مهازل الفقه والفكر القديم   لمحات من تاريخ البغاء العلني والسرّي في بغداد

 

 من شعر ابو حكيمه

 

 

 

 

 

 

مهازل الفقه والفكر القديم

اعذروني فيما سأنقله لكم من فقه وفكر الأئمة الذين تنظرون وتستمعون لقولهم بإجلال

مستشار/أحمد عبده ماهر

محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي

أقوال من بعض الفقه القديم في نكاح الصغيرة

قال ابن القيم الجوزية في بدائع الفوائد: «وفي الفصول روى عن أحمد في رجل خاف أن تنشق مثانته من الشبق أو تنشق أنثياه لحبس الماء في زمن رمضان يستخرج الماء، ولم يذكر بأي شيء يستخرجه، قال: وعندي أنه يستخرجه بما لا يفسد صوم غيره، كاستمنائه بيده أو ببدن زوجته أو أمته غير الصائمة، فإن كان له أمة طفلة أو صغيرة استمنى بيدها وكذلك الكافرة ويجوز وطؤها فيما دون الفرج، فإن أراد الوطء في الفرج مع إمكان إخراج الماء بغيره فعندي أنه لا يجوز»(ابن القيم الجوزية، بدائع الفوائد: ج4 ص906. ). وجاء في كتاب المغني لابن قدامة: «فأما الصغيرة التي لا يوطأ مثلها فظاهر كلام الخرقي تحريم قبلتها ومباشرتها لشهوة قبل استبرائها، وهو ظاهر كلام أحمد، وفي أكثر الروايات عنه قال: تستبرأ وإن كانت في المهد»( ابن قدامة، المغني: ج9 ص159.). وهذا يعني جواز تقبيل الصغيرة ومباشرتها بشهوة بعد استبرائها وإن كانت في المهد، وهذا هو رأي الخرقي وظاهر كلام أحمد.

وجاء أيضاً في أحد مراكز الإفتاء السني، بإشراف د. عبدالله الفقيه تحت عنوان (حدود الاستمتاع بالزوجة الصغيرة): «السؤال: أهلي زوجوني من الصغر صغيرة، وقد حذروني من الاقتراب منها، ما هو حكم الشرع بالنسبة لي مع زوجتي هذه، وما هي حدود قضائي للشهوة منها وشكراً لكم؟ الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإذا كانت هذه الفتاة لا تحتمل الوطء لصغرها، فلا يجوز وطؤها؛ لأنه بذلك يضرها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار» رواه أحمد وصححه الألباني. وله أن يباشرها، ويضمها ويقبلها، وينزل بين فخذيها، ويجتنب الدبر؛ لأن الوطء فيه حرام، وفاعله ملعون، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم 13190 والفتوى رقم 3907، والله أعلم. المفتي: مركز الفتوى، بإشراف د.عبد الله الفقيه، تاريخ الفتوى: 6 / شعبان/ 1423 فتوى رقم: 23672»(للاطلاع على مضمون الفتوى أكثر راجع على الانترنت الرابط التالي:

أما جواز نكاحها فقد ذكره النووي في (روضة الطالبين)، حيث قال: الثانية: يجوز وقف ما يُراد لعينٍ تستفاد منه، كالأشجار للثمار، والحيوان للبن والصوف والوبر والبيض، وما يُراد لمنفعة تُستوفَى منه كالدار والأرض. ولا يُشترط حصول المنفعة والفائدة في الحال، بل يجوز وقف العبد والجحش الصغيرين والزَّمِن الذي يُرجى زوال زمانته، كما يجوز نكاح الرضيعة (2).

وقال السرخسي في المبسوط: عرضية الوجود بكون العين منتفعاً بها تكفي لانعقاد العقد، كما لو تزوَّج رضيعة صحَّ النكاح، باعتبار أن عرضية الوجود فيما هوالمعقود عليه ـ وهو ملك الحِل ـ يقام مقام الوجود [المرجع المبسوط للسرخسي 15/109].

وأما الاستمتاع بالصغيرة فقد قال ابن قدامة في المغني: فأما الصغيرة التي لا يُوطأ مثلها بأن كانت دون تسع سنين، أو كانت رضيعة عمرها سنة واحدة كما سيأتي قريباً في أكثر الروايات عن أحمد شمول مورد الكلام لمن كانت في المهد.

وظاهر كلام الخرقي تحريم قبلتها ومباشرتها لشهوة قبل استبرائها وأما بعد الاستبراء فلا تحريم في البين وإن لامسها أو قبَّلها بشهوة. ، وهو ظاهر كلام أحمد، وفي أكثر الروايات عنه قال: تُستبرأ وإن كانت في المهد وهذه الفتوى من مهازل الفتاوى المنسوبة لأحمد بن حنبل، إذ كيف تُستبرأ الرضيعة التي في المهد مع عدم قابليتها للحمل، وهل الاستبراء إلا من أجل التأكد من عدم الحمل؟.

وروي عنه أنه قال: إن كانت صغيرة بأي شيء تُستبرأ إذا كانت رضيعة؟ وقال في رواية أخرى: تُستبرأ بحيضة إذا كانت ممن تحيض، وإلا بثلاثة أشهر إن كانت ممن توطأ وتحبل. فظاهر هذا أنه لا يجب استبراؤها ولا تحرم مباشرتها أي لا يجب استبراء الرضيعة، ولا تحرم مباشرتها، لأنها ليست ممن تحيض، ولا ممن توطأ وتحبل ، وهذا اختيار ابن أبي موسى وقول مالك، وهو الصحيح أي أن القول بجواز مباشرة الرضيعة وتقبيلها بشهوة من غير استبراء هو قول ابن أبي موسى ومالك بن أنس، وهو المختار عند ابن قدامة.، لأن سبب الإباحة متحقِّق ) هذا تعليل لعدم حرمة مباشرة الرضيعة قبل استبرائها، وهو أن السبب في إباحة مباشرة الرضيعة وتقبيلها بشهوة متحقق، وهو العقد عليها إن كانت زوجة والملكية إن كانت الرضيعة أمة.، وليس على تحريمها دليل، فإنه لا نص فيه ولا معنى نص (8) ، لأن تحريم مباشرة الكبيرة إنما كان لكونه داعياً إلى الوطء المحرَّم، أو خشية أن تكون أُمَّ

============================

(1) المبسوط للسرخسي 15/109.

 (2) بأن كانت دون تسع سنين، أو كانت رضيعة عمرها سنة واحدة كما سيأتي قريباً في أكثر الروايات عن أحمد شمول مورد الكلام لمن كانت في المهد.

 (3) وأما بعد الاستبراء فلا تحريم في البين وإن لامسها أو قبَّلها بشهوة.

(4) وهذه الفتوى من مهازل فتاوى أحمد بن حنبل، إذ كيف تُستبرأ الرضيعة التي في المهد مع عدم قابليتها للحمل، وهل الاستبراء إلا من أجل التأكد من عدم الحمل؟

 (5) أي لا يجب استبراء الرضيعة، ولا تحرم مباشرتها، لأنها ليست ممن تحيض، ولا ممن توطأ وتحبل.

 (6) أي أن القول بجواز مباشرة الرضيعة وتقبيلها بشهوة من غير استبراء هو قول ابن أبي موسى ومالك بن أنس، وهو المختار عند ابن قدامة.

(7) هذا تعليل لعدم حرمة مباشرة الرضيعة قبل استبرائها، وهو أن السبب في إباحة مباشرة الرضيعة وتقبيلها بشهوة متحقق، وهو العقد عليها إن كانت زوجة والملكية إن كانت الرضيعة أمة.

 (8) أي لا يوجد دليل على حرمة مباشرة الرضيعة وتقبيلها بشهوة، لا نص صريح، ولا معنى يمكن استفادته من النص.

وقال مالك والشافعي وأبو حنيفة: حَدُّ ذلك أن تطيق الجماع ) فيجوز للزوج أن يدخل بها إذا أطاقت الجماع وإن كان عمرها دون السنتين أو الثلاث.، ويختلف ذلك باختلافهن، ولا يُضبط بسِن أي لا يمكن ضبط مقدرة الصغيرة على الجماع بسن معين، فربما تطيق الجماع بعض الصغيرات بملاحظة سمنها مثلاً، وصغر آلة زوجها، وربما لا تطيقه من كانت أكبر سناً إذا كانت هزيلة، وكانت آلة زوجها عظيمة. وهذا هو الصحيح شرح النووي على صحيح مسلم 9/206

قلت: على هذه الفتوى يجوز أن يتَّفق الولي والزوج على أن يدخل الزوجُ بالصغيرة الرضيعة من دون أن يطأها، بل يقتصر على تقبيلها وضمِّها

بشهوة وتفخيذها إذا رأى الولي أن ذلك لا يضر بالصغيرة.

وعلى فتوى مالك والشافعي وأبي حنيفة فإن الرضيعة التي عمرها دون السنتين لو أطاقت الجماع جاز وطؤها عندهم، فضلاً عن لمسها بشهوة وتفخيذها.

..................................................................

أما جواز نكاحها فقد ذكره النووي في (روضة الطالبين)، حيث قال: الثانية: يجوز وقف ما يُراد لعينٍ تستفاد منه، كالأشجار للثمار، والحيوان للبن والصوف والوبر والبيض، وما يُراد لمنفعة تُستوفَى منه كالدار والأرض. ولا يُشترط حصول المنفعة والفائدة في الحال، بل يجوز وقف العبد والجحش الصغيرين والزَّمِن الذي يُرجى زوال زمانته، كما يجوز نكاح الرضيعة (2) روضة الطالبين 5/314. وقال السرخسي في المبسوط: عرضية الوجود بكون العين منتفعاً بها تكفي لانعقاد العقد، كما لو تزوَّج رضيعة صحَّ النكاح، باعتبار أن عرضية الوجود فيما هو المعقود عليه ـ وهو ملك الحِل ـ يقام مقام الوجود (1). وأما الاستمتاع بالصغيرة فقد قال ابن قدامة في المغني: فأما الصغيرة التي لا يُوطأ مثلها (2) فظاهر كلام الخرقي تحريم قبلتها ومباشرتها لشهوة قبل استبرائها وأما بعد الاستبراء فلا تحريم في البين وإن لامسها أو قبَّلها بشهوة وهو ظاهر كلام أحمد، وفي أكثر الروايات عنه قال: تُستبرأ وإن كانت في المهد وهذه الفتوى من مهازل فتاوى أحمد بن حنبل، إذ كيف تُستبرأ الرضيعة التي في المهد مع عدم قابليتها للحمل، وهل الاستبراء إلا من أجل التأكد من عدم الحمل؟ وروي عنه أنه قال: إن كانت صغيرة بأي شيء تُستبرأ إذا كانت رضيعة؟ وقال في رواية أخرى: تُستبرأ بحيضة إذا كانت ممن تحيض، وإلا بثلاثة أشهر إن كانت ممن توطأ وتحبل. فظاهر هذا أنه لا يجب استبراؤها ولا تحرم مباشرتها أي لا يجب استبراء الرضيعة، ولا تحرم مباشرتها، لأنها ليست ممن تحيض، ولا ممن توطأ وتحبل. وهذا اختيار ابن أبي موسى وقول مالك، وهو الصحيح أي أن القول بجواز مباشرة الرضيعة وتقبيلها بشهوة من غير استبراء هو قول ابن أبي موسى ومالك بن أنس، وهو المختار عند ابن قدامة. لأن سبب الإباحة متحقِّق هذا تعليل لعدم حرمة مباشرة الرضيعة قبل استبرائها، وهو أن السبب في إباحة مباشرة الرضيعة وتقبيلها بشهوة متحقق، وهو العقد عليها إن كانت زوجة والملكية إن كانت الرضيعة أمة وليس على تحريمها دليل، فإنه لا نص فيه ولا معنى نص أي لا يوجد دليل على حرمة مباشرة الرضيعة وتقبيلها بشهوة، لا نص صريح، ولا معنى يمكن استفادته من النص لأن تحريم مباشرة الكبيرة إنما كان لكونه داعياً إلى الوطء المحرَّم، أو خشية أن تكون أُمَّ ولد لغيره ولا يُتَوهَّم هذا في هذه (2)، فوجب العمل بمقتضى الإباحة (3). وقال النووي في شرح صحيح مسلم: وأما وقت زفاف الصغيرة المزوَّجة والدخول بـها، فإن اتفق الزوج والولي على شيء لا ضرر فيه على الصغيرة (4) عُمل به، وإن اختلفا (5) فقال أحمد وأبو عبيد: تجبر على ذلك بنت تسع سنين دون غيرها. وقال مالك والشافعي وأبو حنيفة: حَدُّ ذلك أن تطيق الجماع (6)، ويختلف ذلك باختلافهن، ولا يُضبط بسِن(7)، وهذا هو الصحيح (8). قلت: على هذه الفتوى يجوز أن يتَّفق الولي والزوج على أن يدخل الزوجُ بالصغيرة الرضيعة من دون أن يطأها، بل يقتصر على تقبيلها وضمِّها بشهوة وتفخيذها إذا رأى الولي أن ذلك لا يضر بالصغيرة. وعلى فتوى مالك والشافعي وأبي حنيفة فإن الرضيعة التي عمرها دون السنتين لو أطاقت الجماع جاز وطؤها عندهم، فضلاً عن لمسها بشهوة وتفخيذها. (1) وأما تحريم مباشرة الكبيرة فلأجل أن المباشرة قد تؤدي إلى الوطء، وهو محرم قبل الاستبراء، أو لأجل أنها قد تكون حاملاً من غيره، فتكون أم ولد لذلك الغير، ووطء أم ولد الغير حرام. (2) أي أن الخشية من الوقوع في الوطء المحرم واحتمال كون الرضيعة أم ولد للغير لا يمكن توهّمهما في الرضيعة، لاستبعاد تحقق وطئها من الرجل السوي، وامتناع كونها أم ولد للغير. (3) المغني لابن قدامة 9/160. (4) كما لو اتفقا على ألا يطأها الزوج، وإنما يقتصر على الاستمتاع بها بالتقبيل والتفخيذ وغيرهما مما هو دون الوطء مما لا ضرر فيه على الصغيرة. (5) بأن أراد الزوج وطأها، وأراد الولي منه أن يقتصر على الاستمتاعات الأخرى فقط. (6) فيجوز للزوج أن يدخل بها إذا أطاقت الجماع وإن كان عمرها دون السنتين أو الثلاث. (7) أي لا يمكن ضبط مقدرة الصغيرة على الجماع بسن معين، فربما تطيق الجماع بعض الصغيرات بملاحظة سمنها مثلاً، وصغر آلة زوجها، وربما لا تطيقه من كانت أكبر سناً إذا كانت هزيلة، وكانت آلة زوجها عظيمة. (8) شرح النووي على صحيح مسلم 9/206. يتبع

· مسألة: والصغيرة التي لا يوطأ مثلها هل يجب استبراؤها؟ على وجهين: أحدهما: يجب وهو ظاهر كلام أحمد في أكثر الروايات عنه فإنه قال: تستبرأ وإن كانت في المهد وتحرم مباشرتها على هذه الرواية كالكبيرة لأن الاستبراء يجب عليها بالعدة كذلك، هذا وروي عنه أنه قال إن كانت صغيرة تأتي شيئاً يسيراً إذا كانت رضيعة، وقال في رواية أخرى: تستبرأ بحيضة إن كانت تحيض وإلا ثلاثة أشهر إن كانت ممن يوطأ ويحبل فظاهر هذا أنه لا يجب استبراؤها ولا تحرم مباشرتها وهذا اختيار ابن أبي موسى، وقول مالك وهو الصحيح لأن سبب الإباحة متحقق وليس على تحريمها دليل فإنه لا نص فيه ولامعنى نص ولا يراد لبراءة الرحم ولا يوجد الشغل في حقها. * المصدر: الشرح الكبير [جزء 9 - صفحة177].

