايجوز
شرعا . القاعدة في المعالجة وعدمها هو
الاعتدال والتوسط
قال صاحب كشف الغطاء الرجوع الى
الطبيب مع الحاجة مندوب وليس بواجب كأن
يظن الخطر عليه فأن الظن يدار على المظنة
فلو ظن الضرر بدوائه حرم عليه التداوي ،
اي اذا احتاج الى الطبيب يستحب له وقد يجب
عليه ذلك ولو ظن الضرر بدواء الطبيب يحرم ،
واذا ظن الضرر بمرضه فحينئذ
يجب عليه ان يراجع الطبيب .
قال صاحب العروة (قد) عدم التعجيل
في شرب الدواء ومراجعة الطبيب الا مع
الياس من البرء بدونه . اي بدون مراجعة الطبيب ، اذن يستحب عدم التعجيل
في مراجعة الطبيب .
يقول النووي في مجموعه انه ويستحب
التداوي . يفتي باستحباب التداوي
واذا ترك التداوي توكلا على الله عز وجل
فهو فضيلة اذا لم يكن خطراً معتدا به . نعم
حينئذ يكون فضيلة ويكون قد عمل بالمستحب . اما اذا كان مرضا معتدا به فلايكون
فضيلة .
الضرر المعتد به عند فقهائنا الضرر الذي يرتب عليه العقلاء اثرا ،
مثلا ضرر اذا أكل قليلا ضرر اذا نام أقل من اللازم هذه ضرر هذه اضرار
متعارف عليها ، مرة يسبب له الضرر على كبده اوعلى عمل قلبه اوعلى عمل مهم
من اعضاء جسمه ، في هذه الحالة يقول العقلاء يجب ان تراجع الطبيب .
في كتاب الخصال عن الامام الصادق (ع)
قال من ظهرت صحته على سقمه فعالج نفسه
بشيء فمات فانا الى الله بريء منه (1). قال
الصدوق (ر) بيان ظاهره حرمة التداوي من
المرض والحاجة الشديدة اليه ولكن الخبر
ضعيف ويمكن الحمل على الكراهة من معارضة
اطلاق بعض الاخبار وان كان الاحوط العمل
به ، الظاهر ان هذا البيان لصاحب الوسائل (ر) اذ ان صاحب الوسائل يرى ان
الاحوط العمل بهذا الحديث ، اي ان لايتعالج الا لضرورة ، وثابت عند فقهائنا
استحباب الصبر على الداء ما لم تكن ضرورة للمعالجة .
(2)
عن الامام الكاظم (ع) قال ليس من
دواء الا وهو يهيج داءً وليس شيء في البدن
انفع من امساك اليد الا عما يحتاج اليه ،
انفع ما تداوي به بدنك انك ترى ما ينفعك
وما يضرك ، تلتزم بما ينفعك وتبتعد عما
يضرك من غذاء ودواء وشراب ، فما ينفعك
تلنزم به وما يضر بدنك من مأكل تترك ذلك .المراد الصبر عن المعالجة وشرب
الادوية مهما امكن .
عن امير المؤمنين (ع) في الاستحباب على
الصبر عن التداوي لايتداوى المسلم حتى
يغلب مرضه صحته . مثلا انت
تشكوا شيئا من معدتك ولكن تأكل بشكل طبيعي هنا تغلب صحتك على مرضك اذن
لاتستعمل الادوية وانظر الى ما يضرك وما ينفعك من الاغذية والماء والشراب
والنوم وبرنامجك في الغذاء والنوم الجيد ، لاتتدواى ولاتذهب الى الطبيب ولا
تستعمل الادوية ، اما اذا غلب المرض على الصحة حينئذ تعالج .
===========================
(1)
قال ابن سيناء اذا دخل الدواء جسما ولم يجد
داءا يفتك به تشبث بالصحة فعبث بها
د ص |
مسألة في عمل الاطباء : هل ان المعالجة
على الطبيب واجبة ؟ اي
هل يجب عليه شرعا ؟
اذا
انحصر العلاج به صار واجبا عينيا ، أما اذا
يوجد طبيب في هذا البلد او في هذا الوقت
والمريض تجب معالجته ولم ينحصر به الامر
يكون واجبا كفائيا . وكذلك تعليم الحلال
والحرام والاحكام هذا واجب على العالم
الديني
هناك قاعدة اخذ بها بعض فقهائنا انه
لايجوز اخذ الاجرة على الواجبات اذا أوجب
الله شيئا . يعني يعمله قربة الى الله
تعالى ، وهنا يأتي اشكال ان كثيرا من
الامور اوجبها الله عزوجل على الناس .
فاوجب ان يكون مهندسين صناعات واوجب ان
يكون خباز في محلة او قرية ليس فيها خباز -
افرض ان الناس لايخبزون في بيوتهم - او
حمال او مرافق عامة لتلك البلدة او
الصناعات المختلفة في
المجتمع وفي الدولة ، هذه من الواجبات
الكفائية والله عزوجل اوجب على المهندسين
ان يشقوا الشوارع والطرقات هذا مما يجب
على المهندسين ان يقوموا به . هل يمكن ان نلتزم بكل ما أوجبه الله عز وجل فلا
يجوز أخذ الاجرة عليه ؟ القليل من فقهاء الشيعة والسنة افتوا بذلك .
بالنسبة لتعليم الاحكام الشرعية افتى
فقهاؤنا كلهم ان الذي يعلم احكام الحلال
والحرام وما يجب وما لايجب ما يحرم وما
يحل بالفقه الاسلامي والاحكام الشرعية يحرم
عليه أخذ الاجرة على ذلك ، وكذلك مثلا الخطيب الحسيني فبعضهم يستشكل أن
يأخذ اجرة ، اما ذكر فضائل اهل البيت (ع) ومصابهم وروايات وقصص ومواعظ ،
هذه يفتون انه يجوز اخذ الاجرة عليها .
ورد ان الطبيب كالفقيه او كالعالم ، مادام وجب عليه
المعالجة فيحرم عليه أخذ الاجرة .
المال الذي يأخذه الطبيب مقابل ماذا ؟ هناك وجهان :
بعض الفقهاء قالوا انه لاينافي أخذ الاجرة وان وجب عليه ، ولكن يأخذ الاجرة
على عمله ، وافتى بعضهم ان يأخذ الاجرة على مجيئه للمريض اوعلى بعض خدماته
وليس على نفس معالجته اوعلى تشخيص الداء ووصف الدواء وانما على مقدمات ذلك
أي توابع ذلك .
قال العلامة الحلي (ر) في منتهى المطلب
مسألة : يجوز الاستئجار للختان
والمداوات وأخذ الاجرة عليه ما نعلم فيه
خلافا لانه فعل معلوم فيه شرعا ونضطر الى
فعله - فزاد - الاستئجار
عليه كسائر الاعمال المباحة .اذن
الاستئجار للمعالجة بفتوى العلامة الحلي (ر)
يجوز ويقول وكذا عقد الاستئجار للكحل(1)
سواء كان الكحل من العين او الطبيب يعني
قطرة العينين ومعالجة العينين وقال بعض
الجمهور ، ان شرط على الطبيب لايجب ان يكون
الكحل عليه وقال
مالك لايستحق الاجرة حتى تبراء عينه
يعني يمكن ان يستأجر الطبيب المعالج فاذا برأت عينه يستحق عليه الاجرة والا
لايستحق . قالوا قال مالك لايستحق الاجرة
حتى تبرأ عينه وليس هذا القول بمعتمد
.
اما عندنا فان فخرالمحققين ابن
العلامة الحلي (قد) يخالف هذا الرأي ويقول
في ايضاح الفوائد والحق انه ان كل واجب
على شخص معين لايجوز للمكلف به أخذ الاجرة
عليه ، والذي على الكفاية اذا كان واجبا
عينيا عليه . والذي على الكفاية فان
كان لو اوقعه بغير نية لم يصح ، يعني فخر
المحققين ابن العلامة الحلي (قد) يقول
لاتجتمع الاجرة مع اخلاص النية وهذا العمل
الواجب يجب ان يكون بلا اجرة . الطبيب يعمل بلا اجرة ، لأن الحكومة تعطيه
الاجرة فلا يأخذ من الناس وانما من بيت المال ، اما ان يأخذ اجرة على عمله
فيقول هذا ينافي الاخلاص .
صاحب مجمع الفوائد وفخر المحققين
الاردبيلي (قد) رأيهم انه يجوز للطبيب ان
يأخذ الاجرة ، وذلك لان اكثر الصناعات (2)
غالبا كفائية على ما صرحوا
فيلزم عدم جواز اخذ الاجرة . اذن
فالصناعات اللازمة للمجتمع كلها واجبات
كفائية فاذا حرم أخذ الاجرة على الطبيب
وعلى الفقيه فيحرم على المهندس وعلى من
يحتاج اليه المجتمع ايضا
يقول انه الاحكام الشرعية فيها استثناء ، لكن اجرة الطبيب تجوز ،
ولاينافي جواز اخذ الاجرة .
وبحث الشيخ الانصاري (قد) هذا الموضوع
وقال في كتابه المكاسب وجوب الصناعات
ليس مشروطا ببذل العوض يعني يجب عليه ولكن ليس معناه انه يحرم عليه ان
يأخذ الاجرة على عمله ولا ينافي هذا المبحث الفقهي .
صاحب العروة (قد) قال لابأس بأخذ
الأجرة على الطبابة وان كانت من الواجبات
الكفائية وانها كسائر الصنائع واجبة
بالعوض لدوام ضمان معايش العباد بل يجوز
وان وجبت عينا لعدم من يقوم بهذا غيره
، اذا وجد طبيب واحد فقط وجب عليه معالجة هذا المريض ويجوز له اخذ
الاجرة .
الاصل اذا نظرت الى البحوث الفقهية
عند فقهاء المسلمين رأيت ان مسألة الاطباء
مثل مسألة الفقهاء في بحث جواز أخذ الاجرة
وعدمه ومما ينبغي ان يلتفت اليه الاطباء
ان الشريعة المقدسة جعلت عمل الاطباء مثل
عمل الفقهاء . وعمل الفقهاء ان يبينوا
للناس ما احل الله لهم وما حرم عليهم وهذا
فيه معالجة العقل والروح ، وأوجب على
الاطباء ان يبينوا للناس مايضرهم وما
ينفعهم وان يعالجوا امراض الناس ، هذا عمل
مقدس مثل بيان شريعة الله ، معالجة ابدان
العباد مثل معالجة عقولهم وارواحهم ،
يداوي الطبيب الناس بالطب كمداوات
العلماء بالدين ، الفقهاء تجب عليهم هذه
المهمة وهي مهمة مقدسة ويحرم عليهم ان
يأخذوا عليها اجرا ، والاطباء ايضا تجب
عليهم هذه المهمة شرعا كلفهم الله بها ،
اما ان الاجرة التي يأخذونها هل هي على
عملهم ام على مقدماته ام يهدي لهم هدية في
مقابل عملهم ام يكفل مؤنتهم من بيت المال
هذا أمر آخر ، (3)
اكثر الفقهاء يفتون انه يجوز للطبيب
ان يأخذ اجرة على عمله المقدس حتى لو كانت
من الواجبات الكفائيه . وحبذا لو كان
الطبيب وخاصة الطبيب الموظف عند الدولة ان
يعالج الناس قربة الى الله تعالى ما دام
يكتفي من بيت المال ولاينوي براتبه الاجرة
. الطبيب الذي يعالج الناس في مطبه (4) او يقوم بعملية جراحية ينوي انه يقوم
بواجبه الشرعي بما كلفه الله عز وجل ويداوي الناس ويتسامح فيما يعطيه
المريض او لايعطيه ويتسامح خاصة مع الفقراء وينصح مريضه نصحا حقيقيا وليس
بعقلية ان يراجعه أكثر او يشتري الدواء منه ويبيعه له بأكثر .
