مختصر تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة .

فيما نزل أو أُول أو فُسر من الآيات في آل البيت عليهم السلام

العارف الشهيد السلطان محمد بن حيدر الجنابذي الخراساني الملقب بسلطان علي شاه من علماء القرن الرابع عشر

                      الصفحة الرئيسية                       

4

سورة النساء

مدنية

بسم الله الرحمن الرحيم

وَابْتَلُوا الْيَتَامَى عن الصّادق (ع) اشارة الى وجه من وجوه التّأويل فى هذه انّه قال: اذا رأيتموهم يحبّون آل محمّد (ص) فادفعوهم درجة يعنى وابتلوا يتامى آل محمّد (ص) وراقبوا في تربيتهم ايّها المربّون ليتامى آل محمّد (ص) حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا(6)  

وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا فسّر الكفر والشّرك فى الآيات فى تفاسير المعصومين (ع) بالكفر والاشراك بعلىّ (ع) او بالولاية وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وقد فسّر المعصومون (ع) الوالدين فى القرآن بمحمّد (ص) وعلىّ (ع) باعتبار الحديث انا وعلىّ (ع) ابوا هذه الامّة وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ولما كان علىّ (ع) اصل الولايات وعدوّه اصل الشّرور والاختيالات صحّ ان يقال: انّ المنظور اوّلاً من الآية اختيال العدوّ وفخره على علىّ (ع) ثمّ اختيال غيره بالنّسبة الى الولاية والى غيرها (36) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ والامتناع من صرف انانيّاتهم فى طريق الولاية يعنى الّذين يعرضون عن الولاية ويصدّون النّاس عنها، وصحّ ان يقال انّ الآية تعريض برؤساء منافقى الامّة حيث كانوا يعرضون بعد محمّد (ص) عن علىّ (ع) ويمنعون النّاس عن الرّجوع اليه وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ويصحّ تفسير الآية بكتمان ما آتاهم الله من ادلّة نبوّة محمّد (ص) او ادلّة ولاية علىّ (ع) ممّا عرفوه من كتبهم واخبار انبيائهم وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37) وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا قال ابو جعفر الاوّل (ع) فى حديثٍ: من اصبح من هذه الامّة لا امام له من الله عزّ وجلّ ظاهراً عادلاً اصبح ضالاًّ تائهاً؛ وان مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاقٍ، وفى الآيات نصوص واشارات على وجوب الايتمار والايتمام بامام منصوص من الله، وفى الرّوايات عليه تصريحاتٌ ولكن كان على سمعهم وابصارهم غشاوة فيرجّحون المفضول على الفاضل ولذا كان علىّ (ع) يرى الصبر اجحى (38)

فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا المقصود منه تحذير المنافقين من الامّة المرحومة عن مخالفة علىّ (ع) والاوصياء من بعده، ورد عن الصّادق (ع) انّها نزلت فى امّه محمّد (ص) خاصّة بطريق الحصر  (41)يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا بعلىّ (ع) وولايته وَعَصَوْا الرَّسُولَ فى امره بولاية علىّ (ع) فى غدير خمّ وغيره لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ والخروج من طريق الولاية وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا ايّها المؤمنون عن السَّبِيلَ الّذى انتم عليه من ولاية علىّ (ع) (44) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا فلا تطلبوا الولاية والنّصرة من غير من امركم الله ورسوله (ص) بقبول ولايته وهو علىّ (ع)  (45)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا من القرآن او من ولاية علىّ (ع) مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ من احكام النّبوّة وقبول طاعة النّبىّ (ص)، وان كان المراد من ظاهر اللّفظ اليهود والنّصارى فامّة محمّد (ص) مقصودة تعريضاً مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً فاحذروا ما اوعدتم، ولمّا كان المقصود من الآية السّابقة تعريضاً او اصالة امّة محمّد (ص) وقد امرهم بالايمان بما نزّله وقد كان المراد ممّا نزّل ولاية علىّ (ع)  (47)إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ باعتبار اتمّ مظاهره الّذى هو علىّ (ع) وقد فسّر بالشّرك والكفر بولاية علىّ (ع) فكأنّه قال: يا امّة محمّد (ص) آمنوا بولاية علىّ (ع) الّتى نزّلناها مصدّقة لما معكم من احكام الاسلام واحذروا فى مخالفته عن عقوبتى فانىّ لا اغفر لمن يشرك بولاية علىّ (ع) فضلاً عمّن كفر بولايته وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ من شيعة علىّ (ع) وفى الاخبار تصريح بما ذكر من تفسير الآيات بمنافقى الامّة وولاية علىّ (ع) مع انّ عمومات الاخبار واشاراتها تكفى فى تفسيرها بذلك، وفى حديث عن رسول الله (ص) لو انّ المؤمن خرج من الدّنيا وعليه مثل ذنوب اهل الارض لكان الموت كفّارة لتلك الذّنوب، والمراد بالمؤمن من قبل الولاية وفى آخر هذا الحديث: انّ الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء لشيعتك ومحبّيك يا علىّ (ع) وعن الباقر (ع) يعنى .... ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء يعنى لمن والى عليّاً (ع) وعن علىّ (ع) ما فى القرآن آية احبّ الىّ من هذه الآية وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا(48)

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً اصلهم علىّ (ع) ثمّ الائمّة (ع) من بعدهم ثمّ شيعتهم (51) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بطردهم عن بابه وصرفهم عن الولاية وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ عن باب الولاية فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ الّذين هم المتحقّقون بالانسانيّة وهم الاولياء واصلهم علىّ (ع) نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ الاصل فى النّاس بعد محمّد (ص) علىّ (ع) وخلفاؤه عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ من الامامة والخلافة فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ يعني محمّد (ص) وعلىّ (ع) وخلفاؤه صلوات الله وسلامه عليهم واضافهم الى ابراهيم (ع) للاشارة الى منقبة اخرى الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا(55)  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا وانّ عليّاً (ع) اعظم الآيات وانّ الكافر به كافر بجميع الآيات كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا(56)  وَالَّذِينَ آمَنُوا بعلي (ع) وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاً ظَلِيلاً(57)  إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا الّذى هو صاحب الدّعوة التّامّة والولاية المطلقة اعنى عليّاً (ع) فاذا استكمل له هذه الامانات وحفظها انماها وسلّمها الى اهلها وارتضاها منه ورضى عنه هى ودائع الخلافة الآلهيّة فى العالم الكبير وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ولا سيما عمدة ما آتاكم وهى قوله:الست اولى بكم من انفسكم، الا ومن كنت مولاه فهذا علىّ (ع) مولاه وَأُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاُ(59)  

وإذا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ يعنى انّا اريناك القضايا الآيتة والمنازعات المستقبلة ممّا سيقع بين علىّ (ع) واصحابه وبين المنافقين واحزابهم من المحاجّات والمنازعات رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا المقصود انّهم يعرضون عن علىّ (ع) (61)

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ في شأن علي(ع) قَوْلاُ بَلِيغًا (63) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسهُمْ بالمعاهدة على معاندة علىّ (ع) والاتّفاق على غصب حقّه تابوا وندموا، و جَاءُوكَ يعنى جاؤا عليّاً (ع) فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ مخلصين عند علىّ (ع) وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ اى نفس الرّسول (ص) وهو علىّ (ع) لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا فانّه جعل عليّاً (ع) بابه ومظهر رحمته فمن تاب عنده فاز بتوبة الله ورحمته (64) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ او يحكّموا عليّاً (ع) فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ انت او علىّ (ع) وَيُسَلِّمُوا انفسهم لك او لعلىّ (ع) تَسْلِيمًا عن الباقر (ع) لقد خاطب الله امير المؤمنين (ع) فى كتابه فى قوله: ولو انّهم اذ ظلموا وتلا الى قوله فيما شجر بينهم قال فيما تعاقدوا عليه لئن امات الله محمّداً (ص) لا يردّوا هذا الامر فى بنى هاشم ثمّ لا يجدوا فى انفسهم حرجا ممّا قضيت عليهم من القتل او العفو ويسلّموا تسليماً، وامثال هذا من اسرار الكتاب الّتى لا يعلمها الا من خوطب به والرّاسخون فى العلم (65) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنْ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوْ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ من الرّجوع الى الكتاب والى قولك فى علىّ (ع) ومن الرّجوع اليه والرّضا بحكومته والتّسليم له بعد التّندّم وطلب الاستغفار منه لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا(66)  وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا لانّه باب رحمتنا فلا يردّ من اتاه خائباً .(67)

وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ بقبول امرهما فى علىّ (ع) فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فانّ النّعمة الحقيقيّة هو علىّ (ع) وولايته مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ الصّالحين ههنا هم الّذين توسّلوا بالولاية وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ ترغيب للنّاس وتحريص لهم على الولاية، وبشارة للمؤمنين بانّ الفضل الّذى ينبغى ان يتنافس فيه ولا فضل سواه هو ذلك التّرافق فمن طلب الفضل فليتولّ عليّاً (ع) وليدخل فى ولايته بالبيعة له مِنْ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا بمقدار استحقاقكم وسلوككم فى طريق ولايته فيتفضّل عليكم بقدر طاعتكم وسلوككم فلا يكتف من بايع عليّاً (ع) بالبيعة الولويّة بمحض البيعة وليطلب زيادة الفضل والدّرجة العليا (70)

فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ الّذين باعوا على يد محمّد (ص) او علىّ (ع) انفسهم واموالهم بأنّ لهم الجنّة وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ الاعداء الظّاهرة للولاية فى تقوية الولاية واعلائها واعلانها بأيديكم والسنتكم واموالكم ببذلها فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ سواء كان المراد بهم الائمّة واتباعهم واولادهم الّذين عدّهم اشباه النّاس ضعفاء او جعلوهم ضعفاء بمنع فيئهم وقتل انصارهم ام كان المراد بهم ضعفاء العقول من الشّيعة بدفع الشّبه الواردة عليهم من الاعداء مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ التي لا يجد الشّيعة فيها وليّاً من الامام الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا(75)

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ الخطاب للنّبىّ (ص) والتّعريض بالامّة، ونزولها ان كان فى مؤمنى مكّة قبل هجرتهم فهي جارية فى زمان كلّ امام، فعن الباقر (ع) انتم والله اهل هذه الآية، وعنه (ع) كفّوا ايديكم مع الحسن (ع) كتب عليهم القتال مع الحسين (ع) الى اجلٍ قريبٍ الى خروج القائم عجّل الله فرجه فانّ معه الظّفر وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً(77)

 وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ لك فى علىّ (ع) كأنّه قال لكنّهم يطيعون بألسنتهم ويتولّون بقلوبهم ويقولون بألسنتهم شأننا طاعة فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ انت فى علىٍّ (ع) فيتعاقدون على ان يمنعوا عليّاً (ع) من الخلافة وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ تسلية للرّسول (ص) وتهديد لهم فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ولا تؤاخذهم فانّه اصلح لك لعدم افتتان سائر امّتك وَتَوَكَّلْ فى جملة امورك خصوصاً فيما تهتّم به من خلافة علىّ (ع) عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81)

وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ والمستنبطون هم الرّسول (ص) واوصياؤه (ع) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فضل الله هو الرّسالة، وهو ههنا محمّد (ص) ورحمته هى الولاية وهو ههنا علىّ (ع) ، ولولا محمّد (ص) وعلىّ (ع) قائماً عليكم حافظاً لكم لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلاً (83) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً فيه تعريض بمنافقى الامّة المرتدّين بعد محمّد (ص) بانكار قوله فى علىّ (ع) (84)

وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا عن دار شركهم فى ولاية علىّ (ع) الى علىّ (ع) فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا عن المهاجرة الصّحيحة الى علىّ (ع) فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ كما فعل محمّد (ص) بالمرتدّين فى زمانه وعلىّ (ع) بالمرتدّين فى زمانه كاصحاب الجمل وصّفين والنّهروان وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (89)

وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمْ الصَّلاةَ الصّلوة هى ما به يتوجّه الى الله والاصل فيه محمّد (ص) وولايته ثمّ علىّ (ع) وخلافته فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا  (102)

إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ الحقّ المطلق هو الله جلّ شأنه والحقّ المضاف هو مشيّته وهي الحقيقة المحمّديّة وهو الولاية العلويّة لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا(105)  وَاسْتَغْفِرْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا فيه تّعريض بالامّة كأنّه قال: يا امّة محمّد (ص) لاتغفلوا عمّا قال لكم محمّد (ص) وأعلمكم الله به من ولاية علىّ (ع) (106) وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا(107)  يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ لمنع علىّ (ع) عن حقّه مَا لا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا  (108)

وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ لولا النّبىّ (ص) وعلىّ (ع) حافظاً عليكم لهمّ منافقوا الامّة ان يضلّوكم عن نهج الصّواب من ولاية علىّ (ع) وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ بانزال الولاية وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)

وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وهي الولاية وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)

وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ اصل الصّلاح الولاية لعلىّ (ع) مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا(124)  وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وهم علىّ (ع) وخلفاؤه (ع) وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ  وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا الآية عامّة لكنّ المقصود توصية وتوطئة لتحمّل الشّهادة لعلىّ (ع) ولأداء الشّهادة لعلىّ (ع) حين التمسه عنهم بقوله الا فليبلغ الشّاهد منكم الغائب وحين التمس علىّ (ع) عنهم بعد النّبىّ (ص) ان يؤدّوا ما سمعوا عنه، ولكن ما وفوا بهذه الوصيّة وما ادّوا  (135)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بعلىّ (ع) بقبول دعوته حتّى يدخل الايمان فى قلوبكم ويفتح ابواب قلوبكم الى الملكوت فتعرفوا الله ورسوله (ص) بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ والكفر بالرسول مسبّب عن الكفر بالولاية وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا(136)  إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ءامَنُوا حين قبلوا قوله فى الغدير وبايعوا مع علىّ (ع) بالخلافة ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا بتشديدهم لآل محمّد (ص) لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً(137)بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ من اعداء آل محمّد (ص) أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ علي (ع) واتباعه أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا  (139)وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ واعظمها علي (ع) يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا(140)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ وهم اعداء آل محمّد (ص) أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144)

إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ الدّين هو الولاية فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا(146)  مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ الايمان لا يحصل الاّ بالبيعة الخاصّة الولويّة على يدل علىّ (ع) وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)

 إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ كمحمّد (ص) ونكفر ببعضٍ كاوصيائه (ع) وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ اى الايمان بمحمّد (ص) والكفر باوصياءه (ع) سَبِيلاً ، وفى تفسير القمى: هم الّّّذين اقرّوا برسول الله (ص) وانكروا امير المؤمنين (ع) (150) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151)

وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ولمّا كان مقصوده تعالى من كلّ قصّة وحكاية ذكر علىّ (ع) والتّرغيب فى الولاية عرّض بذكره بعد هذه الحكاية فكأنّه قال: يا امّة محمّد (ص) قد أخذنا عليكم الميثاق بالولاية فتذكّروا امّة موسى (ع) حتّى لا تصيروا بسبب نقض هذا الميثاق معاقباً مثلهم (154) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ فتنبّهوا حتّى لا تكفروا بعلىّ (ع)  وَقَتْلِهِمُ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ فاحذروا ان تقتلوا عليّاً(ع) والحسن (ع) والحسين (ع) فانّ شأنهم شأن الانبياء بل أرفع كما حدّثكم به نبيّكم وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً  (155)وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا فاحذروا ان لا تبهتوا على مرم هذه الامّة ولا تضعوا حديثاً ولا تأخذوا فدك منها (156)

وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ يعنى ما احد من اهل الكتاب الاّ ليؤمننّ بعيسى (ع) قبل موته حين احتضاره او قبل موته حين نزول عيسى (ع) من السّماء مع مهدىّ هذه الامّة (ع)، و نقول فى بيان المقصود من صرف الكلام عن حال اهل الكتاب متوجّهاً الى المقصود مخاطباً لحبيبه محمّدٍ (ص) فى حبيبه على ّ(ع) تسليةً له (ص) فقال:ان فعلوا كلّ ما فعلوا فلا تحزن فانّهم وجميع اهل الارض يؤمنون به قبل موتهم فانّه ما من احدٍ يموت الاّ ويرى عليّاً (ع) حين موته ويكون رؤيته راحةً لهم او نقمةً لهم، ونسب اليه عليه السّلام

يا حار همدان من يمت يرنى    من مؤمنٍ او منافقٍ قبلا

يعرفنى طرفه وأعرفه           بعينه واسمه وما فعلا

والسّرّ فيه انّ حال الاحتضار يرتفع الحجاب ويشاهد المحتضر الملكوت، واوّل ما يظهر من الملكوت هو الولاية السّارية المقوّمة لكلّ الاشياء والاصل فيها علىّ (ع) والاخبار فى انّ المعنى ما من كتابىٍّ الاّ ليؤمننّ قبل موته بمحمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) كثيرةٌ، وفى خبرٍ: هذه نزلت فينا خاصّةً، وحاصل ذلك الخبر انّه ما من ولد فاطمة (ع) احد يموت حتّى يقرّ للامام بامامته، وما ورد فى تفسيره من الايمان بمحمّد (ص) او بعيسى (ع) او بالمهدّىّ (ع) كلّها راجع الى الايمان بعلىّ (ع) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا يعنى عيسى (ع) و المنظور منه تسليةٌ اخرى لمحمّد (ص) بانّ عليّاً (ع) يكون يوم القيامة شاهداً على اهل الكتاب وعلى منافقى امّته فيشهد عليهم بما فعلوا (159)

لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ عموماً ومنه الولاية او بما انزل اليك من ولاية علىّ (ع) وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ فى علىٍّ (ع) اوعموما وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا لايمانهم بما انزل اليك فى علىٍّ (ع) (162)

 لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ فى علىّ (ع) أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا(166) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بما انزل فى علىّ (ع) وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ عن ولاية علىّ (ع) قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيدًا لانّك قد علمت انّ الطّريق هو علىّ (ع) (167) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا آل محمّدٍ (ص) هكذا ورد عنهم (ع) لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا لانّ الهداية الى طريق الجنّة مخصوصة بالولاية لانّ شأن النّبوّة الانذار .(168)إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ اى بولاية علىٍّ (ع) فانّها الحقّ وكلّ ما سواها حقّ بها مِنْ رَبِّكُمْ فلا تبالوا بمن كفر به ولا تتّبعوه فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا(170)  يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ بحطّ عيسى (ع) عن مرتبته وفيه تعريض بالمفرط فى علىّ (ع) من هذه الامّة وَلا تَقُولُوا علَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (171) لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا فيه تعريض بالمستنكفين عن قول الله فى ولاية علىّ (ع) (172) فَأَمَّا الَّذِينَ ءامَنُوا بالبيعة العامة وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بالبيعة الخاصة فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا النصير هو النّبوّة والنّبىّ وانّ الولىّ هو الولاية (173) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمْ بُرْهَانٌ البرهان محمد (ص) من حيث الرسالة مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا النّور علىّ (ع) من حيث الولاية  كما فسّره الائمّةّ (ع) الّّذين هم اهل الكتاب  (174)فَأَمَّا الَّذِينَ ءامَنُوا بِاللَّهِ بالبيعة العامة على يد محمد (ص) وَاعْتَصَمُوا بِهِ اشارة الى البيعة الخاصة على يد علي (ع) فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ موائد الولاية وَفَضْلٍ موائد الرسالة وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا اى درجات الولاية ولمّا كانت البيعة العامّة متقدّمة على البيعة الخاصّة قدّم الايمان بالله على الاعتصام بعلىّ (ع) (175)

 

 

5

سورة المائدة

مدنية

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم انّ سورة النّساء وهذه السّورة نزلتا فى خلافة علىٍّ (ع) والتّرغيب فيها والتّهديد على خلافها، فكلّما ذكر فيهما من امر ونهى وحلال وحرام واجرٍ وعقاب وقصّة وحكاية عموماً وخصوصاً مطلقاً ومقيّداً فالمقصود منه الاشارة الى الولاية سواء قلنا ان ذكر علىّ (ع) كان مصرّحاً فاسقطوه او مورّىً فلم يفهموه، وفى اخبارنا تصريحات بانّ ذكره (ع) كان مصرّحاً فى كثير من المواضع فاسقطوه، والايمان عامّاً كان او خاصّاً ما كان يحصل الاّ بالبيعة على يد النّبىّ (ص) او الامام (ع) او خلفائهما (ع) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامنوا الخطاب لعامّة الامّة للتّحريص على أمر الولاية أَوْفُوا بِالْعُقُودِ المقصود لا تخلعوا بيعتكم عن رقابكم بالارتداد عن الاسلام او الايمان ولا تتركوا شرائطها بمخالفة قول النّبىّ (ص) فى الامر بالولاية وروى عن الجواد (ع) انّ رسول الله (ص) عقد عليهم لعلىّ (ع) بالخلافة فى عشرة مواطن، ثمّ انزل الله يا ايّها الّذين آمنوا اوفوا بالعقود الّتى عقدت عليكم لامير المؤمنين (ع) وعلى هذا كان المراد بالآية، الامر بالوفاء بعقود الولاية بحسب المنطوق أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ يستفاد من اشارات الآيات وتصريحات الاخبار، انّ احلال كلّ حلال معلّق على قبول الولاية، وانّ من لم يقبل الولاية ولم يعرض عنها لا يحكم عليه بحليّة شيءٍ ولا بحرمته ومن اعرض عنها يحكم عليه بحرمة كلّ شيءٍ عليه، ومن قبل الولاية ووفى بعقدها حكم عليه بحليّة المحلّلات؛ ولىّ علىّ (ع) لا يأكل الاّ الحلال وعدوّ علىٍّ (ع) لا يأكل الاّ الحرام.إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ فلا تتعجبوا من تعليق إحلال المحللات على الوفاء بعقد الولاية  (1)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ولمّا كان اعظم شعائر الاسلام هى الولاية لانّها اعظم اركانها الخمسة واسناها وكان المقصود من الوفاء بالعقود الوفاء بعقد الولاية فمعناها لاتتهاونوا بعلي (ع) وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ من قبيل ذكر الخاصّ بعد العامّ لانّ الشّهر الحرام من حيث حرمته من شعائر الله، وعن علىّ (ع) انا الاعوام والدّهور وانا الايّام والشّهور وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا ءامِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ وباعتبار ان القلب هو بيت الله والصدر المستنير بنور القلب هو المسجد وكان صاحبهما محتاجاً الى الاستمداد من الواسطة بينه وبين الله صارتا خلافةً للرّسالة او للولاية، واذا استغنتا عن الواسطة واستمدّتا من الله بلا واسطة صارتا رسالة وولاية وهما من شؤن الرّسول والولىّ ومتحدّتان معهما، والاصل فى الرّسل والاولياء محمّد (ص) وعلىّ (ع) فصحّ تفسيرهما بمحمّد (ص) وعلىّ (ع) وحصرهما فيهما يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى التّقوى حفظ النّفس عن ضرّ الغير وعن اضرارها للغير وهو من آثار الولاية ولوازمها لانّ الرّسالة رجوع الى الخلق بصفات الحقّ وصاحب الولاية شأنه ارجاع النّاس الى الوحدة وهما متّحدتان مع الرّسول (ص) والولىّ (ع) فصحّ تفسيرهما بمحمّد (ص) وبعلىّ (ع) وحصرهما فيهما وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ اشارة الى يوم نصب علىّ (ع) بالخلافة يعنى كان الكافرون والمنافقون يترقّبون لموت النّبىّ (ص) او قتله (ص) وتفرّق كلمتكم والغلبة على دينكم وبعد نصب امير لكم يئس الكفّار من الغلبة وتفرّق الكلمة ويئس المنافقون بنصب علىّ (ع) عن الغلبة على دينكم وترويج باطلهم واظهار نفاقهم يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فاذا يئس الكفّار فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ولمّا لم يستكمل ايمانكم فلا تأمنوا من عقوبتى الْيَوْمَ يوم نصب علىّ (ع) بغدير خمّ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ المراد بالدّين هنا هو الاسلام والمراد بالاكمال هو اتمامه فى ذاته، لانّ الاسلام بنى على خمسة اركان والرّكن الاخير هو الولاية اعنى البيعة مع علىّ (ع) بالامامة وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي نعمة الاسلام باتمام اجزائه فبالولاية تتمّ نعمة الاسلام وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا عن الصّادقين (ع) انّما نزل بعد ان نصب النّبىّ (ص) عليّاً (ع) علماً للانام يوم غدير خمّ عند منصرفه عن حجّة الوداع، قالا: وهى آخر فريضةٍ انزلها الله ثمّ لم تنزل بعدها فريضة، وورد عنهم (ع) اخبار كثيرة قريبة من هذا ، كأنّهم سألوا فما لنا ان اضطررنا الى ترك التّوسّل بعلىّ (ع) والتبعيّة له؟ - فقال تعالى فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ غير مائل اليه او غير متجاوز عن قدر الضّرورة فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ فانّه لا يؤاخذ اذا كان اتّباع غير علىّ (ع) عن اضطرار من غير ميل قلبىّ (3) يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ اصل الطيّبات هو علىّ (ع) و ولايته بما اخذ عليه فى ميثاقه ثمّ المباحات من جملة الاعراض الدّنيويّة التى حصلت فى اليد من الوجه الحلال وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ فى تقييد احلال الطّيّبات بعد ذكره مطلقاً باليوم الخاصّ الّذى هو يوم نصب علىّ (ع) بالخلافة، اشارة لطيفة الى انّ حلّيّة الطيّبات موقوفة على الولاية ولولاها لكانت محرّمة وإن كانت طيّبة حاصلة من كسب اليد والوجه الحلال وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ أي بقبول ولاية علي (ع) كما في بعض الاخبار فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ(5)  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ الّتى هى الاسلام عَلَيْكُمْ بمتمّمه الّّذى هو الولاية والبيعة مع علىّ (ع) لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ عاهدكم عهداً وثيقاً به لعلىّ (ع) فى غدير خمّ حتّى لا تنسوه فتخالفوا عليّاً (ع) إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا قولك في علي (ع) وَأَطَعْنَا علياً (ع) وَاتَّقُوا اللَّهَ في نقض ميثاقه بالمخالفة لعلىّ (ع) إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ حين اداء الشّهادة خصوصاً وقت سؤال علىّ (ع) عنهم الشّهادة وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا فى اداء شهاداتكم بتغييرها او كتمانها خوفاً من مخالفى علىّ (ع) او بغضاً لموافقى علىّ (ع) اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ فى الشّهادات ولا تكتموها ولا تغيّروها إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ المراد بالايمان هو الحاصل بالبيعة مع محمّد (ص)، وبالعمل الصّالح البيعة مع علىّ (ع)، او المراد بالايمان البيعة مع علىّ (ع) وبالعمل الصّالح العمل على طبق البيعة.لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا ببيعة علي (ع) او ببيعة محمد (ص) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا واصلها علي(ع) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ بالاسلام من مدد الملائكة وجنودٍ لم تروها او من قوّة علىّ (ع) وسيفه إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ بمكّة قبل الهجرة او ببدرٍ او بأحدٍ او بخندق فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ بسبب اسلامكم او بعلىّ (ع) فتذكّروا شرف الاسلام حتّى لا تخالفوه بترك قول محمّد (ص) فى علىّ (ع)، او تذكّروا شأن علىّ (ع) فلا تخالفوه بعد وفاة محمّد (ص) وَاتَّقُوا اللَّهَ فى نسيان النّعمة ومخالفة علىّ (ع) وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ تعريض بامّة محمّد (ص) لاخذ ميثاقهم لنقيبهم الّذى هو علىّ (ع) وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَءاتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَءامَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ فتذكّروا يا امّة محمّد (ص) واوفوا بميثاقكم لعلىّ (ع) ولا تكفروا بعد الميثاق  (12)فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ كما ستحرّفونه يا امّة محمّد (ص) بعد بتأويلات للتمويه وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ بنقض الميثاق إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ يحتمل كون الكلام منصرفاً عن بيان حال بني اسائيل إلى بيان حال منافقى الامّة ولذا خاطب محمّداً (ص) ويحمتل ان يكون المراد بيان حال بنى اسرائيل ويكون التّعريض بالامّة كما هو طريقة جملة القصص والحكايات فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى لم يقل ومن النّصارى لانّ التّنصرّ انّما يحصل بالبيعة مع اوصياء عيسى (ع) وهؤلاء انتحلوا التّنصّر لا انّهم بايعوا على النّصرانيّة ، و بعد بيان حال اليهود بيّن حال النّصارى للتّعريض بامّة محمّد (ص) أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ يعنى اخذنا ميثاق اسلافهم لاوصياء عيسى (ع) فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ كاليهود فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ فاحذروا ان تكونوا مثلهم فى نسيان الميثاق لعلىّ (ع) يا امّة محمّد (ص) فيقع بينكم العداوة والبغضاء فى الدّنيا ويؤاخذكم الله عليه فى الآخرة (14) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ تعريض بامّة محمّد (ص) واخفائهم بعده كثيراً من الكتاب وبتبيين علىّ (ع) لهم ما يخفون وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ اذا كان المراد بالنّور الولاية وبالكتاب النّبوّة ظاهر، فانّ الرّسول صاحب الولاية والنّبوّة، واذا كان المراد بالنّور امير المؤمنين (ع) وبالكتاب من بايع عليّاً (ع) بالبيعة الولويّة سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وهو المراتب النّوارنيّة لعلىّ (ع) الّتى معرفتها معرفة الله تعالى (16) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا القرآن ايضاً ظاهر (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ هو ولاية علىّ (ع) والبيعة له، يعنى يهدى بالكتاب إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

(17)

