مقالات وبحوث الشيخ عبد المحسن العبيكان

 http://al-obeikan.com/

 

الرقم

الموضوع

الرقم

الموضوع

1

بيان تأصيلي لرؤية الهلال

3

جهاد العراق وخطبة أهل حمص !

3

ما يجري في العراق ليس جهادا

4

رد حول دخول الفجر الصادق

 4

 جواز إرضاع المرأة للأجنبي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(1)  بيان تأصيلي لرؤية الهلال

 

http://al-obeikan.com/article/179-بيان%20تأصيلي%20لرؤية%20الهلال.html

 

الحمد لله و حده  والصلاة والسلام على من لا نبي وبعده           أما بعد .

 فقد كثر الجدل والنزاع في صحة رؤية هلال شهر شوال لهذا العام وصحة فطر المسلمين يوم الثلاثاء وأحب أن أوضح رأيي في هذا الموضوع المهم عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم :" الديــن النصيحة ، قلنا لمن ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم " رواه البخاري ومسلم ،  فأقول  أولاً : يجب الرجوع إلى أهل الاختصاص في كل فن من فنون العلم كما قال عز وجل : " فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون "  .

 ثانياً : لا شك أن الاعتماد في دخول الأشهر على الرؤية الشرعية الحقيقية وليست الوهمية إما بالعين المجردة أو بالمراصد حسب قرار هيئة كبار العلماء في عام  1403هـ عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : « صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ...الحديث ».رواه مسلم.

  ثالثاً: يجب عدم إغفال أقوال أهل الاختصاص في هذا الجانب وهم الفلكيون ، ولذا أجمع من حضر مؤتمر الأهلة المنعقد في جدة من علماء وفلكيين من عدد من دول العالم الإسلامي والذي افتتح بحضور سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله على وجوب الاعتماد على أقوال الفلكيين في النفي دون الإثبات وأفتى به الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لأن الإثبات يختلف حسب المكان والزمان ،ومعنى قبول قولهم في النفي أنهم إذا قرروا أن القمر يغرب قبل الشمس فلا يصح أبدا ً قبول أي دعوى من الشهود أنهم رأوه لأنها تعتبر رؤية للمعدوم وهذا مستحيل ، أما إذا قالوا يغرب بعد الشمس فيمكن قبول الشهادة الحقيقية للهلال وتتأكد صحة هذه الرؤية بظهور الهلال في المراصد لأن تحديد إمكانية الرؤية بالدرجة  فيه اختلاف  حسب صفاء الجو وقوة النظر ونحو ذلك كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية.

 رابعاً : يجب تطبيق لائحة تحري رؤية الهلال التي صدرت بالأمر السامي الكريم المبني على قرار هيئة كبار العلماء آنف الذكر وقرار مجلس الشورى والتي تضمنت تشكيل لجان يشترك فيها الفلكيون بالمراصد مع الاستعانة بمن يعرف بحدة البصر وهذا يعني الجمع بين المراصد ورؤية العين المجردة وإلا فما فائدة حضور الفلكيين بالمراصد التي تقرب البعيد مئات المرات عن نظر العين البشرية ثم يقبل دعوى الشاهد برؤيته مع عدم رؤيته بالمرصد ،فإن هذا مما يستحيل عقلاً وشرعاً وحساً فلا بد في قبول الشهادة من أن تنفك عما يكذبها عقلاً وحساً وشرعاً ومع اجتماع المرصد والشهود والفلكيين  ، يتلافى الخطأ والوهم لاستحالة أن ترى العين المجردة ما لا يرى بالمرصد في المكان الواحد والزمان الواحد لأن المرصد يكبر حجم الهلال إلى المئات ،وعلى سبيل المثال أخبرنا الشاهد يونس المعروف بحدة البصر والذي كان يعتمد على رؤيته سنين ماضية وهو من سكان تبوك أنه في احد الشهور وقف هو وشاهد آخر حديد البصر يترائيان الهلال ومعهما فلكي ومعه مرصد فزعم الشاهد الآخر أنه رأى الهلال وخطأه يونس فقال الفلكي انظرا إلى المرصد الذي كبر حجم الجرم الذي رآه ذلك الشاهد وإذا هو قطعة صغيرة من سحابة .

 خامساً :تم خروجي مع معالي وزير العدل السابق الدكتور عبدالله آل الشيخ وفضيلة وكيل وزارة العدل سابقاً الشيخ عبدالله اليحيى وفضيلة الشيخ /محمد البابطين المعني بموضوع الأهلة ، وفريق من مدينة الملك عبدالعزيز برئاسة سمو الأمير تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس المدينة وعضوية فلكيين و معهم مرصد وصحبنا شاهدان من تبوك أحدهما يسمى يونس وهو المذكور آنفاً  ووقفنا في شهر من شهور تلك السنة على مرتفع في ظهرة لبن في الرياض وقد قرر الفلكيون في حساباتهم أن القمر في تلك الليلة يغيب قبل الشمس فلما غربت الشمس طلب معالي وزير العدل من الشاهدين أن يترائيا الهلال وذلك للتأكد من صحة ما يقوله الفلكيون وفعلاً تم ذلك ولم يريا الهلال وأخبر الفلكيون أن الهلال في الليلة القادمة سيغيب بعد الشمس فتم خروجنا الليلة التي بعدها لترائي الهلال وتخلف وزير العدل ووكيل الوزارة والشاهد الآخر فقط لظروف وطلب مني الوزير أن أصحب اللجنة فتم وقوفنا في نفس الموقع وطلبت أن يتقدم الشاهد يونس حتى لا يرى المرصد ويتراءى الهلال وفعلاً تم ذلك ،وبعد جهد رأى الهلال وحاول أن يرينا إياه بتحديد مكانه بالإشارة فرأيناه بصعوبة بعد أن زادت الظلمة قليلاً ومع هذا فإن الفلكي معه كتاب يحدد إحداثيات مكان الهلال في كل شهر ومقدار ميلانه فتم إدخال الإحداثيات بعد غروب الشمس مباشرة فتحرك الجهاز آلياً إلى جهة موقع الهلال ورأيناه في الشاشة واضحاً جداً مكبراً فتم بهذه الطريقة ولله الحمد اتفاق رؤية العين المجردة الصحيحة مع رؤية المرصد ولا يصدق عاقل أن يستطيع الإنسان أن يرى بعينه المجردة ما لا يمكن أن يراه بواسطة المرصد والغريب أن الذين يخرجون إلى حوطة سدير من أعضاء اللجنة من فلكيين وغيرهم لم يشاهدوا الهلال عن طريق المرصد في الليلة التي يدعي الشهود أنهم رأوه بل جزم الفلكيون في بعض الشهور التي أثبتت فيها الرؤية بالعين المجردة أنه غرب قبل الشمس فهل يقبل عاقل مثل هذه الشهادة ويستخف هؤلاء بعقول الناس وخاصة في هذا الزمن الذي كثر فيه تلوث الجو بالغبار ودخان الطائرات والمصانع وغيرها ، وإن أحسنا الظن فإننا نقول رأو كوكباً آخر حسب إفادة الفلكيين وأيضا هل جميع هؤلاء الشهود يتمتعون بحدة بصر خارقة ، ومن المستغرب والمثير للعجب أنه لما أمر سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أن يخرج عدد من الفلكيين بمرصدهم مع أبرز الشهود الذين بحوطة سدير مدة ستة أشهر ليتأكدوا من قدرته على رؤية الهلال لم يستطع هذا الشاهد أن يرى الهلال ولا شهراً واحداً مع وجود الهلال بالأفق وظهوره بالمرصد كما أخبرني بذلك أحد الفلكيين وهذا الشاهد كان يقول إنني لا أعتمد على حساب ولا مناظير حسب ما أفادني به بعض المشايخ وأعضاء اللجنة الذين يقابلونه ثم نقلت عنه صحيفة سبق الكترونية قبل رمضان أنه يقول أنني منذ عام 1415هـ اعتمد على حساب ومناظير فانظروا إلى هذا التناقض فإن كان ما يزعمه صحيحاً من أنه يعتمد على مناظير فالتلسكوبات الحديثة تكذب منظاره وإن كان يعتمد على حساب فالفلكيون أهل الحساب يخالفونه ، والغريب أيضاً أن هؤلاء الشهود لا يرغبون حضور الفلكيين معهم ويحاولون البعد عنهم حتى لا تتضح الحقائق بخلاف الشاهد يونس ومن معه الذين يرحبون بحضور الفلكيين والمراصد والأدهى والأمر أنه جاء في قرار المحكمة العليا ذي الرقم (27/ هـ) والتاريخ 29-30/8/1432هـ  الذي أُثبت فيه دخول شهر رمضان هذا العام وأعلن في وسائل الإعلام ما يلي : " بل قد ثبت بشهادة عدد من الشهود العدول أن القمر غاب هذه الليلة قبل غروب الشمس " فيا أيه العقلاء كيف يستطيع بشر أن يرى الهلال نهاراً قبل غروب الشمس فإن هذا مما يتعذر حتى بالمراصد وإنما يدرك بالحساب.