وفي عمدة القاري بشرح صحيح البخاري [جزء 20 - صفحة 126]

83 باب أنكاح الرجل ولده الصغار أي هذا في باب في بيان جواز أنكاح الرجل ولده الصغار بضم الواو وسكون اللام جمع ولد ويروي بفتح الواو والدال وهو اسم جنس يتناول الذكور والإناث لقوله تعالى: {واللائي لم يحضن} [الطلاق 4] فجعل عدتها ثلاثة أشهر قبل البلوغ ذكره قوله تعالى {اللائي لم يحضن} [الطلاق 4] إلى آخره في معرض الاحتجاج في جواز تزويج الرجل ولده الصغير بيانه أن الله تعالى لما جعل عدتها ثلاثة أشهر قبل البلوغ دل ذلك على جواز تزويجها قبله، قيل: ليس في الآية تخصيص ذلك بالآباء ولا بالبكر فلا يتم الاستدلال، وأجيب بأن الأصل في الإيضاع التحريم إلا ما دل عليه الدليل وقد ورد في حديث عائشة أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه زوجها وهي دون البلوغ، فبقي ما عداه على الأصل ولهذه النكتة أورد حديث عائشة في هذا الباب وقال صاحب التلويح وكأن البخاري أراد بهذه الترجمة الرد على ابن شبرمة فإن الطحاوي حكى عنه أن تزويج الآباء الصغار لا يجوز ولهن الخيار إذا بلغن قال وهذا لم يقل به أحد غيره ولا يلتفت إليه لشذوذه ومخالفته دليل الكتاب والسنة وقال المهلب أجمعوا على أنه يجوز للأب تزويج ابنته الصغيرة التي لا يوطأ مثلها لعموم قوله: {واللائي لم يحضن} [الطلاق4] فيجوز نكاح من لم يخضن من أول ما يخلقن، وإنما اختلفوا في غير الآباء وقال ابن حزم لا يجوز للأب ولا لغيره إنكاح الصغير الذكر حتى يبلغ، فإن فعل فهو مفسوخ أبداً واختاره قوم وفيه دليل على جواز نكاح لا وطء فيه لعلة بأحد الزوجين لصغر أو آفة أو غير إرب في الجماع بل لحسن العشرة والتعاون على الدهر وكفاية المئونة والخدمة خلافاً لمن يقول لا يجوز نكاح لا وطء فيه، يؤيده حديث سودة وقولها ما لي في الرجال من أرب. حدثنا (محمد بن يوسف) حدثنا (سفيان) عن (هشام) عن أبيه عن (عائشة) رضي الله عنها أن النبي تزوجها بنت ست سنين وأدخلت عليه وهي بنت تسع ومكثت عنده تسعاً مطابقته للترجمة ظاهرة لأن أبا بكر رضي الله تعالى عنه زوج النبي بنته عائشة وهي صغيرة ومحمد بن يوسف البيكندي البخاري وسفيان هو ابن عيينة قوله وأدخلت على صيغة المجهول من الماضي قوله ومكثت عنده أي عند النبي تسع سنين ومات النبي وعمرها ثمانية عشرة سنة وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين من الهجرة النبوية واختلف على هشام بن عروة في سن عائشة حين العقدفروي عنه سفيان بن سعيد وعلي بن مسهر وأبو أسامة وأبو معاوية وعباد بن عباد وعبدة ست سنين لا غير ورواه الزهري عنه وحماد بن زيد وجعفر بن سليمان فقالوا سبع سنين وطريق الجمع بينهما أنه كانت لها سنين وكسر ففي رواية أسقط الكسر وفي أخرى أثبته لدخولها في السبع أو أنها قالته تقديراً لا تحقيقاً ويؤيد قول من قال سبع سنين ما رواه ابن ماجه من حديث أبي عبيدة عن أبيه تزوج رسول الله عائشة وهي بنت سبع سنين. واختلف العلماء في الوقت الذي تدخل فيه المرأة على زوجها إذا اختلف الزوج وأهل المرأة فقالت [جزء 20 - صفحة 127] طائفة منهم أحمد وأبو عبيد يدخل وهي بنت تسع إتباعاً لحديث عائشة وعن أبي حنيفة نأخذ بالتسع غير أنا نقول إن بلغت التسع ولم تقدر على الجماع كان لأهلها منعها وإن لم تبلغ التسع وقويت على الرجال لم يكن لهم منعها من زوجها، وكان مالك يقول لا نفقة لصغيرة حتى تدرك أو تطيق الرجال، وقال الشافعي إذا قاربت البلوغ وكانت جسيمة تحتمل الجماع فلزوجها أن يدخل بها وإلا منعها أهلها حتى تحتمله أي الجماع (انتهى كلامه). - - - - - - تعليق على ما سبق: مما سبق أتضح جواز تزويج البنت الصغيرة التي لم تبلغ الحلم عندهم بل جواز تزوج البنت المولدة للتو "فيجوز نكاح منلم يخضن من أول ما يخلقن"، أي من أول ما تولد البنت يُجيزون تزويجها وهي رضيعة صغيرة لا تعرف من تزوجته... يا سبحان الله. بل يُجيزون الدخول في البنت الصغيرة أم تسع سنين!! لأن عائشة تدعي ذلك!! أخواني بعيداً عن مجال البحث والتدقيق في الأحاديث، بنت تمتلك من العمر التسع سنين كيف يكون وضعها وحالها وجسمها؟؟!! هل تقوى على جماع الرجل الكبير؟؟! أترك الجواب لكم بعد التفكير الدقيق، وأحبذ قبل أن تصدروا الحكم أن تبحثوا لكم عن بنت تمتلك من العمر التسع سنين وتنظروا لها ليصدر حكمكم بشكلٍ دقيق. والآن نعود للبحث. - - - - - -

فأما الصغيرة التي لا يوطأ مثلها فظاهر كلام الخرقي تحريم قبلتها ومباشرته لشهوة قبل استبرائهاوهو ظاهر كلام أحمد وفي أكثر الروايات عنه قال: تستبرأ وإن كانت في المهد وروي عنه أنه قال: إن كانت صغيرة بأي شيء تستبرأ إذا كانت رضيعة؟ وقال في رواية أخرى: تستبرأ بحيضة إذا كانت ممن تحيض وإلا بثلاثة أشهر إن كانت ممن توطأ وتحبل فظاهر هذا إنه لا يجب استبراؤها ولا تحرم مباشرتها وهذا اختيار أبي موسى وقول مالك وهو الصحيح، لأن سبب الإباحة متحقق وليس على تحريمها دليل فإنه لا نص فيه ولا معنى نص لأن تحريم مباشرة الكبيرة إنما كان لكونه داعياً إلى الوطء المحرم أو خشية أن تكون أم ولد لغيره ولا يتوهم في هذه فوجب العمل بمقتضى الإباحة فأما من يمكن وطؤها فلا تحل قبلتها ولا الاستمتاع منها بما دون الفرج قبل الاستبراء إلا المسبية على إحدى الروايتين وقال الحسن: لا يحرم من المشتراه إلا فرجها وله أن يستمتع منها بما لم يمس لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن الوطء ولأنه تحريم للوطء مع ثبوت الملك فاختص بالفرج كالحيض ولنا أنه استبراء يحرم الوطء فحرم الاستمتاع كالعدة ولأنه لا يأمن من كونها حاملاً من بائعها فتكون أم ولد والبيع باطل فيكون مستمتعاً بأم ولد غيره وبهذا فارق تحريم الوطء للحيض، فأما المسبية فظاهر كلام الخرقي تحريم مباشرتها فيما دون الفرج لشهوة وهو الظاهر عن أحمد لأن كل استبراء حرم الوطء حرم دواعيه كالعدة ولأنه داعية إلى الوطء المحرم لأجل اختلاط المياه واشتباه الأنساب فأشبهت المبيعة وروي عن أحمد أنه لا يحرم لما روي عن ابن عمر أنه قال: وقع في سهمي يوم جلولاء جارية كأن عنقها إبريق فضة فما ملكت نفسي أن قمت إليها فقبلتها والناس ينظرون ولأنه لا نص في المسبية ولا يصح قياسها على المبيعة لأنها تحمل أن تكون أم ولد للبائع فيكون مستمتعاً بأم ولد غيره ومباشراً لمملوكة غيره والمسبية مملوكة له على كل حال وإنما حرم وطؤها لئلا يسقي ماءه زرع غيره وقول الخرقي بعد تمام ملكه لها يعني أن الاستبراء لا يكون إلا بعد ملك المشتري لجميعها على نقل الملك بعضها ثم ملك باقيها لم يحتسب الاستبراء إلا من حين ملك باقيها. المصدر: المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني. المؤلف: عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد. الناشر: دار الفكر – بيروت الطبعة الأولى، 1405. عدد الأجزاء: 10 [جزء 9 – صفحة 159].

فصل:ويجب استبراء الصغيرة والكبيرة لأنه نوع استبراء فاستويا فيه كالعدة وعنه: أن الصغيرة التي لا يوطأ مثلها لا يجب استبراؤها لأنه يراد لبراءة الرحم ولايحتمل الشغل في حقها وإن ملك ما تحل له -كالمجوسية والوثنية- فاستبرأها ثم أسلمت حلت بغير استبراء ثان للخبر ولأن الاستبراء يراد لبراءة الرحم ولا يختلف ذلك بالحل والحرمة وإن أسلمت قبل الاستبراء لزمه استبراؤها للخبر والمعنى. المصدر: الكافي في فقه الإمام المبجل أحمد بن حنبل. المؤلف: عبد الله بن قدامة المقدسي أبو محمد. عدد الأجزاء: 4 [جزء 3 - صفحة 212].

وفي الإنصاف[جزء 9 - صفحة 319] الصغيرة التي لا يوطأ مثلها هل يجب استبراؤها؟ قوله والصغيرة التي لا يوطأ مثلها هل يجب استبراؤها؟ على وجهين وهماروايتان: وأطلقهما في الهداية والمستوعب والخلاصة والمحرر والنظم والحاوي الصغير والفروع وغيرهم أحدهما: لا يجب الاستبراء وهو المذهب اختاره ابن أبي موسى وصححه المصنف في المغني والشارح وابن رزين في شرحه ولا يلتفت إلى قول ابن منجا: إن ظاهر كلامه في المغني: ترجيح الوجوب وهو قد صحح عدمه كما حكيناه وجزم به في الوجيز ومنتخب الأدمي. والثاني: يجب استبراؤها قال المصنف: وهو ظاهر كلام الإمام أحمد رحمه الله في أكثر الروايات عنه وهو ظاهر كلام الخرقي والشيرازي وابن البنا وغيرهم وجزم به ابن عبدوس في تذكرته وقدمه في الكافي والرعايتين والحاوي الصغير.

الزواج من الرضيعة

(الزواج من رضيعة وأختها!!)/ البحر الرائق لزين الدين بن إبراهيم ج8 ص228 على رواية كتاب الاستحسان: (بينهما إذا أخبر عن ردتهما قبل النكاح فقال إذا قال للزوج تزوجتها وهي مرتدة لا يسعه أن يأخذ بقوله وإن كان عدلاً وإذا أخبر عن ردتها بعد النكاح وسعه أن يصدقه فيما قال، ويتزوج بأختها وأربع سواها؛ وكذلك لو أن رجلاً تزوج جارية رضيعة ثم غاب عنها فأتاه رجل وأخبره أنها أمه أو بنته أو أخته أو رضيعة امرأته الصغيرة فإن كان المخبر عدلاً وسعه أن يصدقه ويتزوج بأختها وأربع سواها وإن كان فاسقاً يتحرى في ذلك).

(لوتزوج رضيعة وكبيرة!!)/ شرح فتح القدير للسيوطي ج 3 ص 457: (وإذا تزوج الرجل صغيرة رضيعة وكبيرة فأرضعت الكبيرة الصغيرة حرمتا على الزوج لأنه صار جامعاً بين الأم والبنت من الرضاعة وذلك حرام كالجمع بينهما نسباً ثم حرمة الكبيرة حرمة مؤبدة لأنها أم امرأته والعقد على البنت يحرم الأم. وأما الصغيرة فإن كان اللبن الذي أرضعتها به الكبيرة نزل لها من ولد ولدته للرجل كانت حرمتها أيضاً مؤبدة كالكبيرة لأنه صار أباً لها وإن كان نزل لها من رجل قبله ثم تزوجت هذا الرجل وهي ذات لبن من الأول جاز له أن يتزوجها ثانياً لانتفاء أبوته لها إلا إن كان دخل بالكبيرة فيتأبد أيضاً لأن الدخول بالأم يحرم البنت.

رد: نكاح الصغيرة والاستمتاع بها عند أهل سنة الجماعة والوهابية !

التصريح بجواز نكاح الرضيعة ..

المبسوط، للإمام السرخسي المجلد الثامن ج 15 ص109 كتاب الإجارات، طبعة دار المعرفة - بيروت - 1406 هـ: (ولكن عرضية الوجود بكون العين منتفعاً بها تكفي لانعقاد العقد ،كما لو تزوج رضيعة صح النكاح).

روضة الطالبين ج5 ص315: (ولايشترط حصول المنفعة والفائدة في الحال بل يجوز وقف العبد والجحش الصغيرين والزمن الذي يرجى زوال زمانته كما يجوز نكاح الرضيعة وحتى المرتضعة من لبن الزاني يجوز له الزواج بها).

حاشية ابن عابدين ج3 ص111: (وحاصله أن في حرمة الرضيعة بلبن الزنا على الزاني وكذا على أصوله وفروعه روايتين كما صرح به القهستاني أيضاً وإن الأوجه رواية عدم الحرمة وإن ما في الخلاصة من أنها لو رضعت لا بلبن الزاني تحرم على الزاني مردود لأن المسطور في الكتب المشهورة أن الرضيعة الزوج لا تحرم على الزوج كما تقدم في قوله طلق ذات لبن الخ..).

وهذا رأي الحنابلة!!! المغني لابن قدامة ج8 ص120: (فأما الصغيرة التي لا يوطأ مثلها فظاهر كلام الخرقي تحريم قبلتها ومباشرتها لشهوة قبل استبرائها وهو ظاهر كلام أحمد وفي أكثر الروايات عنه قال «تستبرأ وإن كانت في المهد» وروي عنه أنه قال إن كانت صغيرة بأي شيء تستبرأ «إذا كانت رضيعة»!! وقال في رواية أخرى تستبرأ بحيضة إذا كانت ممن تحيض وإلا بثلاثة أشهر إن كانت ممن توطأ وتحبل «فظاهر هذا أنه لا يجب استبراؤها ولا تحرم مباشرتها». وهذا اختيار أبي موسى وقول مالك وهو الصحيح لأن سبب الإباحة متحقق وليس على تحريمها دليل فإنه لا نص فيه ولا معنى نص لأن تحريم مباشرة الكبيرة إنما كان لكونه داعياً إلى الوطء المحرم أو خشية أن تكون أم ولد لغيره ولا يتوهم هذا في هذه فوجب العمل بمقتضى الإباحة..).