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَءاتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ المقصود التّعريض بامّة محمّد (ص) بتذكير حال امّة موسى (ع) حتّى يتنبّهوا للنّعم الّتى انعم الله بها عليهم ولا يخالفوا قوله ولا يخرجوا من امره فى علىّ (ع) فلا يضلّوا كما ضلّ قوم موسى (ع) (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ كما قال نبيّنا (ص) لامّته هذه المقالة فى علىٍّ (ع) فأبوا الاّ الارتداد .(21)قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22)

قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ عن الباقر (ع) عن رسول الله (ص) والّذى نفسى بيده لتركبنّ سنن من كان قبلكم حذو النّعل بالنّعل والقّذة بالقّذة حتّى لا تخطؤا طريقهم ولا تخطأكم سنّة بنى اسرائيل ثمّ قال الباقر (ع)..... انّ رسول الله (ص) لمّا قبض لم يكن على امر الله الاّ علىٌّ(ع)  والحسن (ع) والحسين(ع) وسلمان والمقداد وابو ذرّ  فمكثوا اربعين حتّى قام علىّ (ع) فقاتل من خالفه.(26)

إِنَّما جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ بمحاربة اوليائه وعباده المؤمنين وَرَسُولَهُ بمحاربة نفسه او خليفته او المؤمنين او بقطع طريقهم او قطع طريق من يريد الرّسول (ص) والامام (ع) وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا ءامَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ ءاخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ وكأنّ المنظور بهذا اللّفظ الاشارة الى كلام ولاية العهد من الله من قوله:إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ فانّه لم يكن خلاف فى انّ موضعه علىّ (ع) ومن الرّسول (ص) بقوله: من كنت مولاه فعلىّ مولاه، فانّه لم يكن خلاف فى انّه ولاية العهد ولعلىّ (ع) يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(41)

وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ وفيه تعريض بالمنحرفين عن حكمه (ص) فى علىّ (ع) (43) إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى تعريض بمن يعرض عن القرآن الّذى فيه بيان الحقّ وكشفه من ولاية علىّ (ع) وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ وعنهم (ع) فى بيان التّعريض: هذه الآية فينا نزلت، والرّبانيّون الائمّة دون الانبياء الّذين يربّون النّاس بعلمهم، والاحبار هم العلماء يعنى انّ المقصود التّعريض بامّة محمّد (ص) وانزال القرآن وانّ الحاكم به هم الائمّة (ع) ومشايخهم الّذين اجازوا لهم الحكم به فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي التدوينيه بان تغيروها... وقوله (ص) ومن الائمّة الهداة ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)

وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ المقصود الحكم بهما باعتبار ما ثبت فيهما من بعثة النّبىّ (ص) وآثاره وعلاماته، والمقصود الاهمّ التّعريض بالامّة فى الحكم بالقرآن فى خلافة علىّ (ع) (47) وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ في علي (ع) وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا ءاتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ وهو تعريض بالامّة حيث تولّوا عنه فى امره بولاية علىٍّ (ع) وان كان نزوله فى اهل الكتاب وتسلية للرّسول (ص) بان لا يعظّم توليّهم ولا يحزن عليهم لتولّيهم  (49)

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ عن الصّادق (ع) من تولّى آل محمّد (ص) وقدّمهم على جميع النّاس بما قدّمهم من قرابة رسول الله (ص) فهو من آل محمّد (ص) بمنزلة آل محمّد (ص) لانّه من القوم باعيانهم وانّما هو منهم بتولّيه اليهم واتّباعه ايّاهم وكذلك حكم الله فى كتابه إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ تّعريض بمخالفى علىّ (ع) ويجرى فى كلّ من خالف الائمّة (ع) الى ظهور القائم عجّل الله فرجه (52)

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ والمقصود الارتداد عن قول محمّد (ص) فى ولاية علىّ والمراد بقومٍ يحبّهم اصحاب علىّ (ع) فانّ هذا الوصف لهم مأخوذ من سيّدهم علىّ (ع) لقول النّبىّ (ص) فى خيبر: لاعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، ولا خلاف انّ الرّجل كان عليّاً (ع) ولمّا كانت الآية جارية الى يوم القيامة فكلّ من اصحاب الائمّة (ع) داخل تحتها الى المهدىّ عجّل الله فرجه، وقد فسّرت بعلىّ(ع) واصحابه وباصحاب علىّ (ع) وقال علىّ (ع) يوم الجمل: والله ما قوتل اهل هذه الآية حتّى اليوم، وعن الصّادق (ع) هم امير المؤمنين واصحابه حين قاتل من قاتله من النّاكثين والقاسطين والمارقين أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ولاية التّصرّف وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ قد ورد من طريق العامّة والخاصّة انّ الآية نازلة فى علىّ (ع) حين تصدّق فى المسجد فى ركوع الصّلوة بخاتمه او بحلّته الّتى كان قيمتها الف دينار، ومفسّرو العامّة لا ينكرون الاخبار فى كونها نازلة فى امير المؤمنين (ع) وقد نقلوا بطرق عديدة من رواتهم انّها نزلت فى علىّ (ع) (55)

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ تعريض بمنافقى الامّة فى النّقمة من علىّ (ع) واولاده المعصومين (ع) واصحابهم التّابعين لهم (59)

وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ون اقام التّوارة والانجيل اقرّ بمحمّد (ص) ومن اقرّ بمحمّد (ص) اقرّ بالولاية وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ(66) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ  في علي (ع) وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ لانّ الولاية غاية الرّسالة فان لم تحصل كانت الرّسالة كأن لم تحصل وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ روى من طريق الخاصّة بطرقٍ كثيرة انّهما فى ولاية علىّ (ع) ونزولهما كان فى حجّة الوداع قبل منصرفه (ص) او بعده (ص) الى غدير خمّ، وهذه السّورة بتمام آيها آخر ما نزلت ولم ينزل بعدها شيء من القرآن، والخطب الّتى خطب النّبىّ (ص) بها فى مكّة ومسجد الخيف وغدير خمّ مذكورة فى المفصّلات من التّفاسير وغيرها – للتفصيل يرجى الرجوع الي اصل التفسير - (67) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ من القرآن باقامة حدوده ومن جملة حدوده الامر بالولاية وهى العمدة، او ما انزل اليكم من ربّكم فى الولاية كما فى أخبارنا على وجه التّعريض، ويمكن ان يقال: وما أنزل اليكم من ربّكم على السنة انبيائكم واوصيائهم من اخذ الميثاق وانتظار الفرج بمحمّد (ص) وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في علي (ع) طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ فانّهم لانحرافهم عن باب الولاية لم يبق فيهم ما يتأسّف به عليهم ولا يضرّونك ولا عليّاً (ع) ايضاً بانحرافهم حتّى تتأسّف على ذلك (68) إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا بمحمّد (ص) بقبول الدّعوة الظّاهرة وبالبيعة العامّة النّبويّة والبيعة مع علىّ (ع) بالبيعة الخاصّة وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ ءامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ يعنى كما أخذنا ميثاقكم بولاية علىّ (ع) وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ فاحذروا ان تكونوا مثلهم فتكذّبوا فريقاً وتقتلوا فريقاً كما فعلوا بعلىّ (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) (70) وَحَسِبُوا أَلا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ وقد وقع هذا فى امّة محمّد (ص) والمقصود بالآية التّعريض بهم، فى الكافى عن الصّادق (ع) فى بيان وجه التّعريض وحسبوا ان لا تكون فتنة قال حيث كان النّبىّ(ص) بين اظهرهم فعموا وصمّوا حيث قبض رسول الله (ص) ثم تاب الله عليهم حيث قام امير المؤمنين (ع) ثمّ عموا وصمّوا الى السّاعة، ويمكن بيان التّعريض بوجهٍ آخرٍ وهو ان يقال: حسبوا ان لا تكون فتنة حيث تعاهدوا فى مكّة فعموا وصمّوا عن دلائل صدق محمّد(ص) ثمّ تاب الله عليهم حيث بايعوا عليّاً (ع) بالخلافة ثمّ عموا وصمّوا حيث نقضوا بيعته (71) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ النّصير والولىّ هما النّبىّ (ص) وعلي (ع) وخلفاؤهما وهذا تعريضً بمن قال بعد ذلك فى الائمّة (ع) مثل ما قالوه فى المسيح (ع) (72)

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ وهذا تعريض بالامّة فى ضلالهم عن احكام محمّد (ص) واقواله وضلالهم عن ولاية علىّ (ع) واتباعه  (77)لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ فلا تعصوا انتم ولا تعتدوا واسمعوا يا امّة محمّد (ص) .(78)كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)

وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ الحاضر محمداً (ص) وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ في علي (ع) مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(81)

وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ وهو لبيان حال منافقى الامّة او للتّعريض بهم فانّ عليّاً (ع) اعظم الآيات (86) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا بالبيعة الخاصّة ونزلت الآية في ثلاثة منهم امير المؤمنين (ع) لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)

اعْلَمُوا ترغيب المنحرفين عن علىّ (ع) الى التّوبة والرّجوع اليه أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ لمن تهاون فى حرمات الله واضمر فى حقّ علىّ (ع) وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ يغفر زّلات من تهاون فى الحرمات وزلاّت من خالف عليّاً (ع) اذا تاب وعاد الى ما تهاون به رَحِيمٌ (98) مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ من الاقوال والافعال من الطّاعة والمخالفة وتولىّ علىّ (ع) والتولّى عنه وَمَا تَكْتُمُونَ فاحذروا ان تقولوا او تفعلوا او تضمروا خلاف ما قال لكم محمّد (ص) فى امر دينكم، او ما قاله فى حقّ علىّ (ع)  (99)قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ انّ طيبوبة علىّ (ع) لا ينكره احد وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100)

يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ المقصود التّعريض بمن لم يجب محمّداً (ص) فى ولاية امير المؤمنين (ع) فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ فى دعوتكم العامّة او فى دعوتكم الخاصّة الى خلفائكم ، فعن الباقر (ع) انّ لهذا تأويلاً يقول: ماذا اجبتم فى اوصيائكم الّذين خلّفتموهم على اممكم فيقولون لا علم لنا بما فعلوا من بعدنا قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ (109)

 وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ الخطاب لعيسى (ع) والمقصود تقريع امّته وتبكيتهم والمنظور التّعريض بامّة محمّد (ص) الّذين قالوا بآلهيّة الائمّة مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ (116)

 

6

سورة الانعام

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ فسّر الكفر فى اكثر الآيات بالكفر بالولاية والكفر بعلىّ (ع) والوجه فى ذلك انّ الولاية هي اضافة الله الاشراقيّة الى الخلق (1)

وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ ءاية مِنْ ءايات رَبِّهِمْ واعظم الآيات امير المؤمنين (ع) والمقصود من الآيات ههنا اعمّ من الآيات التّكوينيّة والتّدوينيّة والآفاقيّة والانفسيّة إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ  (4)فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ هو الولاية لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُون من

الَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ بما ذكر فى كتبهم من اوصافه او الّذين آتيناهم الكتاب من امّة محمّد (ص) يعرفون محمّداً (ص) بالصّدق فى امر الولاية او يعرفون عليّاً (ع) بما شاهدوا منه من فضله كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآياتهِ التّدوينيّة والتّكوينيّة الآفاقيّة والانفسيّة واعظم الكلّ بل اصل الكلّ علىّ (ع) امير المؤمنين إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا بالله في الالهية اواشركوا بولاية علىّ (ع) ولاية غيره كذا ورد عنهم (ع) ههنا وفى اكثر موارد ذكر الشّرك والكفر، باعتبار ان معرفة الله موقوفٌ على على الولاية والبيعة أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ انّهم شركاء لله او شركاء لعلىّ (ع) .(22)ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ  (23)انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ من آلهتهم او من شركائهم فى الولاية (24)

 وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ عن علىّ (ع) بطريق التّورية وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ(26)  وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيات رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بمحمّد (ص) او بأمير المؤمنين (ع) (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ دليل عليه فانّ المعنى ما حصل لهم حبّ وشوق الى علىّ (ع) لانّ فطرتهم فطرة البغض له بل بدا لهم وبال نفاقهم فخافوا غاية الخوف فتمنّوا الخلاص من الخوف لا الوصال من الشّوق وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)

وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ فى الولاية وهو امير المؤمنين (ع) وقد قال فى بعض كلامه (ع): واياب الخلق الىّ وحسابهم علىّ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ بولاية علي (ع) (30) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ فى مظاهره الّتى هى الولاية المطلقة وهى علىّ (ع) بعلويّته حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ ساعة الموت او ساعة القيامة او ظهور القائم (ع) يعنى ظهور الامام عند حضور السّاعة وقد فسّرت فى الاخبار بكلّ والكلّ راجع الى معنى واحد والتّفاوت اعتبارىّ بَغْتَةً ولقوا الله بظهور علىّ (ع) او ظهور القائم (ع) قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31)

قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فى حقّك بانّه ساحر او مجنون او غير ذلك او فى حقّ خليفتك بان لا يردّوا هذا الامر اليه فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ انّهم لا يكذّبونك من حيث انت رسول من الله ولكنّهم يكذّبون عليّاً (ع) وتكذيبك فيما قلت فى حقّه راجع الى تكذيب علىّ (ع)، وقرئ لا يكذبونك من: اكذبه اذ وجده كاذباً، او نسبه الى الكذب او صيّره كاذباً، اى لا يجدونك كاذباً او لا يأتون بامر يجعل صدقك كذباً؛ هكذا روى عنهم وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيات اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ اى مواعيده وآياته العظمى من الرّسل واوصيائهم (ع) وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ عنك او عن علي (ع) فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآية والمقصود التّعريض بمنافقى امّته والعتاب لهم واظهار انّه (ص) محزون على تولّى القوم عنه وعن علىّ (ع) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ(35).

وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتنَا التّدوينيّة والتّكوينيّة الآفاقيّة وعلىّ (ع) اعظمها صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ هو طريق الولاية وطريق القلب الى الله وصاحب الولاية طريق ايضاً بمراتبه المنتهية الى الله والاصل فى صاحبى الولاية علىّ (ع) التغائر اعتبارىّ فصحّ تفسير الطّريق المستقيم بالولاية وبعلّى (ع) كلّما وقع كما فسّروه لنا، فالمعنى من يشأ الله يضلله عن الولاية ومن يشأ يجعله على ولاية علىّ (ع) (39)

فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فسّرت الآية فى الخبر هكذا فلمّا نسوا ما ذكّروا به من ولاية امير المؤمنين (ع) فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)

وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ بشأنهم الولوىّ وَمُنذِرِينَ بشأنه النّبوىّ فَمَنْ ءامَنَ وَأَصْلَحَ بالايمان الخاصّ، او من آمن بالبيعة على يد علىّ (ع) فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتنَا واعظمها الولاية يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ بالخروج عن حكم العقل ومظهره الّذى هو النّبىّ (ص) او الوصّى (49) قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنذِرْ بِهِ اى بالله او بالقرآن او بعلىّ (ع) او بما يوحى اليك الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ معنى الآية انذر بالقرآن الّذى هو صورة الولاية الّتى اصلها والمتحقّق بها امير المؤمنين (ع)  وبان الولاية له شأنّ النّبوّة والشّفاعة (51) وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ يعنى ادع  الدّاخل فى الدّين بقبول ولاية علىّ (ع) والبيعة الولويّة معه فانّك بعثت لدعوة الخلق اليه بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وقد نقل عن الصّادق (ع) وقت تكبيرة الاحرام تذكّر رسول الله (ص) واجعل واحداً من الائمّة (ع) نصب عينيك مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)

وَإِذَا جَآءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بآياتنا يعنى يؤمنون بالايمان الخاص الولوىّ فانّ من بايع عليّاً (ع) بالبيعة الولويّة يؤمن بجملة الآيات فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)

 قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ بالقرآن او بعلىّ (ع) مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ قيل اشارة الى ما قبل} فأمطر علينا حجارة من السّماء او ائتنا بعذابٍ اليم {عند نصب علىّ (ع) بالخلافة إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ يفصّل الولاية كيف ما يقتضيه الحكمة والحكم لما سبق انّ الولاية هي الحق وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58) روى عنهم (ع) انّ ورود الآيات فى الولاية.وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ والكتاب المبين هو اللّوح المحفوظ وصورته النّبوّة وصورتها القرآن الّذى اعطاه محمّداً (ص) والكلّ صورة الولاية الّتى اصلها وصاحبها أمير المؤمنين (ع) فعنده علم الكتاب الّذى لا رطب ولا يابس الاّ فيه (59)

 وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ بعلىّ (ع) او بالعذاب او بالقرآن الّذى فيه ذكره وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66)

وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي ءاياتنَا التّدوينيّة والتّكوينيّة واعظمها الولاية فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)

 وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ وذكّرهم الولاية بالقرآن او ذكّرهم بولاء علىّ (ع) او بعلىّ (ع) أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)  قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ الى طريقه المستقيم الّذى هو الولاية كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى قل لهم ندعوكم الى الطّريق المستقيم الّذى هو ولاية علىّ (ع) ونقول لكم انّ ولاية علىّ (ع) هو هدى الله وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ سماوات الارواح وارض الاشباح بسبب الحقّ الّذى هو المشيّة الّتى هى ولاية علىّ (ع) او متلبّساً بالحقّ، فانّ الولاية مع الكلّ ومتقوّم بها الكلّ ولا يخلو منها الكلّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)

وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاً هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ عن الباقر (ع) فى بيان اتّصال الوصيّة من لدن آدم (ع) الى زمانه (ع) هديناهم لنجعل الوصيّة فى اهل بيتهم، وفيه اشعار بانّ هدايتهم امتنان من الله على محمّد (ص) واهل بيته لانّهم آباؤهم او اولاد آبائهم كما انّ هداية نوح (ع) امتنان من الله على ابراهيم (ع) لكونه جدّه وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)

وَمِنْ ءابَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ تكرار هديناهم لتعيين المهدىّ اليه والاصل ولاية علىّ (ع) (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فكيف بكم ان تشركوا بولاية علىّ (ع) (88) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ والمراد بها هنا الولاية وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ وهم اهل بيت محمّد (ص) واتباعهم (89) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ يعني لولىّ الامر ولذلك ورد: لو انّ عبداً عبد الله تحت الميزاب سبعين خريفاً قائماً ليله صائماً نهاره ولم يكن له ولاية ولىّ امره وفى خبر ولاية علىّ بن ابى طالب(ع) لاكبّه الله على منخريه فى النّار، ونقل عن الصّادق (ع): لا طريق للاكياس من المؤمنين اسلم من الاقتداء لانّه المنهج الاوضح والمقصد الاصحّ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)

وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ون اذعن بالآخرة والكتاب آمن بعلىّ (ع) لانّ الآخرة والكتاب صورتا علىٍّ (ع) كما انّ بشريّته صورته، ومن آمن به صار مصلّياً حقيقة ومن صار مصلّياً حقيقة شغله لذّة الصّلوة عن كلّ لذّة فهم لا يفارقونها وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ(92)  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ نزول الآية مشهور من انّها فى عبد الله بن ابى سرح لكن المقصود والتّأويل فى اعداء علىّ (ع) ورد عنهم (ع) هذا مجلس لا يجلس فيه الاّ نبىّ او وصىّ او شقىّ، اشارة الى مجلس القضاء وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ ءاياتهِ تَسْتَكْبِرُونَ عن الباقر (ع) فى تفسير الآية انّه قال من ادّعى الامامة دون الامام (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لله او لعلىّ (ع) لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (94)

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ و فسّرت النّجوم بآل محمّد (ص) لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(97)وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ نفس آدم (ع) بحسب الجسم او نفس النّبىّ (ص) بحسب الاسلام او نفس الولىّ (ع) بحسب الايمان فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ سماء الطّبع وسماء الارواح والنّبوّة والولاية مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيات لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(99)

اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ والمقصود العمدة المشركون بالولاية (106) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ(107) . وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ المقصود منه لا تسبّوا الّذين يدعوهم المنحرفون عن علىّ (ع) فَيَسُبُّوا اللَّهَ اى يسبّوا عليّاً (ع) فانّه مظهر الله وسبّه سبّ الله وسبّ الله لا يتصوّر الاّ فى مظاهره عَدْوًا ظلماً لعلىٍّ (ع) او تجاوزاً عن الحقّ فى سبّ علىّ (ع) بِغَيْرِ عِلْمٍ منهم انّه مظهر الله ونقل عن الصّادق (ع) انّه سئل عن هذه الآية فقال: ارأيت احداً يسبّ الله؟ - فقيل: لا وكيف؟ - قال: من سبّ ولىّ الله فقد سبّ الله، وقد ورد عنهم بهذا المضمون اخبار كثيرة، وما ذكرنا كان خلاصة كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ الولاية المطلقة وانّ مظهره الاتمّ علىّ (ع) وانّ رجوع الكلّ الى الولاية الّتى هى فعله تعالى وظهوره فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108)

أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ الّذى هو الولاية فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ وهي المشيّة الّتى هى الولاية المطلقة، وتماميّتها بظهورها بنحو الاطلاق فى هذا العالم، وظهورها كذلك ما كان الا بمحمّد (ص) وعلىّ (ع) فانّ سائر الانبياء والاولياء ولايتهم مقيّدة جزئيّة مقتبسة من ولاية علىّ (ع) الّتى هى المطلقة الكلّيّة صِدْقًا وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ لما يقولون فى علىّ (ع) الْعَلِيمُ بحال كلّ واستحقاقه (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لأنهم منحرفون عن الولاية التي هي سبيل الله إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ (116)

 فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ الاصل فى اسم الله هو الولاية وانّها الاسم الاعظم وان لا اسم الاّ وهو ظلّ لذلك الاسم الاعظم، وانّ عليّاً (ع) هو مظهره الاتمّ ولذا ورد عنه: لا اسم اعظم منّى إِنْ كُنتُمْ بِآياتهِ مُؤْمِنِينَ واعظم الآيات محمّد (ص) وعلىّ (ع) (118)

 وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ فى علىّ (ع) او شياطين الانس ليوحون الى اتباعهم ليجادلوكم فى علىّ (ع) باظهار ما يرى انّها مثالب لعلّى (ع) وان اطعتموهم صرتم مشركين بالله بواسطة الاشراك فى الولاية.وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ(121). أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا عن الباقر (ع) الميت الّذى لا يعرف هذا الشأن يعنى هذا الامر، واقول: المراد به الولاية اى الدّعوة الباطنة وقبولها والبيعة لها وقال (ع) جعلنا له نوراً اماماً يأتمّ به يعنى علىّ بن ابى طالب (ع) كمن مثله فى الظّلمات قال (ع) بيده هذا الخلق الّذين لا يعرفون شيئاً، وبهذا المضمون اخبار كثيرة، ويستفاد من هذا الخبر انّ المراد بالميّت غير العارف بأمر الولاية سواء كان عارفاً بامر النّبوّة او لم يكن، والحيوة معرفة امر الولاية كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فى ظلمات جهالاتهم محجوبين عن امر الولاية وضالّين عنه  (122)

وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا البيعة مع الله فى عرف اهل الله اذا اطلقت يراد بها البيعة العامّة النّبويّة او البيعة الخاصّة الولويّة، وبالاولى يحصل الاسلام وبالثّانية يحصل الايمان ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا وهو صراط الولاية فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ يصح تفسيره بالولاية وبمحمّد (ص) وبعلىّ (ع) كما ورد فى الاخبار ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) ثُمَّ ءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ الحسن المطلق منحصر فى الولاية المطلقة الّتى صاحبها علىّ (ع) وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ(154)  

أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جآءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيات اللَّهِ واعظمها علىّ (ع) وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ ءاياتنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157) هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ الولاية وهو علويّة محمّد (ص) ووجهة ولايته كما قال (ع): يا حار همدان من يمت يرنى أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيات رَبِّكَ وقد فسّرت الآيات فى هذه الآية بالائمّة (ع) وبطلوع الشّمس من مغربها وبخروج الدّجّال وبظهور القائم (ع) وبخروج دابّة الارض يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيات رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ ورد فى الخبر انّ الآية فارقوا دينهم وانّ المراد المفارقة عن علىّ (ع) وَكَانُوا شِيَعًا عن طريق القلب بالولاية التّكوينيّة لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(159). مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ وحقيقة الحسن هى الولاية المطلقة وهى علىّ (ع) بعلويّته فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ واصل السّيّئة اتّباع النّفس المعبّر عنه بولاية اعداء آل محمّد ومخالفيهم فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ(160). قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ يصحّ تفسير الصّراط بالولاية تارة وبعلىٍّ (ع) اخرى دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161)

قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فيه تعريض بالامّة كأنّه قال فتنبّهوا يا امّة محمّدٍ (ص) فلا تختلفوا بعده فى الدّين الّذى أتمّه بولاية علىٍّ (ع) .(164)

 

 

7

سورة الاعراف

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ من الكتاب الّذى هو صورة الولاية الّتى كانت متّحدة مع علىّ (ع) وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (3)

فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ بميزان الولاية ولّكل مرتبته بحسب مراتب ولاية علي (ع) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (8)

قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ  والمساجد الحقيقيّة البشريّة الّذين هم خلفاء الله فى ارضه وبيوته لخلقه واصل الكلّ هو خليفة الله الاعظم اعنى عليّاً (ع) وقد فسّر المسجد ههنا فى الخبر بالائمّة (ع) وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)

يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي والآيات العظيمة الّذين هم الانبياء (ع) والاولياء (ع) فَمَنْ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)

فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنْ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ بالاعراض عن خلفائه ومظاهره الولويّة ودعوة غيرهم قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37)

وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ فسّر بأمير المؤمنين (ع) وقال: انا ذلك المؤذّن بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ فسّر الظّلم فى الكتاب بالظّلم على آل محمّد (ص) (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ سبيل الله هو ولاية الامام وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (45) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ قال علىّ (ع) نحن على الاعراف، نعرف انصارنا بسيماهم، ونحن الاعراف الّذين لا يعرف الله عزّ وجلّ الاّ بسبيل معرفتنا، ونحن الاعراف يوقفنا الله عزّ وجلّ يوم القيامة على الصّراط فلا يدخل الجنّة الاّ من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النّار الاّ من انكرنا وانكرناه يَعْرِفُونَ كُلا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا الضمير راجع الى اصحاب الاعراف من شيعة علىّ (ع) الّذين استوت حسناتهم وسيّئاتهم كأنّهم ذكروا بالالتزام ذكر الاعراف أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)

أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا ءالاءَ اللَّهِ عن الصّادق (ع) انّه قال: اتدرى ما آلاء الله؟ - قيل: لا، قال: هى اعظم نعم الله على خلقه وهى ولايتنا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ ءابَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70)

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءامَنُوا بالبيعة العامة وَاتَّقَوْا بالبيعة الخاصة لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)

وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى ورد عنهم عليهم السّلام ونحن الكلمات التّامّات، وبما انّ الرّسالات والنّبوّات والولايات الجزئيّة هى مراتب الولاية المطلقة جااز تفسير ذلك بعلىّ (ع) عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ 137))

 وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ التفات من التّكلّم الى الغيبة اشارة الى انّ التّكلّم صدر من مقام ظهوره الّذى هو الولاية المطلقة المتحقّق بها علىّ (ع) كما انّ المتكلّم مع محمّد (ص) ليلة المعراج كان عليّاً (ع) قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)

وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا والخطاب لموسى (ع) وقومه او لمحمّد (ص) وقومه، وان قومك لضيقهم وعدم استقلال رأيهم مأمورون بأخذ الاحسن منها وهى الولاية سَأوْرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145)

إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فتنبّهوا يا امّة محمد (ص) ولا تفتروا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَءامَنُوا بالبيعة الخاصّة الولويّة إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)

 الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ اصل المعروف علىّ (ع) ثمّ ولايته وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ واصل الطيبات علىّ (ع) وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ النّور هو الولاية ولذلك فسّر بعلىٍّ (ع) فانّه الاصل فيها فانّ الولاية روح النّبوّة وقوامها ولذلك قال (ص) يا علىّ كنت مع كلّ بنىٍّ سرّاً ومعى جهراً أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ الى الولاية جعل الايمان بالنّبىّ (ص) واتّباعه هداية الى الايمان بعلىّ (ع) وقبول ولايته (ع) فانّ الايمان المقابل للاسلام هو ولاية علىّ (ع) بالبيعة الخاصّة والميثاق المخصوص كما فى اخبارنا؛ انّ الايمان هو معرفة هذا الامر او ولاية علىّ (ع) او الدّخول فى امرهم.(158) وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ هي الولاية المطلقة والمتحقّق بها هو علىّ) ع( وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159)

فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وهو تعريض بامّة محمّد  (ص) حيث اخذ عليهم الميثاق بان لا يفارقوا الكتاب وعترته )ص( وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (169)

وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فيه تنبيه لأمة محمد (ص) (176)

وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ........ فكأنّه قال تعالى بعد اعتبار مفهوم القيد: فادعوه باسمائه الحسنى من افراد البشر الّتى هى ببشريّتها سنخكم ويمكن لكم التّوسّل بها من الانبياء (ع) والاولياء (ع) وخاتم الكلّ والحاضر فى زمانكم محمّد (ص) وعلىّ (ع) فادعوه بهما وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 180)) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وهي الولاية والنّبوّة والرّسالة صورتها وَبِهِ يَعْدِلُونَ وقد فسّر هذه الآية فى اخبارٍ عديدةٍ بآل محمّد (ص) وأتباعهم (181)

يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ فسّر السّاعة فى رواياتنا بالقيامة وبظهور القائم عجّل الله فرجه وبوقت الموت أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ187))

 

 

