مختصر تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة .
فيما نزل أو أُول أو فُسر من الآيات في آل البيت عليهم السلام
العارف الشهيد السلطان محمد بن حيدر الجنابذي الخراساني الملقب بسلطان علي شاه من علماء القرن الرابع عشر
بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ اتّفق اصحابنا الاماميّة رضوان الله عليهم انّه من القرآن وانّه آية من كلّ سورة ذكر التسميّة فى اوّلها وانّه يجب الجهر به فيما يجهر به من الصّلوات ولا يجوز تركه فى الفرائض وخالف فى ذلك العامّة قال البيضاوى فى اوّل تفسيره: هو من الفاتحة وعليه قرّاء مكّة والكوفة وفقهائهما وابن المبارك والشافعىّ وخالفهم الشيبانى وقرّاء المدينة والبصرة والشّام وفقهاؤها ومالك والاوزاعىّ ولم ينصّ ابو حنيفة فيه بشئ فظنّ انّها ليست من السّورة عنده ، وسئل محمّد بن الحسن عنها فقال ما بين الدفّتين كلام الله تعالى لنا احاديث كثيرة منها ما روى ابو هريرة انّه قال فاتحة الكتاب سبع آيات اوليهنّ بسم الله الرّحمن الرّحيم وقول امّ سلمة قرأ رسول الله (ص) وعدّ بسم ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ آية ومن اجلهما اختلف فى انّها آية برأسها او بما بعدها والاجماع على انّ ما بين الدفّتين كلام الله والوفاق على اثباتها فى المصاحف مع المبالغة فى تجريد القرآن حتّى لم يكتب آمين، الى هاهنا كلام البيضاوى. وعن امير المؤمنين (ع) انّ التسمية من الفاتحة وانّ رسول الله (ص) يقرؤها ويعدّها آية منها وعن الصّادق(ع) ما لهم قتلهم الله عمدوا الى اعظم آية فى كتاب الله فزعموا انّها بدعة اذا اظهروها وعن الباقر (ع) سرقوا اكرم آية من كتاب الله بسم الله الرّحمن الرّحيم. وورد منهم التّرغيب فى الابتداء به عند كلّ امر صغير او كبير ليبارك فيه فعن الصّادق (ع) انّه قال لا تدعها ولو كان بعدها شعر وعنه (ع) من تركها من شيعتنا امتحنه الله بمكروه لينبّهه على الشّكر والثّناء ويمحق عنه وصمة تقصيره عند تركه. وعن امير المؤمنين (ع) انّ رسول الله (ص) حدّثنى عن الله عزّ وجلّ انّه قال كلّ امر ذى بال لم يذكر فيه بسم الله الرّحمن الرّحيم فهو ابتر وعن طريق العامّة عنه كلّ امر ذى بال لم يبدء باسم الله فهو ابتر عن الرّضا (ع) فى تفسيرها يعنى اسم نفسى بسمة من سمات الله فلو قال القائل بسم الله الرّحمن الرّحيم كان قوله بسم الله مثل ان قال التجأت من دار الشّيطان وتصرّفه الى دار الرّحمن وتصرّفه ودخلت فى داره واتّصفت بصفاته ورد عن الباقر (ع) اوّل كلّ كتاب نزل من السّماء بسم الله الرّحمن الرّحيم فاذا قرأتها فلا تبال ان لا تستعيذ واذا قرأتها سترتك فيما بين السّماء والارض و الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ صفتان لله او للاسم فانّ اسماء الله العينيّة كما انّها مظاهر لله مظاهر لجميع صفاته تعالى وورد يا رحمن الدّنيا والآخرة وورد عن الصّادق (ع) انّ الرّحمن اسم خاصّ لصفة عامّة وورد عن امير المؤمنين (ع) انّ الرّحمن الّذى يرحم ببسط الرّزق علينا لا يقطع عنهم موادّ رزقه وان انقطعوا عن طاعته، وورد عنهم (ع) الباء بهاء الله والسّين سناء الله والميم مجد الله وفى رواية ملك الله والله اله كلّ شيئ، الرّحمن بجميع خلقه والرّحيم بالمؤمنين خاصّة وورد انّه الرّحيم بعباده المؤمنين فى تخفيفه عليهم طاعاته وبعباده الكافرين فى الرّفق فى دعائهم عن امير المؤمنين (ع) الرّحيم بنا فى ادياننا ودنيانا وآخرتنا خفّف علينا الدّين وجعله سهلاً خفيفاً وهو يرحمنا بتمييزنا من اعدائه وانّ جميع الكتب السّماويّة مجتمعة فى فاتحة الكتاب وجميع ما فى الفاتحة مجتمعة فى بسم الله الرّحمن الرّحيم وجميع ما فى تمام بسم الله الرّحمن الرّحيم مجتمعة فى باء بسم الله اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ورد عن الصّادق (ع) من انّها الطّريق الى معرفة الله وهما صراطان صراط فى الدّنيا وصراط فى الآخرة فامّا الصّراط فى الدّنيا فهو الامام المفترض الطّاعة؛ من عرفه فى الدّنيا واقتدى بهديه مرّ على الصّراط الّذى هو جسر جهنّم فى الآخرة، ومن لم يعرفه فى الدّنيا زلّت قدمه عن الصّراط فى الآخرة فتردى فى نار جهنّم، وما ورد عنه انّ الصّراط امير المؤمنين (ع) وزيد فى خبرٍ: ومعرفته، وما ورد انّه معرفة الامام (ع) وما ورد من قولهم: نحن الصّراط المستقيم، ورد عن الصّادق (ع) وقت تكبيرة الاحرام تذكّر رسول الله (ص) واجعل واحداً من الائمّة (ع) نصب عينيك (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ورد عن مولينا امير المؤمنين (ع) فى تفسيره انّه قال: قولوا اهدنا صراط الّذين انعمت عليهم بالتّوفيق لدينك وطاعتك لا بالمال والصّحة فانّهم قد يكونون كفّارا او فسّاقاً غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ من لم يعرف الامام وبمن كان شاكّاً فيه ( (7 |
بِســــــمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيِمِ الم ورد عن الامام (ع) انّه قال يعنى القرآن الّذى افتتح بـ " الۤمۤ " هو ذلك الكتاب الّذى أخبرت به موسى ومن بعده من الانبياء وهم أخبروا بنى اسرائيل انّى سأنزله عليك يا محمّد (ص) باعتبار انّ القرآن هو الكتاب الجامع لصور جميع شؤن تلك الحقائق (1) َلِكَ الْكِتَابُ وان يراد به كتاب نزل من الله على محمّد (ص) فى علىّ (ع) وخلافته وروى عن الصّادق (ع) انّ الكتاب علىٌّ (ع) لا شكّ فيه لا رَيْبَ فِيهِ ورد:لا ترتابوا فتشكّوا، ولا تشكّوا فتكفروا هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ روى عن مولانا الصّادق (ع) انّ المراد بالغيب هنا ثلاثة اشياء يوم قيام القائم (ع) ويوم الكرّة ويوم القيامة من آمن بها فقد آمن بالغيب وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ روى عن الصّادق (ع) انّ معناه وممّا علّمناهم يبثّون (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ فى ولاية علىّ (ع) من القرآن، او خصوص ما نزل من حقيقة الولاية وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ من التنصيص على ولاية الاوصياء او من الولايات النّازلة على الانبياء من علويّة علىّ (ع) وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ او بعلىّ (ع) الّذى هو مظهر الآلهة على ما ورد من التّفسير بالايمان بالولاية وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ بولاية على (ع) ويستفاد من تفسير الامام(ع) انّ الآية كانت اشارة الى ما سيقع من النّفاق بعلىّ (ع) يوم الغدير ومبايعة الامّة والمنافقين معه وتواطؤهم على خلافه بعد البيعة وبعد التّأكيد بالعهود والمواثيق (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا و المراد بالله واجد الوجود او الرّسول (ص) او علىٌّ (ع) لانّ آلهيّته تعالى شأنه ظهرت بهما وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ونسب الى سلمان رضى الله عنه:انّ اهل هذه الآية لم يأتوا بعد؛ يدلّ على انّ الآية نزلت فى منافقى الامّة بعد النّبىّ (ص) .(11) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بعلىّ (ع) كَمَا آمَنَ النَّاسُ بالبيعة مع محمّد (ص) او علىّ (ع) ونقل فى تفسير الامام (ع) يدلّ على أنّ المراد به البيعة مع علىّ (ع).قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ(13) وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لما كان اولياء الله من الانبياء واوصيائهم (ع) مظاهر اسماء الله وصفاته بل لا يظهر الله الاّ بهم كما ورد: بكم عرف الله؛ جاز ان يراد بقوله من دون الله من دون اولياء الله إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ المراد هم الّذين نقضوا عهد الله المأخوذ عليهم من بعد ميثاقه والبيعة مع محمّدٍ (ص) وخلفائه واوصيائه (ع) وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(27). وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ورد عنهم (ع) على ما نسب اليهم: روح القدس فى جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة، وورد انّ جبريل قال لمحمّدٍ (ص) ليلة المعراج لو دنوت أنملةً لاحترقت (31)قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(32) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِن الْكَافِرِينَ ورد فى أخبارنا انّ الله أمر الملائكة بسجدة آدم لكون نور محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) وعترتهما (ع) فى صلبه (34) وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ روى فى تفسير الامام (ع) انّها شجرة علم محمّدٍ (ص) وآل محمّدٍ (ع) الّذين آثرهم الله تعالى به دون سائر خلقه فقال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ شجرة العلم فانّها لمحمّدٍ (ص) وآله (ع) دون غيرهم ولا يتناول منها بأمر الله الاّهم (35) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وهذه الآية تعريض بأمّة محمّد (ص) وبالعهد الّذى أخذه محمّد بالبيعة العامّة بقبول احكام النّبوّة وبالعهد الّذى أخذه محمّد (ص) فى غدير خمّ لعلىٍّ (ع) بالخلافة بالبيعة العامّة وما ورد فى الاخبار من التّفسير بالعهد الّذى أخذه انبياؤهم على اسلافهم بالاقرار بنبوّة محمّد (ص) وولاية علىٍّ (ع) (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ المقصود ما أنزل على محمّدٍ (ص) من الكتاب والشّريعة النّاسخة لكلّ كتابٍ وشريعةٍ والايمان به مستلزم للايمان بنبوّة محمّد(ص) وولاية علىّ (ع) مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ فانّهما ثابتتان فى كتبهم وفى صدورهم بحيث لا تنفكّان عن خاطرهم وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ روى انّ يهود المدينة جحدوا نبوّة محمّدٍ (ص) وخانوه وقالوا: نحن نعلم أنّ محمّدا (ص) نبىّ وانّ عليّا (ع) وصيّه ولكن لست انت ذلك ولا هذا هو ولكن يأتيان بعد وقتنا هذا وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ الذي هو نبوة محمد (ص) وولاية علي (ع) بِالْبَاطِل ِالذي استحدثتموه في كتبكم وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ورد في تفسير الامام (ع) انّ هذه الفعلة من الصّلوات الخمس والصّلاة على محمّد (ص) وآله (ع) وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ روى عن الصّادق (ع) هذا يوم الموت فانّ الشّفاعة لا تغنى عنه فامّا يوم القيامة فانّا واهلنا نجزى عن شيعتنا كلّ جزاء لنكونّن على الاعراف بين الجنّة والنّار محمّد (ص) وعلىّ (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) والطيّبون من آلهم فنرى بعض شيعتنا فى تلك العرصات؛ فمن كان منهم مقصّراً ...... فينقلون الى الجنان بحضرتنا الحديث (48) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ ورد فى اخبارنا انّ نجاتهم ونعمهم كانت بتوسّلهم بمحمّد (ص) وآله (ع) (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ نقل انّ اتّخاذهم العجل كان بتهاونهم بالصّلاة على محمّد (ص) وآله (ع) وبترك التّوسّل بهم .(51)ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ بتوسّلكم بمحمّد (ص) وآله (ع) لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ نعمة العفو ونعمة التّوسّل بمحمّد (ص) وآله (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ فسّر الكتاب بالتّوراة او النّبوّة الّتى كانت فى موسى والفرقان بالاقرار بمحمّد (ص) والطّيّبين من آله (ع) فانّ الولاية فارق، نقل انّه لمّا أكرمهم الله بالكتاب والايمان به أوحى الله الى موسى هذا الكتاب قد أقرّوا به وقد بقى الفرقان فجدّد عليهم العهد به فانّى آليت على نفسى قسماً حقّاً لا أتقبّل من أحدهم ايماناً ولا عملاً الاّ به، قال موسى: ما هو يا ربّ؟ - قال الله: يا موسى تأخذ عليهم انّ محمّدا (ص) خير النّبيّين وسيّد المرسلين، وانّ أخاه ووصيّه عليّاً (ع) خير الوصيّين، وأنّ اولياءه الّذين يقيمهم سادة الخلق، وانّ شيعته المنقادين له ولخلفائه نجوم الفردوس الا على وملوك جنّات عدنٍ فأخذ عليهم موسى ذلك؛ فمنهم من اعتقده حقّاً ومنهم من أعطاه بلسانه دون قلبه (53)وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ورد فى الاخبار من أنّهم أمروا ان يقتل الّذين لم يعبدوا العجل الّذين عبدوا العجل فشق عليهم ذلك وقالوا: نحن أعظم مصيبته من عبدة العجل نقتل آباءنا وقراباتنا بأيدينا فنزل الوحى على موسى اَنْ قل لهم: توسّلوا بالصّلاة على محمّد (ص) وآله (ع) حتّى يسهل عليكم ذلك فتوسّلوا فسهل عليهم ذلك (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ وورد انّ موسى لمّا اراد ان يأخذ عليهم عهد الفرقان فرّق ما بين المحقّين والمبطلين لمحمّد (ص) بنبوّته ولعلىّ (ع) والائمّة بامامتهم قالوا لن نؤمن لك ان هذا امر ربّك حتّى نرى الله عياناً يخبرنا بذلك فأخذتهم الصّاعقة معاينةً (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ هذه الآية تدلّ على جواز الرّجعة كما ورد الاخبار بها وصارت كالضّرورىّ فى هذه الامّة وقد احتجّ امير المؤمنين (ع) بها على ابن الكوّاء فى انكاره الرّجعة (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ وهو تعريضٌ بأمّة محمّد (ص) وكفرانهم النّعمة وعدم تعظيم محمّد (ص) والائمّة (ع). وعن الباقر (ع) انّه قال: انّ الله أعظم وأعزّ وأجلّ وأمنع من ان يظلم ولكنّه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته (57)وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ذكر أنّه مثّل الله تعالى على الباب مثال محمّد (ص) وعلىّ (ع) وأمرهم ان يسجدوا تعظيماً لذلك ويجدّدوا على أنفسهم بيعتهما وذكر موالاتهما ويذكروا العهد والميثاق المأخوذين عليهم (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ والمقصود التّعريض بأمّة محمّد (ص) وظلمهم لاهل البيت (ع) وتبديلهم قول النّبىّ (ص) ونسب الى الباقر (ع) أنّه قال: نزل جبرئيل بهذه الآية فبدّل الّذين