 ولي ملاحظه على قول المحكمة العليا (العدول) فمن هو الذي عدل هؤلاء الشهود وكيف كان التعديل ، فإن الملاحظ أن العمل في المحاكم هو طلب التزكية للشهود من شهود آخرين لا يعرف حالهم بل يحتاجون هم أيضاً إلى التزكية من شهود آخرين ، فإن لم يكونوا معروفين فتطلب تزكيتهم وهكذا فيدعو إلى التسلسل و الدور وإنما الذي ذكره أهل العلم أن تطلب تزكية الشهود من أشخاص معروفين لدى القاضي بالعدالة أو اشتهروا بين الناس بذلك ، أما ما يجري عليه العمل في المحاكم من قبول التزكية ممن لا يعرف القاضي حاله ولم يشتهر بين الناس بذلك فهذا لا يتفق مع النصوص الشرعية .

 فرحنا سابقاً لما ردت المحكمة العليا شهادة بعض هؤلاء الشهود حسب ما أخبرني به بعض أعضائها ثم نراها  وللأسف تقبلهم في هذا العام .

 ومن المعلوم أنه إذا مكث الهلال بعد الشمس درجة واحدة وهي أربع دقائق فلا يمكن رؤيته قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإذا كان على درجة واحدة فهذا لا يُرى" مجموع فتاواه ج25/ ص 186.

 وقال أيضاً : " لَكِنْ الرُّؤْيَةُ لَيْسَتْ مَضْبُوطَةً بِدَرَجَاتٍ مَحْدُودَةٍ، فَإِنَّهَا تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ حِدَةِ النَّظَرِ وَكَلَالِهِ، وَارْتِفَاعِ الْمَكَانِ الَّذِي يَتَرَاءَى فِيهِ الْهِلَالُ، وَانْخِفَاضِهِ، وَبِاخْتِلَافِ صَفَاءِ الْجَوِّ وَكَدَرِهِ.

 وَقَدْ يَرَاهُ بَعْضُ النَّاسِ لِثَمَانِي دَرَجَاتٍ، وَآخَرُ لَا يَرَاهُ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ دَرَجَةً " . الفتاوى 25/207 فإذاً : أقل ما ذكره رحمه الله ثمان درجات أي أثنتان وثلاثون دقيقة.

 سادساً : قرر الفلكيون أن الهلال يغرب في الرياض مع الشمس ويبقى في منطقة مكة بعد الشمس أربع دقائق أي درجة واحدة وقالوا باستحالة الرؤية في هذا الوقت وفعلاً لم ير في المراصد لا في الهدا ولا في جدة ،فهل يصدق عاقل أن إنساناً يرى الهلال في هذا الوقت مع بقاء شعاع الشمس ودقة جرم الهلال ! حتى ولو زعم الشهود أن الهلال مكث في حوطة سدير أربع دقائق أي درجة واحدة فهذا مستحيل كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وأعظم من هذا أن المحكمة العليا تصدق أنهم رأوه قبل الشمس وغاب قبلها كما في البيان آنف الذكر .

 سابعاً : أصبح الشاهد يونس في السنين الأخيرة ينكر شهادة الشهود ويؤكد أنه لم ير الهلال الذي ادعوا رؤيته مع قوة بصره وحدته .

 ثامناً: نستطيع أن نصل إلى شبه يقين بتحديد وقت دخول الشهر لمدة طويلة متى قرر الفلكيون بالحسابات الدقيقة أن القمر سيمكث بعد غروب الشمس فتره يمكن للمراصد والعين المجردة أن تراه ثم إنه إذا تم الترائي تلك الليلة فإنه يضعف جداً أن لا يرى وبهذا يمكن تلافي الضرر والنزاع الحاصل ويستطيع المسلم أن يبني على هذا التقرير الذي يقرّب له مظنّة الرؤية الشرعية بنسبة كبيرة فيرتب حجوزاته في الطائرات والسكن وخاصة في موسم الحج بما يتلافى به حصول الضرر عليه كما حصل قبل عدة سنوات عندما صومنا  مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة ثمانية وعشرين يوماً فقط وأمرنا بقضاء يوم ، وكما حصل في حج سنة ماضية قبل عدة سنوات عندما أعلن المجلس يوم الوقوف بعرفة وبعد أيام أعلن تغيير يوم عرفة إلى اليوم الذي قبله مما تسبب في إرباك لكثير من الحجاج في حجوزات الطائرات وأضرار على بعض مسلمي أوروبا في  تحديد وقت ذبح الأضاحي المتفق عليها مسبقاً مع شركات أو مؤسسات .

 تاسعاً : ما ذكره البعض من أنهم رأو الهلال ليلة الأربعاء ومكث أربعين دقيقة وبنوا على ذلك أن رؤية الهلال في الليلة السابقة صحيحة فهذا من الخطأ لأن أهل الاختصاص من الفلكيين يقولون إن مدة مكث الهلال مبنية على ولادته فكلما طالت المدة بين ولادته وبين غيابه بعد الشمس طالت مدة مكثه وكبر حجمه .

 عاشراً :أخبرني بعض العلماء المشهورين بالفتوى أنه كان يسير بسيارته في طريق ومعه أحد الشهود الذين عادة ما يشهدون برؤية الهلال وكان أمامهم لوحة ،فطلب الشيخ من الشاهد أن يقرأ ما كتب في اللوحة فلم يستطع الشاهد قراءته رغم أن الشيخ يستطيع قراءة المكتوب فيها بوضوح وأفادني البعض من أن أحد الشهود يدعي أنه يرى ما خلف الثياب و أموراً لا تصدق وهذا يعتبر مانعاً من قبول شهادة هؤلاء الشهود والقاعدة الشرعية:(أن الجــــــرح مقدم علـــى التعديـل )، وقال لي الأخ الفاضل الدكتور خالد بن صالح الزعاق الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك كلاماً يدل على عدم صحة شهادة الشهود وكتب لي ما نصه : " في يوم الترائي غابت الشمس على مرصد حوطة سدير الحجري في طبقة القتر قبل مغيبها الحقيقي ب 6 دقائق ،ومع ذلك تم إثبات الشهادة، وقال: لي تجربة شخصية مع الشهود المعتادين تزيد عن خمس وعشرين سنة منذ أن كان شاهد الحريق رافعاً راية الشهادة حتى تسلم شهود حوطة سدير الراية منه بعد انكشافه  ، ومن هذه التجارب تجربتي مع رؤية هلال شوال لهذه السنة 1432هـ ففي يوم الاثنين 29 رمضان 1432هـ ذهبت إلى حوطة سدير ووصلت مبنى المحكمة في تمام الساعة 3 عصراً ، وحاولت معرفة مكان الرصد بطريقتي الخاصة إلا أني لم أستطع وهذا ما كنت أتوقعه لأن مكانهم لا أحد يعرفه إلا الشخص المعني بالشهادة ويحدد مكان خفي عن طريق الاتصالات حتى لا يذهب معه من لا يريدهم ، وظننت أنهم سيذهبون إلى مرصدهم الحجري الواقع بين جلاجل والداهنة ، فذهبت إليه ونصبت ثلاثة تلسكوبات 12 بوصة و 10 بوصة و8 بوصة ، استعداداً للرصد وانتظرتهم ، وخاب ظني بعدم حضورهم إلى هذا الموقع، وهو موقع يرتفع عن سطح البحر 900 م ، وليس مكاناً صالحاً للرصد لوجود إضاءة مدينة الداهنة في الجهة الغربية الجنوبية ، ووجود سلسة مرتفعات متعرجة في جميع الجهات ، وتم الوصول إلى الموقع في تمام الساعة 4:55 م ، وكانت الأجواء صافية في طبقات الجو العليا ويوجد حزام قتر تدركه العين ببساطة ممتد من الشمال إلى الجنوب وأظهرت شاشات التلسكوبات أن الشمس تغيب على هذا الموقع في تمام الساعة 6:26 م , والقمر يغيب 6:27 م ،بمعنى أن القمر يمكث دقيقة واحدة فقط ، وبعد الرصد عبر عدسات التلسكوبات تبين التالي :