(لو تزوج رضيعتين أو أكثر!!)/ التاج والإكليل لأبي القاسم العبدري، ج4 ص180: (من تزوج صغيرتين فأكثر فأرضعتهن امرأة اختار واحدة، وله أن يختار الأخيرة فإن كانت المرضع زوجته ولم يبن بها حرمت مع ذلك وإن كان بنى حرم الجميع وتؤدب المتعمدة للإفساد ولا غرم عليها).

(التصريح بجواز نكاح الرضيعة)/ في كتاب روضة الطالبين ج5 صفحة 315: (يقول: ولا يشترط حصول المنفعة والفائدة في الحال بل يجوز وقف العبد والجحش الصغيرين والزمن الذي يرجى زوال زمانته كما «يجوز نكاح الرضيعة»).

(وحتى المرتضعة من لبن الزاني يجوز له الزواج بها!!)/ حاشية ابن عابدين ج3 ص111 مانصه: (وحاصله أن في حرمة الرضيعة بلبن الزنى على الزاني وكذا على أصوله وفروعه روايتين كما صرح به القهستاني أيضاً وإن الأوجه رواية عدم الحرمة وإن ما في الخلاصة من أنها لو رضعت لا بلبن الزاني تحرم على الزاني مردود لأن المسطور في الكتب المشهورة أن الرضيعة الزوج لا تحرم على الزوج كما تقدم في قوله طلق ذات لبن الخ).

يجوز التلذذ بلمس الصغيرة!!

ذكر في المبسوط، للإمام السرخسي المجلد الخامس ج10 ص155 كتاب الاستحسان طبعة دار المعرفة 1406هـ: (وهذا فيما إذا كانت في حد الشهوة فإن كانت صغيرة لا يشتهى مثلها فلا بأس بالنظر إليها ومن مسها لأنه ليس لبدنها حكم العورة ولا في النظر والمس معنى خوف الفتنة).

يجوز الزواج من الصغيرة وتفخيذها!!

(فتوى رقم: 23672 عنوان الفتوى: حدود الاستمتاع بالزوجة الصغيرة تاريخ الفتوى: 06 شعبان 1423 السؤال: أهلي زوجوني من الصغر صغيرة وقد حذروني من الاقتراب منها ما هو حكم الشرع بالنسبة لي مع زوجتي هذه وما هي حدود قضائي للشهوة منها وشكرا لكم؟ الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كانت هذه الفتاة لا تحتمل الوطء لصغرها، فلا يجوز وطؤها لأنه بذلك يضرها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار" رواه أحمد وصححه الألباني. وله أن يباشرها، ويضمها ويقبلها، وينزل بين فخذيها، ويجتنب الدبر لأن الوطء فيه حرام، وفاعله ملعون. ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم13190 والفتوى رقم3907 والله أعلم. المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه).

انتهى و الحمد لله رب العالمين و صل اللهم و سلم و بارك على سيد الخلق محمد و آله الطيبين الطاهرين

عند الشيعة

وكان الإمام الخميني يرى جواز التمتع حتى بالرضيعة، فقال: ( لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضَماً وتفخيذاً - أي يضع ذَكَرَهُ بين فخذيها - وتقبيلا ) انظر كتابه تحرير الوسيلة 2/241 مسألة رقم 12.

وأقول: لا يوجد نص في تحرير الوسيلة هكذا، والمسألة المشار إليها هي:

مسألة 12- لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، دواماً كان النكاح أو منقطعاً، وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة...الخ.

..........................................................................................................

وقد ذكر من قبل الإمام القرطبي أن الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل وقد نقل لنا روايات بعض الصحابة.... فهل وجب علينا اتباع القرطبي كون أنه القرطبي، علماً بأنه نقل عن الصحابة روايات في هذا الشأن؟ إذاً استخدمنا عقولنا لنفرق بين ما جاء به القرطبي وعن ما جاء بالقرآن، قال تعالى: وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله (الشورى: 10)، قال تعالى: فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر (النساء:59)، وقال رسولنا الكريم: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي.

{وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً }النساء6

6 - (وابتلوا) اختبروا (اليتامى) قبل البلوغ في دينهم وتصرفهم في أحوالهم (حتى إذا بلغوا النكاح) أي صاروا أهلاً له بالاحتلام أو السن وهو استكمال خمسة عشر سنة عند الشافعي (فإن آنستم) أبصرتم (منهم رُشْداً) صلاحاً في دينهم ومالهم (فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها) أيها الأولياء (إسرافا) بغير حق حال (وبداراً) أي مبادرين إلى إنفاقها مخافة (أن يكبروا) رشداء فيلزمكم تسليمها إليهم (ومن كان) من الأولياء (غنياً فليستعفف) أي يعف عن مال اليتيم ويمتنع من أكله (ومن كان فقيراً فليأكل) منه (بالمعروف) بقدر أجرة عمله (فإذا دفعتم إليهم) أي إلى اليتامى (أموالهم فأشهدوا عليهم) أنهم تسلموها وبرئتم لئلا يقع اختلاف فترجعوا إلى البينة ، وهذا الأمر إرشاد (وكفى بالله) الباء زائدة (حسيباً) حافظاً لأعمال خلقه ومحاسبهم.

{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً }الطلاق4

· قد نُقل الإجماع على جواز زواج الصغيرة إلا أن ابن شبرمة قال : لا تُسلم له إلى بعد أن تكون محلا للوطء ولا يلزم من تزوج الصغيرة جواز وطئها ، بل لا توطأ إلا إن صارت مؤهلة لذلك ؛ ولذلك تأخر دخول النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها .

قال النووي :وأما وقت زفاف الصغيرة المزوجة والدخول بها : فإن اتفق الزوج والولي على شيء لا ضرر فيه على الصغيرة : عُمل به ، وإن اختلفا : فقال أحمد وأبو عبيد : تجبر على ذلك بنت تسع سنين دون غيرها ، وقال مالك والشافعي وأبو حنيفة : حدُّ ذلك أن تطيق الجماع ، ويختلف ذلك باختلافهن ، ولا يضبط بسنٍّ ، وهذا هو الصحيح ، وليس في حديث عائشة تحديد ولا المنع من ذلك فيمن أطاقته قبل تسع ولا الإذن فيمن لم تطقه وقد بلغت تسعا ، قال الداودي : وكانت عائشة قد شبَّت شباباً حسناً رضى الله عنها . ” شرح مسلم ” ( 9 / 206 )

لا تنكح البكر حتى تستأذن.....................حديث صحيح

هل رفض البنت الزواج ممن يرغب والدها في تزويجه عقوق

قال أبو حنيفة إن الحق في التمتع للرجل لا للمرأة بمعنى أن يجبر الرجل المرأة على الاستمتاع بها بخلافها فليس لها إجباره إلا مرة واحدة

المالكية قالوا بأن المرء مخير بين شراء جارية للاستمتاع بها وبين الزواج

الشافعية قالوا الأصل في الزواج الإباحة بقصد التلذذ

الحنفية قالوا عن ترتيب الأولياء في النكاح الذين لهم ولاية الإجبار للصغيرة على الزواج القريب العاصب ثم (العصبة بالسبب والعصبة بالنسب

وقال بالإجبار المالكية والحنابلة والشافعية في باب أقسام الولي المجبر ص35 ج4 ولا خيار للصغيرة التي اجبرها أبوها حتى وإن بلغت

مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي

 

 

 

 

 

المسكوت عنه من تاريخ بغداد الخفي....(بيت الدعارة)

http://www.skypressiq.net/2015/12/21/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%AA-%D8%B9%D9%86%D9%87-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%A9-

الى بدر شاكر السياب الذي قال "بغداد مبغى كبير"

تقرير...سكاي برس

.دراسة تاريخية، هدفها  تسليط الضوء على جوانب معينة من تاريخ العراق الاجتماعي،من الازقة المظلمة في ليل بغداد الحالك.والذي لم يحظي بدراسة مستفيظة ولم ينل اي اهتمام من قبل الدارسين. وإنه أي ( البغاء ) ظاهرة اجتماعية، كما هي ظاهرة سياسية أيضاً يزداد حجمها نتيجة الحروب والوضع الأقتصادي، والأمن المتردي

مدخل.

هل صحيح نحن امة لا تجيد فن الاعتذار فعندما نعتذر ..نعتذر  اعتذارا مزيفا مثل : انا اسف ولكن .او انا اسف لم تفهم قصدي .

تقريرا اليوم ينصب تحت هذه الطائلة او هذا البند من الاعتذار .وهو نحن نعتذر عن هكذا تقرير او هكذا كلمات بذيه قد تقرئها... لأن البحث في هكذا موضوع يستوجب ذكر بعض المفردات التي يظنها البعض أنها تخدش الحياء ،اوتسيي للادب .ولكن أي عهدر مما نحن فيه .واقصد العهر السياسي والذي اوصل البلد الى مانحن فيه من فجور وصل الى حد الكفر.

ذالك العهر وتلك البذاءة التي  اوصلت  شاعرا مثل المرحوم رحيم المالكي لكي يستنجد بالمرأة الشريفة العفيفة( حسنة ملص)لتنقذ الشعب مما الا اليه من فجور سياسي...

والتي يقول في مطلعها  :

ياهو المنج اشرف خاطر اشكي له           دليني يحسنة اوباجر امشي له

امشي له وسولف كل حجي المضموم     كَبل حفاي كَالو هسه ماكو اهدوم

بيتي من لقنابل والقصف مهدوم         وحكومه بلا حكومه بغير تشكيله

تنازع ع لكراسي والشعب حفاي        وبشرج لا غذاء لا كهرباء لا ماي

احنه اهل النفط والكاك عد زلماي        يا حسنه الحكومه تكَدر اتشيله

تجار الحكومه والشعب حمال             او ياهو اليجي باجر نغير الحال

من هاي السوالف حملينه اجمال            اذا ينعدل وضعي ينعدل ذيله

حكومتنه الرشيده ليش هذا البوكَـ         تره لهاذه الشعب قط ما تضيعاحكَوكَـ

باجر بنتفاضه انشك جثيرهاحلوكَـ       عرفنه الباكَنه و نعرف اليومي له

مواقف وطنية لكحاب بغداد

حسنة ملص هذه المرأة لم تأت شهرتها من كونها من أعتق بغايا ومحلة الصابونجية او الكوكنزر او الكلجية او الميدان فقط ..ولم تدخل التاريخ لكونها اشهر عاهره مبتذله وقواده .. ولا لكون الشاعر الراحل الشهيد رحيم العراقي اسبغ عليها لقب الدكتورة حسنه ملص في قصيدته الشهيرة ...بل اشتهرت بعد ان ارتبط اسمها بقصة سياسية غاية في الطرافة . 

ففي فترة حكم عبد الكريم قاسم حيث لم تجد ثورة 14 تموز 1958 شخصاً يمثلها لدى عبد الناصر سوى فائق السامرائي الذي عُيّن أول سفير لجمهورية العراق في القاهرة ، وعندما إحتدم الصراع بين عبد الناصر وعبد الكريم قاسم في ربيع 1959 إستقال السامرائي من منصبه ليقود المعارضة بوجه قاسم وليمكث في القاهرة (فيصل حسون، ، ص 56).

.وصلت العلاقات السياسية بين العراق والجمهورية العربية المتحدة انذاك , الى مرحلة من التأزم وتبادل الشتائم عبر أجهزة الاذاعات والصحف. . وشكل السامرائي  تجمعا سياسيا بأسم "التجمع القومي" . ووضعت بتصرفه اذاعة صوت العرب والتي كانت تسّب وتشتم نظام الحكم في العراق. وكان صوت مديرها أحمد سعيد ينتشر في الآفاق مجلجلا لنشر اخبار ونشاطات وبعض الامور الخارقة عن جمال عبد الناصر وكان يعتبره فلتة زمانه.. وبنفس الوقت كان يشنع ويذم عبد الكريم قاسم . .

فما كان من المعسكر المناصر لعبدالكريم قاسم الا وارسل خبرا الى المذيع الاشهر في أذاعة صوت العرب المصرية أحمد سعيد . مفاده ان الشيوعيين قد القوا القبض على السيدة الفاضلة العروبية المجاهدة "حسنه ملص" وراحوا ينكلون بها وبشرفها . وكذلك تم القاء القبض على المناضل المجاهد عباس بيزه " عباس بيزه هذا من اشهر قوادي المنطقة ايضا "فما كان من الاذاعي الكبير صاحب الصوت المجلجل احمد سعيد, الا وان راح يطلق تعليقات صارخة بدون ان يتأكد من الموضوع عبر الاذاعة الاشهر في تاريخ اذاعات العرب وقتذاك , يندد فيها بحكومة الزعيم وبالشيوعيين وهو يردد بالنص "اذا ماتت حسنه ملص فكلنا حسنه ملص" . كلنا حسنه ملص .... كلنا عباس بيزه ... من المحيط الى الخليج ..فما كان من السامرائي الا ان يستشيط غضبا من "المقلب" الذي وقع فيه الاذاعي الكبير احمد سعيد. واصبحت هذه الاذاعة مثارا للسخرية من قبل العراقيين .. وطلب السامرائي من احمد سعيد ان يعرض عليه لاحقا اي خبر او معلومة تصله من بغداد . طبعا بعد ان احاطه علما بحقيقة المناضله "حسنه ملص" والمجاهد " عباس بيزه "

هذه واحدة من بطولات المناضلة حسنة ملص.

نشر خالد القشطيني مقالا بعنوان " عاهرات في خدمة الوطن.

. ففي فيضان نهر دجلة / بغداد عام  1938 ، كان هناك عمل شعبي في الميدان ، عندما فاض نهر دجلة وكسرت سدة ناظم باشا من ناحية الوزيرية وراحت المياه تتدفق في الشوارع ، ( .. والمعتاد في مثل هذه الحالات أن تقوم الشرطة بتجنيد الناس فيما يسمى بعمل السخرة لدرء الفيضان ، في هذه الاثناء دق تلفون معاون شرطة السراي عدنان محيي الدين وطلب منه مدير شرطة بغداد بتعئبة الناس فورا لوقف تدفق المياه . اسقط المعاون عدنان حاكية التلفون من يده فقد كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل وآوى الناس لبيوتهم نائمين وخلت الشوارع من المارة . فمن أين يأتي بالسخرة .. ).( .. قام معاون شرطة السراي بأخذ مجموعة من الشرطة معه و داهم الكلجية لعمل خير لا إثم فيه . خطفوا كل من وجدوه من رجال اشداء ، الزبائن ، و النساء العاملات هناك . سمعت بأن  احد العرفاء ، انتزع رجلا من فوق المرأة و اخذه بالفانيلة و دون لباس قبل ان يكمل فعلته . راح الرجل يولول و يتذمر: "  يا جماعة هذي عدالة ؟ ! هذي حكومة!؟... وين وصلنا؟ " ، جروه و اخذوه مصلخ و القوا به في اللوري . فيضان دجلة لا يعرف الانتظار و لا يبالي بمن كان قواد و من كان ...(نموت نموت ويحيا العراق) . اسرعت اللوريات المحملة بالصرمبارية و قحاب الكلجية الى محل الثغرة التي كسرها التيار . لاحظ الجرخجي ، او الحارس الليلي ، في باب المعظم هذه الشاحنات المحملة بالقحاب فلم يتملك نفسه. " الله اكبر! يعني حتى القحاب ياخذوهم من عندنا ؟ ما ادري وين نولي وين نروح !"  واخيرا توقفت الشاحنتان عند سدة ناظم باشا و انزلوا ركابها من نساء و رجال . و هناك وجدوا الفؤوس و المساحي و اكياس الجنفاص في انتظارهم . انهمكوا في العمل بجد و نشاط لإنقاذ مدينتهم الحضارية ، مدينة المنصور و هارون الرشيد . الرجال يحفرون و يملأون الاكياس بالتراب و النساء يحملن الأكياس على ظهورهن المرهقة لألقائها في الثغرة ، وهن يغنين لشد عزيمتهن : " بالك تدوس على الورد و تسوي خلة...خلة" ) . هذا العمل الأنساني الحضاري الأجتماعي ، دليل تكاتف أهل الوطن ، دون تفريق من كان أنسان عادي أو من ضمت الكلجية / من قحاب وقواويد ورواد ،

الكحاب بين احتلالين

من خلال الاطلاع على تاريخ البغاء والقوادة نكتشف انه قدٌر يلازم البشرية لا سبيل إلى الخلاص منه وهو باقي ما بقيت البشرية وما تقلبت الأيام والدهور .ولم يقترن بوقت محدد او احتلال معين. الحالة الاجتماعيه التي كانت سائده و موجوده في بغداد وعلى الخصوص موضوع البغاء العلني وحالته التي تطورت ثم انحسرت ورافقتها الكثير من المشاكل والمآسي والطرائف …

.