المريض مستنصح للطبيب وعندنا في
الحديث الشريف عن النبي (ص) واهل بيته (ع)
انه ما استنصح امرء أخاه او أحدا ومن يمحضه
محض الرأي الاسلبه الله رأيه
. لو كان عند الطبيب فكرة او رؤية
اومعرفة في شيء واستنصحه أحد فاذا لم
يعطيه خالص الرأي والنصيحة الكاملة فأن
الله عزوجل يسلب منه رؤيته ويسلب منه حتى
علم الطب ايضا او المعرفة الطبية او تشخيص
الحالة المرضية وتشخيص معالجتها .(5)
اذن فالطبيب يمكنه النصح للمريض بأن ينوي عبادة لله عز
وجل بذلك ويكون في تمام عمله في عبادة لله سبحانه وتعالى وفي حالة دعاء
ويكتب له ثواب ، وبالنسبة للأجرة اذا امكنه ان ينويها على شيء آخر ويتساهل
بها مع الناس فهذا هو الوضع الطبيعي .
قال صاحب
العروة كما ذكرنا ان لابأس بأخذ الأجرة على الطبابة وان كانت من الواجبات
الكفائية . وبحث هذه المسألة الفقهاء
المتعددون من الشيعة ومن السنة ،
يقول الخوئي
(قد) يمكن ان يأخذ الاجرة ويمكن ان يشترط
البرء حتى ولو كان خارجا عن اختياره ،
يمكن ان يتفق مع الطبيب ان اعطيك اجرة بشرط
ان اشفى من مرضي ،
هذ الشرط يصح ايضا وبعض الفقهاء يستشكل
فيه ، قال السيد الخوئي (قد) اذا انثنى مانع
من اشتراط البرء وان كان خارجا عن اختيار
الطبيب بعد ان كان متعلقا بالاراده وهي
ذات المعالجة مقدورة الاراده على
المعالجة وهي مقدورة ، والبرء حتى لو لم
يكن بيد الطبيب يمكن ان يشترط على الاجر .
وهناك آراء أخرى لفقهائنا قريبة من هذا .
الامام الخوئي (قد) يرى انه يجوز أخذ
الاجرة على الطب والواجبات الكفائية
الاخرى (6) . تعليم الاحكام الشرعية بشكل عام يستثنيه الفقهاء في المذاهب
السنية .
في المذهب الزيدي جاء في شرح الاطهار
جوزوا أخذ الاجرة للطبيب بشرط البرائة اي
انه يشترط البرائة . اما في مجموع النووي
واكثر فقهاء السنة فلايجوزون للطبيب اخذ
الاجرة
=======================================
(1
،6) بالنسبة لهذا الزمان اعتقد ان اختلاف
الظروف جعلت الحكم في اجرة الطبيب تعتمد
اولا على كون الدولة اسلاميه او غير ذلك
وثاني وهو الاهم الظروف الاجتماعية
والاقتصادية المحيطة بالطبيب ومريضه
والتي تختلف عما كان في صدر الاسلام د ص
(1
،4 ،5 ،6) مسئلة حرمة أخذ الاجرة على
المداواة يعتقد انه حصل لبس وخلط بين وجوب
تعلم الطب والدراسات الدينيه ويقية المهن
الاخرى الضرورية للحياة البشريه وجوبا
كفائيا وبين عدم
جواز اخذ الاجرة على الواجب ، اذ المفروض
ان ذلك ينحصر فقط في الواجبات العينيه .
فلو وجب على الطبيب المعالجة وجوبا عينيا
ولم يستطع المريض دفع الاجرة وليس هناك
متبرع حينئذ تجب عليه المداواة وحتى دفع
قيمة الدواءاذا كان قادرا . واما في غير
ذلك فلا يصح الزامه بالمداواة المجانيه
مما يسبب العزوف عن تعلم مهنة الطب وربما
يمكن التشبت بحرمة اخذ الاجرة على الواجب
على المهن الاخرى وهو فعلا ينطبق في حالة
تحوله الى واجب عيني ولم يوجد من يدفع
الاجور كاقامة الحسور والطرق اللازمة وما
شابه ذلك . وربما يسري التعليل حتى بالنسبة
الى تعليم المسائل الدينيه بفتح مدارس
ومعاهد فيكون ذلك حكمه حكم الطبابة او
ممارسة المهن الاخرى فلا يجب الا ذ اصبح
واجبا عيني ولم يستطع الطالب دفع الاجور
وليس هناك متبرع اللهم اذا كانت هناك نصوص
خاصة وصريحة تستثني وتلزم التعليم
المجاني وتحرم اخذ الاجرة عليها . وهذا
يختلف تماما عن وجوب اعطاء النصح الصحيح
في الاستشارة الطبية وان كانت الاحاديث
التي تلزم اعطاء الراي الصحيح في
الاستشارة ربما لاتلزم وتوجب اعطاء الرأي
اساسا اذ يمكن ان يمتنع عن الاجابة ولكن
لايجوز له في أي حال اعطاء الرأي الخطأ
اللهم اذا كانت هناك احاديث صريحة واضحة
في ذلك . اما بالنسبة الى الاجابة في
المسائل الشرعية بالنسبة الى المكلف
فيختلف الموضوع حيث لايجوز له الامتناع عن
الاجابة فضلا عن الاجابة غير الصحيحة
وربما الاحاديث التي لاتجوز اخذ
الاجرة في تعليم المسائل الشرعية يخص هذ
الموضوع فقط ويلزم التاكد من مفهوم النصوص
. م م
(1)
كان طبيب العيون يسمى الكحال ، وتستعمل
كلمة التكحل لمعالجة العين و تجميلها
. د ص
(2)
كانت العرب تسمي الفنون بالصناعات لأنهم
ترجموا الكلمة من اللاتينيه اثناء فترة
الترجمة في صدر لاسلام وكان اللاتين
يستعملون كلمة (
ATR)
التي تعني لديهم المهارة آنذاك ثم اصبحت
الان تعني عندهم الفن ولذلك قالت العرب
صناعة الكتابه وصناعة الشعر أي المهارة . والطب بالمفهوم الحالي والقديم هو
فن لأنه يحتاج الى المهارة . د
ص |
الاصل عدم التداوي في الامراض
البسيطه كما دلت على ذلك الاحاديث الشريفة
وفتاوى الفقهاء وان قاعدة الدواء للجسم
كالغسل للثوب ينظفه ولكن يخلقه
- يبليه - قاعدة صحيحة وردت في الاسلام
على لسان الامام علي (ع) واثبته علم الطب . ان الاستعجال في استعمال الادوية
منهي عنه ، وأكد عليه الاطباء وقواعد الاحاديث .
عندنا : ان الدواء مثل الغسل للثوب
ينقي البدن ينظفه لكن يخلقه ويبليه ، وامش
بدائك ما مشى بك . هل يعني ذلك الدعوة الى
عدم المعالجة ؟ كلا . كما ان بعضهم يعتقد ان
التوكل على الله عزوجل يتنافى مع المعالجة
وانه اذا مرض فالله
عزوجل يشفيه ، ويترك المعالجة بحجة انه
متوكل على الله عزوجل ،
المعالجة كما يقول الفقهاء تجري عليها الاحكام الخمسة
يعني قد تكون المعالجة والذهاب الى الطبيب واجبة وقد تكون مستحبة وقد تكون
مكروهة وقد تكون حراما اذا كانت عبثية او ينتج عنها ضرر اكثر للجسم .
عن الامام
الصادق (ع) قال : ان نبيا من الانبياء مرض
فقال لااتداوى حتى يكون الذي امرضني هو
الذي يشفيني ، فأوحى الله اليه لا
اشفيك حتى
تتدواى فأن الشفاء مني
يعني الله عزوجل قال له جعلت شفاء
امراضكم بشرط ان تتداوا وتتعالجوا . وقد
يشفي الله عزوجل بدون معالجة وقد تحدث
معجزة بسبب الدعاء او بسبب التوسل بالنبي
واهل بيته صلوات الله وسلامه على نبيا
وآله . قد تحدث معجزة عندما يعجز الطبيب ،
هذا يكون امرا آخر او عندنا حالات معينة
لبعض اولياء الله لحالات الضرورة في حالات
الاستغاثة اولحالات الدعاء وهناك حالات
من الدعاء لله عزوجل لايمكن ان نفسرها الا
بانها اذا التجاء عبد الى الله وانقطع
اليه وتضرع اليه يستجيب دعائه وقد يكون
الداعي مؤمنا وقد يكون غير مؤمن ، حالة
الالتجاء والانقطاع لها قيمتها من الكافر
فكيف بالمسلم وكيف بالمؤمن !! هذا أمر صحيح
. والله عزوجل امرنا ان نطلب الامور باسبابها وجعل من اسباب الشفاء المعالجة
.
في كتاب قرب الاسناد عن جابر بن عبد
الله قال قيل يارسول الله (ص) انتداوى قال
نعم تداووا فان الله لم ينزل داء الا وقد
انزل له دواء وعليكم بألبان البقر فانها
ترعى - وفي رواية -
من كل الشجر ، ورواه ايضا البيهقي
وغيره من الصحاح من كتب السنة . اذن القاعدة تداووا وترك التداوي توكلا
ومسالة ان الدواء لاينفع وان الذي يشفي هو الله عزوجل اشتباه ، نعم ان الذي
يشفي هو الله لكن امر بالدواء وبوسيلة الدواء وهو يضع الشفاء .
اما العبارة الاخيرة ( وعليكم
بألبان البقر فانها ترعى من كل الشجر )
فهذه فيها سر عميق ، لانها ترعى من اشجار
مختلفة ، اذن فيها المواد المختلفة من
النبات التي تؤثر في شفاء المرض . وللمقارنة مع اليوم اذا كانت القاعدة لعصره
(ص) البقر الذي كان في المدينة او في الجزيرة في لبنه شفاء وكذلك في البان
الابقار الأخرى اذا كانت تاكل من النباتات اي من الاشجار الطبيعية ، اما
اذا كانت الابقار تاكل من المواد والعلف الذي يستعمل اليوم فحتما تكون
القيمة الغذائية او الشفاتية في البانها اقل .
عقد البيهقي في السنن الكبرى
بابا في ما جاء في اباحة التداوي ، حيث
كان يرى ان المعالجة عند الاطباء تنافي
التوكل وهذا ايضا اشتباه عند الناس . وان اكثر فقهاء السنة يفتون بالتداوي
وان كان صاحب مجموع النووي يقول : أما ترك التداوي توكلا فهو فضيلة .
هذه الفتوى بترك التداوي توكلا على
الله فضيلة ، لايصح اخذها على اطلاقها بل
يجب عليه التدواي ولا أظن ان بقية فقهاء
السنة يقبلون انه اي مريض يترك التداوي
توكلا على الله عزوجل
اما فقهاؤنا على مذهب أهل البيت (ع) فهم
يوجبون التداوي اذا احتمل الضرر وكان
احتماله معتدا به ، احتمال الضرر معتدا به
بحيث ان العقلاء يلزمون صاحب هذا الاحتمال
بالتداوي والمعالجة
قال البيهقي في سننه عن جابر عنه (ص)
قال لكل داء دواء واذا اصاب دواء الداء
برء بأذن الله رواه ايضا
مسلم وغيره .
في رواية
اخرى رواها البيهقي عن اسامة ابن شريك قال رأيت
رسول الله (ص) واصحابه كأنما على رؤسهم
الطير فسلمت ثم قعدت فجاء الاعراب من
هاهنا ومن هاهنا يعني وفود الاعراب البدو
جاؤوا فقالوا يا رسول الله انتداوى قال تداووا
فان الله عز وجل لم يضع داء الا وضع له دواء
غير واحد - وفي روايه غير واحد وهو
الهرم ، وفي روايه غير واحد الا الهرم
- اذن يمكن ان يكون المعنى في الرواية
تعدد الادوية لمرض واحد
، كل داء ليس له دواء واحد فقط . ثم
قال وسألوه عن اشياء فقال لابأس بها الى آخر الحديث .
هناك حديث : ما انزل الله من داء الا
وانزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله
. هذه دعوى للكشف الطبي عن الادوية وانه لايمكن ان يكون مرض الا وله دواء
علمه من علمه وجهله من جهله ، بل يفهم من الحديث انه يوجد أكثر من دواء
واحد للسرطان والايدز وغيرها حتى الامراض التي تحدث في الناس بسبب كثرة
معاصيهم ، عندما يتطور الناس ويتفننون ويطغون في انواع المعاصي تحدث امرض
جديده مثل مرض الايدز في عصرنا ، هذه الامراض ايضا لها ادويه وليس دواء
واحد علمها من علمها وجهلها من جهلها .