 1-  بدأت أشعة الشمس بالاصفرار في تمام الساعة 5:55 م

 2-  بدأت أشعة الشمس بالاحمرار في تمام الساعة 6:10 م

 3-  تضاءل شعاع الشمس السفلي في تمام الساعة 6:14 م

 4-   لا مست الشمس طبقة الغبار 6:17 م

 5-  اختفى نصف قرص الشمس بالكدر 6:19 م

 6- اختفى كامل قرص الشمس بالكدر 6:20:20 م

 وعند ملاحظة الرصد تبين لي أن الشمس غابت عن عدسة التلسكوبات قبل موعد غيابها الحقيقي في طبقة الكدر ب 6 دقائق ،  فبواسطة التلسكوبات لم أستطع مشاهدة الشمس بجلالها وبهائها وقوتها  فكيف يرى هؤلاء الهلال في نفس المنطقة ،ومن هذه التجارب تجربتي معهم في يوم الأربعاء 29 رمضان 1431هـ  حيث استطعت الذهاب مع لجنة سدير عن طريق قاضي محكمة الخرج بصحبة نائب رئيس أوقاف الخرج ، وحينذاك تجلى لي بعض الملاحظات على الشهود ، وتولد لدي انطباع ولن أتطرق لشيء من ذلك إلا فيما يخص يوم الترائي الموافق ليوم الأربعاء 29 رمضان 1431هـ وسأبرز أهم ما أدلى به شاهدهم مع التوجيه ، علماً بأنني وثقت الموقف بالصور والكتابة اليدوية بكل ما يصدر منهم لكشف حقيقة الأمر ، نصبت تلسكوبي وهو جهاز يضبط نفسه تلقائياً ، وذو عدسة مقدارها 10 بوصة ، وموقع الرصد كان رائعاً ،  والأجواء صافية ، في طبقات الجو العليا أما الطبقات الملامسة لسطح الأرض ففيها قتر واضح بحيث أن حاجب الشمس السفلي بدأ يختفي في هذه الطبقة في تمام الساعة 6:6 م ، وبعد 65 ثانية غاب نصف الشمس ، وفي تمام الساعة 6:9 دقائق انغمس كامل قرص الشمس في معمعان القتر ، ولا يستطع التسلكوب أن يدركها رغم قوته الفائقة ، وحينئذ تفاجأت بأن الرائي (ع)  يدعي بأنه مازال يرى الشمس ، وأنه شاهد الهلال وهو يغيب في تمام 6:7 دقائق ، وموقعه جنوب مغيب الشمس بقدر 6 أو 7 أقراص الشمس ولي وقفات حول هذا :

 1-أدعاء الأخ (ع)  بأنه شاهد قرص الشمس السفلي, لا مس حد الأفق في تمام الساعة 6:10:40 م وأن قرص الشمس أنغمس بالتمام في تمام الساعة 6:11:50 م .

 وإذا أجرينا عملية حسابية وجدنا أن (ع) يدعي بأنه رأى الهلال لمدة دقيقة واحدة , وعشر ثوان ....

 ملحظ قوي : محيط قرص الشمس في جميع أنحاء العالم لا يمكن أن يستغرق دقيقة واحدة , وعشر ثوان، بأي حال من الأحوال ، فمحيط قرص الشمس في مرحلة الأوج (وهي أن تكون الشمس في أبعد نقطة من الأرض) تستغرق مدة زمنية لا تقل عن دقيقتين على خط الاستواء والتي تغيب فيها الشمس بشكل رأسي ، فما بالك بالعروض الجغرافية العليا كحال عرض المملكة والذي يجتازه مدار السرطان والشمس لا تغيب بشكل عمودي بل بطريقة منحرفة بسبب ميلاننا عن خط الاستواء  ، ولقد عاودت الرصد في نفس المكان في يوم الاثنين 4 شوال 1431هـ وكانت الأجواء صافية جداً ، وشاهدت كامل قرص الشمس وهو يغيب بالأفق واستغرق القرص دقيقتين وثانيتين .

 ولقد تابعت شهادات الشهود في سدير وشقراء والغاط كلها وأدركت أنهم يتبعون طريقة حسابية قديمة لترائي الهلال ملخصها أنهم ينظرون إلى وقت ولادة الهلال ووقت غروب الشمس من الحسابات الفلكية ويستخرجون الفسحة بينها بالدرجات بحيث إن كل ساعتين درجة واحدة ويضربون الحاصل بأربعة والناتج هو مكث للهلال وعند الترائي يتوهمون أن الهلال سيمكث هذا المقدار من الزمن ويهيئ لهم بأنهم رأوه ويشيعون أنه مكث بالمقدار الذي يستخرجونه  من أذهانهم إلا أن إجهاض القمر في بعض شهور السنة يكشف سطحية هذه العملية البدائية ، وهؤلاء الشهود لا يشاهدون الهلال البته ولو كانوا واثقين من شهادتهم لفسحوا المجال لوسائل الإعلام بالنقل المباشر لطريقة رصدهم ، بل نجدهم عندما تسلمت المحكمة العليا ملف الأهلة غيروا من طريقة الشهادة حتى لا ينكشف أمرهم ، وهي أنهم بدأوا يشهدون برؤية الأهلة قبل غروب الشمس وهذا محال عقلاً وعلماً ، إلا أن  تقدمهم بالشهادة هذه حتى لا يخسروا المحكمة العليا لأنها لن تثبت شهادتهم والقمر يغيب قبل الشمس كما كان معمولاً به في السابق ولا يخسروا الناس بأنهم ما شهدوا فيشهدون برؤية الهلال بطريقة منكوسة حتى لا تنكشف شهاداتهم في السنوات المنصرمة المخالفة للقانون الكوني الدقيق الذي أودعه الله في هذا الكون الفسيح.

 ولدي اقتراح للمحكمة العليا وهو أن أي شخص يشهد برؤية الهلال يجرى له امتحان واقعي بحيث يؤتى به مع لجان شرعية وفلكية ونفسية في منتصف الشهر القمري إلى مكان لا يعرفه  قبيل شروق القمر من الجهة الشرقية ويطلب منه أن يريهم القمر وهو يشرق ، فالقمر يكون بدراً في منتصف الشهر القمري ومع هذا لا يستطع الإنسان أن يشاهده في حال شروقه حتى يرتفع عن الأفق 5 درجات ويخرج من حيز الغبار والأتربة ، وهو في أقصى ابتعاد عن الشمس بل الشمس غرب وهو شرق ، فكيف يصح إدعاء هؤلاء بأنهم شاهدوا الهلال وهو قرب الشمس وفي محيط الغبار والأتربة وشكله كالشعرة ، بل الشمس رغم بهائها وقوة إضاءتها لا نستطيع أن نشاهدها وهي تشرق أو تغرب في كثير من أيام السنة عندنا بسبب كثرة الغبار".انتهى كلامه

 كما تحدت الجمعية الإسلامية البريطانية من يرى الهلال ليلة الثلاثاء ووضعت مبلغا ماليا لمن يثبت انه رآه كما نشر ذلك في بعض الصحف.

 الحادي عشر: لا يجوز القدح في الفلكيين و التشكيك في قدرتهم بمجرد الأوهام والخيالات ، ولا يمكن إجماعهم على الخطأ في هذا العلم المتقدم والذي أثبت صحة ما يخبرون به في مدة الخسوف والكسوف ووقت شروق الشمس ووقت غروبها وتعامد الشمس في كبد السماء وكل ما يتعلق بالعلم الفلكي البحت رغم أنهم يخبرون عن ذلك قبل وقوعه بزمن طويل وقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية أن خبر الحاسب بالكسوف والخسوف ليس من علم الغيب ولا من الكهانة والتنجيم قال رحمه الله :"وأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف، فإنَّما يعرفه من يعرف حساب جريانهما وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب، ولا من باب ما يخبر به من الأحكام التي يكون كذبه فيها أعظم من صدقه .الفتاوى ( 4/425 ) وبمعنى ذلك قال ابن هبيرة.