العهد العثماني.

وكان ولاة بغداد عند مغادرتهم مناصبهم يرحِّلون حريم "الحرملك" إلى تلك البيوت، إذ غالباً ما كانت مغادرتهم تترك "نساءهم" دون إعالة. وسمح العهد العثماني بممارسة البغاء العلني، معتمداً بذلك على التشريعات الأوروبيّة ولا سيما الفرنسية.

في العهد العثماني كانت هذه الظاهره موجوده مع وجود القوانين التي تمنع ذلك لكن ( المحترفات) منهن أخذن يتعاطين الحرفة بصور واشكال مختلفة منها  تحت ستار الفن من رقص وغناء وطرب وعن طريق السحر والفال فضلا على دور اللهو والمراقص في بعض الأزقة المشبوهة التي تسكنها فئة من السماسرة والمومسات اللواتي يتعاطين الخطيئة بصورة سرية، ولكنها كانت في بغداد أشبه بالعلنية في المنطقة المحيطة بساحة الميدان في باب المعظم وبعض الأزقة التي يسكنها اليهود في منطقة التوراة وعقد الكنيسة.

جانب الكرخ.محلة ام العظام..

وهذه المنطقه التي تقع اليوم داخل المنطقه الخضراء بعد ان كانت ملكا خاصا وحدودها من يسار الجسر المعلق بمحاذاة نهر دجله والى الحارثيه  وامتدادا الى الشاكريه  وكانت فيها محطة وقود حكوميه تسمى باسم ام العظام وتجاورها صرائف الشاكريه ( القصر الجمهوري الحالي ) وكرادة مريم وقد استملكتها الدوله لصالحها  على مراحل في عهود امتدت من العهد الملكي وحتى عهد صدام حسين وقد انشأت بها الدوله بنايات ومنشآت وفتحت فيها طريق موازي لنهر دجله يصل بين الجسر المعلق والحارثيه وقد كانت مزروعه بالنخيل والبعض منها تعود ملكيته الى الاهالي وتم استملاكها ايضا في  نهاية القرن العشرين.

من طريف مايذكر في تلك الفترة وما كان  يتندر به البغادة  أن رجلا  قصد بغداد للمرة الأولى في حياته للبحث عن عمل  ودخل محلة الذهب  وسأل واحد من الهتلية عن شغلة منا منا  فدزه الهتلي الى بيت  (ريمة أم عظام).ودك بابها وهو لا يعرفها، يريد يشتغل اتلكًته المرة خوش ملكَا  وكَلتله اني رايده واحد كَدها ونطته غرفه.وأوصته بان يفتح باب البيت كلمن يدكَ .ويتلكَه الجاي  وقام الريفي بمهمته وأتقنها وسمن ورتاح للشغلة يم (ريمة) وخوش فلوس كامت تجيه .. وحدث ذات يوم أن انزعج منه احد المراجعين فصاح به : (اسكت يا گواد) .

فهاج الريفي وجن جنونه وهجم على الرجل يريد قتله،وعندما حِيل بينهما عاود الهجوم وهو يقول : لك عليمن كَواد  ،  إني گواد ،اني الك من تطلع  وسمعوه الناس وضحكوا منه وقالوا له : لماذا غضبت من هذه التسمية ، 

هي هاي شغلتك مال كَواده ؟ وقال لهم  يعني هي هاي الكَوادة  شو هاي شغلة سهلة ومابيها عيب والله من عين باجر اروح اجيب كل اهلي ولد عمي يشتغلون... حسبانا الگوادة  فد شي .

وريمه ام العظام هي اول من فكرت بفتح مبغى عام في جانب الكرخ وكانت اول قواده في الكرخ تدير عدد من البيوت ..هذه المرأه التي كان لها دور في المجتمع البغدادي وحياة البغادة.

كان محمد النجفي احد اهم معاوني الكَوادة ( ريمة أم عظام ) وكان طويل القامة يرتدي العكال ويلبس افخر أنواع العبايات ويشاهد يتبختر في شوارع بغداد وكأنه من الشيوخ ...   

يروى ان احد الاغنياء كان يتردد على ريمه ام عظام وتوطدت بينهم علاقه قويه تطورت الى عشق ومن ثم الى زواج ويقال انه تزوجها واسكنها في منطقة ام العظام ومنها اكتسبت الاسم وبقيت فيها بعد ان ورثت الكثير من الاموال من زوجها وماتت في هذا المكان .. 

يذكر ان جانب الكرخ لم يكن به محل بغاء الا على يد ريمة 

وزيادة على ذلك فان الملا ( عبود الكرخي ) أبرز شعراء العامية إتخذ من إسم ( كلجية ) . جملة ما قال : 

أحنه من كبل ما كان عدنه هيج                  ولا نعبر لذاك الصوب للتكليج.

بمعنا ان اهالي الكرخ عندما يريدون(الونسة )يذهبون الصوب الرصافة.

جانب الرصافة.الميدان الكلجية وكوك نزر والصابنجية والتلة خانة.

ورد اسم ( الكلجية ) لصنف من اصناف العساكر في العهد المغولي عند احتلالهم بغداد وقد اقاموا وسكنوا في هذا المكان فسميت باسمهم ونسبت اليهم ، كما سميت محلة خان لاوند بامس الاونه ومحلة الهيتاويين باسم قوم وفدوا من هيت ، ولكن قصر البغاء العلني على دربونه (الكلجية) دفع البغداديين الى تسمية كل محل للبغاء العلني بالكلجية حتى المحلات التي هي خارج بغداد او خارج العراق ايضا .ويطلق البغادة على الجار المزعج بيت الكَلجية وعلى الولد الوكح ابن الكَلجية.

( محلة الكلجية وكوكز نزر)كل هذه الاسماء هي لمحلة واحدة  المقابلة لسوق هرج، وفي هذين الزقاقين كانت مجموعة من الدور المتلاصقة القديمة ومقاه ذات مدخل واحد تطل على بداية شارع الرشيد وكذلك على عدد من الدكاكين والمقاهي.  تحتضن ساحة الميدان الشهيرة من الجانبين . فرقعتها واسعة تواجه وزارة الدفاع وتطل على أكبر شارعين بغداديين هما الرشيد والجمهورية . فالاسم الاول حرفه البغداديون عن الاصل وهو "كزل نزر" وهو الاسم التركي لجامع يقع في المدخل الرئيس للمحلة , بناه والي بغداد مدحت باشا . ومن يزور المحلة يجد حتى الان الاسم محفورا بالآجر فوق باب الجامع . جامع كوزل نزر ويعني بالتركية " النظر الجميل". اما الصابنجية فهو نسبة الى ان المحلة كانت يوما ما مخازن لتجار الصابون . والميدان نسبة الى منطقة الميدان التي كانت موقع رماية لجيش الوالي . والكلجية اسم فارسي تعني موقع الرؤوس "كله جيه" . حيث كان هولاكو يقف ليعد الرؤوس التي يقطعها جنده من رؤوس المسلمين. وفي المكان هذا الذي كان يقف عليه هولاكو اقيم مبغى رسميا حمل اسم الكلجيه . 

هذه المحلة قديمة قدم احياء بغداد . أتخذت مرتعا لبائعات الهوى وتجار الحشيشة وشقاوات بغداد . وظلت شاخصة تستقبل الزبائن حتى نهايات عقد الستينات من القرن المنصرم , بالرغم من قانون منع مزاولة البغاء صدر عام 1953 من قبل حكومة فاضل الجمالي. - .

وكانت المنطقه مؤلفه من دربونه وفيها مختار يدعى ( السيد حسين) وكان يأخذ خاوات من المومسات والقوادات وقد رثاه  ملا عبود الكرخي بقصيدة عند وفاته قال فيها : 

مختار الحبايب ما يجي دونه    وصاير سور للساكن الدربونة

تاهت بنت ابو حجرين امونه    وبنت الدودكي وضحه وشكرية.

ومن أشهر الكَوادين والكَوادات الذين حفر تاريخ الكَوادة اسمهم في التاريخ .

كرجي : وهو من أشهر كواويد اليهود في بغداد في الثلاثينيات والأربعينيات، وكان يزاول السمسرة بدار تقع في محلة ( التوراة ) المحلة اليهودية وقد توقف عن عمله عندما قررت وزارة الداخلية سنة 1935 تشكيل شرطة الأخلاق من واجبها مراقبة دور الدعارة السرية للقضاء على البغاء. ولكن كل هذا لم يتحقق بسبب تصرفات الشرطة ومفارزها الذين كانوا يتعاونون مع أصحاب دور الدعارة والزبائن الذين يترددون عليها ويقبضون الرشاوى . فصار أصحاب دور القوادة يعطون للشرطة رشاوى أكثر مما يتقاضونه من طالبي المتعة، فارتفعت الشكاوى من الطرفين الأمر الذي أدى إلى إلغائها من قبل مدير شرطة بغداد فعاد – كرجي – وزملاؤه إلى مزاولة المهنة بحرية تامة .

سيد رجب : وهو العمود الفقري لمحلة الذهب في الجانب الذي تشرف عليه (ريمة أم عظام).

فايق خماس : وهو زوج الحجية ربيعة وميدان عمله هو الكلجية والصابونجية وكثيرا ما يشاهد في شارع الرشيد في سيارة فخمة .

داود اللمبجي : وقد لمع اسمه في العشرينيات باعتباره من الكواويد الارستقراطيين

.ويذكر  للملا عبود الكرخي (وهو  مِن رواد صحافة السخرية و الهَزَل) ،  يجلس في مقهى قريب من منطقة الميدان عندما مرت من امامه جنازة تتبعها مجموعة من النسوة المولولات الناحبات ، بعيون مُغرَورَقة بدموع الحزن والأسى يلطِمن على  صدرهن . غرابة المشهد قادت الشاعر الهزلي العراقي الساخر الملا عبود الكرخي  في الاستفسار عن الميت ، قيل له : داوود اللمبجي الذي كان  يعتبر أحد قواويد بغداد الارستقراطيين و جاء لقُبه من مهنته الثانية (اشعال مصابيح النفط أو ما نسميها باللمبات ) في ازقة بغداد ليلاً.  النسوة ،هُن المومسات اللواتي كُنّ يعملن لحسابه ... ساعتها كتب قصيدته المشهورة ( مات اللمبجي ) باللهجة العراقية الدارجة ، معزياً بها ( فطومة الصمنجي) بوفاة زوجها داوود اللمبجي . تحولت هذه القصيدة  آنذاك إلى اغنية ، غناها ، مطرب المقام العراقي رشيد القندرجي لتنتشر بعدها في مشارق العراق و مغاربه ، بعد ان سُجِلت  في حفل خاص ( حَضَره وزير الصحة)   بصوت مطرب المقام العراقي المشهور يوسف عمر ..-هذه بعض ابيات من القصيدة : وقد توقفت كثيرا عند الاسم وصورة الحدث وعند القصيدة ايضا التي قرأتها مجددا ووجدت فيها ما لم يمكن نشره للكلمات الفاحشة والعبارات الخادشة للحياء، مع العلم انها ساخرة، وفي سخريتها تظهر علامات الرفض لما كان عليه (داود)، - .

مات اللمبجي داود وعلومه            كومو اليوم دنعزّي فطومه

مات اللمبجي داود ويهوّه                ويهوّه عليكم يهل المروّه

كِضه عمره بالكواده ولا سوّه            غير الطيب مكرن شاعت علومه

والمسكين الله يساعده إلبادي            ضَل ينعى عليه ويشبه البومه

بنُص الكلّجيه يمشي يتبختر                  يَمرَدرَد ويَمروكَل ويمحبتر

يشماغ عصفوري يلف أحمر                ألف وَسفه سلاب وظلّت هدومه

عِمت عيني عليك اليوم يا ديّوس            يللي نازع الغيرة مع الناموس

يحِك إلهه لفطومه عليه تموت                 لولا تنام ويّاه بفرد تابوت

ما تِلكه مثل داود هَل عكروت                 عِدهه خِدمته يا ناس معلومه

كومو دنعزّي فطم وزهَيّه                  وبنت النجفي ومريم الكرديه

هل داود ما ظِن بعد إله جيّه              ريت الكلجيّه اليوم مهجومه

يِخسِل بالطشِت جويهل وشفاف               عِمت عيني شبيّب من حياته إشّاف

صِدَك لو كال يطلع جُك للندّاف              يطلع شِبه جرّة عَرَك مكطومه

يفطومه دِخَللي عاد بالضِحضاح           منّج يا فقيره الجبش غاب وراح

أبو كِرن الكُوي ومعجعج ونطاح          إله وكفات بالدربونه معلومه

إسم الله عليك يا داود أبو سلمان          يكويويد يا هبّار يا كرنان

إنته يا خركلي عظيم الشان                إسمك شاع بالبصرة وتنّومه

يحِك إلهه فطومه ثياب السود             تلبس علمعفرت لمبجي داود

أبو كرن الجبر من أحسن الموجود      كل كحبه عليه اليوم مألومه

شَدعي عالزمان منين إجاك البين       خلّي البيك يتنعّم وياكل زين.

وفطومة هذه هي فطومة بنت الصمنجي وهي كلمة تركية معناها بائع التبن، وكانت إحدى جميلات بغداد في العشرينيات وقد عاشرها في الثلاثينيات معاشرة الأزواج أي (استكعدها) حسين فخري ( كاتب عدل بغداد ) وسكن معها في منطقة العلوازية شارع المحامين حيث كان يستقبل أصدقاءه كل أسبوع ليسمعهم نكاته وطرائفه كما لو كان في عنفوان شبابه.

وكانت تقاليد الحب والهيام بالقحاب بين كبار رجال الدولة متفشية وأحيانا لا يخجل بعض الساسة من الزواج منهن ، وبعضهم يتزوج منهن بصورة سرية أو تصبح خليلة له وحده بعد أن تتعاهد معه على ذلك .