روى مالك في موطأه عن زيد بن اسلم ان
رجلا في زمان رسول الله (ص) اصابه جرح
فأحتقن الجرح بالدم وان الرجل دعى رجلين
من بني انمار فنظر اليهما فزعما ان رسول
الله (ص) قال لهما ايكما اطب يعني
اعلم بالطب من صاحبه فقالا اوفي الطب خير
يارسول الله قال الذي انزل الداء هو الذي
انزل الادواء . يعني في الطب خير وهو علم ويسال ايكما أطب حتى
يعالج هذا المريض .
خلاصة الامر ان الدعوة الى المعالجة
في الشريعة المقدسة ثابت قطعا وان الذين
يزعمون انهم يتركون المداواة خشية من
الادويه مع حاجتهم اليها هؤلاء مفرطون او
الذين يزعمون بانهم لايتعالجون
ولايراجعون الطبيب ولا يأخذون ادوية
توكلا على الله عزوجل هؤلاء ايضا مشتبهون
وهذا لاينافي التوكل ، وهناك ايضا نوع آخر
قد يكون من المتدينين ، لايؤمنون بالطب
الحديث وهذا افراط ايضا ، وبعضهم لايؤمنون
بالطب القديم كله ابدا ، علم الطب مكتوب
عند الاولين والمتوسطين وعند المتأخرين ،
نعم هناك اشياء كثيره لم يفهمها الطب
الحديث وقد توجد في الطب القديم وقد توجد
في احادبث النبي وأهل البيت (ع) وهناك
اشياء جديده في الطب الحديث لم يكن يعرفها
اطباء اليونان وغيرهم
اذن المعالجة بحسب حالة الشخص وينبغي الاهتمام بها .
نعم لايستعجل ولا يتوسوس ولايكثر الذهاب الى الاطباء والفحوصات والاكثار من
استعمال الادوية فهذه لها مضاعفات ومنهي عنها . ان النهي عن الاسراف في استعمال الدواء او الاكثار من استعمال الدواء لايمنع لزوم المعالجة كذلك مسألة التوكل على الله عز وجل لاتمنع لزوم المعالجة . وقد عرفنا القاعدة عن رسول الله (ص) قال : تداووا فان الله لم ينزل داء الا وقد انزل له دواء . ومتعارف على السنة الناس وقد يكون نص الرواية ان الله لم يخلق داء الا وقد خلق له دواء . |
المعالجة
لدى الطبيب غير المسلم
يجوز
للمسلم ان يتعالج عند طبيب مسلم وعند طبيب
غير مسلم ويجوز له ان يدعوا للطبيب غير
المسلم مثلا هداه الله ، وفقه الله ، الله
يخلي اولاده هذا دعاء جائز ، ولكن بالنسبة
الى السلام على غير المسلمين فقهائنا يرون
ان صيغة السلام الموجودة صيغة خاصة
بالمسلمين ولايجوز القاء السلام على غير
المسلم الا لضرورة ، في الضرورة نعم يجوز ،
كأن السلام اجازة من الله تبارك وتعالى ان
يسلم المسلم على المسلم لانه سلام الله
تحية من عند الله ، الانسان لايملك الامر
ان يخبر الاخرين انها له ، السلام عليكم
يعني يخبر الاخرين بان الامن والطمانينة
من الله عزوجل عليه ، هو لايملكها ، اذن هو
نائب عن الله تبارك وتعالى في القاء هذه
التحية وهذه مخصوصة بالمسلمين الا
للضرورة ، الدعاء يمكن ان يدعوا لكل الناس
ولكل أهل الارض ما عدا اعداء الله تبارك
وتعالى . (1)
عن
الامام الباقر (ع) في وسائل الشيعه عن محمد
بن مسلم قال سألته عن الرجل يداويه
النصراني اليهودي ويتخذ له الادوية فقال
لاباس بذلك انما الشفاء بيد الله أمرنا بالدواء وهولاء وسائط من عند الله
عزوجل ينزله بالاسباب التي يريدها سبحانه وتعالى .
================= (1) حرمة السلام على غير المسلم ربما يكون المقصود بالاحاديث الكافر الحربي ، يلزم التاكد من النص بالاضافة الى قوتها وصحتها وعدم معارضتها باحاديث اخرى لأن الاسلام هو دين السلام والذمي الذي يعامل معاملة المسلم في كثير من الشؤون او اكثرها وهو في امان وسلام وجل حقوقه محفوظة ان لم نقل كلها بما فيها سلامته وسلامة امواله وكرامته حتى بالنسبة الى حقوق التقاعد وما شابه م م |
معالجة
الطبيب او الطبيه للاجنبي او الاجنبيه
بدون اللمس او النظر اليه عند الضرورة
معالجة الطبيب للمرأة الاجنبية او الطبيبة للرجل الاجنبي هل
تجوز ؟ وما حكم الشرع فيها ؟ المعالجة اذا لم تتوقف على النظر المحرم او
اللمس المحرم طبعا لا اشكال فيها .
هناك
عدة مسائل في هذا الموضوع :
اولا
حالة الضرورة وان لايوجد مماثل ،
ثانيا النظر بالمقدار الذي تتوقف عليه المعالجة - نظر
الطبيب الاجنبي للأجنبية بمقدار مما تتوقف عليه المعالجة لا أكثر - هذان
بشكل عام شرطان شرطهما فقهاء أهل البيت (ع) .
ما معنى الضرورة ؟ الضرورة تعني ان لاتوجد طبيبة او لايوجد
المماثل او لاتوجد امرأة دكتورة تعالج هذه المرأة ، اذا وجدت طبيبة بنفس
التخصص بنفس مستوى الطبيب او قريبه من مستواه فحينئذ ما الداعي ان تعالج
المرأة المؤمنة المحجبة المتسترة ، اوالمقيدة بشرع وبعرف وباخلاق عند رجل .
الشرط
الاول وجود طبيبة مثلهن ، كذلك الرجل اذا
وجد طبيب يعالجه فبها
. اما اذا لم يوجد طبيب يعالجه فعند ذلك
يكون مجبوراً ان تعالجة امرأة . اصل
الموضوع بالشريعة المقدسة ليس جامداً
الضرورات تقدر بقدرها والله عزوجل ما حرم
شيئا الا ورفعه عند الضرورة . لكن الضرورة يجب ان تكون ضرورة حقيقة وليس
ضرورة شكليه .
في
الكافي باب
المرأة يصيبها البلاء في جسدها فيعالجها
الرجال ، عن ابي حمزة الثمالي عن ابي
جعفر (ع) قال سألته عن المرأة المسلمة
يصيبها البلاء في جسدها اما تسخن او جراحه
في مكان لايصلح النظر اليه ويكون الرجال
ارفق بعلاجها من النساء أيصلح له ان ينظر
اليها قال (ع) ان اضطرت اليه فيعالجها ان
شائت . اذن اذا اضطرت المرأة الى
المعالجة حينئذ يجوز بمقدار الضرورة ان
يعالجها الطبيب الاجنبي
.
عن
الامام الباقر (ع) يقول خدم ابو خالد
الكابلي علي بن الحسين (ع) دهرا من عمره ثم
انه اراد ان ينصرف الى
أهله
- ابو خالد كان من اركان اصحاب الامام
زين العابدين (ع) ومن خواصه ومن اهل
المستوى العالي في الايمان والعلم
واليقين والعمل (قد) تقول الرواية عن
الامام الباقر (ع) انه بعد مدة مديدة اراد
ان يرحل الى اهله - فأتى الى علي بن
الحسين (ع) فشكى اليه شدة شوقه الى والدته
ويريد ان يسافر الى كابل من المدينة
المنورة وهذا يحتاج الى مصاريف كثيرة فقال
له (ع) يا ابا خالد يقدم غدا رجل من أهل
الشام له قدر ومال كثير وقد أصاب بنت له
عارض ويريدون ان يطلبوا معالجا يعالجها
فاذا أنت سمعت قدومه فأته وقل له اعالجها
لك على اني اشترط عليك ان اعالجها على
ديتها عشرة آلآف درهم . الرواية تدل
على كرامة للامام زين العابدين (ع) اذ
أخبره انه يأتي غدا من يحتاج الى المعالجة
. ومع ذلك يجوز للرجل ان يعالج الاجنبية
عند الضرورة .
بعض
الاطباء المتدينون قد يكون تخصصه امراض
النساء يمكنه تعيين مساعدة تفحص النساء
وتسأل المريضه وتخبره وتعطيه تقريرا . اذن يمكن ان يعالج بدون النظر الى ما
يحرم او لمسه ، كما لا اشكال فيها مادام الكلام في الحدود الشرعية المسموحة
مع الطبيب ، كذلك اذا اراد رجل ان يتعالج عند طبيبة امرأة ولا يحتاج ذلك
الى النظر الى مايحرم او لمسه فهذا لا اشكال فيه .
الاشكال
عند المعالجة مثلا الطبيب يعالج امرأة
اجنبية فلابد ان ينظر الى ما يحرم النظر
اليه او ما يحرم عليه شرعا لمسه هذا فقط
محصور بالضرورة .
قال
العلامة الحلي (قد) في قواعد الاحكام : وللطبيب
النظر الى ما يحتاج اليه للعلاج حتى
العورة اذا احتاج اليه ، وكذا يشاهد نساء
اهل الذمة النظر الى الفرج لتحمل الشهادة
اليه . اذا اراد ان يتحمل هذه الشهادة .
في
كتاب التحقيق قال : اللمس كالنظر في
احكامه من المنع والاذن ويجوز لحالة
المعالجة .
في
اللمعة : ولا تنظر الاجنبية للمرأة من
غير معاودة الا لضرورة كمعاملة الشهادة
والعلاج .
في
شرح اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني يقول : ولو
بنظر الرجل الى المرأة الاجنبية وهي غير
المحرم كالزوجة والأمة الا مرة واحدة من
غير معاودة .
اما
شبه الطبيب والذي ادخله الشهيد الثاني في الفتوى ويعني به المضمد او ماشابه
.
اذ لزم ان يعطي ابرة للمرأة ولا توجود طبيبة تعطي ابرة ولا ممرضة
ولايمكن تعليم زوجها او امرأة ذلك وكان من الضروري اعطاء ابرة في هذه
الحالة من قبل شبه الطبيب اي الممرض .
قال صاحب
الحدائق الناظرة (قد) قد استثنى الاصحاب (رض)
لتحريم النظر للمتقدم ذكره مواضع منها ما
تقدم من ارادة التزويج للمرأة . اذا خطب
امرأة واراد ان يتعرف عليها ليتزوجها فهذا
مستثنى وله حدوده ، ومنها المعالجة وما
تتوقف عليه من فصد وحجامة ومعرفة نبض
العروق ونحو ذلك ويجوز
على ذلك ما رواه في الكافي عن ابي حمزة
الثمالي في الصحيح عن ابي جعفر(ع) قال
سألته عن المرأة المسلمة يصيبها البلاء في
جسدها اما كسر او جراح في مكان لايصلح
النظر اليه ويكون الرجل ارفق بعلاجه من
النساء أي اعلم واقل ضررا من النساء -
يوجد نساء يمكن ان يعالجنها لكن هذا أعلم
من النساء- ايصلح له ان ينظر اليها قال (ع)
اذا اضطرت اليه فليعالجها ان شائت ويدل
على جواز معالجة المرأة عند طبيب اجنبي
عموم ما دل على ان ما من شيء حرمه الله
تعالى الا وقد اباحه للضرورة . اذن يفتي صاحب الحدائق (قد) بانه مادامت ضرورة
وتتوقف عليه المعالجة مطلقا ليس حراما عليه ولا فرق في ذلك بين العورة
وغيرها ، ولو امكن الطبيب اجتنابه واستنابة من لا يحرم نظره ومسه وجب مقدما
على نظره ومسه ايضا ، اضيف الى هذا ما امكن ان يستنيب معاونتة مثلا لتفحصها
مكان نظره ومسه أويستنيب من يفحص المرأة ويعطيه التقرير ايضا يجب عليه . |
ضمان
الطبيب من التلف وشروط عدم
الضمان وهي الحذاقة في العلم والعمل
اخذ البراءة من المريض
عدم التقصير في
المعالجة (1)
بحث فقهاء مختلف المذاهب في ضمان الطبيب ، متى يضمن
ومتى لايضمن وكذلك البيطار الذي يعالج الحيوانات وكذلك اصحاب الصناعات
والحرف والمهنيين اذا اتلفوا ما يعملون به .