 فهو إذاً يقرر صحة حساباتهم ولا يجوز شرعاً اتهام الفلكيين بالكذب والافتراء ممن ليس من أهل هذا الاختصاص ومن المؤسف أن هذا حصل ممن ينتسب إلى المؤسسة الإفتائية وإلا قلنا لولاة الأمر أغلقوا أقسام علم الفلك بالجامعات ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية واستغنينا عن المراصد ، فإن الفلكيين يتكلمون بعلم والشهود بمجرد رؤية تحتمل أن تكون لجرم آخر من الأجرام السماوية إن أحسنا الظن و خاصة مع ما تقدم ذكره من حال بعض الشهود ، وقد قرر العلماء أن شهادة الآحاد تحتمل الصدق والكذب فهل يترك الأمر القطعي المبني على العلم الحديث والحساب الدقيق ويعمل بشيء ظني هذا ما لا يقبله العقل ولا تقره الشريعة الإسلامية فالقاعدة الشرعية تقضي بأن العمل يكون باليقين ولا يلتفت للشك وهذه القاعدة مأخوذة من عدة نصوص منها قوله صلى الله عليه وسلم :"فليطْرَحِ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ" رواه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم :"لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً " رواه البخاري ومسلـم ، وهذا وإن كان في الصلاة والطهارة إلا أنه يشمل العبادات وغيرها ، كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم :" دع ما يريبك إلى مالا يريبك " رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.

 ولا يأتي متفيهق فيقول: إن القاعدة الشرعية الأخرى تقول :إن المثبت مقدم على النافي ، فإنني أقول :إن المقصود بها أن المثبت الذي يقبل قوله إذا كان إثباته صحيحاً لا من باب الوهم ونحوه وقد ذكر الفقهاء أن شهادة النفي مقبولة إذا حُددت بزمان أو مكان وهذه المراصد تكون في نفس الموقع الذي يشهد به الشهود .

 أما من يقول : إنه يجب العمل بقوله صلى الله عليه وسلم: « صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ....الحديث» رواه مسلم.

 فأقول:لا يصح أن يفهم عاقل أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بأن نصوم أو نفطر برؤية وهمية ، فإن من يظن هذا يتهم الشريعة الإسلامية بأنها تبني أمورها على الوهم و الخيالات ، وأنني أعجب ممن يأخذون بالعلم الحديث وبالأجهزة المتطورة في جميع الأمور ويعملون بها ثم في مسألة رؤية الهلال يشككون فيه بمجرد شهادة من أشخاص الله أعلم بحالهم وعلى كل حال فهي شهادة ظنية تحتمل الوهم .

 الثاني عشر : إنني أطمئن المسلمين إلى صحة صيامهم وفطرهم ولو أخطأ الشهود ، والمسؤلية أمام الله عز وجل تقع على الشهود والمحكمة العليا بناء على قوله صلى الله عليه وسلم: " الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون " أخرجه الترمذي وابن ماجه ،وفي رواية :" صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون و أضحاكم يوم تضحون " و اعتمدها ابن تيمية ،وما قرره الفقهاء من أن الناس لو اخطأوا في الوقوف يوم عرفة أجزأهم ذلك وصح حجهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "  فان الناس لو وقفوا بعرفة في اليوم العاشر خطأ أجزأهم الوقوف بالاتفاق ، وكان ذلك اليوم يوم عرفة في حقهم " مجموع الفتاوى ج25 / ص 202-203.

 وفي الختام أنصح أصحاب الفضيلة رئيس وأعضاء المحكمة العليا بأن يتقوا الله في المسلمين وفي سمعة الإسلام من أن يوصف بالتخلف والجمود ومخالفة الحقائق العلمية وألا يعتمدوا على مجرد شهادة شهود دون التحقق من صحتها بالطرق العلمية الميسرة التي ذكرتها آنفاً فقد وضع ولي الأمر ثقته فيهم وحمّلهم المسئولية كما أنني أنصح القائمين على بعض القنوات بأن لا يتدخلوا في ما لا يحسنونه من علم الحساب والفلك والشريعة فمن تكلم في غير فنّه أتى بالعجائب والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلى الله  وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . 

 قاله الفقير إلى الله

 عبدالمحسن بن ناصر العبيكان

 المستشار في الديوان الملك

 

 

 

 

 

 

 

 

(2) ما يجري في العراق ليس جهادا

 

http://al-obeikan.com/article/131-ما%20يجري%20في%20العراق%20ليس%20جهادا%20(مقال%20بقلم%20الشيخ).html

 

من سبر حال العراق، وما فيه من طوائف ومذاهب متعددة، يعلم انه ليس من المصلحة أن يسمح بمقاومة «فوضوية» لا تنتظم تحت راية واحدة، حيث انه في ظل المقاومة الحالية واختلال الأمن، استغل الأشرار هذا الوضع فكونوا عصابات للسطو على البيوت ونهب الأموال والاعتداء على الأعراض وسفك الدماء وتصفية الحسابات القديمة.

وقد أفاد بعض من ذهب إلى العراق بنية الجهاد فخاب ظنه عندما رأى الوضع الذي لا يتسم بالجهاد المشروع، أفاد بذلك وبأن هناك من العراقيين من يقتل بعض القادمين من خارج العراق بنية الجهاد لأنهم تسببوا في انتشار الفوضى والقتل والدمار، وهناك من يسلم بعضهم لقوات المحتل مقابل مبالغ مالية.

انه ما دام أن المحتل وعد بالخروج متى استقر الوضع، وطلب منه ذلك، وقامت حكومة مؤقتة، ووعد بانتخابات حرة بل وصدر قرار الأمم المتحدة بذلك ولم يعترض عليه المحتل، ولم يستخدم حق النقض فلماذا لا تتوحد الصفوف مع الحكومة الحالية للتعجيل بخروج المحتل بعد استقرار الوضع، وانتهاء الانتخابات، وإذا لم يف المحتل بوعده بعد انتهاء ما يوجب بقاءه، فلكل مقام مقال، وعندئذ تتضافر جهود الأمة الإسلامية لحل المشكلة بالطرق المناسبة حسب النصوص والقواعد الشرعية. وإن مما يدل على إن الفتاوى التي صدرت بشرعية الجهاد في العراق، بوضعه الحالي، لم تبن على أساس صحيح، أن أولئك المفتين قد تناقضوا في أقوالهم واختلفت فتاوى بعضهم عن فتاوى البعض الآخر، فمنهم من يفتي بذلك للعراقيين فقط وبعضهم يفتي به للعراقيين ولمن هو خارج العراق تحت ولاية إمام آخر، ضاربا عرض الحائط بالعهود والمواثيق التي احترمتها الشريعة الإسلامية، وبعضهم قصر الحكم بجواز القتل لجنود المحتل، وبعضهم أجاز قتل المدنيين أيضا، وبعضهم أباح لنفسه قتل الأبرياء وقتل العراقيين بما فيهم من نساء وأطفال، وبأبشع الصور والوسائل، مما شوه صورة الإسلام ونفر بعض الناس منه و«إنا لله وإنا إليه راجعون»، وبعضهم يجيز تلك المقاومة ويشترط لها شروطا لا تتفق مع الواقع، مما يدل على التناقض وعدم بنائه الفتوى على أسس صحيحة. ومما يدعو للتعجب ان بعض من يفتي بالجهاد في العراق، من السعوديين، انه كان في محاضرة يلقيها في جامع فسئل عن ذلك فأفتى به، فقال له أحد الطلبة النجباء: كيف تريدنا أن نذهب إلى العراق وبين حكومتنا والحكومة الأميركية عهود ومواثيق ولا يجوز لنا نقضها؟ فأجابه هذا المفتي بقوله: العهود والمواثيق بين الحكومات فقط!.

فسبحان الله ما ابعد هذا الجواب عن الشرع والعقل وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم، لما كان يبرم العقود والعهود، كان يفعل ذلك ليلتزم بها وحده فقط، وأما غيره من سائر الرعية فلهم أن يفعلوا ما شاءوا، ولو كان هذا هو المراد لما غضب عمر رضي الله عنه من صلح الحديبية، ولأمكنه أن يقود جيشا لقتال مشركي مكة، لأنه لا يلزمه هذا الصلح وفي الحقيقة أن هذا القول في غاية السقوط ولا يحتاج إلى أن يرد عليه.