واشار كمال لطيف سالم الى ان هذه القصيدة سرعان ما حفظت وانتشرت على الافواه خاصة انها لشاعر معروف بقصائده الساخرة والجريئة على الرغم من انها لم تنشر في صحيفة، وكان ألسنة العامة من الناس هي الوسيلة في انتشارها ورواجها وكذلك في الحفاظ عليها من الاندثار والنسيان، ويقال انها نشرت فيما بعد للمرة الأولى في ديوان الكرخي الموسوم (ديوان الأدب المكشوف) الذي طبع بنسح قليلة جدا.            وتابع : اول من غنى القصيدة هذه مطرب المقام المعروف رشيد القندرجي، ولكنها لم تسجل على (قوان) او اسطوانة، وكان قراء المقام من اليهود الاكثر ألحاحا في ترديد هذه الاغنية ولا اعرف لماذا، اما المطرب يوسف عمر المعروف بذكائه وحساسيته المفرطة في اداء النمط الغنائي الشعبي الاصيل - 

ومن اكحاب الميدان  كانت ( رجينه ) وتكنى بـ( أم نجية و أم ناجي ) في أواسط الأربعينات من القرن الماضي وهي من الـ( كَحاب - قحاب ) المشهورات ( المعروفات ) في بغداد، تملك سيارة فاخرة، وكرسي متحرك، وسلطة تشريعية، لايملكها أحد في بغداد، وربما في الجامعة العربية أيضاً، وقد شاهدها يوماً الشاعر الملا ( عبود الكرخي )وهجاها بقصيدة مطلعها : 

شفتي يا روحي الحزينة           الضخمة سيارة رجينـــــه

شفتي سيارة الضخمة              بشارع الميدان القحبــــــة

ومن طريف مايذكر بان فد وحدة من الكحاب  تقف عند ممر بيتها في هذه المحلة , تنادي على صبي البيت المدعو عباس تطلب منه "لفة صمون وكباب" , فرد عليها الصبي ليش ما تروحين انت تشترين, فردت بأستهجان " لك معقولة أطلع بره والرياجيل في الكهوة كدام بيتنا". 

ذكر المحامي (أمين المميز، في كتابه  "بغداد كما عرفتها").ومحلة الميدان (مثلاً) لها شهرتها الخاصة، تضم زقاق الكلجية الذي اخلاه الانكليز من سكانه مع دخولهم بغداد عام 1917 وحوّلوه موضعاً خاصاً للبغاء.

بقي الكلجية على حاله مع قيام الحكم  الوطني وتأسيس الدولة العراقية. وفي وقت من الاوقات شيّد جدار عال على مدخل الزقاق لحجب منظر المومسات عن انظار المارة. وفي عهد رشيد علي الكيلاني قررت وزارة الداخلية تشكيل "شرطة الاخلاق" لمراقبة دور البغاء السرية التي نشطت اثر اغلاق الكلجية. ولصعوبة تنفيذ المهمة بسبب الظروف الشائكة المحيطة بهذه الظاهرة، الغيت الشرطة .

يحكى ان عبد العزيز الخياط كان حاكما في محكمة جزاء بغداد، وكان حاد الطبع صارما في احكامه، وجيء ذات يوم بشاهد فسأله عن صنعته ، فقال له انه صاحب مقهى في الكلجية ( دار القحاب ) فالتفت الى كاتب الضبط وقال له : سجل أن شغله قواد . فانزعج الشاهد وقال له : يا سيدي الحاكم أنا صاحب عمل شريف.. انا صاحب مقهى هناك. فقال له الحاكم : تكون صاحب مقهى في الكلجية وزعلان حضرتك لان سجلنا مهنتك گواد؟ ثم التفت الى كاتب الضبط وقال له : سجله گواد ابن گواد ..

العهد البريطاني.

حين دخل الانكليز شارع الرشيد لم يتعبوا أنفسهم بأكثر من تنظيم الأمور عبر وضع لافتة في بداية شارع الرشيد من جهة "الباب المعظم" حملت كلمة وحيدة "Brothel". وقد خصصت لهم سجلات ودفاتر لمراقبة احوالهم .  وضعت الإدارة البريطانية حرّاساً على رأس المنطقة التي ليس لها سوى مدخل وحيد. والجدير بالذكر هنا أن كلمة "peer" في اللغة الإنكليزية تعني "النبيل الواسع الإطلاع" . والپير في اللغة الكردية والفارسية تعني : المُرشد الديني أو شيخ إحدى الطرق الدينية . وفي العراق بصورة عامة جاءت هذه الكلمة مع دخول قوات الإحتلال الأنكليزي للعراق بعد الحرب العالمية الأولى ، وكان في خدمة القوات البريطانية يومذاك الكثير من الجنود الهنود الذين بقى بعضهم في العراق وتزاوجوا من المسيحيات العراقيات ، وعن طريقهم دخلت الكثير من الكلمات والمصطلحات الهندية إلى اللهجة الشعبية العراقية وفي اللغة الهندية تعني كلمة (الپير أو الپيرة) الرئيس أو الرئيسة، ولخفة دم البغداديين وطريقة تفسيرهم للكثير من الأمور بطريقة جنسية ، فقد راحوا يستعملون كلمة (الپيرة) كنية للمرأة القوادة التي تُدير أمر فتياتها في منزل اللهو والبغاء ، فهي رئيستهم (پيرة) لا تزال هذه الكلمة مستعملة في العراق ولكن بقلة.

ولما زار بغداد ( ويندل ويلكي ) نائب رئيس الولايات المتحدة ومؤلف كتاب ( عالم واحد ) ابان الحرب العالمية الثانية كانت ( الكلجية ) من المعالم التي أصر الزائر الأميركي على زيارتها لعدم وجود مؤسسة تماثلها في عالمه ، فطاف فيها وتحدث مع القوادين والسماسرة ودخل بيوتهم واندس بين القحاب وجلس في المقاهي الموجودة في الدربونة وتحدث مع احد القوادين وشاركهم شرب الشاي واثنى عليه! فكانت تلك الزيارة من حكايات التندر في بغداد انذاك ..

كَوادات بغداد.

أشتهرت في بغداد في  اوائل القرن العشرين قوادتان – الأولى في جانب الرصافة ( الجانب الشرقي من بغداد ) واسمها (ريجينة) وتكنى بـ (نجية)، وريجينة هي الأخت الكبرى للمغنية (سليمة ) المعروفة في وسط الغناء باسم ( سليمة باشا )، والثانية في جانب الكرخ ( الجانب الغربي من بغداد ) واسمها ( ريمة ) وتلقب ( ريمة أم عظام ) وكان عملها في محلة الذهب ( تقع محلة الذهب في بداية شارع حيفا حاليا للقادم من جهة الصالحيه وتمتد الى الجنوب الغربي وصولا الى مستشفى العزل – الكرامه حاليا ) وتعتبر ريمه اول من اسس البغاء العلني في جانب الكرخ وكان لها اول دار في الدربونه ولديها عدد من الفتيات  ..

وهناك كَوادة اخرى تسمى حليمة لها قصة طريفة  يرويها احد المحامين الذين كانت له صلة ب(حليمة ) وكان لديها خادم يقوم على خدمة فتياتها اسمه ( عبد) وكان المحامي عندما يزورهم لقضاء المتعة يعطيه  درهما أو درهمين.. وذات يوم كان في مكتبه جالسا واذا بالقوادة ( حليمة ) تقتحم الباب بدفعة من رجلها وتدخل عليه من دون استئذان وعلى وجهها علائم الالم والانزعاج وسألها : ما بك؟

قالت : اخوك عبد! ..فقال لها: ومن هو اخي عبد؟

قالت : أها، هل نسيته، اخوك عبد الذي يشتغل عندي خادما لفتياتي.

عندها تذكره وقال لها : وماذا جرى لاخي عبد ؟ قالت : القت الشرطة القبض عليه واتهم بالقوادة .

فأجابها : فعلوها هؤلاء الملاعين،الا يخافون الله  ؟

فقالت : هذا ما حصل.

فقال لها : اطمئني فسوف اعمل على اطلاق سراحه غدا.

وفي اليوم التالي راجع المحامي حاكم التحقيق وكفل (اخاه عبد ) وأطلقه من الحبس ..

وهناك قصة اخرى عن كساد المهنه في أثناء فترة القحط جاءت قوادة مديونة إلى مأمور الإجراء في البصرة لسداد الديون التي عليها ومطالبة الحكومة بذلك فخيرها مأمور الاجراء بسداد الدين جملة أو تقسيطه عليها فقالت له: ( والله يا سيدنا لا استطيع سداد الدين دفعة واحدة ولا باقساط كبيرة لان الشغل واكف والرزق شحيح والمعاميل قل عددهم ) ، وانزعج  مأمور الإجراء من أقوالها وصرخ فيها مستنكرا.. وظنت القوادة المدينة أن رئيس الأجراء لم يقبل عذرها ولم يصدق أقوالها فقالت له:( والله يا سيدنا أن ما أقوله صحيح ، وإن لم تصدقني فتعال والزم الدخل بيدك واقبض الوارد بنفسك لترى صحة أقوالي!!!) .

وضمن بعض الكتاب والادباء كتبهم اشارات الى تلك الدور وسكانها وما يدور فيها .ومن ذلك اشعار الملاعبود الكرخي وقصائده الشعبية الفاضحة في ( الادب المكشوف )والتي نشرها في الصحافة العراقية في عشرينات او ثلاثينات القرن الماضي .وهي بحدود اربعين قصيدة . وقد تحولت قسم منها الى بستات واغاني للجالغي البغدادي . 

وبحسب د. معتز محيي عبد الحميد، الذي بحث في البغاء في هذه المرحلة بمقالات عدّة، 

فإن بائعات الجنس خضعن لسلطة الاحتلال، كما خضع البلد كلّه، فأصبح لديهن إجازة بممارسة "مهنة الدعارة"، وأُلزمن بإجراء فحوص طبيّة دورية حتى لا ينقلن الأمراض. وكان كل "قوّاد" يغرّم إذا ما قام بـ"تشغيل" إمرأة ليس لديها إجازة ولم تخضع لفحص طبيٍّ. وإبان تلك الحقبة، نشأت في أكبر المدن العراقيّة الثلاث، بغداد والبصرة والموصل، ثلاثة مباغٍ منظّمة، لديها "زبائن" كثر يرتادونها.

ومن أشهر القوادات أيضا في محلة كوك نزر ( زكية العلوية ) حيث كانت تدير اكبر دار للقحاب في المحلة. وكان هناك دار تعود لهذه القوادة تقع في دربونة النجفي بالقرب من المحلة التي سكن الشاعر معروف الرصافي في اوائل الثلاثينيات فيها وقبل ان تستضيفه الفلوجة سنة 1933، وقد زاره في هذا الدار امين المميز فتأثر لحالته السيئة التي أثرت فيه طيلة حياته لان موقع الدار والمترددين والمترددات عليها من القحاب وطالبي الونسة مما تقشعر منه الأبدان .

خطار نوري السعيد. 

بعد اندلاع الحرب العالميّة الثانية، زار المستر ويلكي مبعوث الرئيس الأميركي بغداد. ولم يفوّت المندوب بالطبع السير في بغداد "المشتهاة" للإدارة الأميركية التي كانت تسعى إلى التوسّع آنذاك.

وكان برفقته نوري السعيد وزير الخارجيّة. وينقل المؤرخون أن المندوب أعجب بمنطقة المبغى في شارع الرشيد، إذ جلس في أحد المقاهي القريبة منه وتحدّث إلى القوادين، الذين كان نوري السعيد يعرف الكثير منهم بسبب قربه من الشارع. ونقل ويلكي في التقرير الذي سلّمه إلى حكومته أن سعيد جعله يعيش "في ليلة من ألف ليلة وليلة"، بعد أن أقام له حفلة موسيقية "انقلبت إلى معرض من الفتيات الراقصات العربيات"! وفي العام 1943، بعد أن نظّمت الملكيّة نفسها عبر إصدار قوانين وتعيين حكومات، كان لا بد للبغاء أن ينظّم كذلك، فصدر نظام تفتيش بيوت الدعارة ومراقبة البغايا لمكافحة الأمراض الزهرية، والذي حمل رقم "33"، ووقّع عليه الوصي عبد الإله وجميع أفراد الحكومة، وحدّد بالتفصيل مهنة البغاء. فحظر على الرجال الذين تقلّ أعمارهم عن عشرين عاماً التردّد على تلك الاماكن، كما منع من هنَّ دون هذه السن من ممارسة البغاء. واستتباباً للأمن، منع النظام دخول "سكران أو استعمال المسكّرات أو المخدرات" أو" فتح الملاهي أو المقاهي" في المبغى، كما منع حمل الأسلحة النارية أو الجارحة أو المبيت ليلاً"، وحدّد إلى جانب ذلك أوقاتاً لعمل المباغِي "بين الساعة الثالثة بعد الظهر حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً".ولم يهمل النظام النساء أنفسهنَّ بل أخذ بعين ظروفهنَّ الحياتية، فحظر على البغيّ حضانة مولودها الذي يتجاوز سنته الثالثة، وعليها إيداعه مؤسسة الأيتام أو الملاجئ الحكومية. 

ولكنه، وإلى جانب ذلك أجاز للبغي إذا ما رغبت بـ"التوبة" مراجعة "الوزير أو الموظف الإداري بعريضة تطلب فيها رفع القيود الموضوعة عليها بمقتضى أحكام هذا النظام وإيجاد عمل شريف لها". ولم يأتِ تنظيم البِغاء في العراق، وفي العاصمة بغداد على وجه التحديد، اعتباطياً، إذ بحسب كتيِّب يجمع إحصائيات أجرتها جمعية الخدمات الدينية والاجتماعية في العام 1939، تجاوز زوّار المباغي المليون زائر، بمعدّل 87472 في الشهر، و2915 فرداً في اليوم، وبمعدّل عمل يومي لا يتجاوز 12 ساعة. واصطلحت تسمية "الطبّة" أو "الخشّة" بدخولية تأرجحت بين الـ50 و الـ250 فلساً، تحددها سنّ بائعة الجنس و/أو "شطارتها".

بغداد ما تتحمل گواويد اثنين.. 

كان  في  بغداد خلال الأربعينيات فندق في محلة السيد سلطان علي مطل على نهر دجلة اسمه فندق متروبول يقوم على إدارته فتى اسمه ( صادق حنا ) وكان صادق يحضر فتيات جميلات من اوروبا باعتبارهن فنانات (ارتيست) وينزلهن في فندقه ويتقاضى مبالغ كبيره عن زيارة الرجال لهن واصبح لصادق حظوه وواسطه وتأثيرفي شؤون الدوله. وغضب عليه ارشد العمري وكان آنذاك امين العاصمة وكان ارشد عصبيا وكلامه جارح فاحضره وصرخ فيه: (ولك صادق بغداد ما تتحمل گواويد اثنين.. لو آني لو انت!! )

ذكر الاستاذ سلام الشماع في مقاله له.عن الكتور علي الوردي هذا نصه.

كتب أ.د. قاسم حسين صالح وهو يستذكر ما تختزنه ذاكرته عن الكبار مقالة عنوانها "علي الوردي.. الساخر الفكه"،

يقول صالح: إنه كتب دراسة عنوانها (البغاء.. أسبابه ووسائله وتحليل لشخصية البغي) "وحين انجزت الدراسة، دعت وزارة الداخلية اكاديميين وقضاة لمناقشتها في ندوة خاصة بها بينهم الدكتور علي الوردي. وبعد انتهاء المناقشة سحبني الوردي من يدي (على صفحه) وقال لي: "دراستك هاي عن الكحاب تذكرني بحادثة ظريفة. في الأربعينات ناقشت الحكومة موضوع فتح مبغى عام في بغداد، وعقدت لقاءً ضم كلاّ من الوصي ونوري سعيد ووزير الداخلية ووزير الصحة ومدير الأمن العام. فاتفقوا على الفكرة لكنهم اختلفوا على المكان، بين الباب الشرقي وساحة الميدان. وكان بين الحاضرين شخص مصّلاوي يجيد فن النكتة فقال لهم: ان افضل مكان للمبغى هو الميدان والما يصدّق خل يروح يسأل أمّه!"