بالنسبة للصناعيين واصحاب الحرف
الفتوى مجمع عليها تقريبا انهم يضمنون ،
مثلا اذا اعطيت الخياط قماشا ليخيطه
فأتلفه فهو يضمن واذا اعطيت الصائغ خاتما
ليصلحه فكسره يضمنه واذا اعطيت النجار
خشبا لك ليصنعه طاولة فخربه فهو يضمن
وهكذا الحداد والصباغ واصحاب الصناعات
والمدرب كذلك اذا اعطاه ولده ليعلمه
السباحة فغرق . هذه مسائل مبحوثة ولا اشكال
عند الفقهاء بأن اهل الصناعات والحرف
والمهنيين يضمنون ما يتلفونه
بالنسبة للطبيب والبيطار وامثالهم
الذين يعالجون الانسان والحيوان فهل
هؤلاء يضمنون ام لا عند فقهائنا على مذهب اهل البيت (ع)
عموما ان الطبيب اذا اخذ البراءة من
المريض او من وليه واذا لم يفرط واستعمل
معه ما هو متعارف ولم يقصر وكان عارفا بطبه
حاذقا علميا وعمليا واذا استعمل علمه
وحذاقة العلمية كافيه . مرة يكون حاذقا
عمليا وان كان علميا ليس بحاذق ولكنه
عالجه عمليا اذا كان خبيرا في علمه وطبه
وأخذ البراءة ولم يقصر فلا اشكال بانه ليس
عليه ضمان ، اما اذا لم يأخذ البراءة وقصر
فعليه ضمان ، (2)
هل يضمن الطبيب التلف اذا مات المريض ؟
هل يضمن الطبيب ديته وتكون دية القتل خطأ
او شبيه العمد اذا مات المريض بسبب معالجة
الطبيب ؟
القاعدة الموجودة عند جميع المذاهب
على ما يبدوا هو الحديث المروي عن امير
المؤمنين (ع) عن رسول الله (ص) في الكافي
يقول : عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن
النوفلي عن السكوني عن ابي عبد الله
الصادق(ع) قال قال امير المؤمنين (ع) من
تطبب أو تبيطر فليأخذ البراءة من وليه
والا فهو له ضامن . الذي يطبب الناس او البيطري الذي يعالج الحيوانات
فليأخذ البراءة من ولي المريض ، فاذا لم يأخذ البرائة واصاب المريض تلف او
مات المريض سيكون ضامنا شرعا وعليه الدية .
هنا بحث فقهي على اساس هذه القاعدة .
بشكل كلي مقبول به من جميع المذاهب ويفتون
بان الطبيب يضمن في بعض الحالات ولا يضمن
في حالات اخرى ، لكن القاعدة اذا اخذ
الطبيب البراءة من نفس المريض او من
أوليائه اذا كان صغيرا او كان مغما عليه
وكان لايمكنه هو ان يوقع ، وفي العادة يوقع
المريض قبل العملية او يوقع ذوو المريض في
المستشفى هذه مسألة صحيحة شرعا وينبغي
للطبيب ايضا قبل ان يعطي الادوية التي
يمكن ان تؤدي الى مضاعفات ان يخبر المريض
او ان يأخذ منه البراءة
البراءة
تعني تبرئة الذمة اذا ما حصل ضرر ، يعني
انت بكامل اختيارك قبلت ان يعالجك الطبيب
بالشكل الذي يراه ويقوم بعمله بان يعطي
ادوية والفحوصات بالطريقة الفلانية كما
يرى الطبيب او المستشفى وحينئذ اذا حصل
للمريض شيء بالمستشفى فالطبيب لايكون
مسؤلا لكن بشرط عدم التفريط ، توقيع
المريض او توقيع اهل المريض انما تنفع اذا
لم يكن تفريط وتقصير من الطبيب في وصف
الدواء أو في عمل العملية أو في المراقبة
المطلوبة من المستشفى ومن الممرضات
والممرضين فاذا حصل تقصير او تفريط من
ادارة المستشفى او من الممرضة او من
الطبيب يكون ضامنا شرعا وعليهم دية القتل
شبيه بالعمد ،
هناك قتل
عمدي ، وقتل خطأ محض ، وقتل خطأ شبيه
بالعمد . القتل العمدي معروف ، القتل الخطأ حوادث السيارت وامثالها هو لايريد
ان يقتل او يضرب احدا وانما صادف هذا ، هذا قتل خطأ محض ، اما الخطأ الشبيه
بالعمد هو ان يقوم بعمل مع هذ الانسان مثلا ان يضرب ولده للتأديب فأغلظ في
ضربه ومات الطفل هذا يسمى خطأ شبيه بالعمد .
قال الشيخ
الطوسي (قد) في كتابه النهايه في مجلد
الفقه والخطأ شبيه العمد هو ان يقصد
الانسان الى تأديب ولده او غلامه او من له
تأديبه بما لم تجري العادة ان يموت
الانسان بمثله فيموت والطبيب
اراد ان يعالجه ولكنه اهمل فقام بعمل
لايصح ان يقوم به من ناحية طبية ، كأن يريد
ان يسلك طريقا آخر(3) هذا شبيه بالعمد متفق
عليه بين فقهاء جميع المذاهب تقريبا عدا
الشافعي فعنده البراءة التي تأخذها
المستشفيات او الطبيب من المريض او من
اولياء المريض انما تسقط عنه المسؤلية
وتسقط عن رقبته الدية شرعا اذا لم يكن هناك
تفريط . - وهناك في حالات موت المرضى - ، حقا ان الاعمار بيد الله تبارك
وتعالى لكن قد يموت مريض لان الطبيب سكران مثلا أو لم يشخص العلة او لانه
لم يقم بالعملية كما ينبغي او لأن مساعده اهمل مسألة الضغط او عمل القلب او
ماشاكل أو اهمل ان يأخذ الفحوصات اللازمة او المراقبة اللازمة او اشتباه في
الدواء او غير ذلك .
هناك حالات كثيرة يموت فيها المريض
بسبب تقصير اما من المستشفى او من الممرض
او من الطبيب في هذه الحالة المقصر يكون
ضامنا شرعا وعليه دية هذا المتوفى ودية
قتل خطأ شبيه بالعمد . اما اذا لم يكن هناك
تقصير فحينئذ لايكون ضمان . (4)
قال ابن ادريس في كتابه الشرائط : ومن
تطبب او تبيطر فليأخذ البراءة من ولي من
يطببه او من صاحب الدابة اذا عالج
حيوانا والا فهو ضامن اذا هلك بفعله هذا
اذا كان الذي جنى عليه الطبيب غير بالغ او
مجنونا فأما اذا كان عاقلا مكلفا فأمره
الطبيب بفعل شيء ففعله على ما امره به فلا
يضمن الطبيب سواء أخذ البراءة منه الولي
او لم يأخذ . هذه مسألة ذكرها ابن
ادريس (ر) لمصلحة الاطباء ، يقول اذا كان
دور الطبيب وصف الدواء وقال لهذا المريض
افعل الشيء الفلاني والمريض عاقل راشد
ففعل ومات يكون هو مسؤلا عن ذلك ، اذ يجب
عليه أن يسأل الطبيب أكثر ، اذا كان الطبيب
مشيراً والمريض أقدم على تنفبذ أمره
واشارته يقول ابن ادريس (ر) الطبيب لايضمن
حتى ولو تلف المريض ثم استدل على ذلك بان
قال المحقق الحلي (ر) في الشرائع
مسائل : الاولى : الطبيب يضمن ما
يتلفه بعلاجه ان كان مقصرا او عالج طفلا او
مجنونا لا بأذن الولي او بالغا لم يأذن ولو
كان الطبيب عارفا واذن له المريض في
العلاج وآل الى التلف قيل لايضمن لأن
الضمان يسقط بالاذن لأنه فعل سائغ شرعا
وقيل يضمن لمباشرته الاتلاف وهو اصلح فان
قلنا لايضمن فلا بحث وان قلنا يضمن فهو
يضمن في ماله وهل يبرأ بالابراء قبل
العلاج قيل نعم لرواية السكوني ثم ذكر
الرواية والا فهو ضامن ولأن العلاج مما
تمس الحاجة اليه فلو لم يُسرع الابراء
تعذر العلاج وقيل لايبراء لانه اسقاط الحق
قبل ثبوته .
بعض الفقهاء
ناقشوا حتى هذه الرواية ولا يمكن المناقشة
انه اذا أخذ البراءة منه ، البراءة من أمر
لم يحدث بعد فلا تصح البراءة قبل الوقوع ،
وبعض الفقهاء قالوا اساساً الحديث المروي
عن أمير المؤمنين (ع) عن رسول الله (ص) من
تطبب او تبيطر فيأخذ البراءة من وليه والا
فهو ضامن .هذا تشريع يدل على جواز أخذ
البرائة للأمر المحتمل الحصول . هذا اذن
قول فقهي في انه أبراء ذمة الطبيب اذا عالج
واتلف . قول حتى لو أخذ البراءة منه لاتبرأ ذمة الطبيب ، هذا تشدد في مصلحة
المريض .
ابن ادريس فرق بين البالغ وغير البالغ
، يقول اذا هو أذن معناه انه ليس عليه ضمان
وقول ابن ادريس هذا قريب من قول الشافعي ،
لايضمن في الاصل لسقوطه بأذنه ولأنه فعل
سائغ شرعا فلا يستعقب ضمانا . وأجيب بأن
اصالة البراءة لاتتم مع دليل الشغل
لاشتغال الذمة والاذن في العلاج الا في
الاتلاف . جواب ابن ادريس انه يعني هذا اذن
للطبيب ان يعالجه لا ان يذبحة في هذه
الحالة اذن في العلاج وليس في الاتلاف ولا
منافاة بين الجواز وبين الضمان تجوز
المعالجة لكن يضمن كالضارب للتأديب الخ
آخر ما ذكر رحمه الله (5)
قال
صاحب المسالك (ر) اذا كان الطبيب حاذقا اي
ماهرا في الصناعة والعلاج علما اوعملا
والمراد كونه عالما بما يحتاج به ذلك
المريض المعالج وحسب ما قرر له في فنه - هذه
مسألة اساسية الطبيب لابد ان يكون عالما
بهذا المرض ، اما ان يجرب ويعمل بالظنون
وبالاحتمالات ولاتكون له خبرة
اذا كان يتقي الله ويحترم نفسه يقول خذ
رأي طبيب آخر انا ما استطعت ان اشخص هذه
الحالة- ، فعالج فأتفق التلف نفسا او
طرفا يعني اما مات او نقص بعض اطرافه
يده شلت او استوجبت القطع او رجله ففي
الضمان قولان اصحهما واشهرهما نعم ، وذهب
اليه الشيخان والاتباع والمصنف وغيرهم
وجعلوه شبيه العمد ، اما الضمان فلحصول
التلف المستند الى فعل الطبيب .