·        مقال بقلم الشيخ عبد المحسن العبيكان.

·     جريدة الشرق الأوسط عدد(9473)وتاريخ 21/9/1425هـ الموافق 4/11/2004م

 

(3) جهاد العراق وخطبة أهل حمص !

 

http://al-obeikan.com/article/132-جهاد%20العراق%20وخطبة%20أهل%20حمص%20(مقال%20بقلم%20الشيخ).html

 

ما زلنا نتحدث عن حقيقة الجهاد في العراق ، والموقف الشرعي الصحيح منه .

وأتمنى على القارئ الكريم هنا أن يتأمل قول الله تعالى «وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق».

فمن العجيب أن البعض يفتي بأن القتال في العراق فرض عين، ولم يقم هو أو احد أقاربه بأداء هذا الفرض ، وإنما يغرر بالشباب المتحمسين، فأينه من قول الله تعالى «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم» وقوله تعالى « يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون».

وفعله هذا يذكرني بقصة قديمة، وهي ان خطيبا من جامع في بلدة «حمص» كان بيته ملاصقا للمسجد الجامع، فخطب يوم جمعة خطبة في الزهد في المأكل والمشرب وأورد حديث (بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه) وذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل القليل من الطعام ، وأن بعض الصحابة والأئمة يأكلون الخبز اليابس بالزيت، وقد كان هذا الخطيب معتادا أن تقدم له وجبة غداء دسمة ، وتوضع له مائدة فيها أصناف الأطعمة اللذيذة ، فاستمعت زوجته لتلك الخطبة فظنت أن الرجل قد تغير وزهد، فتصدقت بذلك الطعام ، فلما انصرف من صلاة الجمعة وعاد إلى البيت طلب الغداء فجاءت زوجته وأحضرت له خبزا وزيتا، فسألها ما الأمر؟ فأخبرته إنها استمعت إلى خطبته فتصدقت بالطعام ، فغضب منها وقال لها «هل أنا اخطب لك أو لأهل حمص؟»

ومن الشروط التي لم يعتبروها عند إصدار تلك الفتاوى ، مراعاة المصالح والمفاسد، فنحن نعلم ماذا حصل في النجف، ففي بداية الأمر عرضت الحكومة المؤقتة على مقتدى الصدر ان يسلم هو ومن معه أسلحتهم ويكوِّن حزبا سياسيا، فرفض واعتصم هو ومن معه في المرقد، وبعد قتال شديد ذهبت فيه أرواح الكثيرين من العراقيين، وبعد دمار شديد أيضا في البيوت والمنشآت، نرى مقتدى الصدر يسلم الأسلحة وينفذ رغبة الحكومة المؤقتة ، فهلا كان ذلك قبل الكارثة. وما يحصل في الفلوجة شبيه بتلك الحالة؟ وهذا الذي يحصل هو بسبب عدم تقدير المصالح والمفاسد وبُعد النظر ومعرفة الثمار، والنتائج المترتبة على العمل قبل القيام به. ومما يؤكد ما ذكرت إن كل من اتصل بي على الهاتف الخاص أو عبر برنامج الحوار الغائب، من الإخوة العراقيين من علماء وعامة يؤيدون وجهة نظري وصحة ما ذكرت من المفاسد المترتبة على تلك الفتاوى وعلى استمرار تلك المقاومة، ويتذمرون من أولئك الذين تسببوا في معاناة الشعب العراقي.

مقال بقلم الشيخ عبد المحسن العبيكان.

جريدة الشرق الأوسط عدد رقم( 9474) وتاريخ 22/9/1425هـ الموافق 5/11/2004م

 

 

(4) رد حول دخول الفجر الصادق

 

http://al-obeikan.com/article/62-رد%20حول%20دخول%20الفجر%20الصادق.html

 

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فقد كثر الحديث وطال الجدل - في الآونة الأخيرة - حول دخول وقت الفجر الصادق، ومدى انطباق ما جاء في التقويم من تحديد وقت آذان الفجر على طلوعه.

وبما أن لي اهتماما ومعرفة بهذه المسألة - منذ زمن بعيد - يربو على عشرين سنة -.

فقد قمت بإسداء النصيحة لعموم المسلمين عن طريق بعض وسائل الإعلام، بالإمساك عند الأذان وعدم إقامة الصلاة الا بعد مضي ثلث ساعة من الآذان المبني على التقويم، لما سأذكره من أسباب، وذلك عملا بقوله تعالى {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه............} الآية ((781)) آل عمران

وبقوله صلى الله عليه وسلم ((الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم)) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث تميم الداري، كتاب الإيمان رقم (55).

  ومما دعاني إلى كتابة هذا المقال هو الهجمة الشرسة من شيخ، ومن خلال خطبة الجمعة، التي نقلت في بعض وسائل الإعلام، والتي شنع فيها على من يقول بخطأ التقويم، وأخذ يثني على معديه، ويصفهم بأنهم نخبة من العلماء، مع أن الواقع يخالف ذلك تماما، لما أكدته اللجنة التي سوف نشير إليها، ونذكر خلاصة تقريرها، ويتضح جليا انه لا يعرف كيف تم اعداد هذا التقويم ولا من قام بإعداده.

ومن المؤسف جدا ان هذا الشيخ لم يكتف بإبداء قناعته بصحة التقويم، بل أخذ يكيل الاتهامات للمخالفين له، ويحكم على نياتهم من خلال خطبة الجمعة، والتي ألقيت في بداية شهر رمضان المبارك، فكان مما قال (....... ولعلكم ان تسمعوا من بعض جاهل وقليل علم، وقليل معرفة، ومن يسوء فهمه، ومن لا فهم عنده ولا ايمان قوي في قلبه يقول: اننا نمسك قبل الإمساك بثلث ساعة أو نصف ساعة ،ويريدون منا ان نمسك (يقصد نأكل) إلى ان تطلع الشمس، فنراها طالعة، وأما سفر الفجر فلا يعتبرون به، هذه مغالطات، هذه جهالات، هذه امور يتحدث فيها جهلة لا يفهمون، وهم اهل قلة علم وفقه عن الله، وإنما يريدون تحويل المجتمع من ثوابته إلى أن تفسد عبادته....، فلا تهتموا ولا تصغوا إلى هذه الأقوال الزائفة، والأقوال الباطلة التي يتكلم بها جهلة لا يفهمون، وقليلوا علم لا يتصورون حقيقة ما يتكلمون به، وانما محبة للشذوذ والإتيان بآراء شاطه يرون انها بهذا ترفع منزلتهم، أو تثبت انهم ذوو علم، والله يعلم انهم ليسوا كذلك) انتهى النص مفرغا من شريط مسجل لهذه الخطبة.

  قلت:

ان الإنسان ليعجب من هذا الكلام»، وفي شهر كريم اصطفاه الله من بين الشهور».

وياليت شعري من يعني هذا الشيخ بهذا الكلام....؟»، أيعني الشيخ محمد بن صالح العثيمين، والذي كان يأمر مؤذنه ان لا يؤذن الا بعد خمس دقائق من مرور الوقت على التقويم - الذي بين أيدينا -، ويقول - رحمه الله - ان هذا على اقل تقدير........؟

أم يعني ريحانة الشام ومحدث العصر الامام محمد ناصر الدين الألباني، والذي سبق كلامه حول تقديم التقويم بين العشرين والثلاثين دقيقة.........؟

أم يعني الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان - رحمه الله -........؟

أم أم.................؟؟؟.»

ولم يكتف بتشنيعه على مخالفيه فحسب، بل قال ما هو أدهى وأمر، وهي هذه العبارة ((والله يعلم انهم ليسوا كذلك))، حيث حكم على علم الله الذي لا يعلمه الا هو - جل في علاه -.

وكأن هذا الشيخ - بهذا - يدعي علم المكاشفات والاطلاع على الغيبيات........ والله المستعان.

وأما قوله (يريدون منا ان نمسك (وقصده نأكل) حتى تطلع الشمس) فهذا كلام لا يقوله عاقل، حيث إن الذي دعونا اليه هو الاحتياط في العبادة من جهتين، من جهة الصوم: بأن يمسك الناس عند الأذان، ومن جهة دخول الوقت: بأن لا يقيموا الصلاة الا بعد ثلث ساعة - إلى ان يتم تعديل التقويم وتصحيحه - لقوله صلى الله عليه وسلم ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)).