8

سورة الانفال

مدنية

بسم الله الرحمن الرحيم

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ  فسّرت فى بعض الاخبار بما هو مختصّ بالرّسول (ص) والامام (ع) ممّا لا يوجف عليه بخيلٍ ولا ركابٍ وبطون الاودية والآجام والاراضى الموات والمعادن وميراث من لا وارث له وغير ذلك ممّا لا شركة لغيره فيه، وفسّرت فى بعضٍ آخر بالغنائم الّتى فيها الخمس للرّسول والبقيّة للمقاتلين، وورد انّها نزلت فى غنائم بدرٍ حين اختلفوا فيها وتنازعوا وتشاجروا قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ لا شراكة لغير الرّسول فيها فان فسّرت بالغنائم فهى منسوخة بآية التّخميس وان فسّرت بغير الغنائم فهى ثابتة فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامنوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ بالحياة الانسانيّة وهو الايمان الخاصّ الحاصل بالولاية ويعنى اذا داعكم الرّسول (ص) لولاية علىّ (ع) ودعاؤه دعاء الله فاستجيبوه، وقد فسّر فى الاخبار بولاية علىّ (ع) وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ اى سبيل الحجّ او النّبىّ (ص) او الولىّ (ع) فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)

قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا والمراد بالكفر الكفر بالله او بالنّبىّ (ص) او بالولىّ (ع) او بالولاية إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ (38) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وقد فسّر ذوى القربى بالامام من آل محمّد (ص) فانّه ذو القربى حقيقةً وفسّر الثّلاثة الاخيرة بمن كان من قرابات الرّسول (ص) إِنْ كُنتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ ان كان المراد منافقى الامّة فجريان الامر على يد علىّ (ع) فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ عن الصّادق (ع) انّه الدّخول فى امرنا فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ فلا تحزن لذلك فانّه يمكّن عليّاً (ع) واصحابه منهم وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) إِنَّ الَّذِينَ ءامنوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فى تحصيل الولاية وَالَّذِينَ ءاوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ ءامنوا بالبيعة العامّة او بالبيعة الخاصّة وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بترك البيعة النّبويّة او الولويّة بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)

 

9

سورة التوبة

مدنية

فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ والمراد باربعة اشهر عشرون من ذى الحجة الى عاشر ربيع الثّانى، ونقل انّ فتح مكّة كان فى الثّامن من الهجرة ونزول سورة براءة فى العام التّاسع وحجّة الوداع فى العاشر واتّفق مفسّروا العامّة والخاصّة انّه بعث رسول الله (ص) ابا بكر اميراً على الموسم فقالت الخاصّة: بعثه بسورة براءة ثمّ نزل عليه الوحى ان لا يؤدّى عنك الاّ رجل منك فبعث عليّاً (ع) فلحق بأبى بكرٍ واخذ سورة براءة منه وقالت العامّة: نزل براءة بعد بعثه (ص) ابا بكر فبعث بعده عليّاً (ع) فقيل له (ص) فى ذلك فقال لا يؤدّى الا رجل منّى وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2)

وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ اعلم، انّ تنزيل الآيات فى المشركين بالله وتأويلها فى المشركين بالولاية فانّ كلّ من بايع محمّداً (ص) اخذ عليه ان لا يخالف قوله فكلّ من خالف قوله فى علىّ (ع) نكث عهده ويمينه وكلّ من بايع عليّاً (ع) ثمّ خالفه فقد نكث عهده ويمينه لكنّ القتال ما وقع الاّ مع اصحاب الجمل والصّفّين والنّهروان وفى الاخبار ورد تفسيرها بحسب التّأويل بالمشركين بالولاية 12))

يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ الرّحمة هنا محمّد (ص) ونبوّته لانّها صورة الولاية الّتى هى الرّحمة، والرّضوان علىّ (ع) وولايته وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَتَّخِذُوا ءابَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ عن الباقر (ع) انّ الكفر فى الباطن فى هذه الآية ولاية مخالفى علىّ (ع) والايمان ولاية علىّ بن ابى طالب (ع)؛ وعلى هذا فليعمّ الايمان الايمان الخاصّ، ومعلوم انّ احكام الايمان العامّ جارية فى الايمان الخاصّ بل هو اولى بها من الايمان العامّ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ حيث وضع ولايته فى غير موضعها وظلم نفسه بالصّرف عن جهة الايمان الى جهة الكفر.(23)

ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ تعريض بالامّة حيث كانوا يكفرون بعد محمّدٍ (ص) بالولاية (26) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (27)

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ فيه تعريض بالامّة حيث اشركوا فى الولاية والطّاعة من لم ينصبه الله (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ والمراد بنور الله علىٍّ (ع) فانّها نور يظهر به الحقّ ويتميزّ به السّعيد عن الشّقى، والمراد بالاطفاء بالافواه القاء الشّبهات والاحاديث الموضوعات والتّحريف فى الكتاب للتّدليس وفى الاخبار ما يدلّ على التّعريض المذكور وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ بالله وبالرّسالة بحسب التّنزيل او بالولاية بحسب المراد (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ وقد فسّر دين الحقّ بولاية علىّ (ع) لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ فى اخبارنا، فعن الكاظم (ع) فى هذه الآية والآية السّابقة: هو الّذى امر رسوله بالولاية لوصيّه والولاية هى دين الحقّ ليظهره على جميع الاديان عند قيام القائم (ع) والله متمّ ولاية القائم ولو كره الكافرون بولاية علىّ (ع) قيل: هذا تنزيل؟ - قال: نعم هذا الحرف تنزيل وامّا غيره فتأويل وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ بالله او بالرّسالة او بالولاية (33)

إلا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا الكلمة تشمل الكلمات اللّفظيّة والكلمات التّكوينيّة وهى ان كانت منتسبة الى الولاية الّتى هى كلمة الله الحقيقيّة لانّ كلمة الله الحقيقيّة هى المشيّة الّتى يعبّر عنها بالحقّ المخلوق به، والاضافة الاشراقيّة والحقيقة المحمّديّة وعلويّة علىٍّ ) ع( وهى الولاية المطلقة وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 40))

لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ الحقّ هو الولاية فى العالم الكبير ومظهرها الاتمّ علىّ )ع( والامر النّبوّة ومظهرها الاتمّ محمّد) ص( وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (48)

قُلْ هَلْ تَربَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ فى الخبر فى تفسير الاّ احدى الحسينين امّا موت فى طاعة الله او ادراك ظهور امام. وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52)

الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ الظّاهرة عن الانفاق ابتغاء رضى الله حرصاً بالمال وعن البيعة مع النّبىّ (ص) والولىّ (ع) وايديهم الباطنة عن التّوسّل بذيل النّبوّة والولاية نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67)

وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وهى منتهى مراتب الجنان وهى مقام آل محمّد (ص) واتباعهم وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)

يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا نزلت فى الّذين تحالفوا وتعاهدوا فى مكّة بعد ان علموا انّ محمّداً (ص) يريد ان يجعل الخلافة لعلىّ (ع) على ان لا يردّوا هذا الامر فى بنى هاشم او فى الّذين قالوا بغدير خمّ: الا ترون عينيه كأنّهما عينا مجنونٍ، او فى الّذين تحالفوا على قتله فى العقبة بعد رجوعهم من تبوك والكلّ مروىٌّ وَمَا نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (74)

الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ ذكر فى نزوله ايضاً انّ عليّاً (ع) آجر نفسه فأتى باجرته الى النّبىّ (ص) فلمزه المنافقون  فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79)

وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ الخالصون للايمان المتحقّقون به وهم خلفاء الله بعد رسوله (ص) ولذلك ورد بطريق الحصر انّ المراد بالمؤمنين علىّ بن ابى طالب (ع) او الائمّة (ع)، فانّ اعمال العباد تعرض صباحاً ومساءً فى الدّنيا على من جعله الله شهيداً على الخلق  وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105

وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ قد ورد فى تعميم الآية انّه يجرى فى النّفر بعد وفاة الامام (ع) لتعيين الامام الّذى يكون بعده ودرك خدمته وتجديد التّوبة والبيعة معه (122) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامنوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)

 

 

10

سورة يونس

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَءامنوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ فسّر فى الاخبار بالشّفاعة وبمحمّد (ص) وبالولاية قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2) إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ويعبر عنه بالولاية المطلقة والحقيقة المحمّدية (ص) يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (3) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ ءامنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ والحقّ انّ حقيقة القسط هو الولاية المطلقة المتحقّق بها علىّ (ع)، وانّ كلّ قسط يوجد فى العالم انّما هو من فروع تلك الولاية، ولا يسمّى القسط قسطاً شرعاً الاّ اذا اتّصل الولاية التّكوينيّة بالولاية التّكليفيّة بالبيعة العامّة النّبويّة او بالبيعة الخاصّة الولويّة كأنّه قال ليجزى الّذين آمنوا بالبيعة العامّة او بالبيعة الخاصّة وعملوا الصّالحات بالبيعة الخاصّة وما يشترط فيها، او بامتثال شرائط البيعة الخاصّة بالاسلام او بالايمان وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4)

إِنَّ الَّذِينَ ءامنوا بالبيعة العامّة او بالبيعة الخاصّة وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)

لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى واصل الاحسان قبول الولاية وكلّ قول وفعل وحال وخلق يكون للانسان من جهة الولاية كان احساناً لانّ الحسن الحقيقىّ هو الولاية المطلقة الّتى مظهرها علىّ (ع) وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)

وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا بالله او بالولاية مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ فى الالهة او فى العبادة او فى الولاية او فى الطّاعة او فى المحبّة مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)

كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا عن طاعة العقل او النّبىّ (ص) او الولىّ (ع) أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (33)

قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى وتأويلها فى الاشراك بالولاية ولذا فسّر من يهدى بمحمّد (ص) وآله (ع) من بعده (ص) فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)

بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ يجوز ان يكون المراد تهديدهم باتيان مصاديق ما فى القرآن او ما فى اخبار النّبىّ (ص) او ما فى الاخبار بولاية علىّ (ع) او المراد بما لم يحيطوا بعلمه القرآن او النّبوّة وبتأويله الولاية كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40)

وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ عن الباقر (ع) تفسيرها فى الباطن انّ لكلّ قرن من هذه الامّة رسولاً من آل محمّد (ص).(47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)

أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ المعنى اثمّ اذا ما وقع العذاب حين ظهور القائم (ع) فى الكبير او الصّغير او حين الموت او حين بأس علىّ (ع) بعد محمّد (ص) وقد اشير الى الكلّ فى الاخبار آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)

وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ العذاب او ولاء علىّ (ع) كما فى الاخبار قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ جاعلين الله او عليّاً (ع) عاجزاً عن نفاذ حكمه.(53)

يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ حقيقة الشّفاء النّبوّة وحقيقة الهدى والرّحمة الولاية لانّ الرّسالة والنّبوّة سبب لايقاظ الخلق من الغفلة وتنبيههم على الحيرة والضّلالة (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فضل الله هو الرّسالة والنّبوّة اللّتان هما صورة الولاية والرّحمة هى الولاية، ولمّا كان النّبوّة والولاية من شؤن النّبىّ (ص) والولىّ (ع) ومتّحدتان معهما صحّ تفسيرهما بمحمّد (ص) وعلىّ (ع) فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)

الَّذِينَ ءامنوا بالبيعة الخاصّة والدّخول فى امر الائمّة وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ اختلف الاخبار فى تفسير البشرى بانّها الرّؤيا الحسنة الّتى يراها المؤمن او تبشير محمّد (ص) وعلىّ (ع) لهم عند الموت لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)

هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ينقادون فانّه يكفى فى ادراك آياتهما الانقياد للنّبىّ (ص) او الامام (ع) (67)

وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ التّقدير ان كنتم منقادين فان كنتم مؤمنين بالبيعة العامّة او الخاصّة فعليه توكّلوا يعنى انّ التّوكّل يقتضى امرين الانقياد والايمان بالبيعة العامّة النّبويّة او بالبيعة الخاصّة الولويّة (84) فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85)

وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ فى الخبر انّ رسول الله (ص) خطب النّاس فقال ايّها النّاس انّ الله عزّ وجلّ امر موسى (ع) وهارون (ع) ان يبنيا لقومهما بمصر بيوتاً وامرهما ان لا يبيت فى مسجدهما جنب ولا يقرب فيها النّساء الاّ هارون وذرّيّته، وانّ عليّاً (ع) منّى بمنزلة هارون من موسى فلا يحلّ لاحدٍ ان يقرب النّساء فى مسجدى ولا يبيت فيه جنباً الاّ علىّ (ع) وذرّيّته (87)

وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمْ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ والآية تعريض بأمّة محمّد (ص) فى اختلافهم بعده وحين حيوته بعد ما اظهر واعلى خلافة علىٍّ (ع)، وعلى هذا فربط الآية الآتية بهذه الآية واضح لانّها مفسّرة بولاية علىّ (ع).(93) فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ والمراد بما انزل خلافة علىّ (ع) او ما اوحى اليه (ص) ليلة الاسراء من عظمة مقام علىّ (ع) كما فى الخبر ولم يكن له شكّ لكنّه من باب ايّاك اعنى واسمعى يا جارة فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ الحق هو الولاية المطلقة ومظهرها علىّ (ع) فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ (94) وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ واصل الآيات هى الآية الكبرى الّتى هى ولاية علىّ (ع) فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ بالله او بالولاية او بعظمة شأن علىّ (ع) او بالرّسالة او بك.(96)

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ مصدّقين لك او للرّسالة او لعلىّ (ع) او للولاية  (99)

قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ المراد جاءكم علىّ (ع) باعتبار ولايته او ولاية علىّ (ع) او الولاية المطلقة ومظهرها علىّ (ع) مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ جملة ما يوحى اليك ومنها الولاية او ما يوحى اليك فى امر الولاية بخصوصه واتّباع ما يوحى فى امر الولاية امتثال بتبليغها وعدم الخوف من القوم ولذا أمره بالصّبر وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بينك وبين من نافق فى امر علىّ (ع) وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)

 

 

11

سورة هود

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ نقل انّه كناية عن انطواء قلوب المنافقين على بغض علىّ (ع) أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ عرش الرّحمن مشيّته الّتى هى فعله وكلمته والحقّ المخلوق به والولاية المطلقة والحقيقة المحمّديّة (ص) واضافته الاشراقيّة لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمْ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ يوم ظهور القائم (ع) او يوم الموت او يوم عذاب الدّنيا او يوم السّاعة وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (8) وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا واستعينوا بالصّبر بمحمّدٍ (ص) لنبوّته والمراد بعمل الصّالحات حقيقة هو الدّخول فى الايمان وتحت احكام الولاية وقد فسّر الصّلاة فى الآية المذكورة وهى اصل الاعمال الصّالحة بعلىّ (ع) وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11) فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ فى فضيلة علىّ (ع) او فى ولايته كما روى انّه (ص) دعا لعلىّ (ع) فاستهزأ قومه او انّه (ص) بعد ما نزل الوحى بولاية علىّ (ع)  خاف من تكذيب قومه فنزل الآية وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12)

أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ والمراد بالموصول محمّد (ص) او علىّ (ع) او جملة المؤمنين والمراد بالبيّنة الرّسول (ص) او رسالته او معجزاته او كتابه او احكام رسالته او علىّ (ع) او ولايته، والشّاهد امّا محمّد (ص) او علىّ (ع) وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً يستفاد من تفاسيرهم (ع) انّ احسن الوجوه الّذى امروا بالحمل عليه فيما نسب اليهم (ع) من مضمون: انّ القرآن ذو وجوهٍ فاحملوه على احسن وجوهه؛ هو ما يوافق مقام البيان أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ بالقرآن او الرّسول (ص) او علىّ (ع) او ما انزل من ولاية علىّ (ع) وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ من القرآن او شأن رسالتك او علىّ (ع) او شأن ولاية علىّ (ع)، هذا على ان يكون الخطاب لمحمّد (ص) وان كان الخطاب عامّاً فالمعنى فلانك يا من يتأتّى منه الخطاب فى مرية من محمّد (ص) او رسالته او القرآن او علىّ (ع) او ولايته إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ المراد مخالفوا آل محمّد (ص) (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بيان للظّالمين يعنى انّ الظّالمين آل محمّد (ص) حقّهم هم الّذين يعرضون عن آل محمّد (ص) ويمنعون غيرهم عنهم، وسبيل الله هو الامام وولايته وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ تهديدٌ لهم وتسلية للرّسول (ص) وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ حتّى يمنعوهم من عقوبة الله يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ والمقصود غاصبوا آل محمّد (ع) حقّهم مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ يعني لشدّة العذاب لا قدرة لهم على استماع شيءٍ او كانوا لا قدرة لهم على سماع فضيلة علىّ (ع) فى الدّنيا لبغضهم له (ع)، واسم كان امّا ضمير الظّالمين او الاولياء (ع) وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20)

إِنَّ الَّذِينَ ءامنوا ايماناً عامّاً بالبيعة العامّة النّبويّة او ايماناً خاصّاً بالبيعة الخاصّة الولويّة وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ممّا اخذ عليهم فى الميثاق والبيعة الولويّة اذ انّ اصل الصّالحات هو الولاية ولا يكون عمل صالح الاّ بقبول الولاية وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)

وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فيه تعريض بامّة محمّد )ص( وجحودهم بعلىّ (ع) وكفرهم به وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ كأنّه قال فلا تجحدوا يا امّة محمّد (ص) بآيات ربّكم وخلفائه ولا تعصوا رسوله فى مخالفة قوله فى علىّ (ع) ولا تتّبعوا امر الجبّار الّذى يتجبّر على علىّ (ع) ويعانده.(59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ فلا تكفروا انتم بعلىّ (ع) فيقال بعداً لكم كما يقال أَلا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُوداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِثَمُودَ فيه تعريض بامّة محمّد (ص) (68)

مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ فيه تعريض بأمّة محمّد )ص) والمراد مطلق من ظلم او من ظلم مثل ظلمهم (83)

وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ وقد فسّر الجنّة فى هذه الآية بولاية آل محمّد (ص) (108)

وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا والمراد بالظّلم ظلم آل محمّد (ص) ويجرى فى كلّ من ظلم غيره فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ تُنصَرُونَ (113)

إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وقد فسّر فى الاخبار بشيعة آل محمّد )ص)، وانّهم متّحدون وانّ غيرهم مختلفون وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)

 

 

12

سورة يوسف

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ اصل النّعمة هو الولاية والنّبوّة صورتها المكمّلة لها والمراد باتمام نعمته عليه اتمام نعمة الولاية بنعمة النّبوّة والرّسالة والسّلطنة فى الدّنيا والآخرة وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)

وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فسّر الاشراك فى اكثر الآيات بالاشراك فى الولاية فى اخبارنا المعصوميّة ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (38)

 

13

سورة الرعد

مدنية

بسم الله الرحمن الرحيم

اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ وهو فعله الّذى هو اضافته الاشراقيّة المسمّاة بالمشيّة والولاية المطلقة والحقيقة المحمّديّة (ص) يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)

أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ عن الصّادق (ع) انّه خاطب شيعته بقوله انتم اولوا الالباب فى كتاب الله، (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ والمراد بالعهد هو العهد العامّ النّبوىّ والوفاء به الى آخر اركانه الاسلاميّة وهو البيعة الولويّة الّتى عبّروا عنها فى الاخبار بالولاية وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ الميثاق الولاية الّذى حصل لهم بالوفاء بعهد النّبوّة، وتسميته ميثاقاً لكونه عقداً على عقد فانّه بعد عقد البيعة النّبويّة، وفى الخبر اشارة الى ذلك (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ اوّل ما امر الله به من صلة الارحام الوصلة مع نبىّ الوقت بالبيعة العامّة، ثمّ الوصلة مع ولىّ الوقت بالبيعة الخاصّة، ثمّ مع المسلمين بقرابة الرّحم المعنويّة وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ الحسنة هى الولاية وكلّ فعل او حال او خلق كان متّصلاً بالولاية كان حسنةً، والسّيئّة فى الحقيقة هى عدوّ علىًّ (ع) أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)

وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ اى عهد النّبوّة من بعد ميثاقه وتأكّده بعهد الولاية وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)

الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ فسّر الّذين آمنوا بالشّيعة الّذين بايعوا بيعة خاصّة ولويّة وذكر الله بامير المؤمنين )ع) والائمّة (ع) وفسّر ذكر الله بمحمّد  )ص) أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وفسّرت فى الاخبار بشجرٍ فى الجنّة موصوف باوصاف عديدة اصله فى بيت محمّد (ص) او علىّ (ع).وَحُسْنُ مَآبٍ (29) كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ من القرآن والاحكام وقصص الماضين بل اصل ما اوحينا اليك وهو ولاية علىّ (ع) وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَانِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30)

وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ من صورة الكتاب وهو القرآن خصوصاً ما انزل فيه من ولاية علىّ (ع) وَمِنْ الأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ وهو ما لا يوافق أهوائهم وأغراضهم خصوصاً ولاية علىّ (ع) قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36) وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُمْ فى اخفاء ما يكرهونه وخصوصاً ولاية علىّ (ع)  بَعْدَمَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ وقد مضى مراراً تفسير الولّى والنّصير وانّهما كنايتان عن مظهر الولاية ومظهر الرّسالة (37)

وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ اعلم، انّ خليفة الله لمّا كان ذا جهتين له وجهة آلهيّة بها يأخذ من الله ووجهة خلقيّة بها يوصل المأخوذ، فاذا تحقّق لوجهته الخلقيّة رجل واحد يأخذ منه كفاه وكفى فى صدق خلافته فقال تعالى: قل انّى رسول الله وفى رسالتى يكفى الله المعطى والّذى عنده علم الكتاب آخذاً منّى ويكفينى شهادتهما لا حاجة لى فى صدق رسالتى وتبليغى اليكم انكرتم او اقررتم، ومن عنده علم الكتاب لا يجوز ان يكون غير علىٍّ (ع) ولم يدّع احد جميع علم الكتاب من الامّة الاّ علىّ)ع) واولاده المعصومون (ع)، فعنه (ع) الا انّ العلم الّذى هبط به آدم (ع) من السّماء الى الارض وجميع ما فضّل به النّبيّون (ع) الى خاتم النّبيّين (ص) فى عترة خاتم النّبيّين (ع)، والاخبار فى هذا المعنى وفى تخصيص علم الكتاب بعلىّ )ع) او به وبالائمّة (ع) كثيرةٌ (43)

 

 

14

سورة ابراهيم

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(17) مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ تعريض بمنافقى الامّة لانّهم اغترّوا بما عملوه فى الاسلام من العبادات والانفاقات والاعتاقات وتركوا الولاية وكفروا به فكفروا بمحمّد (ص) فكفروا بالله لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ  (18)أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ اى متلبّساً بالحقّ لانّه لا باطل فيه او بواسطة الحقّ الّذى هو الولاية المطلقة إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19)

وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ بلسان مظهر محمّد  )ص) وعلىّ (ع) وعدكم وعد الحقّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)

تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ عن الصّادق (ع) انّه سئل عن الشّجرة فى هذه الآية فقال: رسول الله (ص) اصلها، وامير المؤمنين (ع) فرعها، والائمّة من ذرّيّتهما اغصانها، وعلم الائمّة (ع) ثمرتها، وشيعتهم المؤمنون ورقها، والاخبار بهذا المضمون كثيرة (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا يعنى بعد ما علم انّ محمّداً  )ص) وعليّا )ع) هما الشّجرة الطّيّبة الثّابتة فمن آمن بهما يثبّته الله بهما وهما القول الثّابت او بايمانه وهو ايضاً قول ثابت  فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا  فلا يشكّون فى دينهم وفى آخر الحياة الدّنيا فلا يمكن للشّيطان ان يفتنهم عند الموت وَفِي الآخِرَةِ فلا يزلفون الى النّار وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ الّذين انصرفوا عن الشّجرة الطّيّبة الى الشّجرة الخبيثة لانّهم ظلموا انفسهم بمنعها عن حقّها الّذى هو اتّباعها للشّجرة الطّيبّة وظلموا آل محمّد (ص) بمنعهم عن حقّهم الّذى هو انقيادهم لهم وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ وقد فسّر فى الاخبار الّذين بدّلوا نعمة الله بالافجرين من قريش بنى اميّة وبنى المغيرة، ونعمة الله بمحمّد (ص) وفسّروا بقريش قاطبة ونعمة الله بمحمّد )ص) وفسّر نعمة الله بعلىّ (ع) والمبدّلون بالمنحرفين عنه )ع).(28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ بحسب مظاهره أَندَادًا يعنى جعلوا لمحمّد (ص) وعلىّ (ع) انداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ وهو علىّ (ع) وطريق الولاية قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)

رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي المقصود بالتّبعيّة التّبعيّة الحقيقيّة الّتى تحصل بالبيعة العامّة او الخاصّة  فَإِنَّهُ مِنِّي وقد ورد فى اخبارنا الاماميّة انّ من أحبّنا فهو منّا، ومن اطاعنا فهو منّا، ومن اتّقى وأصلح فهو منّا اهل البيت وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي وقد ورد فى اخبارنا: نحن بقيّة تلك الذرّيّة ونحن هم، ونحن بقيّة تلك العترة وكانت دعوة ابراهيم (ع) لنا خاصّةً بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وورد فى اخبارنا: انّ دعوة ابراهيم )ع) كانت فى حقّنا حيث لم يقل تهوى اليه حتّى يرجع الى البيت بل قال اليهم حال كون الضّمير راجعاً الى الّذرّيّة، وفى هذه الدّعوة طلب للتّوسعة على الذّرّيّة وطلب للنّجاة والفلاح للخلق وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)

يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وذلك حين ظهور القائم عجّل الله فرجه فى العالم الصّغير كما فسّر السّاعة بظهور القائم وبالقيامة وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)

 

 

15

سورة الحجر

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

الر تِلْكَ ءايَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ عطف القرآن على الكتاب للاشارة الى انّ المشار اليه كما انّه آيات كتاب النّبوّة وكتاب الفرق كذلك آيات كتاب الولاية وكتاب الجمع، وتنكير القرآن للاشارة الى انّه آيات شأن من شؤن الولاية لا انّه آيات حقيقة الولاية.(1)

مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلا بِالْحَقِّ الحقّ هو الولاية المطلقة وهى اضافة الحقّ الاوّل تعالى شأنه اضافة اشراقيّة وان كلّ حقّ فهو حقّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8)

إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ وقد فسّر فى الاخبار الوقت المعلوم بظهور القائم عجّل الله فرجه وذبحه ايّاه او ذبح رسول الله (ص) ايّاه (38)

قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ونقل: صراط علىّ باضافة الصّراط الى علىّ (ع) وفسّر الصّراط او علىّ بامير المؤمنين (ع) (41)

وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ فى الاخبار: انتم والله الّذين قال الله ونزعنا ما فى صدورهم، ووالله ما اراد بهذا غيركم.(47)

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وورد عنهم (ع) انّا نحن المتوسّمون وانّ السّبيل فينا مقيم، وورد انّ فى الامام آية للمتوسّمين وهو السّبيل.(75)

وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالقرءان الْعَظِيمَ القرآن صورة تدوين مراتب العالم السبع وانّ فاتحة الكتاب مختصرة من القرآن وانّه مجموع فيها، وانّ الائمّة هم المتحقّقون بتلك المراتب، وانّ محمّداً (ص) صاحب المقام المحمود وانّ ذلك المقام هو القرآن العظيم ويصحّ تفسير السّبع المثانى بالقرآن جملةً، وبسورة فاتحة الكتاب، وبالمثانى من السّور وبالسّور السّبع الطّول وبالصّحف السّابقة وبالكتب السّماوية تماماً وبالائمةّ (ع).(87)

فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ورد فى أخبارنا انّ الآية نزلت بمكّة بعد ان اكتتم محمّد (ص) امره بعد بعثته خمس سنين او ثلاث سنين ولم يكن معه الاّ علىّ (ع) وخديجة )ع) ثمّ امر بالاظهار فكان يظهر امره على قبائل العرب.(94)

 

  

16

سورة النحل

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ هذا الرّوح الّذى هو اعظم من جبرئيل يكون مع العظماء من الانبياء والاولياء (ع) كخاتم النّبيّين )ص (وخلفائه المعصومين)ع) أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِي2).)

وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وقد ورد فى الاخبار لولا الامام لماجت الارض بأهلها، او لو فقد الحجّة لساخت الارض باهلها، وغير ذلك من الاخبار فبوجود خلفاء الله (ع) وجود الارض وسكونها وقرارها وَأَنْهَارًا وَسُبُلا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ(16)  وتفسير باطنه رسول الله (ص) والائمّة (ع) واصحابهم وخلفاؤهم كما اشير اليه فى الاخبار.أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (17)

إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فى الخبر لا يؤمنون بالآخرة يعنى الرّجعة قُلُوبُهُمْ مُنكِرَةٌ يعنى كافرة وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ يعنى عن ولاية علىّ (ع) (22) لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ يعنى عن ولاية علىٍّ (ع)(23)  وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ عن الباقر (ع) ماذا انزل ربّكم فى علىٍّ (ع) قالوا اساطير الاوّلين (24)

الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ظالمين فى حقّهم او فى حقّ امامهم فانّه بمنزلة انفسهم فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ(29). وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحسن على الاطلاق علىّ)ع) وكلّما اتّصل به من طريق الولاية كان ذا حسن به فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30)

الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ على طريق الولاية (32)  هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ أو بخروج القائم (ع) كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33)

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ فى الخبر، ما بعث الله نبيّاً قطّ الاّ بولايتنا والبراءة من اعدائنا وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ يعنى بتكذيبهم آل محمّد (ع).... انّ شأن النّبوّة الانذار والدّلالة الى الولاية وانّ ولاية كلّ ولىّ ظلّ من ولاية الاولياء الكلّيّة وهم آل محمّد  )ص) وانّ عبادة الله لا تتصوّر الاّ من طريق الولاية وانّ آل محمّد (ص) مظاهر الله وعبادة الله لا تتصوّر الاّ بتوسّط طاعة المظاهر فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)

لِيُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله او الآخرة او بالولاية أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39) إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40). وقد ورد عن الصّادق (ع) انّه قال لابى بصير: ما تقول فى هذه الآية؟ - فقال: انّ المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله (ص) انّ الله لا يبعث الموتى قال: فقال: تبّاً لمن قال هذا؛ سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله ام بالّلات والعزّى؟! قال قلت: جعلت فداك فأوجدنيه قال: فقال: يا ابا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله قوماً من شيعتنا قوائم سيوفهم على عواتقهم فيبلغ ذلك قوماً من شيعتنا لم يموتوا فيقولون: بعث فلان وفلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم (ع)...... وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ والذّكر يطلق على الاولياء واحكامهم وعلى الانبياء والرّسل (ع) واحكامهم وكتبهم الآلهيّة تفسير الذّكر بالرّسول (ص) وبعلىّ (ع) وبالقرآن وبسائر الكتب السّماوية وبأحكام الرّسالة والنّبوّة الّتى هى الملّة الآلهيّة صحيح، وكذلك تفسير اهل الذّكر بالانبياء والاولياء (ع) والاصل فى الكلّ آل محمّد (ص) وبمن قبل الدّعوة العامّة ومن قبل الدّعوة الخاصّة و حقيقة الولاية وخاتم الاولياء وهو علىّ (ع) هو المتحقّق بها ومظهرها التّامّ وسائر الاولياء (ع) مظاهر علىّ (ع) ومن اظلاله إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ البيّنات آثار النّبوّة والرّسالة واحكامهما والزّبر آثار الولاية واحكامها وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ والمقصود من مجموع ما نزل ولاية علىّ )ع) وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ وخصوصاً انكار الولاية الّتى بها قوام الصّالحات أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (45)

وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ لمّا علمت انّ غاية النّبوّة الدّلالة على الولاية ولولا الولاية لما كان للنّبوّة غاية وانّ الّذى هو معظم ما اختلفوا فيه هو النّبأ العظيم الّذى هم فيه مخلتفون علمت انّ المعنى لتبيّن لهم الولاية وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(64)  

وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ فى الخبر: نحن والله النّحل الّذى اوحى اليه ان اتّخذى من الجبال بيوتاً امرنا ان نتّخذ من العرب شيعةً، ومن الشّجر يقول من العجم وممّا يعرشون يقول من الموالى، والّذى يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه اى العلم الّذى يخرج منّا اليكم أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا المقصود من الآيات السّابقة والّلاحقة هو تمثيل حال علىٍّ (ع) فانّ النّعمة الحقيقيّة هو علىّ (ع) وولايته واصل من رزقه الله تعالى رزقاً حسناً هو علىّ (ع) فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (75) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا للشّركاء ولنفسه او للكافر والمؤمن او لعلىّ  )ع) ولاعدائه ومخالفيه رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ المقصود انّكم لمّا لم تكونوا عالمين باحوال الاشياء والعباد لم يجز لكم ان تختاروا من عند انفسكم شريكاً لله او لعلىٍّ (ع) ولا احداً لهدايتكم وجلب نفعكم ودفع ضرّكم ولزم ان تكلوا الامر اليه تعالى وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)

فَإِنْ تَوَلَّوْا عن تلك النّعمة العظمى الّتى هى ولاية علىٍّ (ع) فلا بأس عليك فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (82) يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ فسّر فى اخبار عديدةٍ نعمة الله ههنا بعلىٍّ (ع)، وقد ذكر فى بعض الاخبار انّ الآية نزلت بعد ما قالوا عرفنا صدق محمّد )ص) ولكن لا نطيعه فى علىٍّ (ع) ولا نتولّى عليّاً (ع) ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الْكَافِرُونَ فى عين اسلامهم بك لانّهم كفروا بعلىٍّ )ع)(83). وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ المقصود تهديد من خالف من امّته  )ص) خليفته عليّاً (ع) كما انّ الآيات السّابقة كانت لترغيبهم اليه (ع) (84) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ (85)

الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كفروا بالله او بالرّسول او بالولاية ومنعوا الغير عن الولاية او اعرضوا عنها زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى الى الولاية والايمان القلبىّ الحاصل بالبيعة الخاصّة الولويّة وَرَحْمَةً لانّ النّبوّة لكونها صورة الولاية رحمة بكون الولاية رحمة وَبُشْرَى بشارة الى مراتب الولاية لِلْمُسْلِمِينَ (89) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ فسّر العدل فى اخبارنا بمحمّد (ص) لاختصاص النّبوّة والرّسالة به (ص) وفسّر فى الاخبار بعلىٍّ (ع) وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ وعهد الله هو العهد المأخوذ فى البيعة العامّة النّبويّة الاسلامية او البيعة الخاصّة الولويّة الايمانيّة إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وهو مبالغة فى نهى من يبايع عليّاً (ع) فى الغدير عن نقض بيعته بعد ما بايع محمّداً (ص) بيعة اسلاميّة ولقد اكّد تلك البيعة نفسها ايضاً بان امر النّبىّ (ص) الخلائق بالبيعة مع علىّ (ع) فى ذلك اليوم ثلاثة مرّاتٍ، وفى خبر ولقد عقد محمّد (ص) عليهم البيعة لعلىّ (ع) فى عشرة مواطن، وقد فسّرت الآية فى الاخبار ببيعة غدير خمٍّ وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ كراهة ان تكون امّة هم علىّ (ع) واتباعه اربى من امّة هم مخالفوهم إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ واعظم ما فيه تختلفون ولاية علىٍّ (ع) لانّها النّبأ العظيم الّذى هم فيه مختلفون.(92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً تهديد لهم على اعمالهم وتحذير عمّا يضمرونه من عداوة علىٍّ )ع) وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ التّكوينىّ الّذى هو طريق القلب والتّكفليفىّ الّذى هو طريق الولاية وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ كثرت الاخبار من طريق الخاصّة فى تفسير الآيات من قوله تعالى واوفوا بعهد الله الى قوله ولنجزينّهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون بولاية علىّ )ع) ونزولها حين قال النّبىّ (ص):  سلّموا على علىّ )ع) بامرة المؤمنين وامرهم بالبيعة معه.(94) وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ بيعة محمّد (ص) او بيعة علىّ (ع) ثَمَنًا قَلِيلا من اعراض الدّنيا واغراضها بان تنكثوا بيعة علىّ (ع) خوفاً من فوت الجاه وطمعاً فى الرّياسة إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ واحسن الاعمال هو الّذى كان على تذكّر من الله ومن الولاية بل الاحسن هو نفس الولاية، وهذه الآية ارجى آيةٍ للبائعين فطوبى لمن صبر على بيعته96).) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا العمل الصّالح الحقيقىّ هو الّذى يكون مرتبطاً بالولاية، وهو اصل جميع الصّالحات وهو عمل نفس الولاية مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)

إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ وفى الاخبار انّ الشّيطان يسلّط من المؤمن على بدنه ولا يسلّط على دينه وفى خبرٍ ليس له ان يزيلهم عن الولاية فامّا الذّنوب واشباه ذلك فانّه ينال منهم كما ينال من غيرهم.(100)

 قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ الضّمير فى نزّله للتّبديل وارجاعه الى خصوص امر ولاية علىّ (ع) لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ الولاية هى الّتى يثبّت بها ايمان المؤمنين وهى الهدى والبشرى للمسلمين. (102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لا يَهْدِيهِمْ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)

وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ اى على اصحابك وما فعل بهم من القتل والمثلة بناءً على نزول الآية، او ولا تحزن على الضّالين الماكرين لك او لعلىّ (ع) او للمؤمنين وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ فى حقّ اصحابك او فيك او فى علىّ (ع) (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وهم اصحابك، او انت واتباعك، او علىّ (ع) واتباعه وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)  

 

 

17

سورة الاسراء

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم 

 عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ الآية في مقام تعريض لامّة محمّدٍ (ص) وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا وعن ائمّتنا (ع) انّهم فسّروا الافسادتين بقتل علىٍّ (ع) وطعن الحسن (ع)، والعلوّ الكبير بقتل الحسين (ع) والعباد اولى البأس بقومٍ يبعثهم الله قبل خروج القائم (ع) فلا يدعون وتراً لآل محمّدٍ (ص) ووعد الله بخروج القائم (ع) وردّ الكرّة عليهم بخروج الحسين (ع) فى سيعين من اصحابه عليهم البيض المذهّب حين كان الحجّة القائمة (ع) بين اظهرهم وتملّك الحسين (ع) حتّى يقع حاجباه الى عينيه وفسّر بعلىٍّ )ع) ويوم الجمل وبنى اميّة وبالقائم (ع) واصحابه على نحو يظنّ انّه تنزيل لا تأويل.(8) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وقد فسّرت فى اخبارٍ عديدةٍ بالولاية وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)

مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا(18)  وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ قيّده بالايمان وهو الولاية الّتى تحصل بالبيعة الخاصّة الولويّة لانّ العمل بدون الولاية لا اثر له ولا فائدة فيه كما ورد: لو انّ عبداً بعد الله تحت الميزاب سبعين خريفاً قائماً ليله صائماً نهاره ولم يكن له ولاية ولىّ امّره لأكبّه الله على منخريه فى النّار  فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وهو الولاية المطلقة وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)

وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ.... وفسر ذى القربى بالقرابات الصّوريّة وبالقرابات الاسلاميّة وبالقرابات الايمانيّة وبالامام وباقرباء محمّد وبآل محمّد (ص) كلّها صحيح، وكذا تفسير الحقّ المالىّ بالحقّ الميراثىّ وبفدك لفاطمة (ع) وَالْمِسْكِينَ ...... الذي اعجزه الشّيطان والنّفس عن الوصول الى الامام (ع) بعد الوصول الى النّبىّ (ص) او عن السّلوك الى الله بعد الوصول الى الامام وَابْنَ السَّبِيلِ.....  المنقطع عن الامام )ع) السّائر اليه ظاهراً او باطناً فاختلاف الاخبار فى تفسير الآية لكثرة مراتبها وسعة وجوهها والكلّ صحيح من غير خللٍ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26)

وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا الآية كما ورد نزلت فى قتل الحسين (ع) والمعنى فلا يكن اسراف فى القتل ولو قتل جميع اهل الارض بالحسين (ع) كما فسّرت فى الاخبار به (33) وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ المأخوذ عليكم فى البيعة العامّة النّبويّة خصوصاً، حتّى يؤدّى بكم الوفاء بعهد الاسلام الى عهد الايمان الّذى يؤخذ بالبيعة الخاصّة الولويّة والوفاء به إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً (34)

ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ التّوحيد اهمّ الخصال لانّه غاية الغايات ومنتهى النّهايات، او لتوحيدها فى مظهرها الولوىّ كأنّه قال: ولا تجعل مع علىّ (ع) وليّاً آخر فانّه ايضاً غاية التّوحيد العلمىّ وغاية سائر الخصال العمليّة فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا39) )

وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ويمكن ان يراد بالقرآن القرآن المعهود الّذى هو فى ولاية علىّ (ع) وان يراد بربك الرّبّ المضاف وهو الرّبّ فى الولاية وهو علىّ (ع) بعلويّته، وفى الاخبار فى الجملة اشعار بما ذكر (46)

وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ومن يستأهل للخلافة والولاية ومن لا يستأهل؛ فمالهم يتكلّمون فى النّيوّة وينكرون نبوّتك لكونك يتيماً غير ذى مالٍ او يتكلّمون فى الخلافة وينكرون خلافة علىٍّ (ع) وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ روى عن النّبىّ (ص) انّ الله فضّل انبياءه المرسلين (ع) على ملائكته المقرّبين (ع) وفضّلنى على جميع النّبيّين والمرسلين (ع)، والفضل بعدى لك يا علىّ (ع) وللائمّة من ولدك (ع)، وانّ الملائكة لخدّامنا وخدّام محبّينا وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55) قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (56)

 وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا اعلم، انّ الانسان ان لم يتّصل بنفسه وقواها بالله تعالى بتوسّط عروة الولاية الوثقى فانّه سيهلك قبل يوم القيامة عن الحياة الانسانيّة ويحيى بالحياة البهيميّة او الشّيطانيّة ويحشر فى زمرتها، وان اتّصل الى الله بنفسه كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)

وَإِذْ الشّجرة الملعونة فسّرت فى اخبارنا تارة ببنى اميّة عموماً، وتارةً ببنى مروان، وتارة بمروان وبنيه.قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)

إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً فسّر العباد فى الآية فى الاخبار بعلىّ بن ابى طالب (ع) ( (65   

 يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ  بعض الاخبار يفسّر الامام بامام حقٍّ فى كلّ زمانٍ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71)

وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ عن المعهود الّذى اوحينا اليك وهو ولاية علىّ (ع) كما روى لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73)

وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا السّلطان النّصير هو الولاية المطلقة الظّاهرة فى مظاهرها الكلّيّة والجزئيّة، واصل كلّ المظاهر علىّ (ع) ببشريّته كما انّه حقيقة الولاية المطلقة بعلويّته وقد اجابه (ص) الله تعالى حيث كان علىّ (ع) معه بعلويّته سرّاً وببشريّته جهراً وهو كان بعلويّته السّكينة النّازلة عليه (ص) بصورته المثاليّة.(80) وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ الولاية المطلقة هى الحقّ وبحقّيّتها حقّيّة كلّ ذى حقٍّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)

قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً ولا ينافى ذلك تعميم الاية لجميع موارد صدقها كما هو شأن جميع الآيات من كون المقصود بالذّات من ذكر الخيرات عليّاً) ع) (84) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ورد فى بيان الرّوح انّها ملك اعظم من جبرئيل وميكائيل وكان مع محمّدٍ (ص) ثمّ مع الائمّة (ع)

قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ جملة القرآن او قرآن ولاية علىّ )ع) كما اشير اليه فى الخبر لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنَ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا بالله او بنبوّتك او بولاية علىّ (ع) (89)

وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمْ الْهُدَى اى الرّسالة او الكتاب السّماوىّ او الولاية فانّ الكلّ ما به الهداية الى الله كما انّ الاوّلين هداية الى الولاية ايضاً إِلا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولاً (94)

ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا واصل الآيات وأعظمها علىّ )ع) وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلا كُفُورًا بالتّوحيد او بك او بعلىٍّ )ع) (99) قُلْ لَوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي رحمة الرّبّ هى الولاية وسائر النّعم الظّاهرة والباطنة تسمّى رحمة باتّصالها بالولاية واذا لم تتّصل بالولاية تكون سخطاً ونقمةً واستدارجاً إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُورًا (100)

وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ويجوز ان يراد بالقرآن الامر بالولاية مخصوصاً وان يراد بتفريقه تنزيله اشارةً مثل انّما وليّكم الله، واطيعوا الرّسول، وتصريحاً مثل بلّغ ما انزل اليك فى علىّ (ع).(106) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ اى من قبل القرآن مثل اهل الكتاب الّذين علموا بعثتى وصدق كتابى من كتبهم قبل ظهورى او من قبل القرآن الّذى فى ولاية علىٍّ (ع) كالّذين تيقّنوا عظمة شأن علىٍّ (ع) من امّة محمّدٍ (ص) إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107)

 

 