اما اذا كان حاذقا وماهرا في الصناعة
وفي العلاج علما وعملا اي المهارة النظرية
والمهارة العملية في هذه الحالة واستعمل
المعالجة الطبيعية اللازمة فحينئذ لايكون
عليه ضمان
اجماع فقهاء مذهب أهل البيت (ع) على
انه يشترط في الطبيب العلم والخبرة وعدم
التفريط واخذ البراءة من المريض او وليه
حتى لايكون ضامنا . قال السيد الخوئي (قد)
في مستند العروة : الطبيب المباشر للعلاج
اذا أفسد فهو ضامن وان كان حاذقا ، الى ان
قال الاتلاف مضافا الى ما رواه النوفلي عن
السكوني ....عن امير المؤمنين (ع) من تطبب او تبيطر فليأخذ البراءة من
وليه والا فهو ضامن . فأنها معتبرة من حيث
السند لوثاقة السكوني كما نص عليه الشيخ
في العدة وكذا النوفلي من اجل وقوعه في
اسناد كامل الزيارات كما انها واضحة
الدلالة على ضمان الطبيب المباشر ما لم
يتبراء . الى ان قال هذا فيما اذا كان
الطبيب مباشرا للعمل واما اذا لم يباشر
وانما كان آمرا اما لشخص المريض او لممرضه
ومنه الآمر لثالث للدليل المتداول في هذا
الزمان . (6)
المُسبب له حالتان مرة يكون المسبب
اقوى من المباشر ومرة يكون المباشر اقوى
من المسبب ولذلك فرق بينهما السيد الخوئي (قد)
قال فان كان المسبب اقوى من المباشر بحيث
يسند الفعل اليه عرفا والمباشر بمثابة آلة
محضة ، فالمباشر الذي اعطاه ممرض بسيط
والطبيب أمره وهو نفذ ما يقوله الطبيب
كألآله هنا السبب اقوى من المباشر فالذي
يضمن هو المسبب وليس المباشر فيما اذا كان الطبيب مباشرا للعمل اذا كان
المسبب اقوى من المباشر بحيث يسند الانسان اليه عرفا الطبيب اعطى الدواء في
هذه الحالة يضمن الطبيب هذا حاله حال عمل الطبيب المباشر في ثبوت الضمان . واما اذا كان
المباشر مستقلا في تصرفه ، الطبيب اشار
عليه وهو قام بهذا العمل وتسبب في نقص عضو
أو تسبب موته هنا المباشر مستقل في تصرفه
والآمر ليس هو المسبب والمباشر اقوى من
المسبب ، الطبيب قال له استعمل الشيء
الفلاني فمات او حدث له ضرر بليغ في بدنه
لايكون ضامنا واما اذا
كان المباشر
مستقلا في تصرفه بأن كان بالغا عاقلا
مختارا فقد يقال بالضمان ايضا اما لأجل
انه المسبب في التلف والمسبب هنا ايضا
اقوى من المباشر وفيه مالايخفى - يعني
لايقبل هذا الكلام - ويقول اذا كان عاقلا
بالغا يكون هو مسؤلا شرعا ولايمكن القول
بضمان الطبيب . في كتاب الاحكام في الحلال
والحرام في فقه الزيديه جاء حكم هذه
المسألة قال : باب القول في المتطبب
والخاتن والمداوي نفسه يفسد ما يعالج قال
يحيى بن الحسين اذا تبرأ واجتهد ونصح فلا
ضمان عليه فأن اتهم بغش استحلف الا ان يكون
غير بصير بالطب فيقحم في مدوات او يقتحم
فيضمن كل ذلك . اذن مذهب الزيديه يرى انه لايضمن الطبيب اذا اجتهد ونصح
والا اذا كان متهما .
هناك رأي فقهي للشافعي لمصلحة الطبيب
بأنه لايضمن . كأن رأي الشافعي يقول ان
ذوات الارواح اذا تلفت بفعل الطبيب
لايضمنها الطبيب لكن الامور المادية
الاخرى اذا تلفت بيد الصناع والحرفيين
واهل المهن فيضمنونها ، يحاول استخراج فرق
بين ذوات الارواح وبين الامور الاخرى . قال
في كتاب الام : ولا أعلم احدا ممن ضمن
الصناع يضمن هؤلاء - يقصد الحجام والخاتن
والبيطار - وان في شركهم تضمين هولاء -
الى ان يقول - وما وجدت بينهما
فرقا الافرقا خطر ببالي فقد يفرق الناس
بما هو ابعد منه وأغمض وما هو بالفرق البين
، يقول وجدت فرق وجيها لضمان الامور
الماديه من قبل الحرفيين وعدم ضمان الطبيب
وذلك ان ما كان فيه روح قد يموت بقدرة الله
عزوجل لا من شيء عرفه الآدميون فلما عالج
هؤلاء في شيء فمات لم يكن الظاهر انه مات
من علاجهم لأنه يمكن أن يموت من غيره فلم
يضمن من قبل أنه مأذون فيما فعل وفي غير
ذوي الارواح فلم يضمن لأنه مأذون له فيما
فعل . يعني غير ذوي الارواح مما صنع انما
يعزي اتلافه بشيء يحدثه فيه الآدميون وهذا
يضمن . يريد الشافعي بذلك
ان يفرق ان موت ذوات الارواح بيد الله
عزوجل وحينئذ لانعلم ان موت هذا المريض
مستند الى فعل الطبيب ، اذن لايضمن
الاطباء مطلقا ، هذا يفهم من كلامه ، ولا
أظن ان احدا من فقهاء المذاهب السنية او
مذهب أهل البيت (ع) يوافقه على هذا الرأى
الفقهي ، بل الطبيب ضامن ، افرض انه مات
بيد قابض الارواح أي ملائكة الله فكل نفس
لاتتوفى الا بأذن الله لكن جعل الله عز وجل
اسبابا ، اذا صح هذا الوجه وانه لايُعلم ان
اخذ الروح مستند الى فعل حتى حالات القتل
او تصادم السيارات او غيرها من حالات
القتل ، الذي يقبض الروح هم الملائكة وليس
القاتل هذا لايصح مع ان قبض الروح بأمر
الله تبارك وتعالى ،
عندنا رواية في مسألة الاسراء
والمعراج ان النبي (ص) رأى في السماء
الرابعة ملكا مكبا على لوح من نور ينظر فيه
- خلاصة الحدبث - ان هذا الملك كان عزرائيل
وسأله النبي (ص) اترى أهل الارض من هنا من
هذا اللوح ؟ قال نعم وسأله ان تقبض الارواح
من عندك انت وتعرف متى تقبض الارواح أم
لا ؟ قال له : والله لو أردت ان اقبض روح
بعوضة ما استطعت بل منزل الينا على هذا
اللوح الاوامر ، كأنه لوح كمبيوتر يعمل
وفق ما يأتيه امر الله عز وجل اقبض روح
فلان ابن فلان في الساعة والدقيقة والطريق
الى آخره ( بالزمان والمكان المعينين ) ،
المهم قبض الروح بيد الله تبارك وتعالى
لكن تسبب الانسان منظور ايضا في الفقه وفي
الاحكام الشرعية
اذن هناك حالات بأجماع الفقهاء يضمن الطبيب فيها الا
ماورد عن الشافعي .
ان عمل الطب ارقى مهنة بعد مهنة تعليم
الدين وخدمة الروح . ومعالجة البدن خدمة مقدسه وعمل مقدس لكن فيها مسئولية
يجب على الطبيب وعلى المضمدين والعاملين في هذا المجال ان يتقوا الله عزوجل
في مريضهم وان يتقوا الله في انفسهم فلا يفسدوا خدمتهم وانسانيتهم وثوابهم
بتقصيرات او اهمال في شئون مرضاهم .
الشيء العام والمتحصل من فقه مجموع
المذاهب هو هذه الخلاصة : وفيها بحث ضمان
الطبيب الا ان يكون قد اخذ براءة من نفس
المريض او من وليه اذا كان صغيرا او مجنونا
او بحكم المغمى عليه او ماشابه . الشرط
الثاني ان يكون هناك تقصير في التطبيب
والمعالجة . الشرط الثالث والاساسي ايضا
ان يكون الطبيب من اهل الخبرة والمعرفة .
وبعض الاطباء له خبرة نظرية دون الخبرة
العملية فاذا اجرى هو العملية مع عدم
خبرته وممارسته وحذاقته قد يقال ايضا
بضمانه شرعا . اما اذا كان عنده خبرة عملية
واعطى نظريه وليست له خبرة نظرية ايضا قد
يقال بضمانه . اذ يمكن ان يقال ان الاصل هو
ضمان الطبيب اذا اتلف ضمانه للدية وتكون
دية خطأ شبيه العمد الا اذا اثبت برائته
بالشروط المذكورة
=======================
(1)
هل يمكن ان يخطأ سهوا الطبيب الماهر الممارس في كل حياته للطب
والاختصاص فيه ؟ طبعا لأنه بشر ولذلك قال الشاعر : خطأ الطبيب مشيئة
الاقدار .
د ص
(2) اتفق الاطباء وفقهاؤهم في الماضي والحاضر على عدم جواز اجراء أي عمل
طبي تجريبي الا بموافقة المريض او وليه ولذلك يجب مراعاة التعابير الواردة
في النص كالتقصير والسهو حيث تسمو التعاليم الاسلامية في وضع مصطلح وعمل
النية في المكان المناسب في كل عمل يقوم به الطب في الاسلام سواء كان
الطبيب او معاونه او المضمد بل وحتى ادارة المستشفيات . د
ص
(3) المفروض انه يضمن في حالة التقصير حتى مع اخذ البرائة . م
م
(4)
لا اجد فرقا بين ما ذهب اليه الشافعي وبين
راي بقية المذاهب فالكل يرى ان
اخذ البرائة تسقط المسئولية والدية
الا في حالة التفريط
م م
(5)
اعتبار الموافقة على معالجة الطبيب
موافقة على اسقاط حقه حتى في حالة التقصير
ربما يعتبر رئيا غريبا
م م |
من حقوق المسلم على اخيه المسلم عيادة المريض كما ورد
ذلك في احاديث متعددة عن النبي (ص) في مصادر مختلف المذاهب ، وفي مصادر
الفقه باب واسع لعيادة المريض لكثرة ما فيه من الاحاديث الشريفة عن النبي
(ص) وعن أهل بيته (ع) التي تحث على عيادة المريض وتبين الثواب العظيم
لعيادة المريض ، والثواب يترتب على النية اذا اراد احد ان يزور مريضا ، فمن
يزور مريضا ايا كان اذا كانت نيته ان يزوره من أجل الله تبارك وتعالى فله
ثواب .
واما اذا كان الهدف من الزيارة حب
الظهور وتسجيل اسمه او التقرب الى ظالم
والى فاسق او لأنه رب عمله او
شخصية فلايترتب عليه هذا الثواب .
حديث يظهر ان سنده لابأس به من عاد
مريضا شيعه سبعون الف ملك يستغفرون له حتى
يرجع الى منزله أي اذا زار مريضا في رجوعه يشيعه
سبعون الف ملك ، مسألة كثرة الثواب وكثرة
الملائكة وكثرة الذين يمشون مع الانسان
هذه سابقا ما كانت تفهم اما الان بعد ان
كشف العلم عن عوالم اخرى من المادة
لانراها . مثل هذه الاعمال
تؤثر في الانسان . العوالم الماديه غير
المنظورة واسعة ومتعدده عالم الغيب
الالهي أوسع منها لماذا نستعظم ذلك ونحن
لانعرف قوانين الملائكة الذين هم أكثر خلق
الله عددا ولا نعرف ان زيارة المريض مقدار
ربع ساعة انه الانسان يمر ويجلس ويقول كيف
حالك ويذهب لانعرف كم تأثيرها الروحي في
المريض وكم قدرها عند الله عز وجل ، وزن
الاعمال في واقعها لانعرفه . متى ما اخبرنا
النبي (ص) واهل بيته الصادقون نحن نقبل هذا
الحديث ولا علم لنا بالغيب ، الذي له نافذه
مفتوحة على الغيب رسول الله (ص) والذين
علمهم علمه النبي مدينة العلم وعلي بابها
واهل بيته هم باب مدينة العلم اذا اخبرونا
عن ذلك نحن نقبل بذلك
فمن ثواب عيادة المريض العظيم انه
يُشيعهُ سبعين ألف ملك او يوكل الله عز وجل
سبعين ألف ملك يستغفرون له ويدعون له ،
حديث آخر ايضا
من عاد مريضا وكل الله عز وجل له ملكا
يعوده في قبره ما أحوجنا بان يعود الملك
في قبرنا ونسأل الله ان يصل وحدتنا هناك
ويؤنس وحشتنا .اذا زرت أخاك المؤمن لله عزوجل لأن الله يحب زيارة المريض
لاتستكثر عليه ان يوكل ملكا يزورك في قبرك بأستمرار ويونس وحشتك .