ويتواصل العجب « - في زمن العجائب »- مع شيخ آخر، وفي شهر كريم - الا وهو شهر رمضان المبارك -، حيث اعتلى منبره والقى خطبته التي أكد فيها صحة التقويم، وشنع على المخالفين - كسابقه -، ووصفهم بالجهال........، وتارة بالمتعالمين..........، وختم خطبته بوصفهم بالحثالى، فقال ((دعوكم من هؤلاء الحثالى)) اه.

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم....، وكان ينبغي منهما ان يستشعرا قبل صعودهما المنبر قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري ومسلم ((الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم)).

وكذلك حديث جابر ((لا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء))

وغيرها من النصوص التي تحث المرء المسلم - فضلا عن العالم -، بأن يحفظ لسانه وبنانه عن جرح صيامه وقيامه بألفاظ ينبغي ان تعف ألسنة العقلاء والكرماء - فضلا عن العلماء والفضلاء - عن التفوه بها، خاصة ان ما تفوها به كان على منبر عبادة، كما انه ليس من اسلوب العالم أن يلجأ إلى الشتم والسب والتجهيل لمن خالفه في الرأى - وهي حيلة من لا حجة له -، وإنما العالم الصادق المخلص هو الذي يتقبل النقاش، ويتجرد عن الهوى، وينصف من نفسه، ويتبع الدليل، ويفتح باب الحوار والنقاش...... والله المستعان وعليه التكلان.

ثم ان هؤلاء الذين يقدسون التقويم في صلاة الفجر، نجدهم يحاربونه في مكان آخر، ولا يعتبرون دقة الحساب في ولادة الهلال، ولا كونه غاب قبل الشمس أو بعدها».

وإنما يعول هذا الشيخ، ومن ينتهج نهجه على لجنة ليس فيها فلكي، بعثها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، كان القرار فيها لكبيرهم الذي خرج مرة، وقد وضع في باله القناعة بالتقويم فلم يتحقق.

ولما نوقش الذين كانوا معه، قال أحدهم إنه لا يعرف الفجر الصادق من الكاذب - على الطبيعة -، وأحدهم رجع عن رأي اللجنة بعد أن وقف مع أهل خبرة لمراقبة الفجر، فاتضح له الخطأ.

وقد وضحت بعد ذلك لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز الأمر، وطلبت منه ان يكلف اللجنة المذكورة بالخروج معنا للتحقق من توقيت التقويم، فوافق - رحمه الله -، ولكن رفض كبير اللجنة، حتى إنني طلبت منه ذلك شخصيا فرفض، مما يدل على عدم الحرص على تصحيح الخطأ.

ومما يدل على ان هذا التقويم لم يعد من متخصصين في الشريعة، ولم تشرف عليه مؤسسة دينية، أن الاعتماد على دخول الشهر فيه كان على توقيت غرينتش، وعلى ولادة الهلال منتصف الليل، وهذا لا يقوله عالم بالشريعة، ثم بعد ذلك عدل هذا النهج بعد صدور توصية من مجلس الشورى، فأصبح يعتمد في دخول الشهر على ولادة الهلال، وكونه يغيب بعد الشمس في مكة المكرمة.

ويدل على ذلك ان سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - لما وردت اليه كتابات من بعض مراكز الدعوة، وبعض أئمة المساجد حول وقت الفجر، لم يرفض إعادة النظر في التقويم، بل أمر بذلك، ومن ذلك الخطاب الذي وجهه سماحته إلى وزير الحج والأوقاف برقم 182/1، وتاريخ 20/1/1412ه. المبني على خطاب مدير مركز الدعوة والإرشاد في عرعر الذي لاحظ وجود فرق كبير في التوقيت بين أذان الفجر وطلوع الشمس في تقويم أم القرى بمنطقة عرعر، طالبا سماحته احالة ملاحظة فضيلة مدير مركز الدعوة إلى لجنة التقويم والإفادة بالنتيجة.

وقبل أن نبدأ بذكر الأدلة على صحة ما ذهبنا إليه من خطأ التقويم نذكر أولا أهمية وقت الصلاة، فإن من أهم شروط صحة الصلاة دخول وقتها

قال ابن عبدالبر ((لا تجزئ قبل وقتها، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء)) الإجماع لإبن عبدالبر ص45.

ونص الفقهاء على أن من شك في دخول وقت الصلاة، فليس له ان يصلي حتى يتيقن دخوله ،أو يغلب على ظنه ذلك، كما ذكره ابن قدامة في المغني (2/30).

ولنذكر بعد ذلك معنى الفجر عند أهل اللغة وأهل الشرع.

  .............................. الخ

الفجر في الكتاب والسنة

قال الله عز وجل ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر......الآية) 187 البقرة.

عن سالم بن عبدالله عن أبيه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ان بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن ام مكتوم)). ثم قال: وكان رجلا أعمى، لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب أذان الأعمى اذا كان له من يخبره.

............................... الخ

 الفجر عند العلماء

قال ابن عباس - رضي الله عنهما - (هما فجران، فأما الذي يسطع في السماء فليس يحل ولا يحرم شيئا، ولكن الفجر الذي يستبين على رؤوس الجبال هو الذي يحرم الشراب) أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (2/173).

قال الموفق ابن قدامة: وجملته أن وقت الصبح يدخل بطلوع الفجر الثاني إجماعا، وقد دلت عليه أخبار المواقيت، وهو البياض المستطير المنتشر في الأفق، ويسمى الفجر الصادق، لأنه صدقك عن الصبح وبينه لك، والصبح ما جمع بياضا وحمرة، ومنه سمي الرجل الذي في لونه بياض وحمرة أصبح، وأما الفجر الأول، فهو البياض المستدق صعدا من غير اعتراض، فلا يتعلق به حكم، ويسمى الفجر الكاذب. المغني (2/30).

............................. الخ

 آراء العلماء في توقيت التقاويم والأذان الثاني قبل صلاة الفجر

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في جواب له على سؤال من أكل بعد أذان الصبح في رمضان (الحمد لله. أما اذا كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر، كما كان بلال يؤذن قبل طلوع الفجر على عهد النبى صلى الله عليه وسلم، وكما يؤذن المؤذنون في دمشق وغيرها قبل طلوع الفجر، فلا بأس بالأكل والشرب بعد ذلك بزمن يسير) الفتاوى (25/216).

قال ابن حجر (من البدع المنكرة ما أحدث هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعما ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة ولا يعلم بذلك الا آحاد الناس) فتح الباري (4/199).

........................... الخ

وقال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - (بالنسبة لصلاة الفجر المعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس ليس بصحيح، فالتوقيت مقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير، وبعض الإخوان خرجوا إلى البر فوجدوا ان الفرق بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جدا، ولهذا لا ينبغي الإنسان في صلاة الفجر أن يبادر في إقامة الصلاة، وليتأخر نحو ثلث ساعة أو (25) دقيقة حتى يتيقن ان الفجر قد حضر وقته) شرح رياض الصالحين (3/216).

وقال - رحمه الله - (وهذه العلامات أصبحت في وقتنا علامات خفية، وأصبح الناس يعتمدون على التقويمات والساعات، ولكن هذه التقويمات تختلف..، وإذا اختلف تقويمان، وكل منهما صادر عن أهل وعالم بالوقت فإننا نقدم المتأخر في كل الأوقات، لأن الأصل عدم دخول الوقت، مع ان كلا من التقويمين صادر عن اهل، وقد نص الفقهاء - رحمهم الله - على مثل هذا، فلو قال شخص لرجلين: ارقبا لي الفجر، فقال أحدهما: طلع الفجر، وقال الثاني: لم يطلع فنأخذ بقول الثاني، فله أن يأكل ويشرب حتى يتفقا بأن يقول الثاني: طلع الفجر، وأنا شخصيا آخذ بالمتأخر من التقويمين) الشرح الممتع (2/48).

قلت: لأن الأصل بقاء الليل، فلا يزول هذا الأصل بالشك، وله ما يعضده من أثر ابن عباس الذى رواه عبدالرزاق بإسناد صحيح قال -رضى الله عنه - ((أحل الله لك الأكل والشرب ما شككت)). مصنف عبدالرزاق

........................... الخ

وقال الشيخ مصطفى العدوي - في رسالته يواقيت الفلاة في مواقيت الصلاة (127) - ما نصه (في بعض البلاد العربية، بل في كثير منها يؤذن للفجر قبل تبين الفجر الثاني وهو الفجر الصادق...، وقد راقبت ذلك في قريتي بمصر فإذا بهذا الخيط الأبيض (الفجر الصادق) يظهر بعد الأذان المثبت بالتقاويم بمدة تدور حول الثلث ساعة).