ظلموا آل محمّد (ص) حقّهم غير الّذى قيل لهم فأنزلنا على الّذين ظلموا آل محمّد (ع) (59)وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ كان ذلك الحجر حجراً مخصوصاً فضربه بها داعياً بمحمّد (ص) وآله الطّيّبين (ع) نسب الى الباقر (ع) انّه قال نزلت ثلاثة احجار من الجنّة؛ مقام ابراهيم وحجر بنى اسرائيل، والحجر الاسود. وعنه (ع) اذا خرج القائم (ع) من مكّة ينادى مناديه: الا لا يحملنّ أحدٌ طعاماً ولا شراباً وحمل معه حجر موسى بن عمران وهو وقر بعيرٍ ولا ينزل منزلاً الاّ انفجرت منه عيونٌ؛ فمن كان جائعاً شبع، ومن كان ظمأن روى، ورويت دوابّهم حتّى ينزلوا النّجف من ظهر الكوفة (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ صغيرها وكبيرها فى العالم الصّغير والكبير، والآيات الكبرى هم الانبياء (ص) والاولياء (ع) وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ سواء كانوا انبياء او خلفاءهم بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ونسب الى النّبىّ (ص) انّه قال:يا عباد الله فاحذروا الانهماك فى المعاصى والتّهاون بها فانّ المعاصى يستولى بها الخذلان على صاحبها حتّى توقعه فيما هو أعظم منها " فلا يزال يعصى ويتهاون ويخذل ويوقع فيما هو أعظم ممّا جنى حتّى توقعه فى ردّ ولاية وصىّ رسول الله (ع) ودفع نبوّة نبىّ الله (ص)، وعن الصّادق (ع) انّه قال: والله ما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم بأسيافهم ولكن سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها فقتلوا فصار قتلاً باعتداء ومعصيةٍ وبهذا المضمون أخبار كثيرة .(61)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ بالايمان الخاصّ الحاصل بالبيعة الخاصّة بالولاية اى من أذعن بالله او بعلىّ (ع) لانّه مظهره(62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ بالتّوحيد والنّبوّة والاقرار بما جاء به نبيّهم ومنه نبوّة محمّدٍ (ص) وولاية علىٍّ (ع) وان يؤدّوه الى اخلافهم وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ من التّوراة او من نبوّة محمّدٍ (ص) وولاية علىٍّ (ع) بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ الفضل هو الرّسالة والنّبوّة والرّحمة هى الولاية ولذا فسّرا فى بعض الآيات بمحمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) لاتّحادهما معهما ولكون النّبىّ والولىّ فى الخلق سبباً لنزول رحمته وبركته عليهم ودفع العذاب عنهم لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ والآيات تعريض بالامّة فكأنّها خطاب لهم وتذكير لهم بمخالفتهم وتداركها بوجود محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) فيهم.(64) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ اذكروا يا بنى اسرائيل او يا أمّة محمّد (ص) او ذكّر بنى اسرائيل او أمتّك قصّة القتيل واحياءه على يد موسى (ع) حتّى تعلموا انّ ما قاله موسىحقّ وانّ اخباره بنبوّة محمّد (ص) وولاية علىٍّ (ع) ليس ممّا لا يكترث(66). قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ فلمّا استقرّ الامر عليهم طلبوا هذه البقرة فلم يجدوها الاّ عند شابٍّ من بنى اسرائيل أراه الله فى منامه محمّداً (ص) وعليّاً (ع) وطيّبى ذرّيّتهما فقالا انّك كنت لنا محبّاً مفضّلاً ونحن نريد ان نسوق اليك بعض جزائك فى الدّنيا فاذا راموا شراء بقرتك فلا تبعها الاّ بأمر أمّك فانّ الله يلقّنها ما يغنيك به وعقبك، ففرح الغلام القصة (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72)فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا وروى انّ المقتول المنشور توسّل الى الله سبحانه بمحمّد (ص) وآله (ع) ان يبقيه فى الدّنيا متمتّعاً بابنة عمّه ويجزى عنه أعداءه ويرزقه رزقاً كثيراً طيّباً؛ فوهب الله له سبعين سنةً بعد ان كان قد مضى عليه ستّون سنة قبل قتله صحيحةً حوّاسّه فيها قويّة شهواته فتمتّع بحلال الدّنيا وعاش معها لم يفارقها ولم تفارقه وماتا جميعاً معاً وصارا الى الجنّة وكانا فيها زوجين ناعمين كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ اى تدركون جواز المعاد والرّجعة، او تدركون صحّة نبوّة موسى وصحّة قوله فى تفضيل محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) وآلهما (ع)(73). أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ فى وصف محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) وطريقهما ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ من صفات محمّدٍ (ص) وشريعته وموطنه ومهاجره وذلك