اوعاد الدسوقي  F

http://www.alnoor.se/author.asp?id=4322

 

المقال

الرابط

1

شهرزاد و عجائب البلاد

http://www.alnoor.se/article.asp?id=172265

2

ايران الشيطان الأعظم , ايران محور الشر

http://www.alnoor.se/article.asp?id=147514

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 (1)  شهرزاد و عجائب البلاد

مازال مسلسل منع نشر مقالات الكتاب _المعارضين للإخوان المسلمون _ في الصحف المصرية مستمر , ففي سابقة لم تحدث في نظام مبارك القمعي ,صدرت أوامر مباشرة وصريحة من جهات سيادية لقيادات الصحف القومية بمنع نشر المقات و الآراء التي تنتقد الإخوان لعدم إثارة الرأي العام و الشارع في ظل الإخفاقات المتلاحقة و فشل الحكومة في حل الأزمات و تزايد و تيرة الإحتجاجات و المظاهرات , و قد جاء منع نشر المقال الساخر للكاتبة و الناشطة أوعاد الدسوقي كحلقة من حلقات قصف الأقلام و تكميم الأفواه و تقيد حرية الكلمة للكتاب و المبدعين الذي بدأ منذ شهرين بـ الكاتب الكبير يوسف القعيد الذي منع نشر مقالة من جريدة الأخبار .و اليكم نص المقال الساخر:
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد, إن الحزب الوطني الجديد, يسير علي نفس خطي أحمد عز الحديد , يفتعلون كل يوم 100 مشكلة او يزيد , لإلهاء الشعب عن كتابة دستور أم أيمن وعلاء سعيد , أصحاب نظرية وثن الديمقراطية و الصحيفة الجنائية للشهيد , لا يتحاورون ولا يعرفون سوي لغة الوعيد , يلوحون لمنتقديهم بعلامة التهديد, يلفقون القضايا لمعارضيهم لإبعادهم بعيد , يقصفون الأقلام و يصادرون الصحف و الويل كل الويل لمن يقول الحق يبطش به بطشا شديد .
يريدون الشعب كقطيع من الخراف نساءه جواري و رجالة بـ أمر السمع و الطاعة عبيد, يحرمون كل شئ علي غيرهم و يحللونه إن كان لمصلحتهم مفيد, بـ الأمس هتفوا ضد النظام عدالة اجتماعية الشعب يريد , واليوم يتبرؤون و يطالبونه أن يكون لـ متع الحياة زهيد, ملائكة هم و ما عداهم فلول او علماني عربيد. نهضتهم وهم , مشروعهم طائر عاقر لا يبيض, لخير مصر ناكرين , و بحب غزة وعلي أعتاب أنفاقها عمدوا تعميد! يمنحوهم خيراتنا و كهرباء سدنا و في حضانات مصر يموت يومياً طفلا وليد , يزيف إعلامهم الحقائق و لقرارات كبيرهم يعزفون سيمفونيات التمجيد.
لا يعترفون بـ أخطائهم و عن الحق دائما قياداتهم تحيد , يتدخلون فيما لا يعنيهم بدون إذن او تمهيد , لأنفسهم يمكنون في الأرض , و لأحلامهم بدأوا البناء و التشييد , إن لم تكن معاهم فأنت كافر رعديد ., في العلن يصرخون أمريكا شيطان رجيم , وفي الخفاء يتوددون يبتغون تأيد أوباما و من كلينتون التعضيد , أعداء الأمس صادقوهم و صمتوا عن قضية التهويد.
لم يسلم ناصر من اذاهم علي تويتر كل يوم فيه تغريد , يصبون جم غضبهم و بـ سهام الحقد يسددون تسديد , مع قاتل السادات احتفلوا بنصر أكتوبر أم بيوم قتلة اتخذو عيد , إرهابي حر بعفو رئاسي, و للثوري يطلبون له السجن و التمديد , أهين أبن عبد الله و لم نسمع لهم حرفا او تنديد, يعبثون بأمن الوطن سيناء كانت أو الصعيد , لحزبهم أعطوا البطولة و النور لهم كومبارس سنيد , علي القضاء يفتئتوا بفكر خاطئ عنيد, لأتباعهم كل المنصب حكرا و شبابنا عن العمل عاطل قعيد , يمصمصون شفاة الحسرة مع زفرات تنهيد, تركوا جذور القضايا و بفروعها تمسكوا بـ الختان و الزواج بـ أثنتين أو يزيد, يهللون لثمار المانجو و الدين يذبح الفلاح ولا يجد لأرضه تسميد, لا صادرات لمصانعنا و شاطرهم أغرق الأسواق توريد, يسعون لطمس الهوية و محو التراث في محارق الترميد, بيننا و بينهم الف سور و جبالاً من جليد . استنسخنا مبارك ثانيا في صورة ممسوخة تقليد!!