سلطة الكَوادة في الكلجية .

وعن حالة المومسات والقوادات في المبغى العام في الكلجية بينت جمعية الخدمات الدينية والاجتماعية ذلك في كراس لها نشر عام 1952 بالحالة المزرية لهن ، حيث أن جميع المومسات البالغ عددهن (314) مومسا مصابات بشتى أنواع الامراض الزهرية وغيرها من الامراض ، ويسكن وينام هذا العدد الكبير من المومسات في مئة دار تتكون منها مؤسسة البغاء العام، وفي زقاق مليء بالقاذورات والمياه الآسنة ، وكانت اغلب هذه الدور لا تتوفر فيها ابسط شروط الرعاية الصحية والنظافة ، حيث تفتقر الى المرافق الصحية والحمامات ، والمنطقة كلها ليس فيها مراحيض عامة ، ويتبول المارة في الازقة وسواقي المياه النتنة التي تحيط بالزقاق ، ورغم ذلك فان هذا الزقاق كان يغري طالبي المتعة من المراهقين وحديثي السن وطلاب المدارس وغيرها وفي إحصائية أعدتها الجمعية عن عدد الذين يترددون على المبغى سنويا ، وجدت عددهم أكثر من مليون شاب ورجل يتردد لمزاولة المتعة في هذه الدور وأكثر المترددين من الطبقات العاملة في العاصمة بغداد والأرياف، ويزداد هذا العدد إلى الضعف في أيام الأعياد والعطل الرسمية !

وفي إحصائية نقلتها الجمعية من سجل مستوصف الوقاية الصحية في المبغى، بلغ عدد الزوار أكثر من (1049670) في عام 1939 أي بمعدل (87472) رجلا في الشهر أي بمعدل ( 2915) نسمة في اليوم الواحد.. رغم أن ساعات العمل في المبغى العام لا يتجاوز (12) ساعة في اليوم، أما عن الأجور الرسمية للمومسات في المبغى فقد حددت التسعيرة بموجب القانون بمبلغ يتراوح ما بين الخمسين والمئتين والخمسين فلسا لكل زائر وللمرة الواحدة- (الخشة) بمصطلح المومسات. وهذا السعر غير ثابت أحيانا ويخضع لجاذبية وحسن المومس وصغر سنها وما تتمتع من فن الإغراء والمتعة للزبائن ... فحديثات العهد في العمل في المبغى أو صغيرات السن اللائي يتمتعن بمفاتن جنسية خاصة يتعاطين أجورا مرتفعة عن القديمات أو المسنات (الايجات) الفاقدات الجاذبية الجنسية!

هناك بعض الامثال التي استقاها الناس من خلال هذه الظاهره الاجتماعيه اذكر بعضا منها :

1 . گحاب ششتر .. وششتر منطقه ايرانيه ونسائها مشهورات بصلافتهن وقباحتهن وقلة حيائهن 

2 . طلعه من بيت هيبو .  وهيبو هي قواده يهوديه كانت مشهوره برداءة الخلق وزبائنها من اردىء النوعيات ويضرب المثل لمن يوبخ ( يرزل ) بشكل قوي ..

3 . عينه عين الگحاب .. ويضرب المثل على الصلافه وعدم الاحترام ..

4 . گحبه عوره … وهي التي تحمل عوق ولكن لسانها طويل وسليط .

5 . قرج .. وهي مختصر لكلمة جورجيا ويشار الى نساء جورجيا اللواتي كن من السفاهه بمكان وكثيرات الصياح .

6 . بنت الدربونه .. ويقصد بها المرأه غير الشريفه وانها من مكان المومسات .

قصة ذات مغزي

كانت منطقة الميدان والقريبة من منطقة باب المعظم معروفة لأهالي مدينة بغداد لوجود أكثر من بيت للدعارة فيها .

يروي ان سائق تاكسي  النفرات الي جانت تقبط من الباب المعظم لباب الشرجي  في أحد الأيام وبينما كان السائق  يحمل راكباً من الميدان الى باب الشرقي ،وفي عكَد الجام  حاولت أمرأتين أن توقف السيارة . عندها صاح الراكب بسائق التاكسي : عمي لا توكف لا توكف وأني أنطيك كروتهم . أستغرب سائق التاكسي لهذا الطلب ولكنه عمل بنصيحة الراكب ومضى في طريقه .وعندما وصلت السيارة سيد سلطان علي اشرله احد الركاب 

كال السائق للراكب اشيلة لو تنطي كروته...كله لا عمي شيلة  

وعند الوصول الى منطقة الباب الشرجي ، أخرج الراكب نقوده وحاول أن يدفع أجرته مع أجرة المرأتين . عندها قال له سائق التاكسي : عمي بس كَلي شنو السبب اللي ماخليتني أشيل النسوان  عندها ضحك الراكب وقال : عمي انت تعرفني كِاله السائق والله مشبه عليك 

كَله زين انت منين شلتني كَله السائق من الميدان 

كَاله أني أشتغل كواد والناس كلها تعرفني وهذولة النسوان مبينين بنات أوادم ، أخاف لا أحد يشوفهن كَاعدات بصفي وحسبالهم هن وياي .صفن السائق بوجه 

وكَاله والله انت اكبر شريف  

 عندها رفض سائق التاكسي من أخذ الفلوس من الراكب لشهامته.

------------------------------------------------------------

المصادر

.الجنس عند الحضارمة قبل الاسلام

الدعارة في سوريا الحديثة

الدعارة في العصر العثماني، دمشق نموذجا

قصة ايروتيكية من عراق السبعينات

انثربولوجيا البغاء في العالم العربي

مفردات الجنس عند العرب

.عبود الكرخي-عبدالجبار العتابي

الدكتور معتز محي الدين وهي البغاء السري والعلني في العراق

مجلة الگاردينيا-تراثيات...وبغداديات

 

=============

 ============

 

لمحات من تاريخ البغاء العلني والسرّي في بغداد

16 أكتوبر 2011

http://qalatsuker.blogspot.com/2011/10/blog-post_4972.html


د. معتز محيي عبد الحميد
يحافظ هذا التحقيق على الاصطلاحات التي تصف البغاء واماكنه وممارساته ، وبعضه استولت عليه اللغة الشعبية في
سبابها والاوصاف التي تعتمدها في تصوير بعض الاشخاص والممارسات الكريهة

. وهدفنا من هذا ليس تشجيع هذه اللغة ، بل معرفة جذورها، فضلا على أننا نقف ضد ممارسات تسيء الى الانسان ، ولاسيما الى المرأة . لكن هذا لا يعفينا من معرفة ظاهرة قديمة ما زالت تتخذ اشكالا مختلفة ، تظهر وتختفي على ايقاع جملة من العوامل منها: انتشار الثقافة والتعليم، النمو الاقتصادي ، الفقر وعوامل النبذ الاجتماعي ، وطبيعة مؤسسة العقاب الخاصة بالمجتمع والدولة. وفي كل الاحوال لا يخلو هذا الموضوع من الطرافة وظرف بعض الشخصيات البغدادية القديمة ، مع حوادث تتصف بالغرابة. 

منذ اقدم العصور     

تعد ممارسة البغاء ظاهرة اجتماعية وجدت منذ أقدم العصور، وكان الرومان والإغريق يتخذون من العشيقات والبغايا تسلية ومتعة جنبا إلى جنب مع أزواجهم الشرعيات، ومثلهم فعل إقطاعيو القرون الوسطى وأباطرة الوثنية كطقس ديني يتعلق بمعتقدات تلك الديانات . كما كان البغاء موجودا في العصر الجاهلي بنوعيه العلني والمستتر. وجاء الإسلام فحرم البغاء كما حرمته المسيحية واليهودية من قبل ولكن الجواري والبغايا المملوكات راجت سلعتهن في العصرين الاموي والعباسي وامتدادا للعصور اللاحقة فقد ضرب عليهن بعض الستور المانعة للجنوح الخلقي فلا غرابة أن تكون مجالس اللهو والأنس والطرب وسائل إغراء جامحة لجنوح بعضهن إلى ممارسات خلقية خاطئة بعلم أو بدون علم من مالكيهن .



بعد دخول الأنكليز

بعد دخول الانكليز بغداد أصبحت هذه ( الحرفة) علنية، فقد جمعت القحاب في منطقة معينة من بغداد وهي ( محلة الكلجية وكوكز نظر ) المقابلة لسوق هرج، وفي هذين الزقاقين كانت مجموعة من الدور المتلاصقة القديمة ومقاه ذات مدخل واحد تطل على بداية شارع الرشيد وكذلك على عدد من الدكاكين والمقاهي. كانت القحاب المقيمات في تلك الدور ملزمات رسميا بإجراء الفحص الطبي والمختبري الدوري عليهن في مواعيد معينة، ولدى كل واحدة منهن اجازة ( ممارسة ) مهنة (القحاب) بصورة رسمية، ويغرّم ( القواد) السمسير إذا قام بتشغيل من لم تحصل على اجازة أو لم تخضع إلى الفحص الطبي.

ضريبة البغاء

وقد درجت السلطات البريطانية على ان تستوفي من يدخل ويتعاطى البغاء من ذكر وانثى رسماً
( ضريبة ) ويعطى لكل واحد منهم يدخل المبغى العام وصلاً سمي ( باص ) من الانكليزية (
pass ) أي تذكرة وكانت السلطات الانكليزية تبغي من وراء ذلك حصر وتعداد من يتعاطى البغاء لأنها كانت تخضعهم للفحص الطبي في مواعيد معينة . ومعظمهن سكنّ دربونة الكلجية ، في حين جئن من مدن ومناطق بعيدة من بغداد، وقد دفعتهن الظروف إلى هذا المنزلق السحيق. وكن يتعاقدن مع القواد بالعمل لديه أو القوادة بالعمل لديها بعد أن تستلف من أي منهما مبلغا من المال لشراء حوائجها الشخصية من ملبس وطعام ومكياج وما تنفق على نفسها أو على ذويها أحيانا من نفقات معيشية . وكانت الباغية في مثل هذه الظروف الصعبة أسيرة أولئك السماسرة بما توقع عليها من (كمبيالات) (صك) أو وصل أمانة، وعليها العمل الدائم لتسديد ديونها التي تتراكم عليها بمرور الزمن حتى يذبل عودها وترمى في الشارع رمي الكلاب . كان المبغى العام في الكلجية في الرصافة ومحلة الذهب في الكرخ / الجعيفر هو المكان الوحيد الذي تشرف عليه الحكومة بصورة علنية وتعترف به ، كذلك يوجد مبغى عام في البصرة والموصل.

الدّربونة ... في فهم البغداديين

الدربونة التي كانت تعرف عند البغداديين بدار للقحاب أو موضع للبغاء العلني وتعني الزقاق الضيق غير النافذ، والدرابين كثيرة في بغداد ولكل واحدة منها اسم، وأكثر ما تكون نسبتها لأشهر من يقيم في دورها مثل دربونة البستان او دربونة الجلبة ، أما إذا ذكرت الدربونة بدون نسبة فالمقصود بها دربونة الكلجية أي دار القحاب ، كما يكنى البغداديون عن المومس بأنها(بنت الدربونة) .

مختار الدربونة

وكان للدربونة مختار يدعى ( السيد حسين ) وكان يأخذ خاوات من المومسات والقوادات  وقد رثاه  ملا عبود الكرخي بقصيدة عند وفاته وقال :
مختار الحبايب ما يجي دونه  وصاير سور للساكن الدربونة
تاهت بنت ابو حجرين امونه  وبنت الدودكي وضحه وشكرية
وكانت القوادة والقواد مهنة سنت نظاما فيه وزارة الشؤون الاجتماعية في العراق نعتت فيه القواد بالسمسار واشترطت فيمن يقوم بالقوادة شروطا لا تتوفر إلا في كرام الناس ، منها أن يكون حسن السلوك ، وان لا يكون محكوما عليه بجنحة أو بجناية ، الأمر الذي أشاع موجة من التندر بين الناس بشأن هذا النظام.

القواد

وقد تناولت سجلات المحاكم في الثلاثينيات قضايا عدة في السمسرة والقوادة ، وأشهر القوادين الذين كانوا يترددون على المحاكم يدعى ( يوسف ) وهو ارمني من تلكيف وكان يقدم إلى المحاكم بقضايا موجزة بتهمة الترصد أي التعلق بالناس من اجل أن يُقوّد لهم . فقال له القاضي في إحدى الجلسات يا يوسف إلى متى تبقى قوادا ؟ فرد عليه : هل تحسب يا سيدي اني مرتاح لهذه المهنة التي لا الاقي فيها غير الرزق الشحيح مغمسا بالصفع والاهانة . اتراني وجدت مهنة اخرى غيرها وبقيت متعلقا بها؟

تعزية
وبهذه المناسبة قال عبود الكرخي يعزّي احدى فتيات الدربونة بعد موت قوادهن :
يكنديره ... يمسكينة      راح الكان يحمينا
عمت عينك عكب عينه    دظلي عاد سمسيرة
كانت القوادة ( أو القواد ) يحاسبن البنات على ( الخشات) وهي كناية بغدادية عن المضاجعة، وهي من لغة القحاب في الدربونة حيث من المتعارف عندهن أن كل فتاة منهن لمضاجعتها ثمن معلوم فيقال فلانة (خشتها) كذا وكذا . ويطلق على القواد تسميات عدة منها ( ابو كرون ) وديوس فهو الذي لا يغار على أهله، وكلاهما يكنى عند الناس (بذي القرنين).. وللشعراء ابيات عدة في ذكر الكرون يوصف بعضها بالغلظ وبعضها بالقوة ويوصف بعض من ذكرهم بان له قرنا واحدا وأخرى من له قرنين وثالثا بان له اربعة قرون. وقال الملا عبود الكرخي في رثاء داود اللمبجي / ديوس دربونه القحاب معزيا بوفاة زوجته ( فطومة الصمنجي) قائلا :

يحك لها فطومة بثياب السود        تلبس عالمعفرت لمبجي داود
بو كرن الجبير من احسن الموجود  كل كحبه عليه اليوم مألومة
وبعد وفاة داود اللمبجي تزوجت فطومة من إبراهيم بك الطنبوري الذي أصبح قواد القحاب جميعا. ويطلق على القواد تسمية ( قرخ ) وهي كناية تركية بمعنى أربعين وتعني إن المقصود بها القواد الاصيل ويعني الذي مارس القوادة اربعين سنة .

الكوزلي

وكانت القحاب يتعاطين البغاء بصورة سرية قبل إصدار القانون وتسمى (كوزلي) حيث أطلقت هذه التسمية من قبل البغداديين على كل من يتعاطى البغاء بصورة سرية. وهذه الكلمة أصلها تركي بمعنى (سري أو مستتر) وتطلق أيضا لفظة ( بربوك ) على كل قحبة أو مستهترة منهن ، ولا تزال تستعمل هذه الكلمة في السباب والشتم بين الناس وتعني في الأصل الكوز الذي طال استعماله حتى تثلمت شفته ولم يعد صالحا للاستعمال في سقي الماء ، ويراد بهذه الكلمة في الشتيمة ان هذه المرأة البغي قد تثلمت لكثرة المراجعة فأصبحت بربوكا.