هذا الثواب العظيم حتما ورائه حكمة ،
هذه الحكمة يمكن ان ندركها في روحية
المريض . المريض اذا زاره اخوانه فان هذا
الدعم الروحي والنفسي يكون عونا له على
شفاء مرضه . يجب ان تكون العلاقات
الاجتماعية محفوظة في مناسباتها بين
المؤمنين . ان زائر المريض يستفيد فانه
لايبتلى بهذا المرض ، يستفيد بأنه يشكر
الله على نعمة العافية ويعرف مقدار نعمة
الله عليه بانه لم يبتلى بهذا المرض . والصحة كما في المثل الشائع : الصحة
تاج على رؤوس الاصحاء لايراها الا المرضى .
اذن هناك حكمة من زيارة المريض حتما هي التأثير على
نفسية المريض وبدنه وروحه وشفائه وتؤثر معنويا على زائر المريض مضافا الى
ارتباط المؤمنين ببعضهم والذي يريده الله ويحبه الله عزوجل ان يتكافلوا
ويتعاونوا ويتزاوروا وتظهر في مناسبات المرض اومناسبات الوفاة ومناسبات
الفرح والمناسبات المختلفة التي حث الشرع على الزيارة والتعارف والترابط
فيها .
في الكافي عن الامام الصادق (ع) قال:
ينبغي للمريض منكم ان يؤذن اخوانه بمرضه
فيعودونه (1) ، هو يخبر أصدقائه انه مريض
فيخبرون الاخرين ان فلانا مريض نائم في
البيت او في المستشفى فيؤجر فيهم أو
يؤجرون فيه - يستحب ان يخبر اخوانه
ليزورونه لأجل ان يؤجر فيهم ، قال فقيل
له نعم هم يؤجرون بممشاهم اليه فكيف يؤجر
هو فيهم ، قال : بأكتسابه له الحسنات
فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات ويرفع
له عشر درجات ويمحى بها عنه عشر سيئات لأنه يريد لاخوانه ان يكسبوا ما وعد الله بالثواب على زيارة
المريض . فيؤجر
بذلك ويسبب لهم الاجر
في الكافي قال ابو عبد الله الصادق (ع)
: اذا دخل احدكم على اخيه عائدا له فيساله ان يدعو له فأن دعائه مثل دعاء
الملائكة .
الزائر يطلب ان يدعوا له هذا المريض ودعائه كدعاء
الملائكة ، هذا التشبيه للمريض المؤمن بالملائكة قد يكون ان هذا المؤمن في
مرضه لم يبق عليه ذنب فصار طاهرا بريئا كالملائكة ، وقد يكون السبب في ذلك
ان الملائكة يشعرون بحاجتهم لله عزوجل ويحسون بمستوى يقينهم وايمانهم وان
ادراكهم ارقى ، وهذا المريض بمرضه عرف المسألة انه مقدار حاجته لله عزوجل
وان صحة بدنه وحياته كلها بيد الله سبحانه وتعالى وشعر بعمق الحاجة اليه ،
فاذا دعاه او طلب منه يطلب باليقين وبالصدق كما تطلبه الملائكة .
عن الامام الصادق (ع) قال
عاد رسول الله (ص) سلمان في علته فقال
ياسلمان ان في علتك ثلاث خصال 1- انت من
الله عز وجل بذكر - حالة ذكر مادمت مريضا
وأنت في حالة ذكر من الذاكرين لله عز وجل
تكتب من الذاكرين ذكرت ام لم تذكر
2- ودعائك فيه مستجاب
3- ولا تدع العلة عليك ذنبا الا
حطته ، متعك الله بالعافية الى انقضاء
أجلك . اذن هذه في المريض وفي مقام
المريض ، وزائر المريض ينبغي له ان يطلب
الدعاء من المريض كما يدعو للمريض ايضا .
وعقد الكافي بابا في كم دعاء المريض وقدر
ما يجلس عنده وتمام العيادة واورد عدة
احاديث منها عن الامام الصادق (ع)
قال : لاعيادة في وجع العين
- الامراض الطارئة التي تصيب العين
والاذن الامراض البسيطه لاعيادة فيها
- ولا تكون عيادة في اقل من ثلاثة
ايام - بالمرض الذي يقل عن ثلاثة ايام
ليس مرضا وهذا لايجب فيه استحباب العيادة
- فاذا وجبت فيوم ويوم - اذا
صار محل العياده يزوره بين يوم وآخر -
واذا طالت العلة ترك المريض لعياله – .
في الكافي عن الامام الصادق (ع) عن رسول
الله (ص) قال من المسلم على اخيه المسلم
من الحق ان يسلم عليه اذا لقيه ويعوده اذا
مرض وينصح له اذا غاب ويشمته اذا عطس
ويجيبه اذا دعاه ويتبعه بسيره اذا مات .
هذه من حقوق المسلم على المسلم
ذكر صاحب الحدائق الناظرة المحقق
البحراني (قد) قال وروي في الفقيه في وصية
النبي (ص) لعلي (ع) قال ياعلي لاينبغي
للعاقل ان يكون ضاعنا يعني مسافرا ،
متحركا يعني الانسان يتحرك ويسعى لهذه
الامور الا في
ثلاث ..... لمعاش او تزود لمعاد او للذة في
غير محرم الي ان قال ياعلي
سر سنتين بُر والديك ، سر سنة صل رحمك
، سر ميلا عُد مريضا ، سر ميلين شيع جنازة ،
سر ثلاثة اميال اجب دعوةً ، سر اربعة اميال
بُر أخا في الله ، سر خمسة اميال أغث
ملهوفا ، سر ستة اميال انصر المظلوم وعليك
بالاستغفار . اذن هذه الوصايا النبوية المباركة المقدسة التي تبين لأي شي
ينبغي ان يكون تحرك الانسان رواحه ومجيئه ، من هذه الامور التي عدها النبي
(ص) عيادة المريض وزيارة الاخ في الله واجابة الملهوف حتى لو كانت المسافة
ابعد لنصرة المظلوم .
روى البيهقي في السنن الكبرى عن
البراء بن عازب قال أمرنا بسبع ونهانا عن
سبع يعني النبي (ص) أمرنا بعيادة المريض
واتباع الجنازه وافشاء السلام واجابة
الداعي وتشميت العاطس ( أي تقول له يرحمك
الله ) ونصر المظلوم وابراء المقسم اذا أقسم عليك
طلبا مقدوراً لك .
هذه الامور التي امر النبي (ص) بها ،
اذن عيادة المريض اولها وافشاء السلام
واجابة الداعي اذا دعاك الى بيته او مجلس
طعام وتشميت العاطس ونصر المظلوم وابراء
المقسم اذا طلب منك والح عليك بشيء مقدور
لك ، ونصر المظلوم هذه مسألة مهمة لاتنسحب وتقول لايخصني ، اذا رأيت
مظلوما ويمكنك ان تنصره بما تستطيع يجب عليك ان تنصره . ونهانا عن الشرب في آنية الفضة
فأنه من يشرب فيها في
الدنيا لايشرب فيها في الآخرة
والنهي عن اواني الذهب والفضة واستعمالها
، يحرم الاكل والشرب فيها في الاسلام ،
وتأكيد عليها في فقه أهل البيت (ع) لايصح
الأكل والشرب ، والوضوء منها باطل وعن
التختم بالذهب - جائز للنساء - وعن ركوب
المياسر يعني المراكب الفاخره ولباس
الحرير والديباج والاستبرق -
جائزة للنساء - اخرجه في الصحيح الشيباني
وغيره . المهم من الامور التي أكد عليها النبي (ص) بأجماع المسلمين عيادة
المريض .
كما ان من آداب زيارة المريض ان تأخذ
له هدية تقول الرواية عن ابي زيد اخبرني
مولى لجعفر بن محمد (ع) قال مرض بعض
مواليه فخرجنا اليه نعوده ونحن عدة من
موالي جعفر فاستقبلنا في بعض الطريق
فسألنا الامام الصادق (ع) اين تريدون
فقلنا نريد زيارة فلان نعوده فقال لنا
قفوا فوقفنا فقال امع احدكم تفاحة او
سفرجلة او اترجة او لعقة من طيب او قطعة
من عود بخور -
اي هل حملتم لهذا المريض شيئا -
قلنا ما معنا شيء من هذا فقال اما تعلمون
ان المريض يستريح الى كل ما دُخل به عليه
.
يستحب ان تحمل الهدية المناسبة الى المريض مايؤنس به المريض ويحب
أن يأكله ولايضره .
من احاديث زيارة المريض انه لايزار كل
مريض قلنا طبعا ان الثواب يترتب على نية
الزائر وعلى نوعية المريض ، نية الزائر
انه يزوره لله ، لأن الله أمره بزيارته ،
نوعية المريض اذا كان ظالم فاسق فاجر كيف
يكون ثواب في زيارته ؟!
حديث في الكافي عن الامام الصادق (ع) قال
قال رسول الله (ص) شارب الخمر لايعاد اذا
مرض ولا تشهدوا له جنازة ولاتزكوه اذا شهد
ولا تزوجوه اذا خطب ولا تأتمنوه على أمانة
شارب الخمر تعوّد بكل اختياره على عمل يفقده عقله واذا فقد عقله يرتكب أي
مفاسد وفواحش اذن كيف يؤتمن شارب الخمر لايعاد اذا مرض الاستحباب هنا كلياً
منفي والذي يقول انه من ارحامي من اقربائي أي ثواب في زيارة شارب الخمر . قال رسول الله (ص) لايعاد
اذا مرض ولا تشهدوا له جنازة حتى تشيعه
لاتذهب ولا تزكوه اذا شهد اذا شهد
لاتقبل شهادته ولا تزوجوه اذا خطب اذا
خطب لاتزوجوه اذا زوج احدكم ابنته الى من
يشرب الخمر فقد عقها ولا تأتمنوه على
امانة اذا أتمنته على امانة لايضمن الله
عز وجل لايردها عليك . اعطيته رأسمال ليعمل فيه ليس لك اذا أكله ان تدعوا
الله عزوجل ان يرد عليك ماليك ، لايستجيب دعائك اذن شارب الخمر لايصح ان
يعاد في مرضه .
في فقه الرضا
واياك ان تزوج شارب الخمر فان زوجته
فكأنما قدت الى الزنا والعياذ بالله ولا
تصدقه اذا حدثك ولا تقبل شهادته ولاتأمنه
على شيء من مالك فأن أتمنته فليس لك على
الله ضمان ولا تآكله ولا تصاحبه ولا تضحك
في وجهه ولا تصافحه وان مرض فلا تعوده وان
مات فلا تشيع جنازته .
اذن المريض اذا كان فاسقا شارب خمر
طاغيا ظالما مؤذيا هذا لاتستحب عيادته
=================== |
حديث
عيادة جبرئيل (ع) للنبي (ص)
في بحار
الانوار في سيرة النبي (ص) عن علي (ع) قال : كان
جبرئيل ينزل على النبي (ص) في مرضه الذي قبض
فيه في كل يوم وفي كل ليلة – باستمرار - هذا يبين زيارة جبرئيل وعيادته
لرسول الله (ص) والتأكيد على هذه العيادة .