 

 

 

 

(2)   ايران الشيطان الأعظم , ايران محور الشر

هكذا رسم النظام البائد صورة ايران في ذهن جيل كامل من الشباب المصري على مدي ثلاث عقود , ذلك الجيل الذي كبر ونمى , تربى و ترعرع على الإيمان المطلق بنظرية الأب الرئيس العالم ببواطن الأمور يقول فيٌسمع و يؤمر فيطاع , استغل النظام المباركي العفن كل أدواته من أجل قلب الحقائق و تشوية الصور و اشعال الأزمات والنزاعات , وزرع الأحقاد و الكراهية في نفوس المصريين اتجاه دول عديدة وشعوب عريقة_ وليست احداث مباراة الجزائر ببعيدة_ بهدف ابعاد الشعب المصري عن المجتمع الدولي و الإنفَرادْ به ووضعه تحت ضغط نفسي و إيهامه انه محاصر و مهدد ليس من اسرائيل فحسب بل من دول اخرى علي رأسها ايران , سيناريو وخطة نفذها اتباع مبارك واذنابه حتى يشعر المواطن بحاجة دائمة الى الحماية التي لن تتوفر الا مع مبارك ومن خلال نظامه ووراثته! كان ذلك قبل ان يكفر الشعب بنظرية الأب الرئيس و يخرج المارد من القمقم و يمزق شرنقة الضعف و الانصياع .

اعترف انني من هذا الجيل الذي ظل سجين حكايات واساطير النظام البائد حول ايران و خطرها الداهم على مصر! الى ان تحررت من هذه التبعية الفكرية لهذا النظام منذ بضع سنوات وتفتحت مدارك العقل و آيقنتُ بًل أمنًت ان مصر ليست بالضعيفة الى درجة ان تكون لقمة صائغة لأى دولة , ولا ايران بتلك الصورة الشيطانية التي طالما صورها لنا النظام المباركي.

نعم هناك خلافات سياسية و اختلافات مذهبية بين مصر كدولة سنية وايران كدولة شيعية , استغلتها الأنظمة السياسية لإشعال فتيل الكراهية بين الشعبين , ولكن أن الأوان للتغلب على هذه الخلافات السياسية عبر قنوات الحوار الدبلوماسية , اما عن الخلافات المذهبية فهي تحتاج الي صوت العقل من حكماء البلديين , لخلق منطقة وسطي للإلتقاء والتعاون, بعيدا عن الخلافات الدينية,فالدين علاقة بين العبد والرب وكلا حر في مذهبه على ان يحترم مذهب وفكر الآخر .

ولإيجاد هذه المنطقة الوسطى ومد جسور الثقة بين مصر وايران في اطار من العلاقات الجادة , نحتاج الي العقول الواعية المعتدلة لقيادة الحوار وضمان الإبتعاد عن كل ما يثير التنافر ويحض علي الكراهية التي يشعلها المتطرفين في المذهبين!!

شأنا ام أبينا ايران كدولة لا يمكن ان نتجاهل حجمها كـ دولة إسلامية تلعب دور مؤثر في العالم الإسلامي ومن الغباء اغفال دورها كـ قوة نووية تبث الرعب في قلب عدو الله!! لذا ومن المنطق ان يعيد النظام المصري الجديد النظر في علاقاته مع ايران بما يتناسب وفكر مصر الثورة وفتح صفحات جديدة من العلاقات مع جميع الدول الشقيقة والصديقة بإستثناء الكيان الصهيوني .

فمن الخطأ ان تستمر السياسة العدائية بين الدولتين في ظل الظروف الدولية الراهنة والتي يسعي فيها الغرب الي تفتيت العالم الإسلامي والعربي, وعلي الأنظمة السياسية في تلك الدول السعي الي التكتل و الإرتقاء فوق الخلافات السياسية والمذهبية لمواجهة الخطر الحقيقي القادم من امريكا وطفلها المدلل اسرائيل, مصر وايران قوتَيْن إقليميتَيْن لا يستهان بهما في العالمين العربي والإسلامي ونجاحهما في اقامة علاقات علي اساس التكامل وليس الصراع و الندية, سيفيد منطقة الشرق الأوسط بأثرها وقد يكون لعودة علاقات مصر بـ ايران دوراً مؤثراً في تهدئة التوتر بين ايران والأشقاء في الخليج فمصر قادرة علي تبني حوار لتقريب وجهات النظر الخليجية الإيرانية.