من أشهر القوادات في بغداد 
ا
أشتهرت في بغداد في أواخر القرن التاسع عشر قوادتان – الأولى في جانب الرصافة ( الجانب الشرقي من بغداد ) واسمها (ريجينة) وتكنى بـ (نجية)، وريجينة هي الأخت الكبرى للمغنية (سليمة مراد) المعروفة في وسط الغناء باسم ( سليمة باشا )، والثانية في جانب الكرخ ( الجانب الغربي من بغداد ) واسمها ( ريمة ) وتلقب ( ريمة أم عظام ) وكان عملها في محلة الذهب ..

حكايات 
روي عن عبد الحميد الشاوي عندما كان رئيسا لبلدية بغداد في عام 1928 عندما يشتكي أهل محلة عنده عن وجود ( امرأة قحبة في محلتهم ) وسلوكها معوج يحضر لها عربانة ويضعها فيها مع متاعها وثيابها وينقلها إلى الميدان أو محلة الذهب. ويقول البغداديون انه ( سركلها ) من المحلة .





على باب الله

وروى عبود الشالجي في الكنايات البغدادية انه عندما كان رئيسا للمحاكم في البصرة في الأربعينيات من القرن الماضي، توجه صباح احد الأيام إلى مكتبه في المحاكم ليجد امرأة جالسة بين المراجعين وتكررت رؤيته لها أياما، فحسب أن لها قضية في المحكمة ، وأنها تأتي لإنجازها ، وأحس بالرأفة تجاهها، وأمر الفَراش أن يحضرها ، فلما وقفت أمامه سألها عما إذا كانت لديها قضية تراجع بشأنها من اجل أن يأمر بتعجيل انجازها ، فأجابته بأن لا قضية لها وإنها ( على باب الله ) فلم يفهم مرادها، وتنحنح الفَراش وسكت فأدرك انه يريد إن يوضح له القصة فأمر المرأة بمبارحة الغرفة ، فأخبره الفَراش بان هذه المرأة قوادة وأنها تجيء إلى ساحة المحكمة في كل يوم من اجل الحصول على زبائن تأخذهم إلى فتياتها!

.

أخبار القوّادين وحكاياتهم عند البغداديين

ويطلق على احقر القوادين كناية ( غسال الخرك ) وهو ادنى درجات القوادين ويسميهم البغداديون ( صانع الكحاب) لانه يخدم في الدار ويقوم بغسل الخرك. وهناك قصة يرويها احد المحامين الذين كانت له صلة بقوادة تدعى حليمة وكان لديها خادم يقوم على خدمة فتياتها اسمه ( عبد) وكان يعطيه عندما يزورهم لقضاء المتعة درهما أو درهمين.. وذات يوم كان في مكتبه جالسا واذا بالقوادة ( حليمة ) تقتحم الباب بدفعة من رجلها وتدخل عليه من دون استئذان وعلى وجهها علائم الالم والانزعاج وسألها : ما بك؟ قالت : اخوك عبد! فقال لها: ومن هو اخي عبد؟ قالت : أها، هل نسيته، اخوك عبد الذي يشتغل عندي خادما لفتياتي. عندها تذكره وقال لها : وماذا جرى لاخي عبد ؟ قالت : القت الشرطة القبض عليه واتهم بالقوادة . فأجابها : فعلوها هؤلاء الملاعين ، الا يخافون الله! فقالت : هذا ما حصل. فقال لها : اطمئني فسوف اعمل على اطلاق سراحه غدا. وفي اليوم التالي راجع المحامي حاكم التحقيق وكفل (اخاه عبد ) وأطلقه من الحبس!
كذلك يطلق على القواد كلمة ( كرخانجي ) اشارة إلى اتخاذ بيته للقوادة والمتعة .

مصطلح ( القحبة ) عند العامة

(القحبة) كناية عن المرأة الوسخة السفيهة، بمعنى المرأة التي سلمت نفسها فأصبحت لا تستحي من احد. واسم القحبة مشتق من القحب ، وهو (السعال)، لان القحبة تكون على قارعة الطريق ، فإن مر بها احد سعلت له ، مشيرة إلى موقعها. ويطلق عليها بعض الناس تسمية (قحبة عورة) وهي المرأة السليطة الشرسة وتسمية (قحبه شوشتر) وهن مشهورات بالسفه وطول اللسان والإسراع إلى العركات والخصام . وتسمية (كحاب الخندك) وهن ارخص القحاب في بغداد وابخسهن قيمة وكن لفقرهن يألفن الحفر الباقية من خندق بغداد بالجانب الغربي حيث تأوي كل واحدة الى حفرة بعيدا عن العمران والمارة ، تفترش الواحدة منهن حصيرة وقد اعدت ستارة تعلقها على حبل تربطه بين عمودين ، تستر بها نفسها وصاحبها . قد ذكر الملا عبود الكرخي ان ثمن الواحدة منهن كان ( نصف قران ) وهو ما يعادل عشرة فلوس ومن اشهرهن في الخندق ( عواشة الديرية ).
وكانت أجور القحاب في بغداد في القرن الرابع الهجري تدفع مقدما لها .

أصل تسمية الكلّجيّة

ورد اسم ( الكلجية ) لصنف من اصناف العساكر في العهد المغولي عند احتلالهم بغداد وقد اقاموا وسكنوا في هذا المكان فسميت باسمهم ونسبت اليهم ، كما سميت محلة خان لاوند بامس الاونه ومحلة الهيتاويين باسم قوم وفدوا من هيت ، ولكن قصر البغاء العلني على دربونه (الكلجية) دفع البغداديين الى تسمية كل محل للبغاء العلني بالكلجية حتى المحلات التي هي خارج بغداد او خارج العراق ايضا وزيادة على ذلك فان الملا عبود الكرخي ابرز شعراء العامية اتخذ من اسم الكلجية افعالا وصرفها ومن جملة ما قال :

احنه من كبل ما كان عدنه هيج                  ولا نعبر لذاك الصوب للتكليج

وكانت دربونة الكلجية قبل الاحتلال البريطاني لبغداد ، زقاقا نافذا يتصل من طرفيه بأزقة ودرابين ، ولما فتح خليل باشا شارعه في بغداد في سنة 1916 وهو المسمى الان بشارع الرشيد بدأ من الميدان وانتهى به إلى الباب الشرقي وسمي أولا : (خليل باشا جادة سي ) ثم بعدها لما احتل البريطانيون بغداد سمي: (الجادة) ، ولما تشكلت الحكومة العراقية سمي : الشارع العام، ثم سمي بعد ذلك شارع الرشيد ، ولما فتح الشارع ، وقع احد طرفي الكلجية على الشارع ، وظل طرفه الأخر من الخلف متصلا بالأزقة والدرابين الأخرى . ولما دخل الانكليز بغداد ، اخلوا زقاق الكلجية من سكانه الأصليين وافردوه موضعا للبغاء العلني أي ( دار القحاب ).

التسلل للدربونة ليلا
واشتكى أهالي المحلات المحيطة بالكلجية من مرور قاصدي الكلجية بمحلاتهم ، فطلبوا من الحكومة أن تسد الباب الخلفي للزقاق لتصبح الكلجية دربونة ذات منفذ واحد على الشارع العام فقط ، ولكن مالكي الدور الخلفية من الكلجية ، وكذلك القوادات في البيوت الخلفية احتجوا لهذا الطلب ، لان سد المنفذ الخلفي يحول الزقاق إلى دربونة ، ويجعلهم في قعر الدربونة ، فيضر بارباحهم وبأثمان الدور، وكذلك فان بعض طالبي الونسة والكيف كانوا يتسللون إليهم متخفين ، ينفذون إليهم من الجهة الخلفية ، فان سدت تلك الجهة التزموا ان يصلوا اليهم من الشارع العام ، وهو طريق مزدحم بالناس ، يفتضح من يمر فيه إليهم ، واقتنع رئيس البلدية آنذاك عبد المجيد الشاوي بسد المنفذ الخلفي للزقاق ، فشكا أهالي المحلات أمرهم للملك فيصل الأول فاهتم بالموضوع ودعا اليه رئيس البلدية وناقشه في القضية ، فقال للملك : يا سيدنا ، هذا الزقاق نافذ من طرفيه ، فهو طريق عام ، ولا يجوز سد الطريق العام ، لأن في سده ضررا على الناس .

وقال الكلك : إن بعض رجال الدولة أعلموني ، أن هذا الزقاق لم يكن نافذا في العهد العثماني! وكان المرحوم عبد المجيد الشاوي حاضر البديهية ، لاذع الجواب ، فقال للملك : كذبوا يا صاحب الجلالة ، وليسألوا امهاتهم ، من أين كن يعبرن إذا أردن الخروج من محلتهن!

كوك نزر

وتلاصق الكلجية محلة – كوك نزر – التي أصبحت مرتعا لطلاب المتعة من البغاء والقحاب
فاخلاها سكانها هربا من مجاورة دار البغاء العلني. وأصل كلمة ( كوك نزر ) أي قطيعة (لازار) وسبب تسمية المحلة بهذا الاسم ان السلطان مراد الرابع العثماني لما فتح بغداد ، كان آمر المدفعية في جيشه ارمني اسمه ( لازار ) فطلب منه أن يقطعه ببغداد ارضا يبني عليها كنيسة ، فأقطعه السلطان هذه القطعة فبنى فيها كنيسة للارمن الارثوذكس ، وبنى الناس بيوتهم حول الكنيسة وسميت ( محلة كوك لازار) اي قطعية لازار. وأصبحت المحلة مرتعا للبغاء السري حتى الستينيات من القرن الماضي . واشتهرت هذه المحلة بنماذج من بائعات الهوى والقحاب والراقصات ظلت أسماء البعض منهم تتردد حتى الآن في حياتنا اليومية. ولعل ( عباس بيزه ) كان اسما معروفا في المحلة يستقبل طالبي المتعة ويقودهم إلى أجمل قحاب المحلة .

 

 

 

 

أيريات أبي حكيمة

 
محمد العياشي

http://elmawja.com/blog/%D8%A3%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%A8%D9%8A-%D8%AD%D9%83%D9%8A%D9%85%D8%A9/

سنقف في مقالنا –هذا- عند شاعر متميز كل التميز في موضوعته التي غلبت على جل شعره حتى صارت سمة وعلامة مائزة له ليس في الشعر العربي القديم بل إلى إليوم ، هو شاعر اشتهر بالرثاء, طبعا حين تسمع الرثاء يذهب ذهنك مباشرة إلى الشعراء الرثّائين في الشعر العربي القديم كالخنساء وليلى الأخيلية وغيرهما …لا لا هذا ليس رثاء تقليديا صديقي بل هو رثاء للمتاع، للعضو الذكري، لقد أنفق جل شعره فيه إلى أن عُرف به كما عرفت الخنساء برثاء صخر ومتمم بن نويره برثاء مالك… فعُرف هو برثاء ذكره واشتهر به, لما أصيب به من العنة أو العجز الجنسي، وكان لشعره رواج كبير في زمنه حتى بلغ بلاط الخليفة وأنشِد فيه ,وإن لم يعرف في زماننا بسبب ضياع أغلبه وبسبب التحفظات من التيمة التي تسيطر عليه… سأعفي نفسي وأعفيك معي إلا لماما من الخوض في النقاش الدائر عند المهتمين القدامي بشعره بين موكد وناف للعلة بين من يقول كان عنينا وبين من يقول كان اتخذ هذا المسلك الشعري فقط ليجد موطئ قدم لشعره في زمن كان أبو تمام والبحتري سيدي الشعر فيه ..ومن الدلائل التي أوردها المشككون في عنته:

ما رويَ عن أحمد بن أبي طاهر أنشدت أبا حكيمة مرثية لمتاعي…فقال أبو حكيمة: “والله إنه لا شريك لي في هذا الفن، وإني قد تفردت به من دون الخلق، وأنا أعطي الله عهدًا يأخذني به إن أنا قلت شيئًا بعدها في هذا المعنى”. قال فكان أبو تمام يقول يا متوب ابي حكيمة من شقائه كيف حالك.

إنه أبو حكيمة راشد بن إسحاق الكاتب المتوفي وهو في طريقه إلى الحج 240هـ,

ومهما يكن فإني مع الذين يذهبون إلى أن الشاعر صادق فيما ادعاه على نفسه في شعره , وكيف لكذاب أن يقول كل هذا الشعر بهذه الحرارة ويستغرق منه جل شعره لو لم يكن كذلك,

إطلالة واحدة منك على مراثيه تخلف فيك انطباعا فائقا ويهزك بريق الشعر , لأن الموضوعة غير مطروقة حتى وإن قال محقق ديوانه إنه كان عالة على عمار ذي كناز و(إنه مثل شاعرنا من أهل الكوفة) ولكن هذا لا يبخس الشاعر شاعريته فعمار هذا لا يعرفه أحد….:

إني هنا لا أحدثك عن أبي حكيمة في أشعاره الأخرى التي تصادفها في ديوانه والتي لا تميزه عن باقي شعراء عصره . من غزل ورثاء تقليدي ومجون صريح وهي كما قلت لك لا تميزه عن غيره ولا تعطيه قصب سبق, ولا تشكل في الديوان إلا نزرا يسيرا. ولكن رثاءه عضوه قوة شعره ويعطيه علامة كاملة بين شعراء العربية القدامى في رأيي

-يالي ويالحسرتي من أمر هذا الميت, الموتي كلهم يكفنون وهذا الميت بين رجلي لا كفن له إنها قمة الحسرة المغلفة بالطرافة والتهكم من هذا المصاب الجلل ويستطرد في النعي والتشكي.

 ديون أبي حكيمة تُكَفِّنُ الناسُ مَوتاهُم إِذا هَلَكوا       وَبَينَ رِجلَيَّ مَيتُ ما لَهُ كَفَنُ

مَيتٌ تُصافِحُهُ أَيدي أَحِبَّتِهِ           لَم يَفتَقِد شَخصَهُ أَهلٌ وَلا وَطَنُ

رَأَيتُهُ مالَ وَاِستَرخى فَقُلتُ لَهُ          ضَعفٌ أَصابَكَ يا مِسكينُ أَو وَسَنُ

يا راثِيَ الأَيرِ قَد رَثَّت حَبائِلُهُ         لَم تُبكِ عَينَكَ أَطلالٌ وَلا دِمَنُ

لا تَستَكينُ إِلى لَهوٍ تَلَذُّ بِهِ          أَلَم يَكُن لَكَ مِن خودِ الدُمى سَكَنُ,

-وهنا دعوة صريحة إلى ترك بكاء الأطلال ومساءلة الدمن والإعراض عن السؤال عن الأحبة والإلتقات إلى عضوه

 الذي فقد وظيفته والبكاء عليه لا أحد يستحق السؤال عنه والبكاء عليه إلا هو ولا شيء يستحق الوصف غيره وهو عندي تجاوز أبا نواس ومن ذهب مذهبه فهذا الأخير دعا إلى ترك بكاء الأطلال إلى الخمرة في توجه شعوبي كما هو معروف وهذا دعا إلى ترك بكاء الأطلال ودعا إلى بكاء الأير ,

 لا يوحِشَنَّكَ فَقدُ الحَيِّ   إِن   رَحَلوا                 دَعهُم   لِكُلِّ     فَقيدٍ     مِنهُم     بَدَلُ

 وَإِن نَأَوا حَيثُ تَرتابُ الظُنونُ بِهِم                   فَلا تَقُل لَيتَ شِعري ما الَّذي فَعَلوا

 وَلا   تُبَكِّ   عَلى   رَسمٍ   بِذي   سَلَمِ                وَلا       يُذَكِّرْكَ أيّــام الصِبا  مَلَلُ

 وَلا   تَقِف   بَينَ   أَطلالٍ   تُسائِلُها                     فَلَن   يَرُدَّ   جَوابَ   السائِلِ   الطَلَلُ

  تَطوي بِهِ العيسُ وَالظَلماءُ   داجِيَةٌ                 أَرضاً   يَكادُ   بِها   المُجتازُ   يَختَزِلُ

  في وَصفِ أَيرِكَ شُغلٌ لَو عُنيتَ   بِه                إِنَّ   اللَبيبَ   بِما   يَعنيهِ   مُشتَغِلُ

 أَيرٌ ضَعيفٌ   مُدَلّى   فَوقَ   خُصيَتِهِ                أَودَت     بِقُوَّتِهِ     الأَسقامُ     وَالعِلَلُ

 وفي قصيدة أخرى يلح على بكاء الأير لا الأطلال.