انّ قوماً من اليهود الّذين لم ينافقوا مع المسلمين كانوا اذا لقوا المسلمين أخبروهم بما فى التّوراة من صفة محمّدٍ (ص) ودينه وكان ذلك سبباً لغضب الآخرين المنافقين فقالوا فى الخلوة للمحدّثين: اتحدّثونهم بنعت محمّدٍ (ص) ووصيّه (ع) ودينه (76) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا روى عن رسول الله (ص) انّه قال:افضل والديكم وأحقّهما لشكركم محمّد (ص) وعلىّ (ع) ، وقال علىّ بن ابي طالب (ع) سمعت رسول الله (ص) يقول:انا وعلىّ أبوا هذه الامّة ولحقّنا عليهم أعظم من حقّ أبوى ولادتهم، فانّا ننقذهم ان اطاعونا من النّار الى دار القرار، ونلحقهم من العبوديّة بخيار الاحرار وَذِي الْقُرْبَى قال رسول الله (ص) من رعى حقّ قرابات أبويه أعطى فى الجنّة ألف الف درجةٍ ، ومن رعى حقّ قربى محمّد (ص) وعلىّ (ع) أوتى من فضائل الدّرجات وزيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمّدٍ (ص) وعلىّ (ع) على أبوي نسبه وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ فى الخبر اقامة الصّلاة باتمام ركوعها وسجودها وحفظ مواقيتها واتباعها بالصّلوة على محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) وآلهما منطوياً على الاعتقاد بأنّهم افضل خيرة الله والقوّام بحقوق الله، والنّصّار لدين الله تعالى؛ قال (ع): وأقيموا الصّلاة على محمّدٍ (ص) وآله (ع) عند أحوال غضبكم ورضاكم وشدّتكم ورخاكم، وهمومكم المعلّقة بقلوبكم وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ نسب الى رسول الله (ص) أنّه قال لمّا نزلت الآية فى اليهود اى الّذين نقضوا عهد الله وكذّبوا رسل الله وقتلوا أولياء الله: افلا أنبّئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الامّة؟ - قالوا: بلى يا رسول الله (ص)، قال: قوم من امّتى ينتحلون أنّهم من اهل ملّتى يقتلون أفاضل ذرّيّتى وأطياب أرومتى، ويبدّلون شريعتى وسنّتى، ويقتلون ولدىّ الحسن والحسين (ع) كما قتل أسلاف اليهود زكريّا ويحيى، الا وانّ الله يلعنهم ويبعث على بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هادياً مهديّاً من ولد الحسين (ع) المظلوم يحرقهم بسيوف أوليائه الى نار جهنّم(86) ولَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ عن الباقر (ع) أنّه قال:ضرب الله مثلاً لامّة محمّدٍ (ص) فقال لهم: فان جاءكم محمّد (ص) بما لا تهوى أنفسكم بموالاة علىٍّ (ع) استكبرتم ففريقاً من آل محمّد (ص) كذّبتم وفريقاً تقتلون قال: فذلك تفسيرها فى الباطن .(87) وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ من التّوراة الّتى فيها نعت محمّد (ص) وعلىٍّ (ع) وآلهما ومبعثه ومهاجر وَكَانُوا هؤلاء اليهود مِنْ قَبْلُ ظهور محمّدٍ (ص) بالرّسالة يَسْتَفْتِحُونَ بمحمّدٍ (ص) وعلىّ (ع) وآلهما عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا وكانوا يظفّرون على اعدائهم بالاستفتاح والاستنصار بهم فَلَمَّا جَاءهُمْ مَا عَرَفُوا امّا القرآن او محمّد (ص) وعلىّ (ع) ونعوتهما واصحابهما كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ونسب الى علىّ (ع) انّه قال بعد ذكر استفتاح اليهود واستنصارهم على أعدائهم:فلمّا ظهر محمّد (ص) حسدوه اذ كان من العرب وكذّبوه ثمّ قال رسول الله (ص) هذه نصرة الله لليهود على المشركين بذكرهم لمحمّد (ص) وآله الا فاذكروا يا أمّة محمّدٍ محمّداً (ص) وآله عند نوائبكم وشدائدكم لينصر الله به ملائكتكم على الشّياطين الّذين يقصدونكم فانّ كلّ واحدٍ منكم معه ملكٌ عن يمينه يكتب حسناته وملكٌ عن يساره يكتب سيّئاته ومعه شيطانان من عند ابليس يغويانه فاذا وسوسا فى قلبه وذكر الله تعالى وقال: لا حول ولا قوّة الاّ بالله العلىّ العظيم وصلّى الله على محمّدٍ (ص) خنس الشّيطانان واختفيا (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ وفي تفسير الامام (ع) اى بئس ما اشتروا به أنفسهم هداهم وفضولهم الّتى تصل اليهم بالّذى أنزل الله او بشيءٍ أنزل الله فى كتابهم من أمر محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) وآلهما او بما أنزل الله من القرآن او من قرآن فضل علىٍّ (ع) أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ولمّا كانت الآية تعريضاً بمنافقى الامّة وكراهتهم لما نزل فى خلافة علىّ (ع) صحّ تفسيرها كما فى الاخبار بان يقال بما أنزل الله فى علىّ (ع) بغياً على علىٍّ (ع) ان ينزّل الله من فضله على من يشاء يعنى عليّاً (ع) فَبَاءُو بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ وبحسب التّأويل والتّعريض فباء منافقوا أمّة