وكتب وزير الحج والأوقاف - آنذاك - عبدالوهاب احمد عبدالواسع إلى وزير المالية بتاريخ 27/10/1408 ه، وبرقم 7492/408، ما نصه (معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد: نبعث لمعاليكم طيه صورة من جدول أوقات الصلاة لشهر جمادى الثانية لعام 1408، والمعد من قبل شيخ مؤذني المسجد النبوي الشريف/عبدالرحمن عبدالاله ابراهيم خاشقجي الذي يتم توزيعه شهريا على مؤذني مساجد منطقة المدينة المنورة. والذي افاد مدير اوقاف ومساجد المدينة بأن العمل جار به من قبل مؤذني مساجد المدينة بأمر من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح - رئيس المحاكم الشرعية - وقد لوحظ أنه يوجد بينه وبين تقويم أم القرى فارق زمني كبير. وحيث ان تقويم ام القرى يصدر عن وزارة المالية لذا.. نود معرفة رأي الجهة المختصة في وزارة المالية في موضوع هذا الاختلاف، نظرا لأن الفارق بين التقويمين كبير، الأمر الذي يجعل من الصعوبة اختيار أى التقويمين للسير بموجبه).

وهناك أبحاث ميدانية أخرى في هذا المجال لم تنشر، منها بحث للدكتور سليمان بن ابراهيم الثنيان، وكان بعنوان (أوقات الصلوات المفروضة)، وقد ذكر أنه قام برصد الفجر لعام كامل، وأن وقت الفجر حسب تقويم أم القرى متقدم عن التوقيت الشرعي للفجر ما بين 15 دقيقة إلى 24دقيقة حسب فصول السنة. اه

ومنها بحث ميداني للباحث عبدالله بن ابراهيم التركي، والذي كان يثبت الشهود في أكثر طلعاته على ما رأوه، وعلى التفاوت الكبير بين الواقع وبين تقويم أم القرى في صلاة الفجر.

وقد قمت مع بعض المشايخ وأحد الفلكون من مدينة الملك عبدالعزيز منذ عشرين سنة بالتثبت من صحة وقت أذان الفجر حسب التقويم عدة مرات خارج مدينة الرياض.

وثبت عندنا ان وقت الفجر الصادق لا يطلع الا بعد ثلث ساعة - تقريبا - من الأذان حسب التقويم، فجرت الكتابة إلى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - آنذاك - الشيخ د عبدالله بن عبدالمحسن التركي، وقام مشكورا بالاهتمام بهذا الموضوع.

وهناك أقوال لعدد من العلماء يضيق المقال بذكرهم، ولعل ما ذكرنا فيه الكفاية.

وقت صلاة الصبح والحكم على من صلاها قبل طلوع الفجر

قال أبو عمر: (أجمع العلماء على ان وقت صلاة الصبح طلوع الفجر الثاني اذا تبين طلوعه، وهو البياض المنتشر من أفق المشرق، والذي لا ظلمة بعده) الإجماع لابن عبدالبر ص46، ط دار القاسم.

قال ابن حزم: سئل الحسن البصري عن الرجل يؤذن قبل الفجر يوقظ الناس؟ فغضب وقال: علوج فراغ، لو أدركهم عمر بن الخطاب لأوجع جنوبهم، من أذن قبل الفجر فإنما صلى أهل ذلك المسجد بإقامة لا أذان فيه.

....................... الخ

  المفاسد المترتبة على تقديم وقت أذان الفجر

1- قيام بعض المساجد وخاصة التي على الطرقات بالصلاة قبل دخول الوقت، وكذلك المساجد في رمضان حيث يصلي كثير منهم بعد عشر دقائق من الأذان.

2- صلاة المرضى وكبار السن في البيوت وممن يسهر إلى الفجر بعد الأذان مباشرة.

3- صلاة النساء في البيوت حيث يصلي أكثرهن بعد الأذان مباشرة.

4- مبادرة أكثر المصلين بأداء سنة الفجر فور دخوله المسجد، وبذلك يكون قد صلى سنة الفجر قبل وقتها.

5- التبكير في السحور، وهذا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

6- الناس في المطارات وعلى الطائرات قد يؤدون الصلاة عند دخول اول الوقت حسب التقويم.

7- طهارة الحائض والنفساء بعد وقت التقويم بوقت قصير، وعدم تمكينها من الصيام ذلك اليوم.

وغيرها من المفاسد التي لو وجدت واحدة منها لكانت كافية لتعديل التقويم، فكيف اذا اجتمعت»

وفي الآونة الآخيرة شكلت لجنة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بدراسة هذا الموضوع، وكان الباحث الرئيسي في مشروع دراسة الشفق(الفجر الصادق) هو:

الدكتور زكي بن عبدالرحمن المصطفى.

والمشاركون في البحث هم:

د.أيمن بن سعيد كردي (أستاذ علم الفلك المساعد)

عبدالعزيز بن سلطان المرمش (باحث فلكي، معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء)

معتز بن نائل كردي (باحث فلكي، معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء)

الشيخ د.سعد بن تركي الخثلان (ممثل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء)

الشيخ محمد بن سعد الخرجي (رئيس كتابة عدل الأولى بالرياض، ممثل وزارة العدل).

الشيخ عبدالرحمن بن غنام الغنام (وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة والإرشاد، ممثل وزارة الشؤون الإسلامية)

صالح بن عثمان الصالح (متعاون)

  ملخص لمنهجية البحث:

تمت الدراسة في منطقة مظلمة بعيدا عن أضواء مدينة الرياض على بعد 170 كم لضمان البعد عن الملوثات الضوئية ولقد تم الرصد لمدة يومين من كل شهر في فترتين مسائيتين بعد غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء وبعد منتصف الليل إلى بعد شروق الشمس وذلك لضمان تغطية كافة فصول السنة وما يحدث فيها من تقلبات جوية تؤثر على الرصد وبالتالي تؤثر على دالة الشفق.

ولقد قام فريق البحث برصد شرعي يعتمد على مشاهدات أعضاء اللجنة ولقد اتبعت عدة أساليب في ذلك لتأكيد دقة النتائج التي يتم الحصول عليها، ولقد كانت بداية الرصد أن يتم الرصد والتدوين بشكل جماعي، وخشية في أن يكون هناك تأثير من بعض الراصدين على الآخر تم استخدام الرصد الفردي المتفرق والمتباعد، ومن ثم تمت المقارنة بين نتائج الرصد والتي أعطت مؤشرا على دقة الرصد وعلى توافق في عملية تحديد الشفق وذلك عن طريق الوصف. ولقد اتبع في الرصد الفردي بأن يعطى كل راصد شنطة تحتوي على ساعة معيارية مختلفة عن التوقيت الفعلي ومعروف فرقها عن التوقيت الحقيقي - التوقيت في هذه الساعات مختلف وغير مطابق للآخرين -. ومن ثم يقوم كل راصد بتدوين المشاهدات في ملف خاص يسلم للمبرمج بعد انتهاء عملية الرصد. وتم الاستعانة بعدد من الأجهزة المساعدة من آلات التصوير عالية الدقة وأجهزة المساحة الجغرافية GpS.

  بيانات الرصد والنتائج

تم جمع جميع الأرصاد لكل شهر على حده، ومن ثم تم أخذ المتوسط الشهري للأرصاد، ولقد روعي في ذلك إتفاق أغلبية الراصدين في رؤية الفجر، وذلك لغرض التحقق من بدايته، ومن ثم الأخذ بمتوسط المتوسطات الشهرية، وهي النتيجة التي تحدد وقت بداية الفجر في منطقة الدراسة وهي 14،6 درجة +0،3 درجة، حيث كانت أعلى قيمة 15،1 درجة، وأقل قيمة 14،. درجة.

وتعتبر هذه النتيجة أول نتيجة تتحقق علميا لدراسة الفجر.

 ثم ذكروا الخلاصة، فقالوا:

من خلال الرصد الميداني لمدة عام كامل لتحديد بداية الفجر الصادق)الشفق الشرعي (في منطقة الرصد تبين أنه ينضبط باستخدام المعيار الفلكي عندما تكون الشمس تحت الأفق بمقدار 14,6 درجة قوسية وانحراف معياري بمقدار 0,3 درجة قوسية.