اولا ان جبرئيل (ع) كثر نزوله على النبي
(ص) يوميا في النهار وفي الليل ينزل على
رسول الله (ص) ولذلك الذين قالوا انه غلب
عليه الوجع او يهجر او غير ذلك هؤلاء اما
لايفهمون مقام النبوة او لهم غرض من هذا
الكلام . المهم ان النبي (ص) في مدة مرضه
الذي امتد اسبوعا او اسبوعين كان محل
عناية مركزة من الله تبارك وتعالى واقرب
الى الله من حالاته الاخرى . وانقل هذا
الحديث كاملا لما فيه من فوائد
كان جبرئيل ينزل على النبي (ص) في
مرضه الذي قبض فيه في كل يوم وفي كل ليلة فيقول
السلام عليك ان ربك يقرؤك السلام ويقول
كيف تجدك ؟ وهو أعلم بك - أي الله عز وجل
يسأل عن احوالك كيف حالك وهو اعلم بك منك
- هذا غاية اللطف والمقام من الله تبارك
وتعالى - ولكنه
اراد ان يزيدك كرامة وشرفا الى ما
اعطاك على الخلق واراد ان تكون عيادة
المريض سنة في أمتك فيقول
له النبي (ص) : ان كان وجعا ازدني
ياجبرئيل وجعاً فيقول له جبرئيل (ع) اعلم
يا محمد ان الله لم يشدد عليك ولا من احد من
خلقه اكرم منك ولكنه أحب ان يسمع صوتك
ودعاءك حتى تلقاه مستوجبا للدرجة والثواب
الذي أعد لك والكرامة والفضيلة على الخلق
. أحب الله عز وجل ان يعطيك هذه الدرجة ولا
يحب ان يشدد عليك في هذه الالام الذي تجدها
ولايريد ان يؤذيك في مرض الموت
ولكن يحب ان يسمع صوتك ودعائك فلله حكم واسرار في انبيائه وفي كل عباده هذا
اذا قال له النبي زدني وجعا يجيبه بهذا الجواب - احيانا يكون النبي (ص)
موجوع - . وان
قال له النبي (ص) اجدني مريحا في عافية قال
له : فأحمد الله على ذلك فانه يحب أن تحمده
وتشكره ليزيدك الى ما أعطاك خيرا فانه يحب
أن يحمد ويزيد من شكره . نسأل الله ان يجعلنا من الحامدين الشاكرين
المقتدين بنبيه وبآله (ص) . هذه القاعدة تدلنا على أن مشروعية عيادة المريض مؤكدة وان الله عز وجل ارادها ان تكون سنة وان هذه السنة في النبي (ص) بأن ارسل رسوله جبرئيل ليزوره مرتين ليعود نبيه (ص) في مرضه ، وهذا الحديث يدلنا على ان حالة النبي (ص) في مرضه كانت .... ، الوحي متصل به بأستمرار نزول جبرئيل كل يوم وكل ليلة عليه وان الذين منعوه ان يكتب الوصية بحجة انه غلبه الوجع او غير ذلك فان هؤلاء لم يفقهوا مقام النبي (ص) أو ان لهم اغراضا اخرى بهذا العمل ، فنبينا (ص) كان سالم وقوي الحواس ومرتبطا بالله ومفتوحة له ابواب الوحي والنور والوعي الى آخر لحظة والى ان استلم الملك الامين روحه المقدسة وعرج بها الى الله تبارك وتعالى . |
الامراض الخفيفة مثل وجع العين
والاذن والزكام وامثاله لايستحب فيه
العيادة او القصير منها جدا ومدة الجلوس
عند المريض تكون مدة قليلة عشر دقائق او
ربع ساعة اونصف ساعة وهذا فيه ثواب عظيم
في رواية عن امير المؤمنين (ع) قال ان
من أعظم العواد اجرا عند الله عز وجل من
اذا عاد أخاه خفف الجلوس الا ان يكون
المريض يحب ذلك ويريده ويسأله في ذلك .
اذن الاصل ان تخفف مدة البقاء عند المريض
في زيارتك له الا اذا كان يحب ان تبقى
ويريد ذلك وطلب منك ذلك يمكن ان تمدد وقت
عيادتك . لكن اذا اثقلت
على المريض قد يذهب ثوابك وقد يكون
بذلك تحمل سيئات وقد تكون زيارته حراما
ولذلك فالزوار ثقيلو الدم قليلو الفقه
يريدون ان يربحوا ثوابا بزيارة المريض
يذهبون ويجلسون مدة طويلة عنده والمريض
يستثقلهم فيذهبون بثوابهم ويرجعون من
زيارة المريض - ربما - يحملون سيئآت بدل ان
يكسبوا الحسنات . يجب ان تكون زيارة المريض
مختصرة جدا ومؤدبة وتراعى حال المريض ،
عن الامام الصادق (ع) قال : العيادة
قدر دَرِّ الناقة - مقدار ما تحلب الناقة
مثلا ثلاث دقائق خمس دقائق حد أكثر – (1)
من احاديث زيارة المريض انه لايزار كل
مريض قلنا طبعا ان الثواب يترتب على نية
الزائر وعلى نوعية المريض ، نية الزائر
انه يزوره لله لأن الله أمره بزيارته ،
نوعية المريض اذا كان ظالم فاسق فاجر كيف
يكون ثواب في زيارته
===================
(1) في هذا الزمان الذي تركت فيه الناقه وحلبها ولتطور وسائل الاتصال
والانتقال فان توقيت الزياره اعتمد على أمور كثيرة لايمكن حصرها فمن زائر
جاء من بلد بعيد ومن زائر لم ير اخاه المريض من سنين بالاضافة الى درجة
المرض ولاسيما الحرجة وضرورة حضور شهود وامور اخرى يجب ان تراعى ولذا ارى
اعطاء احكام عامه في هذا الباب سيما وقد غلب تواجد المريض في المستشفيات
على البيوت . د ص |
تسلية
المريض وفقه عيادة المريض
وجدت حديثا طريفا نقله احد
المصادر الفقهيه السنية باب تسلية
المريض في الجوهر النقي يقول باب تسلية
المريض عن عكرمه عن ابن عباس قال دخل
عليٌ على اعرابي يعوده - امير المؤمين
علي (ع) ذهب ليزور اعرابيا - فقال لابأس
طهور انشاء الله - ذلك كان محموما قال
علي (ع) لابأس عليك الحمى طهور انشاء الله - قال
قلتَ طهور كلا بل حُمى تفور على شيخ
كبير تديره القبور - الاعرابي كان من
النوع الجازع في المرض والجزع في المرض من
المريض أمر سيء ، الجزع وسوء الاخلاق يصيب
بعض المرضى هو اوردها تحت عنوان يستحب
تسلية المريض لكن يفهم منها ايضا سوء خلق
هذا المريض الاعرابي هذه حالة غير حسنة
- الى آخر ما ورد في هذا النص
الذي ينبغي لزائر المريض ان يسليه وانه
انشاء الله أجر وعافيه ، وتعبير جميل هذا
الذي يستعمل في بعض البلاد العربية أجر
وعافية ، المريض في المقابل لايصح ان يكون جازعا وسيء الخلق .
في العروة
الوثقى في فصل عيادة المريض : من
المستحبات المؤكدة ، وفي بعض الاخبار ان
عيادته عيادة الله تعالى فأنه حاضر عند
المريض المؤمن ولا تتأكد في وجع العين
والدمل - الامراض الخفيفة - وكذا من
اشتد مرضه اوطال كما في الاحاديث
أتركوه لأهله ، ولا فرق بين ان تكون في
الليل او في النهار بل تستحب في الصباح
والمساء ولا يشترط فيها الجلوس ولا
السؤال عن حاله - لايشترط ان تجلس عند
المريض ، افرض كان في المستشفى تجلس في
الصالون الذي يستقبلون فيه زوار المريض ،
لو وصلت ورجعت هذه كتبت زياره رأيت المريض
ورآك او لا ، وليس من الواجب أن تسأل عن
حاله ، انما شرعا تتحقق الزيارة بمجرد
الرواح الى المكان الذي فيه المريض واذا
لم يمكن الدخول عليه الى فأقرب مكان يمكن
الوصول اليه - وعليها آداب :
احدها ان يجلس عنده ولكن لايطيل الجلوس الا اذا كان المريض طالبا
لذلك .
الثاني ان يضع العائد احدى يديه على
الأخرى او على جبهته حال الجلوس عند
المريض
- لانعرف حكمتها الطبيه او الروحية - ورد في
الاحاديث الشريفه انك عندما تجلس عند
المريض تضع يديك احدهما على الأخرى او تضع
يدك على جبهتك - هذا نوع الجلوس المستحب
عند المريض – ( 1 )
الثالث ان يضع يده على ذراع المريض عند
الدعاء له او مطلقا
- عندما تدعو للمريض ضع يدك على ذراعه وأطلب منه الدعاء هذا
ايضا مستحب .
الرابع ان
يدعوا له بالشفاء والاولى ان يقول اللهم
اشفه بشفائك وداوه بدوائك وعافه من بلائك
هذه يمكن حفظها عندما تدعو للمريض تضع يدك
على ذراعه وتقول اللهم اشفه بشفائك
وداوه بدوائك وعافه من بلائك هذه الصيغة
ايضا مستحبة ويمكن ان يدعو بأي دعاء آخر
يصح ، اصل الدعاء مستحب وهذه الصيغة
مستحبه هذه يسمونها مستحب في مستحب ، مثلا
في الوضوء مستحب الاستنشاق والمضمضة
وتثليثهما يعني يستنشق مرة مستحب يثلث
الاستنشاق مستحب في مستحب
الخامس ان يستصحب معه هدية من فاكهة او
نحوهما مما يفرحه ويريحه - الهدية محببة
للمريض –
السادس ان يقرأ عليه فاتحة الكتاب
سبعين او اربعين
او سبع مرات او مرة واحدة
- يقرأ عليه لايقرأ له الفاتحه . قرائة
الفاتحة يمكن ان تكون للحي وللميت لكن
أصبحت مصطلحا ان تقرأ للميت . قراءة
الفاتحه على الحي ، عندنا في بعض الاحاديث اذا
قُرأت على ميت ورُدت اليه روحه فلا تعجب
بهذا المعنى . فعن ابي عبد الله الصادق (ع)
لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة - فحوى الحديث - فردت فيه الروح ما
كان عجبا . سبعين مرة تقرأ وقد يكون
اربعين مرة او مرة واحدة يعني قرائة الحمد
من اجل شفاء المريض هذا أمر مستحب وفي
الحديث ما قُرأت الحمد على وجع سبعين مرة
الا سكن بأذن الله وان شئتم
فجربوا ولا تشكوا . وفي حديث آخر من
نالته علة فليقرأ في جيبه الحمد سبع مرات
وينبغي ان ينفض لباسه بعد قرائة الحمد
- في جيبه يعني في جيب ثوبه بصدره بحيث ان
نَفَس قرائته داخل ثيابه . سر ذلك لانعلمه ، أن ما نجهله من الغيب من امور
المادة أكثر مما نعلمه هذا مستحب على ان يقرئها وينفض ثوبه .
السابع ان
لايأكل عنده مايضره ويشتهيه . مكروه ان تأكل امامه شيء يضره .
الثامن ان لايفعل عنده ما يغضبه
أويضيق عليه
كذلك لايؤذي المريض
التاسع ان
يلتمس منه الدعاء فانه ممن يستجاب دعائه
وعن الصادق (ع) ثلاثة يستجاب دعائهم
الحاج والغازي والمريض
=============
|
علاج
القلق والهموم والوسواس والكآبة بالادعية
والاذكار
وجدت مجموعة احاديث طريفه من مصادر السنة والشيعة
لمعالجة مرض القلق والكآبة او للوقاية من القلق والكآبة وبما ان هذين
المرضين من الامراض النفسية البدنية التي تسري الى البدن والعاميّن في
عصرنا وفي ظل الحضارة المادية التي تحكم العالم صار يعبر عنها بحضارة القلق
وحضارة الوسوسة او الكآبة او الهم او الغم .
القلق حالة التحير والتردد وعدم
الاطمئنان الى الناس والى المستقبل هذه
حالة القلق وحالة الكآبة حالة حزن داخلي
وغم وهم يسكن قلب الانسان ، هذه الحالات
بطبيعة الحال شفائها الاساسي الايمان ،
الايمان هو الذي يشفي من القلق ويجعل
الانسان على يقين من ربه انه يعيش على أرض
لها رب مخلوق لله عزوجل وبعد حياته
القصيرة هنا يذهب الى حياة طويلة في
الآخرة وانه مجزي على عمله بالاخرة ،
الايمان بالله عز وجل وحب الله ولرسوله
أهل بيته والعمل بأحكام الشريعة المقدسة
هذه عنصر اساسي في اطمئنان الشخصية وفي
رفع القلق وفي رفع الهم والغم والحزن
ان الايمان كلما تمعق في نفس الانسان يصبح على بصيرة
ويقين ويصبح مطمئنا ولا مجال عنده للغم والهم ، هناك بعض الناس بطبيعتهم
متفائلين وبعض الناس بطبيعتهم متشائمين بعض الناس تمر عليهم حالات مختلفة
المؤمن متفائل على يقين وعنده بصيرة وليس مريضا بمرض القلق وليس مريضا بمرض
الهم والكآبة والغم والحزن لأن أمله فيما يأتي أكثر مما هو فيه حتى لو كان
في الدنيا بيده أمله فيما يأتي بالآخرة أكثر .