محمّدٍ (ص) بغضب من الله او منهم على غضب لكفرهم بمحمّد (ص) وعلىٍّ (ع) (90) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ما يقال لكم من تفضيل محمّد (ص) وعلىّ (ع) على سائر الانبياء والاوصياء واقبلوه قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(93) قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ وفى تفسير الامام (ع) قال ان كانت لكم الدّار الآخرة الجنّة ونعيمها خَالِصَةً مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ محمّد (ص) وعلىّ (ع) والائمّة (ع) وسائر الاصحاب ومؤمنى الامّة وانّكم بمحمّدٍ وذريّته ممتحنون وانّ دعاءكم مستجاب غير مردود فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ للكاذب منكم ومن مخالفيكم فانّ محمّداً (ص) وعليّاً (ع) وذرّيّتهما يقولون:انّهم اولياء الله من دون النّاس الّذين يخالفونهم فى دينهم وهم المجاب دعاءهم إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ انّكم انتم المحقّون المجاب دعاءكم على مخالفيكم ثمّ قال لهم رسول الله (ص) بعد ما عرض هذا عليهم لا يقولها أحد منكم الاّ غصّ بريقه فمات مكانه فكانت اليهود علماء بأنّهم الكاذبون وانّ محمّداً (ص) وعليّاً (ع) مصدّقيهما هم الصّادقون فلم يجسروا ان يدعوا بذلك(94) مَنْ كَانَ عَدُوًّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ روى أنّ المنافقين لمّا سمعوا ما قال النّبىّ (ص) فى علىٍّ (ع) من أنّ جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره واسرافيل من خلفه وملك الموت امامه والله تعالى من فوق عرشه ناظرٌ بالرّضوان اليه قال بعض النّصّاب: انا أبرأ من الله وجبرئيل وميكائيل والملائكة الّذين حالهم مع علىّ (ع) ما قاله محمّد (ص) (98) وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ واضحات دالاّت على صدقك ورسالتك وامامة علىٍّ (ع) وصيّك وفى تفسير الامام (ع) دالاّتٍ على صدقك فى نبوّتك مبيّناتٍ عن امامة علىٍّ (ع) اخيك ووصيّك وصفيّك، موضحاتٍ عن كفر من شكّ فيك او فى أخيك وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ وفى تفسير الامام (ع) قال علىّ بن الحسين عليهما السّلام فى تفسير هذه الآية: وذلك أنّ رسول الله (ص) لمّا آمن به عبد الله بن سلام بعد مسئلته الّتى سألها رسول الله (ص) وجوابه (ص) ايّاه عنها قال: يا محمّد بقيت واحدة وهى المسئلة الكبرى والغرض الاقصى من الّذى يخلفك بعدك ويقضى ديونك وينجز اعداءك ويؤدّى اماناتك ويوضح عن آياتك وبيّناتك؟ - فقال رسول الله (ص) اولئك أصحابى قعود، فامض اليهم فيبدو لك النّور السّاطع فى دائرة غرّة ولىّ عهدى وصفحة خدّيه وسينطق طومارك بأنّه هو الوصىّ وستشهد جوارحك بذلك فصار عبد الله الى القوم فرأى عليّاً يسطع من وجهه نور يبهر نور الشّمس ونطق طوماره وأعضاء بدنه كلّه يقول: يا ابن سلام هذا علىّ بن ابى طالب (ع) المالئ جنان الله بمحبّيه ونيرانه بمعاداته، الباثّ دين الله فى أقطار الارض وآفاقها، والنّافى للكفر عن نواحيها وارجائها فتمسّك بولايته تكن سعيداً، واثبت على التّسليم له تكن رشيداً، فقال عبد الله بن سلام: أشهد ان لا اله الاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد انّ محمّداً (ص) عبده ورسوله المصطفى، وأمينه المرتضى، وأميره على جميع الورى، الى ان قال وأشهد أنّكما اللّذان بشّر بكما موسى ومن قبله من الانبياء ودلّ عليكما المختارون من الاصفياء ثمّ قال لرسول الله (ص): قد تمّت الحجج، وانزاحت العلل، وانقطعت المعاذير، فلا عذر لى ان تأخّرت عنك، ولا خير لى ان تركت التّعصّب لك (99)أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا بمبايعة محمّد (ص) مثل بيعة الرّضوان بالتّسليم فى جميع أوامره وترك الرّدّ عليه وترك مخالفته ومثل البيعة مع محمّد (ص) بغديرخمّ بخلافة علىّ (ع) ومع علىّ بخلافته، وكلّما عاهدوا بدون البيعة ان لا يخالفوا محمّداً (ص) وان يسلموا لعلىٍّ (ع) نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ نسب الى رسول الله (ص) انّه قال اتّقوا عباد الله واثبتوا على ما أمركم به رسول الله (ص) من توحيد الله ومن الايمان بنبوّة محمّدٍ (ص) رسول الله، ومن الاعتقاد بولاية علىّ (ع) ولىّ الله، ولا يغرّنّكم صلاتكم وصيامكم وعباداتكم السّالفة أنّها تنفعكم ان خالفتم العهد والميثاق فمن وفى وُفى له، ومن نكث فانّما ينكث على نفسه، والله ولىّ الانتقام منه، وانّما الاعمال بخواتيمها (100)وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ في التّفسير المنسوب الى الصّادق (ع) من قوله:ولمّا جاءهم