 لا تبك للركْب إن راحوا وإن بكَروا//ولا تسائلْ عن الأظعان ما الخبرُ

 ولا تقف بديار لا أنيس بها //…………………………………………

 ولتبك عينُك أيرا لا حراك به//مقوّس المتنِ في أوصاله خوَرُ

 يهوى الغواني فتسترخي مفاصله//كأنه جلْدة قد مسها مطر

 وكثيرا ما يصف العملية الجنسية بالمعركة التي يعود منها مهزوما مدحورا , فقد كان في الأمس جموحا في ساحة الوغى وطالما جدل فرسانها واقتحم القلعة أما اليوم فقد تزهد في غير تقوى واشتهى الغبن واختار الدعة.

 كُنتَ بِالأَمسِ جَموحاً في الوَغى //       فَاِشتَهَيتَ الغَبنَ وَاِختَرتَ الدَعَه

 , وَتَزَهَّدتَ   عَلى   غَيرِ     تُقىً//       ظَهَرَت مِنكَ وَلا حُسنِ   دَعَه

 وَلَئِن نِمتَ   لَكُم   مِن     حاجَةٍ //       قُمتَ لي فيها قِيامَ   الصَومَعَه

 طالَما جَدَّلتَ فُرسانَ     الوَغى //       وَاِقتَحَمتَ     القَلعَةَ       المُمَنَّعَه

 وَتَقَحَّمتَ     مَطاميرَ       الهَوى //     فَعَرَفتَ الضيقَ مِنها     وَالسَعَه

 -ويستمر هنا في وصف معركته التي يخسر فيها ويتذكر أيام كان يغدو إلى الطعان بهامة من الصخر.

 تَقولُ   سُلَيمى   حينَ   غَيَّرَهُ     البِلى   //     وَأَعقَبَهُ مِن صَرفِ أَيّامِهِ     صَرفُ

 لِئِن دَقَّ وَاِستَرخى لَقَد كانَ     مَرَّةً   //     لَهُ مَقبَضٌ في كَفِّ لا مِسِهِ   يَجفو

 صَبيحَةَ   يَغدو     لِلطِعانِ     بِهامَةٍ //     مِنَ الصَخرِ لا قَرنانِ فيهِ وَلا   قِحفُ

 إِذا   شِئت   لا   قاني   بِمَسِّ     مُقَوَّمِ //     وَمَشحوذَةٍ مِثلِ السِنانِ لَها     حَرفُ

فَما   لي   أَراهُ   ضارِباً     بِجِرانِهِ //       كَذي سَكرَةٍ مالَت بِهِ السَحرَةُ الصِرفُ

وفي وصف جليل للوهن والضعف الذي أصابه-

ينام على كفّ الفتاة وتارةً        له حركاتٌ ما تُحسُّ بها الكفُّ

 كما يرفع الفرخُ ابن يومَيْن رأسَه       إلى أبويه ثمّ يدركه الضعفُ“

 أيضا

 ويجبن عن حل الإزار وتحته // مواضع مستنٍ له ومجال

 فأصبح لا تسمو إلى اللهو نفسه // ولا تخطر اللذات منه ببال

 إذا استنجدتْه للقاء خريدة // تقاعس عن ضعْف به وكلال

 تدلدل فوق الخصيتين كأنه // رشاء على رأس الركيَّة” بالي

 الركية : البئر

 -وهنا يبلغ كل مبلغ في حسرته وبكائه على ذكره وإنه صار فقط ميزاب بول وذلك منتهي الخيبة والذل

“أذللتني بعد عزٍّ     ويلي عليك وعَوْلي

قد كنتَ حربة نيكٍ      فصرت ميزاب بولِ

جلَّت عيوبُك عندي     عن كلّ وصفٍ وقولِ“

 ويضيف في رثائه ونعيه

 أبكي على لهوي ولذّاتي       بعبرة تشفي حراراتي

 أبكي على أيرٍ ضعيف القوى      يخونني في وقت حاجاتي

 ينام عما يستلذّ الفتى      ونومه إحدى المصيباتِ“.

 وعموم شعره من هذا القري الناصع, وهذه بعض الملامح التي عنت لنا في هذه الإطلالة العاجلة ,ولعل القارئ الممعن للنظر سيجد نقاطا أخرى غير هذه … على كل حال هو خليق بالقراءة والحفظ فلترجع صديقي إليه في ديوانه فهو متوفر أو لقصائده المنتشرة في الإنترنيت ذلك لتميزه الواضح ولسهولة تراكيبه ,فشعره يخلو من التعقيدات اللغوية والتقعرات الأسلوبية التي كان يتعمدها أحيانا أعلام جيله خاصة في أغراضهم التقليدية كالمديح , وكما نلاحظ في الأمثلة المسوقة أنه مقروء في زمننا بكل أريحية وسهولة, والملاحظ أن شعره خارج مراثيه عادي ولا تفرقه عن باقي الشعراء لاعتماده الكليشيهات المنتشرة في شعر تلك المرحلة فهذا نموذج من الغزل:

 غَزالٌ شَجاني فاتِرُ الطَرفِ أَحوَرُ   //     يَصيدُ   بَعَينَيهِ   القُلوبَ   وَيَسحَرُ

 إِذا   ما   رَمَتني   مُقلَتاهُ     بِلَحظَةٍ //       تَذَكَّرتُ فَضلاً حينَ تَسمو   وَتَنظُرُ

 فَيَنهَلُّ دَمعي   بِالصَبابَةِ     وَالهَوى //       وَتَعتادُ   قَلبي     لَوعَةٌ     وَتَفَكُّرُ

 شَبيهٌ بِفَضلٍ في المَحاسِنِ   كُلِّها //       وَلَكِن لِفَضلٍ فَضلُها حينَ   يُذكَرُ

 وَقائِلَةٍ لي   لِمَ   تَناسَيتَ     ذِكرَها //     فَقُلتُ هَوى فَضلٍ   أَجَلُّ     وَأَكبَرُ

 وأخير أتركك مع هذه المقطع الجميل من نص طويل وأنا على يقين أنه سيترك في نفسك اثراباقيا

 نامَ أَيري   وَالنَومُ   ذُلٌّ   وَهونُ   //       إِنَّ     هَمّي     بِهَمِّهِ     مَقرونُ

 كَيفَ     يَلتَذُّ     عَيشَهُ     آدَمِيٌّ //     بَينَ   رِجلَيهِ   صاحِبٌ   مَحزونُ

 دَبَّ   فيهِ   البَلى   فَماتَت   قُواهُ //     وَهوَ حَيٌّ لَم   تَختَرِمهُ   المَنونُ

 أَيُّها   الأَيرُ   لَم   تَخُنّي   وَلَكِن //     خانَني فيكَ رَيبُ دَهرٍ   خَؤونُ

 طالَما   قُمتَ   كَالمَنارَةِ   تَهتَ //     زُّ   قِياماً   تَسمو   إِلَيهِ   العُيونُ

 رُبَّ يَومٍ رَفَعتُ فيهِ     قَميصي //     فَكَأَنّي   في   مِشيَتي   مَختونُ

 سَلَبَتكَ     الأَيّامُ     لَذَّةَ     عَيشٍ //       يَقصُرُ الوَهمُ عِندَها     وَالظُنونُ

 كانَت   الحادِثاتُ   تَنكُلُ   عَنها //     وَخُطوبُ   الزَمانِ   فيها   تَهونُ

 فَتَخَلَّيتَ   مِن   مُجونِ   التَصابي//       وَتَخَلّى مِنكَ   الصِبا   وَالمُجونُ

 أَينَ   إَقدامُكَ   الشَديدُ   إِذا   ما//       سُعِرَت   بِالكُماةِ   حَربٌ   زَبونُ1

 للرجل ممارسة كلّ شيء، خصوصاً إذا كان هذا الرجل ممن أولع بالنساء وبالخمر… وقد انتهى الأمر بأبي حكيمة إلى الطلب من أمير المؤمنين أن يمنحه جاريةً تحيي ذَكَره:

“يكفّن الناس موتاهم إذا هلكوا        وبين رِجلَيَّ مَيْتٌ ما له كفنُ

هذا الخليفة فاستوهبه جاريةً           حوراء تضحك في أعطافها الفتنُ

لعلّ أيرك يحيى إن ألمّ به            وجه مليحٌ، وخلق ناعم حسنُ“.

 هذا الخليفة هو المأمون نفسه الذي عيّن قاضياً لوطياً (يحيى بن أكثم)، وفيه قال أبو حكيمة شعراً ذاع صيته:

“وكنّا نرجّي أن نرى العدل ظاهراً     فأعقَبَنا بعد الرجاء قنوطُ

متى تصلح الدنيا ويصلح أهلها     وقاضي قضاة المسلمين يلوطُ؟“.

 ومن نافل القول إن أبا حكيمة لم يكن بعيداً عن جو الغلمان إلا أنه كان شديد الميل نحو النساء، وما رثاؤه لذكره إلا من باب التأسّف والتفجّع على “عدّة الجنس” التي خذلته في كبره. لم يبكِ أبو حكيمة على الأطلال كما تفعل العرب عادة، بل احتقر هذه العادة كشريكه أبي نؤاس، ترك أطلال الحجر ليرثي أطلال الذَّكَر:

“لا يوحشنّك فقدُ الحيّ إن رحلوا       دعْهم لكلّ فقيدٍ منهمُ بَدَلُ

ولا تقف بين أطلالٍ تسائلها          فلن يردّ جواب السائل الطللُ

ولتبكِ عينك أيراً لا حراك به         لا اللمس يُنشطه يوماً ولا القُبَلُ“.

 ومن “غيره” يستحقّ الرثاء، بعد الذلّ الذي سبّبه كسله وقعوده:

“أذللتني بعد عزٍّ           ويلي عليك وعَوْلي

قد كنتَ حربة نيكٍ         فصرت ميزاب بولِ

جلَّت عيوبُك عندي       عن كلّ وصفٍ وقولِ“.

 ويقول أيضاً:

“أبكي على لهوي ولذّاتي                     بعبرة تشفي حراراتي

أبكي على أيرٍ ضعيف القوى              يخونني في وقت حاجاتي

ينام عما يستلذّ الفتى                      ونومه إحدى المصيباتِ“.

 لم يستطع أبو حكيمة تحمّل خسارة “رجولته”، فعمد إلى المجاهرة بما أصابه، علّ هذا الإشهار يخفّف عن نفسه ويروّح عن جميع المبتلين بهذه الحال، مستذكراً زمن “معاركه” و”غزواته” المشهورة بين النساء:

“ألا أيها الأير الذي ليس ينفعُ                    أعندك في تحريك رأسك مطمعُ

إلى كم وقد نُبّهتَ من سكرة الكرى               توسّدُ إحدى بيضتيك وتهجعُ

عدمتكَ من أيرٍ قليل غناؤه                     خلت منه أسباب المنافع أجمعُ

تغيّرتَ حتى ما تُرى فيك شيمةٌ               من الأير إلا أنّ رأسك أصلعُ“.

 لم يكن رثاء أبي حكيمة رثاء حزيناً فقط، بل حمل شعره اللوم والتقريع، مع مسحة الصابر المضطرّ في صبره:

“ألا أيها الأير الذي قلّ نفعه                    أما فيك خيرٌ كم تذمّ وكم تُشكى

رأيتك في حال الفسوق مشمِّراً                   ففيمَ هداك الله لي تكتم النسكا

بكيتكَ لما لم تقم عند حاجة                  وحُقَّ لأيرٍ لا يقوم بأن يُبكى“.

 وهكذا ظلّ الحنين يداعب مخيّلة شاعرنا، يوصله بالأيام الخوالي، ليقيم موازنةً بين حاضره وماضيه، من دون أن ينسى تقريع عضوه المستكين:

“تنّبه أيها الأير المدلّى               لشأنك إنّ طول النوم عارُ

توقَّرُ عن ملاعبة الغواني           وشرُّ خلائق الأير الوقارُ

تقلّصُ إن أصابك برد ليلٍ          وتسترخي إذا حميَ النهارُ

وفي ما بين ذلك أنت ملقى            على الخصيين ليس بكَ انتشارُ

تولّي الغانيات قفا لئيمٍ              تليق به الهزيمة والفرارُ

تحنّ على البعاد إلى سليمى            وتهجرها إذا قَرُب المزارُ

وتُعرضُ حين تلقي الثوب عنها        وتسجد كلما خُلع الإزارُ“.

 غلّف أبو حكيمة رثاءه بنكهة الطرافة والتفكهة، فكأنه يريد أن يطبّق القول المأثور “شرّ البلية ما يضحك”:

“يا ربّ صائحةٍ بالويل حين رأت          ما بين فخذيّ من خزيٍ ومن عِبرِ

أيرٌ تعقّفَ واسترخت مفاصله              مثل العجوز حناها شدّة الكبرِ

كأنه حالفٌ بالله مجتهدٌ                   ألا يقوم على أنثى ولا ذكرِ“.

 والحقّ أن بناء صورة المتاع في عجزه لدى أبي حكيمة مما يأسر بجماله وابتكاره:

“ينام على كفّ الفتاة وتارةً                    له حركاتٌ مما تُحسُّ بها الكفُّ

كما يرفع الفرخُ ابن يومَيْن رأسَه               إلى أبويه ثمّ يدركه الضعفُ“.

 كذلك فلنقرأ هذه الرسم الكاريكاتوري الذي يرسمه لنفسه وقد غدا من دونه:

تقول سُليمى ما لأيركَ لا يُرى                  أطار به من فوق خُصييك طائرُ

فقلت لها: أيري مقيم مكانه                   ولكنه رخو المفاصل ضامرُ

فهل أبصرت عيناكِ قبلي وقبله               فتى غاب عنه أيره وهو حاضرُ؟!”.

 طالما قمت كالمنارة تهتـــــــــــــــز قياماً تسمو إليك العيون

رب يوم رفعت فيه قميصي … وكأني في مشيتي مختون

لم يدع منك حادث الدهر إلا … جلدة كالرشاء فيها غضون

 تثنى كأنها صولجان … أو كما عرقت من الخط نون