  قلت: يعني قرابة 21 دقيقة عن تقويم أم القرى. تزيد قليلا أو تنقص.

وقد أكدت اللجنة أنها لم تجد أساسا مكتوبا لتقويم أم القرى - بعد البحث والإستقصاء -، وقد أمكن اللقاء بمعد التقويم سابقا الدكتور/ فضل نور، الذي أفاد بأنه أعد التقويم بناء على ما ظهر له وليس لديه أى أساس مكتوب، ومن خلال الحديث معه ومحاورته تبين أنه لا يميز بين الفجر الكاذب والصادق على وجه دقيق، حيث أعد التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب، أى على درجة 18، وبعد عشر سنوات قدمه إلى درجة 19 احتياطا.... وقد تم إعداد محضر مفصل لمقابلته)اه، مشروع دراسة الشفق (ص10).

بل أكد لي فضيلة الشيخ الدكتور سعد الخثلان - الذي هو ممثل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء - بأن الذي أعد التقويم أخبره بأنه أعد التقويم على 19 درجة، وبدون النظر إلى التحقق من الفجر الصادق، وأبدى رغبته في إعادة النظر في هذا التقويم ما دام أنه ثبت خطؤه.

وقد ظهر للجنة بعد البحث والاستقصاء ان سبب الإشكالية في التقويم هو اشتباه الفجر الكاذب بالفجر الصادق عند من قام بإعداده.

وأؤكد مرة أخرى ان أمر الفجر ليس كالهلال يُتراءى، ولا يراه الا حديد البصر أو بالمراصد......

بل ان الفجر مما يشترك في رؤيته الجميع، فيراه الكبير والصغير والعالم والجاهل، بل حتى البدوي في باديته وبين غنمه فهو لا يعتمد الا على الرؤية البصرية.

وإنني أرجو من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أن يوجه بتشكيل لجنة على مستوى عال من المتخصصين في علم الشريعة والفلك ليراجعوا أوقات الصلوات المعتمدة في تقويم ام القرى، كما أنني أوصي إخواني أئمة المساجد ان لا يقيموا صلاة الفجر الا بعد مرور عشرين دقيقة من تقويم ام القرى، حتى لا يوقعوا

صلاة المسلمين في حيز البطلان.

  

نشر في صحيفة الرياض يوم الاربعاء  الموافق 23 رمضان 1426هـ - 26 أكتوبر 2005م - العدد

العبيكان يطالب بلجان متخصصة لإعادة توقيت صلاة الفجر

عبدالرحمن أبو رياح - الباحة

http://al-obeikan.com/tazkeya/92
حذر الشيخ عبدالمحسن العبيكان من التساهل في عدم اتخاذ قرار بشأن تحديد وقت صلاة الفجر الصادق حسب التقويم الهجري الجديد. محملا القائمين على تنظيم التقويم الهجري مسؤولية ما يحدث من عدم دقة في وقت الصلاة. ومطالبا في الوقت نفسه بضرورة قيام لجنة متخصصة بدراسة أوقات التقويم الهجري من خلال زيادة أعضائها والاستعانة بأهل العلم ممن يعرفون وقت دخول الفجر الصادق، وذلك لإعادة تعديل الوقت الحالي للتقويم. وذكر في حديث "للمدينة" أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وبعد جدال طويل قامت بتعديل التقويم في صلاة الفجر بزيادة ثلاث دقائق وهو اعتراف ضمني بالخطأ الذي كان عليه التقويم سابقا والذي كانوا يدافعون عنه ويستميتون من أجله. وبين أن الخطأ في تحديد وقت الفجر الصادق لا زال قائما وعليهم أن يتقوا الله في ذلك. وأوضح الشيخ العبيكان أن اللجنة السابقة المكونة من مندوبين تحت مظلة المدينة ذكروا أن الفرق هو ثلث ساعة وليس 3 دقائق. وهذه فيها إشكال على المسلمين ولا يحلها الا لجنة متخصصة ومعهم جماعات من أهل العلم يدققون ويخرجون مرة أخرى لأن المجال لا زال مفتوحا أمام الجميع للتأكد من خطأ التقويم في تحديد صلاة الفجر . وأشار إلى أن الفجر الصادق يعرفه أهل العلم ولا يخفى على العامة. ومن خرج عن حدود المدينة والأنوار سيكتشف ويجد أن الفرق كبير بين الفجر الصادق مع التقويم. موضحا أن الفجر الصادق هو رؤية الخيط الأبيض الذي يظهر في المشرق حيث لا يظهر حاليا إلا بعد ثلث ساعة من التقويم القديم قبل تعديله إلى 3 دقائق. وقال الشيخ العبيكان إن على المسؤولين عن تنظيم التقويم أن يتقوا الله عز وجل وأن يدققوا في عبادة المسلمين ولا يجعلوا المسلمين يصلون قبل دخول الوقت. أما الإمساك في شهر رمضان فيقول الشيخ العبيكان إنه لا بأس أن يعتمدوا على التقويم الحالي سواء الساعات الإلكترونية أو التقويم الورقي. واعتبر الشيخ العبيكان أن ما يحدث حاليا عدم دقة في دخول صلاة الفجر. يذكر أن هناك اختلاف ثلاث دقائق بين التقويم الهجري والأوقات الموجودة في ساعات المساجد الإلكترونية والبرامج الأخرى التي تحدد أوقات الصلاة مما جعل الكثير من المسلمين يرتبكون في احتساب وقت صلاة الفجر وكذلك توقيت الإمساك للصيام.

صحيفة المدينة

 

 

    (4)العبيكان يؤكد جواز إرضاع المرأة للأجنبي

 

http://www.thirdpower.org/index.php?page=read&artid=52432

الرياض / تقارير

أكد المستشار القضائي في وزارة العدل السعودية الشيخ عبد المحسن العبيكان، حقيقة ما تناقلته امس مواقع ومنتديات ووسائل إعلام مختلفة عن فتوى إجازته «إرضاع الكبير» في حالة معينة.

وشدد العبيكان في حديث لـ «العربية.نت» امس، على أن «ما تم تناقله خلا من الشرط والضابط الذي أكد عليه، وهو عدم الإرضاع من الثدي مباشرة»، مؤكداً أنه «يجب أن يتم اخذ الحليب بطريقة مناسبة بعيدة عن ذلك، ويتم تناوله من قبل الشخص المعني».

وأشار إلى أن حديثه كان في مقابلة مع إحدى قنوات التلفزيون السعودي أخيرا وقال فيها «إذا احتاج أهل بيت ما إلى رجل أجنبي يدخل عليهم في شكل متكرر وهو أيضا ليس له سوى أهل ذلك البيت ودخوله فيه صعوبة عليهم ويسبب لهم إحراجا وبالأخص إذا كان في ذلك البيت نساء أو زوجة فإن للزوجة حق إرضاعه».

واستشهد بحديث سالم مولى حذيفة وأقوال أخرى استشهد بها عن أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) زوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكذلك ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية، مشيرا الى أن «فتوى إرضاع الكبير حسب ما حددها من ضوابط هي حالة لا تختص بزمن معين وانما هي للعامة في كل الازمان».

يذكر أن الخبر تناقل بكثرة امس، خصوصاً بعدما عرضت صحيفة «مصدر الالكترونية» حديث العبيكان المتلفز، فأعاد إلى الواجهة فتاوى عدة مقاربة ومتباينة أيضا صدرت في أعوام سابقة وسارع الكثيرون لاستحضار ما سبق وأشار له العبيكان في العديد من المناسبات بعدم السماح لطلاب العلم بإثارة الفتاوى التي من شأنها ان تبث الجدل بين المسلمين اضافة الى انه طالب بتشكيل لجنة عليا تختص بهذا الشأن.

يذكر أن بداية الجدل حول هذا النوع من الفتاوى بدأ في مايو 2007 عندما أصدر الدكتور عزت عطية، رئيس «قسم الحديث» في «كلية أصول الدين» في «جامعة الأزهر» فتوى أباح فيها «رضاعة المرأة العاملة لزميلها في العمل»، فقرر المجلس الأعلى للجامعة، وقف صاحب هذه «الفتوى» عن العمل، وإحالته الى التحقيق