جاء اليهود ومن يليهم من النّواصب كتاب من عند الله القرآن مشتملاً على وصف محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) ووجوب ولايتهما وولاية أوليائهما وعداوة أعدائهما مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ مع اليهود ممّا فى التّوراة وممّا وصل اليهم من أسلافهم من أوصافهما وأخبارهما، ولما مع منافقى الامّة من الدّلائل الواضحة الدّالّة على صدق محمّدٍ (ص) وصدق كتابه وفضل علىٍّ (ع)، وممّا فى كتاب محمّدٍ (ص) من الآيات المصرّحة بفضل علىٍّ (ع) وخلافته، وممّا قاله محمّد (ص) فى فضله وخلافته نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ اى المنزل فى وصف محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) فى التّوراة والقرآن وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ اليهود ونواصب الامّة لا يَعْلَمُونَ انّ الكتاب او محمّداً (ص) ونبوّته او عليّاً(ع) وامامته حقّ من الله (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ فى تفسير الامام (ع) انّ هؤلاء اليهود الملحدين والنّواصب المشاركين لهم لمّا سمعوا من رسول الله (ص) فضائل علىّ بن ابى طالبٍ (ع) وشاهدوا منه (ص) ومن علىٍّ (ع) المعجزات الّتى أظهرها الله تعالى لهم عليها نبذوا التّوراة والقرآن وأفضى بعض اليهود والنّصاب الى بعضٍ وقالوا: ما محمّد (ص) الاّ طالب الدّنيا بحيلٍ ومخاريق وسحر ونير نجاتٍ تعلّمها وعلّم عليّاً بعضها فهو يريد ان يتملّك علينا فى حياته ويعقد الملك لعلىٍّ (ع) بعده،... وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(102) مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ من الآيات المزيّدات فى شرف محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) وآلهما الطّيّبين (ع) وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ كلّ رسول فى زمانه كان وليّاً وخليفته نصيراً فمحمّد (ص) فى حياته كان اماماً ناطقاً بشيراً وليّاً هادياً مربّياً رحيماً، وعلىّ (ع) اماماً صامتاً منذراً نصيراً حامياً قتّالاً؛ ولذا قال (ص):أنا وعلىّ أبوا هذه الامّة، وقوله (ص): أنا المنذر وعلىٌّ الهاد ؛ اشارةٌ الى حيثيّة رسالته وولاية علىٍّ (ع)؛ انّما انت منذرٌ باعتبار شأن الرّسالة، ولكلّ قومٍ هاد: باعتبار شأن الولاية (107) وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ورد فى الأخبار أنّ محمّداً (ص) والائمّة (ع) هم المقصودون بدعوة ابراهيم (ع) (124) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ نسب الى السجّاد (ع) أنّه قال انّ المقصود منهم الائمّة من آل محمّدٍ (ص) وشيعتهم قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ نسب الى السجّاد (ع) انّه قال عنى بذلك من جحد وصيّه ولم يتّبعه من أمّته كذلك والله هذه الأمّة.(126). رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ قال (ص) انا دعوة أبى ابراهيم يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) . قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ عن الباقر (ع) انّما عنى بذلك عليّاً (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وجرت بعدهم فى الائمّة وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا أي الناس غير الأئمة(ع) بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ الخطاب للائمّة (ع) وآل الرّسول بحسب مقام رسالته وهم الائمّة (ع) والاتباع الّذين صاروا منهم بقوّة متابعتهم أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وهذا يدلّ على انّ المراد بالامّة الأئمّة (ع) ومن يحذو حذوهم من مشايخهم نسب الى الباقر (ع) وأيم الله لقد قضى الامر ان لا يكون بين المؤمنين اختلاف ولذلك جعلهم شهداء على النّاس ليشهد محمّد (ص) علينا، ولنشهد على شيعتنا، وليشهد شيعتنا على النّاس وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ كأنّه (ص) بعد ما انزجر من اليهود وما قالوه فيه وفى توجّهه فى صلاته الى قبلتهم كان يسأل ربّه تحويل وجهه فى الصّلاة ومن شأن السّائل المتضرّع ان يقلّب وجهه فى جهة المسؤل وكأنّه كان يريد الكعبة لأنّها كانت قبلة ابراهيم (ع) وبناءه ومولد علىّ (ع) وموطنه وموطن نفسه فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ الولاية هى اصل جميع الخيرات ولذا فى الخبر فسّر الخيرات بالولاية أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ورد فى أخبارٍ كثيرةٍ انّ المراد أصحاب القائم (ع) وأنّهم المفتقدون من فراشهم المصبحون بمكّة وهذا وجهٌ من وجوه تأويله إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فيقدر على جمعكم فى مكانٍ واحدٍ ومقامٍ واحدٍ ومحشرٍ واحدٍ مع اختلافكم فى المكان والمقام (148) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ عن الصّادق (ع) انّ هذه علامة قيام القائم (ع) تكون من الله تعالى عزّ وجلّ للمؤمنين قال بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوفْ من ملوك بنى اميّة فى آخر سلطانهم وَٱلْجُوعِ بغلاء اسعارهموَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ فساد التّجارات وقلّة الفضل ونقصٍ من ٱلأَنفُسِ الموت الذّريع ونقصٍ من الثّمرات بقلّة ريع ما يزرع وبشّر الصّابرينعند ذلك بتعجيل خروج القائم (ع) ثمّ قال هذا تأويلٌ قال الله تعالى وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ (155) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ هذا لظاهره اجر قبوله الرّسالة وَرَحْمَةٌ وهذا لباطنه اجر قبول الولاية وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ اعلم أنّ أمثال هذه الآيات ما مضى منها وما يأتى نازلة فى شأن علىٍّ (ع) وولايته سواء كان نزولها فى أهل الكتاب او فى غيرهم فانّ المقصود منها التّعريض بولاية علىٍّ (ع) فالمعنى انّ الّذين يكتمون ما أنزلنا على محمّد (ص) من دلائل ولاية علىٍّ (ع) الّتى لم يخف على احدٍ بعد وفاة محمّد (ص) وَالْهُدَى المطلق الّذى هو ولاية علىٍّ (ع) فانّه حقيقة الهدى، وكلّما يدلّ على الولاية فهو هدىً باعتبار انتهائه الى الهدى المطلق مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَعِنُونَ (159) إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ قيل لامير المؤمنين (ع) من خير خلق الله بعد ائمّة الهدى ومصابيح الدّجى؟ قال العلماء اذا صلحوا (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا والمراد اصالة الكفر بولاية علىٍّ (ع) وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(161) وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بالبيعة الخاصّة الولاية وقبول الدّعوة أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ فى مظهره الّذى هو علىّ (ع) وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فى ولاية علىٍّ (ع) على ما هو المقصود من بيان حال المنافقين مع علىٍّ (ع) قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ(170)وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ المقصود انّ مثل الكافرين بولاية علىٍّ (ع) فى دعائك لهم الى ولايته كمثل بهائم الدّاعى الّتى لا تسمع الا دعاءً ونداءً (171). إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ المقصود منافقوا الامّة واسقاطهم من الكتاب مناقب علىّ (ع) ومثالب أحزابهم ولذا أتى بالمضارع اخباراً بما يقع بعد وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ فسّر بعلىٍّ (ع) لانّ الجامع بين الاوصاف بحقائقها لا يكون الاّ محمّداً (ص) وعليّاً (ع) واولاده الطّاهرين (177) وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ عن الصّادق (ع) اذا حجّ احدكم فليختم حجّه بزيارتنا لانّ ذلك من تمام الحجّ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وفى تفسير الامام(ع) أنّه قال: بآلائه ونعمائه والصّلاة على سيّد انبيائه وعلى سيّد اصفيائه وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وفى خبرٍ انتم والله هم انّ رسول الله (ص) قال لا يثبت على ولاية علىّ (ع) الاّ المتّقون وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(203) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ نزلت هذه الآية فى علىّ (ع) وبيتوتته على فراش النّبىّ (ص) ليلة فراره (ص) كما روى بطريق العامّة والخاصّة (207) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً عن الصّادق (ع) السّلم ولاية علىّ (ع) والائمّة (ع) والاوصياء من بعده،. وفي تفسير الامام (ع) ومنه الدّخول فى قبول ولاية علىٍّ (ع) كالدّخول فى قبول نبوّة محمّد (ص) فانّه لا يكون مسلماً من قال:انّ محمّد (ص) رسول الله فاعترف به ولم يعترف بانّ عليّاً (ع) وصيّه وخليفته وخير امتّه وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ دالّة على صحّة نبوّة انبيائهم وصحّة نبوّتك وخلافة وصيّك فكأنّه قال: سل بنى اسرائيل كم آتيناهم من آية دالّة على ولاية علىّ (ع) فانّها النتيجة حتّى تذكر امّتك بالآيات التكوينيّة والتدوينيّة على ولايته، ثمّ هدّدهم بانّ من بدّل ولاية علىٍّ (ع) بالكفران فله العقوبة فلا تبدّلوا |