يلاحظ في معالجة القلق والكآبة والهم
والحزن والوسوسة انها انواع متعددة منها
ان اصل تقوى الله عز وجل والايمان هي
معالجة للقلق والكآبة
وردت عندنا مجموعة احاديث شريفه
بالذات لمعالجة الهم والوسوسة وكذلك ما
يتصل بها ،
الانسان لايستطيع ان يوقن بشيء أويجزم على
شيء أويختار شيئا . ورد لمعالجة هذه الحالة
عدة روايات منها:
عن الامام الصادق (ع) عن رسول الله (ص)
قال قال رسول الله (ص) الرغبة في الدنيا
تكثر الهم الحزن والزهد في
الدنيا يريح القلب والبدن - كثير من
الهموم التي تنعكس على البدن وتتحول الى
امراض كحالة الطمع والجشع في الدنيا
والرغبة في الدنيا الشديده تجعله يفكر كيف
يكسب الدنيا كيف يكسب المال كيف يحسن وضعه
، همه وغمه الأكثر من اللازم في الدنيا ،
المقدار اللازم هو ان يسعى لطلب رزقه كما
أمره الله عز وجل ولايكسل ويفكر كيف يدبر
وكيف يعمل والباقي يوكله الى الله تبارك
وتعالى . نعم طلب الدنيا يحتاجه الانسان في حياته كفرد ثم يذهب من هذه الدنيا
ويترك ما زاد عن كفافه لمن ورائه ، اذن حاجته الكفاف فليجمل في طلب الدنيا
ومدته فيها محدودة ، اذا زاد طلبه للدنيا ورغب فيها أكثر من اللازم يكثر
همه وحزنه ، والزهد فيها والرغبة في الآخرة يريح القلب والبدن ويريح اعصابه
ايضا .
بعض امراض الناس ناتج عن الجشع والركض
وراء الدنيا أكثر مما ينبغي واهمال الآخرة
أكثر مما ينبغي .
عن أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة
قال ان تقوى الله دواء داء قلوبكم وبصر
عمى افئدتكم وشفاء مرض اجسادكم وصلاح فساد
صدوركم اذن
التقوى لها تأثير مباشر في شفاء الامراض
وتبعد الانسان عن كثير من الامراض ،
ايضا وردت احاديث في ذكر الله تبارك
وتعالى لشفاء الهم والحزن ومرض القلق
والكآبة هذه الاحاديث الشريفة تدل على
انها تنفع معالجه وتنفع وقايه ومرض القلق
والكآبة في عصرنا يقل من يداويه وكلما
كثرت انواع الادوية بعض
الادوية هي تأتي لأصحابها بكآبة جديده
ايضا . ان معالجتها بطريق الدين وبما علمنا
رسول الله (ص) أصح من معالجتها بطريق
الادوية والاطباء النفسيين . ( 1 )
في وسائل الشيعة عن الامام الصادق (ع) قال
قال رسول الله (ص) ان آدم شكى الى الله ما
يُلقى من حديث النفس والحزن - طبيعة
الحال كان يعيش في الجنة ومع الملائكة
واهبط الى الارض منطقة غريبة كان يمر عليه
هم وحزن فشكى الى الله عز وجل ما يلقى من حديث النفس والحزن نزل جبرئيل
(ع) فقال يا آدم قل لاحول ولا قوة الا بالله فقالها فذهبت عنه الوسوسة
والحزن . لاحول ولا
قوة الا بالله هذه العبارة القليلة
الكلمات وردت الاحاديث في انها كنز من
كنوز الجنة وان هذا الكنز اول ما اعطي
لأبينا آدم (ع) . اذا وجد الانسان حزنا في
نفسه وهما فليكثر من قول لاحول ولاقوة
الا بالله .
في الكافي عن الامام الصادق (ع) قال جاء
رجل الى النبي (ص) فقال يا رسول الله قد
لقيت شدة من وسوسة الصدر وانا رجل نبيل
مَعيل معوز فقال له كرر هذه الكلمات توكلت
على الحي الذي لايموت والحمد لله الذي لم
يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في
الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا
فلم يلبث ان جائه - بعد مدة قليله - فقال
أذهب الله عني وسوسة صدري وقضى عني ديني
ووسع علي رزقي اذن هذه الاذكار والادعية
لها تأثيرات زيادة على التأثيرات الروحية
والمعنوية تأثيرات ماديه كشفاء الامراض
ايضا وسعة الرزق
==============
|
علاج
القلق بالصوم وبعض الاطعمة
المعالجلات التي وردت غير اصل الايمان
والتقوى متنوعة منها اذكار وادعية ومنها
الصوم ومنها بعض المأكولات او في اللباس ،
نذكر مجموعة هذه الامور ولعل تنوعها بتنوع
حالات الناس أو لأنها كل هذه الامور مجمعة
تعالج مرض القلق والكآبة او تقي الانسان
من الوقوع فيها ، ورد من معالجات القلق :
1 - الصوم : قال صاحب مدارك الاحكام
السيد محمد العاملي (ر)
فمن ذلك ما رواه ابن بابويه في الصحيح
عن حماد عن عثمان عن ابي عبد الله (ع) قال صام
رسول الله (ص) حتى قيل ما يفطر ثم فطر حتى
قيل مايصوم ثم صام صوم داوود (ع) يوما ويوما
ثم قبض (ص) على صيام ثلاثة ايام في الشهر
يعني صومه االذي استقرت السنة عليه انه
يصوم من كل شهر ثلاثة أيام اول خميس من
الشهر وآخر خميس من الشهر واربعاء في وسطه
وقال يعدلن صوم الدهر ويذهبن بوحر الصدر
قال حماد الوحر الوسوسة ، صوم ثلاثة
أيام لمصاب بالقلق هذه تنفعه في الطمأنينة
ورفع الوسوسة . (1)
2 - المأكولات
: ورد حديث عن الامام الصادق (ع) في الكافي
يقول عليكم بالرمان الحلو فكلوه فأنه
ليست من حبة تقع في معدة مؤمن الا أبادت
داء وأطفأت شيطان الوسوسة عنه اذن
الرمان ينفع في ازالة القلق وهذه الرواية
ليست من حبة تقع في معدة مؤمن هذه تفتح
بابا جديدا عندنا ان الأغذية والاطعمة
تأثيراتها تتفاوت من بدن الى بدن اما
بقدرة الله عز وجل باعجاز مثلا هذا الطعام
يأكله هذا الانسان فيؤثر فيه تاثيرا
ويأكله انسان آخر يؤثر تاثيرا آخر ، لماذا
، قال ليست من حبة تقع في معدة مؤمن لها
تأثير أحسن من تأثيرها في معدة الآخرين ،
هذا بحث يمكن ان يكشفه العلم ، كثير من
الامور لم يكشفها العلم ، ان نوعية عقيدة
الانسان سلوك الانسان تؤثر تأثيرا معيناً
على خلاياه فتتفاعل هذه الخلايا وهذه
الابدان مع الأغذية بشكل معين تتفاوت بحسب
الناس ولا مانع من هذا علميا ابدا .
في وسائل الشيعة عن الامام الصادق (ع) قال
ما من رمانة الا وفيها حبة من الجنة فأذا
شذ منها شيء فخذوه وما دخلت تلك الحبة معدة
امرء قط الا افادتها اربعين ليلة ونفت
عنها من الشيطان الوسوسة اذن أكل الرمان ينفع ايضا في ازالة القلق .
في كتاب
الدروس للشهيد الاول (ر) قال الرمان سيد
الفواكه وكان أحب الثمار الى النبي (ص)
يملي الشبعان ويجزي الجائع وفي كل رمانة
حبة من الجنة فلا يشارك الاكل فيها ويحافظ
على حبها بأسره وأكله بشحمه ضباب المعدة
واكله يذهب بوسوسة الشيطان وينور القلب
وأكل رمانة يوم الجمعة على الريق ينور
القلب اربعين صباحا .
(2)
في فقه الزيدية مسند زيد رواية عن
الزبيب عن رسول الله (ص) قال عليكم
بالزبيب فأنه يكشف المر ويذهب بالبلغم
ويشد العصب ويحسن الخُلق ويُطَيب النَفَس
ويذهب الهم .
3 - النظيف من الثياب
: في الكافي عن الامام الصادق (ع) قال قال
امير المؤمنين (ع) النظيف من الثياب يذهب
الهم والحزن وهو طهور للصلاة ان يهتم
بنظافة ثيابه هذا مؤثر في زوال همه وحزنه
4 – الخضاب :
وردت
عدة احاديث في فضل الخضاب الحناء والخضاب
من الامور التي ورد الحث عليها واستحبابها
في الشريعة المقدسة وهذا متروك في عصرنا
تقريبا ، يمكن للذي
لايريد ان يحني يديه مثلا ان يحني قدمه ما
المانع ان يحني قدميه أصل استعمال الحناء
فيه معالجة كثير من الامراض او الوقاية
منها وورد ايضا انه يعالج مرض القلق
والوسوسة
عن النبي (ص) قال درهم في الخضاب افضل
من نفقة الف درهم في سبيل الله وفيه اربعة
عشرة خصلة يطرد
الريح من الاذنين ويجلوا الغشاوة عن البصر
ويلين الخياشيم ويطيب النكهة ويشد اللثه
ويذهب بالظما أي الهم والحزن ويقلل
وسوسة الشيطان هذه
كيف نفسر افضل من الف درهم ينفقه في سبيل
الله حتما اذا كان انفاقه مستحب اذا كان
الانفاق في سبيل الله يجب عليه واجبا عليه
لايقاس المستحب بالواجب ، الخضاب مستحب
فاذا أنفقت للخضاب كأنه ثوابه يعادل انفاق
الف درهم او أكثر استحبابا في سبيل الله
هذا اسلوب من الحث على الاهتمام بالخضاب
اشتر الحناء واختضب فان فيه عدة فوائد . (3 )
5 – السواك : عن الامام الصادق (ع) ان
السواك يذهب الهم والوسوسة
قال الحسين بن ابي غندر سمعته يقول زيدوا
الحذوة فأنه مكيدة العدو وزيادة في ضوء
البصر الحذاء يؤثر على العين وخففوا
الدين فان في خفة الدين زيادة العمر - هم
الدين يقلل العمر - فاذا كان الانسان
لايهتم بوفاء دينه هذا اتعس لابد انه
مشكلات المهم ان تخفيف الدين يزيد في
العمر وتدهنوا وعليكم بالسواك فانه يذهب
وسوسة الصدور وابللوا الخف انه أمان من
السل (4) ،
6 - ورق السدر
: في ذكرى الشهيد الثاني (ر) عن الكاظم (ع)
قال اغسلوا رؤسكم بورق السدر فأنه قدسه
كل ملك مقرب وكل نبي مرسل ومن غسل رأسه
بورق السدر صرف الله عنه وسوسة الشيطان
سبعين يوما ورق السدر غسل الميت ورد
عندنا في السدر والكافور والى الآن لم
تفهم اسرار السدر والكافور وربما تكتشف
يوما او لاتكتشف ،
السدر يطحن مثل البودرة ويغسل فيه الرأس
او يغسل فيه بدن الانسان ويستحب غسل الرأس
بالسدر ويؤثر في زوال وسوسة الشيطان سبعين
يوما هذا ، ورد ايضا في احاديث وروايات
اخرى عن النبي (ص) . هذه مجموعة معالجات مرض
القلق والكآبة او للوقاية منهما
============================
(1)
في الحديث ( صوموا تصحوا
)
(2)
في الحديث ( ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من
بطنه )
(3
) الحديث غريب حيث يفضل درهم خضاب على الف
درهم في سبيل الله ربما تسعف عشرات المرضى
و تشبع عشرات
يرجى ملاحظة سند الحديث ومورده |