18

سورة الكهف

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم 

قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا وقد فسّر البأس الشّديد بعلىٍّ (ع) فانّه الرّحمة للمؤمنين والبأس للكافرين فى الدّنيا والآخرة مِنْ لَدُنْهُ من لدن العبد المنزل عليه الكتاب كما فسّر، او من لدن الله وقد فسّر لدن رسول الله (ص) بعلىٍّ (ع) وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)  فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ حديث اصحاب الكهف او القرآن جملةً او حديث ولاية علىٍّ ) ع) وهو المقصود أَسَفًا تأسّفاً على تولّيهم عن الايمان شفقةً بهم وحرصاً على ايمانهم بعلىٍّ (ع).(6)

وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ فى الاخبار عن القصص الماضيات، او فى الاخبار عن المغيبات مطلقاً، او فى احكام العباد، او فى ولاية علىٍّ )ع) وهذا هو المناسب لما بعده لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا والّذكر هو الرّسول (ص) او امير المؤمنين (ع)، او المراد من الذّكر تذكّر الله وتذكّر اوامره ونواهيه وثوابه وعقابه وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ او قل الولاية هو الحقّ من ربّكم فمن شاء فليؤمن بالبيعة الخاصّة الولويّة ومن شاء فليكفر فانّه لا اكراه فى الدّين وطريق الولاية فالاختيار فى ذلك اليكم  فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا (29) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا بالولاية بالبيعة الخاصّة الولوية او انّ الّذين اسلموا بك بالبيعة العامّة النّبويّة وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بالاتّصال بالولاية إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا (30)

الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ وباصل كلّ الصّالحات وهى الولاية، وبالمحبّة اللاّزمة للولاية او المستتبعة لها خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً 46))

وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا بالايمان الخاصّ والبيعة مع علىّ (ع) بقرينة } إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ { فانّ الهداية خاصّة بشأن الولاية كما انّ الانذار خاصّ بشأن النّبوّة إِذْ جَاءهُمْ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ قُبُلاً (55)

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ والمقصود ههنا الانبياء والاولياء (ع) فانّهم الآيات العظمى واسباب ظهور سائر الآيات  فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ يحتمل ان يكون كلاماً منقطعاً عن سابقه ويكون جواباً عن تحيّره فى عدم قبولهم قوله (ص) فى علىّ (ع) وولايته كأنّه قال: مالك تتحيّر فى عدم قبولهم قولك فى ولاية علىٍّ (ع) او مالك تتحسّر على اعراضهم عن علىٍّ (ع) وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمْ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً (58) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا فيه تعريض بامّة محمّدٍ (ص) وتحذير عن الاعراض عن الآيات وترغيب فى الاقبال عليها وقبول قوله (ص) فى علىٍّ (ع) وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)

قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا اعلم، انّ الانبياء (ع) لهم مقامات ثلاثة بحسب نسبتهم الى الخلق: الاوّل مقام البشريّة وبه يتعيّشون مثلهم ويأكلون ويشربون ويسعون فى حاجاتهم والثّانى مقام الرّسالة وبه يؤسّسون نظام معاش الخلق بحيث يؤدّى الى صلاح الدّارين ويسنّون حدود الله والثّالث مقام الولاية وبحسب ذلك المقام كانوا يدعون المستعدّين دون غيرهم الى طريق القلب والسّير الى الله والسّلوك الى الآخرة باللّطف فقط من غير قهرٍ واجبار وكانوا يأخذون البيعة منهم على شرائطها المقرّرة عندهم ويسمّى تلك الدّعوة والبيعة دعوة خاصّة باطنة وبيعة خاصّة ولويّة، وبعد تلك البيعة يقع اسم الايمان عليهم.... وغايته قبول الولاية وقبول الدّعوة الباطنة والبيعة الخاصّة، ولمّا كان ذلك يحصل بالانتحال والانقياد لاحكام الشّرع اكتفوا بعد زمن النّبىّ )ص) فى اطلاق اسم الاسلام وجريان احكامه بمحض هذا الانقياد من دون حصوله بالبيعة .....ولذلك التزموا فيه البيعة ولم يرضوا عنها باعتقاد الجنان فقط، ومن هذا يظهر سرّ من اسرار قعود علىّ (ع) فى بيته وارخاء العنان نحواً من خمس وعشرين سنةً، وهكذا كان حال اولياء الله (ع) وائمّة الهدى (66)

الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي ولمّا كان علىّ (ع) بعلويّتيه حقيقة ذكر الله تعالى فسّروه بعلىٍّ (ع) وولايته؛ فعن الرّضا (ع) انّ غطاء العين لا يمنع من الّذكر والّذكر لا يرى بالعين ولكنّ الله عزّ وجلّ شبّه الكافرين بولاية علىّ (ع) بن ابى طالب بالعميان لانّهم كانوا يستثقلون قول النّبىّ (ص) فيه ولا يستطيعون له سمعاً، وعن الصّادق (ع) فى هذه الآية يعنى بالذّكر ولاية امير المؤمنين (ع) قال: كانوا لا يستطيعون اذا ذكر علىّ (ع) عندهم ان يسمعوا ذكره لشّدة بغضٍ له (ع) وعداوةٍ منهم له (ع) ولاهل بيته (ع) وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا اى لا يقدرون على التّقليد والانقياد، والمقصود انّ الكفّار ليس لهم قلب حتّى يمكنهم التّحقيق به والشّهود لعلىٍّ (ع) من حيث كونه ذكراً (101) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا بولاية علىٍّ )ع) أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَافحسبوا ان يتّخذوا وليّاً من دون علىٍّ (ع) او من دون اذنى او مغايرين لى غير متّصلين بى هكذا فسّرت الآية فى الاخبار معاوية ولا ينافى ذلك تعميم الآية فى كلّ كافرٍ وفى كلّ متّخذٍ وليّاً او معبوداً من دون اذنٍ من الله فى ولايته او فى تولّيه إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ بولاية علىٍّ )ع) نُزُلاً (102)

أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ المراد بالكفر بالآيات الكفر بعلىٍّ (ع) فانّ الكفر به كفر بتمام الآيات وقد فسّر فى الاخبار بذلك وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي المراد بالآيات الاوصياء (ع) وَرُسُلِي هُزُوًا  (106)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا بالبيعة العامّة النّبويّة وقبول الدّعوة الظّاهرة وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بالبيعة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة او آمنوا بالبيعة الخاصّة وعملوا الصّالحات طبق ما شرط عليهم فى البيعة الخاصّة كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107)

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًاورد عنهم (ع): اذا عرفت فاعمل ما شئت، يعنى من قليلٍ الخير وكثيره، والسّرّ فيه انّ من اتّصل بولىّ الامر وتمسّك بالعروة الوثقى وابتغى الوسيلة الى الله كفاه ظهور ذلك الاتّصال بشيءٍ ما من اعمال جوارحه ويكفيه ذلك الاتّصال فى النّجاة بل فى الارتقاء على مراقى الآخرة وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا 110))

 

 

19

سورة مريم

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا عن السّجّاد (ع) خرجت من دمشق حتّى اتت كربلاء فوضعت فى موضع قبر الحسين (ع) ثمّ رجعت فى ليلتها، اقول: موضع مريم (ع) معروف فى سمت الرّأس من مشهده )ع) (22)  

وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا والمراد بالعلىّ الثّناء البالغ المرتفع، او المراد بالعلىّ علىّ بن ابى طالب (ع) فانّه كان لسان صدقٍ له فى الآخرين لم يكن لسان صدق اشرف منه (50)

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا قيل: انّ اسماعيل بن ابراهيم (ع) مات قبل ابراهيم (ع) وهذا اسماعيل بن حزقيل بعثه الله الى قومه فأخذوه فسلخوا فرقة رأسه ووجهه فأتاه ملك فقال: انّ الله جلّ جلاله بعثنى اليك فمرنى بما شئت فقال: لى اسوة بالانبياء (ع) او بالحسين بن علىٍّ (ع) (54)

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بالولاية فأن أصل النّعم هو الولاية وفرعها هو هى ايضاً؛ انّ ذكر الخير كنتم بولايتكم اصله وفرعه ومعدنه ومنتهاه مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ واذا كان المراد بقوله تعالى وهبنا لهم من رحمتنا محمّداً (ص) وكان المراد بقوله لسان صدقٍ عليّاً محمّداً (ص) وعليّاً (ع) كما اشير اليه فى الخبر كانا ايضاً ممتازين بالاختصاص بابراهيم (ع) وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَانِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58)

إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ بالبيعة العامّة او الخاصّة وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60)

تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا كلّ خلّةٍ وكلّ نسبةٍ منقطعة يوم القيامة الاّ الخلّة والنّسبة فى الله، ولمّا كان اصل الكاملين وابو الآباء الرّوحانيّة علىّ بن ابى طالب )ع) وكان منصرفاً عن جميع العوالم ومتمكّناً فى مقام المشيّة الّتى هى فوق الامكان كان جميع عوالم الامكان متخلّفة عنه وميراثاً لاولاده المنتسبين اليه بالنّسبة الصّحيحة بقدر مراتبهم فى النّسبة، وبما ان كلّ الموجودات لها نسبة فطريّة الى علىّ )ع) وقد يقطع الانسان نسبته الفطريّة الى الولاية فيترك منازله وامواله الّتى كانت مقرّرة له بحكم الولاية التّكوينيّة فيرثها الآخرون(63)

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا التّدوينيّة مطلقة او فى ولاية علىّ (ع)  بَيِّنَاتٍ واضحات او موضحاتٍ رسالتك او قدرة الله على الاحياء بعد الاماتة او ولاية علىّ )ع) قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله او برسالتك او بولاية علىّ (ع)  لِلَّذِينَ آمَنُوا مخاطبين لهم استهزاء بالله او بدينك او بعلىٍّ (ع) أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ ممّن اقرّ بالله او بالرّسالة او بولاية علىّ (ع) وممّن انكر ذلك خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا فمن انقطع عن الكلّ واتّصل بالله بالبيعة الولويّة مع خلفائه كان حينئذٍ احسن نديّاً فانّ مجتمعه كان من جند الله، ومن لا ينقطع عن الغير ولا يتّصل بالله بالبيعة مع علىّ (ع) كان اردء نديّاً لانقطاع كلّ ممّن كان فى مجتمعه عنه وعن مجتمعه عن الصّادق (ع) انّه قال: كان رسول الله (ص) دعا قريشاً الى ولايتنا فنفروا وانكروا فقال الّذين كفروا من قريشٍ للّذين آمنوا الّذين اقرّوا لأمير المؤمنين (ع) ولنا اهل البيت (ع) اىّ الفريقين خيرٌ مقاماً واحسن نديّاً؛ تعييراً منهم فقال الله تعالى ردّاً عليهم، وقرء الآية الآتية وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً.(73)

قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَانُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا الهداية ليست الاّ ولاية علىّ (ع) ، عن الصّادق (ع) قال: كلّهم كانوا فى الضّلالة لا يؤمنون بولاية امير المؤمنين (ع) ولا بولايتنا فكانوا ضالّين مضلّين فيمدّ لهم فى ضلالتهم وطغيانهم حتّى يموتوا فيصيّرهم الله شرّاً مكاناً واضعف جنداً (75) يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا  (76)أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا واعظمها علىّ (ع) وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا والعهد ليس الاّ بالبيعة مع علىّ (ع) وهو ينكر ذلك.(78)

كَلا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ولمّا كان المنظور من كلّ منظور هو الولاية والوفاق والخلاف معها كان المراد انّ الكافرين بالولاية اتّخذوا مطاعين من دون علىٍّ (ع) ليكونوا لهم عزّاً، كلاّ سيكفرون بطاعتهم لهم ويكونون عليهم ضدّاً؛ حين ما يرونهم فى الاعراف او فى القيامة او فى النّار او حال الاحتضار اذلاّء مردودين ويرون عليّاً (ع) فى اعلى مراتب العزّ وقد اشير اليه فى الخبر، ولمّا كان الرّسول (ص) متحزّناً عليهم وعلى انحرافهم وكأنّه عزم على الدّعاء عليهم قال تعالى تسليةً له (ص) وتبطئة عن الدّعاء (82)

يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ انّ التّقوى الحقيقيّة لا تحصل الاّ بالولاية ومن تولّى عليّاً (ع) كان تقيّاً استشعر بتقواه ام لا، ويوم الاعراف الّذى هو آخر البرازخ يحشر شيعة علىّ (ع) الى مقاماتهم الاخرويّة ونعيمهم وازواجهم على ما نقل فى الاخبار من التّفاصيل واختيار اسم الرّحمن، لانّ شيعة علىّ (ع) اذا وصل الى الاعراف لم يبق عليه شيءٌ من اوصاف النّفس ويطهّر من كلّ ما ينبغى ان يطهّر عنه من نسبة الافعال إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85)  

لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا فسّر فى الاخبار بعهد الولاية والبيعة مع علىٍّ (ع) فانّ اخذ العهد عند الرّحمن من دون مظاهره وخلفائه لا يتصوّر لاحدٍ، وقد ورد عن الصّادق (ع) انّه قال الا من دان الله بولاية امير المؤمنين (ع) والائمّة من بعده فهو العهد عند الله، وورد عنه ايضاً انّه قال: لا يشفع لهم ولا يشفعون الاّ من اتّخذ عند الرّحمن عهداً؛ الاّ من اذن له بولاية امير المؤمنين (ع) والائمّة (ع) من بعده فهو العهد عند الله، والولاية تعني البيعة لا غير، وقد ذكر فى الاخبار لبيان العهد بحسب الظّاهر امورٌ اُخر من عهد الوصيّة وغيره

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَانُ وُدًّا وقد تعدّد الاخبار بأنّ الرّسول (ص) قال لعلىٍّ (ع) يا علىّ، قل اللّهمّ اجعل لى فى قلوب المؤمنين ودّاً، فقال علىّ (ع) ذلك ونزلت الآية، وفى بعض الاخبار ولاية امير المؤمنين (ع) هى الودّ الّذى قال الله تعالى (96) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ الهاء للقرآن او قرآن ولاية علىّ (ع) او جعل الودّ الّذى هو ملكوت علىٍّ (ع) بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97)

 

20

سورة طه

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

طه ورد فيه بخصوصه انّه من اسماء النّبىّ (ص) (1) إِنَّ السَّاعَةَ فسّرت السّاعة فى الاخبار بساعة ظهور القائم (ع)، وبساعة الموت، وبالقيامة، وهذه الثّلاث فى العالم الصّغير متّحدة فانّ ظهور الامام (ع) بملكوته لا يكون الاّ عند الموت الاختيارىّ كما انّه لا يكون الموت الاختيارىّ الاّ عند ظهور الامام (ع) وعند الموت يكون القيامة الصّغرى، وكما يكون ظهور الامام (ع) فى الموت الاختيارىّ يكون فى الموت الاضطرارىّ ايضاً كما فى الاخبار فعلى هذا كان المعنى اقم الصّلٰوة منتظراً لظهور الامام (ع) بملكوته لانّ ساعة ظهوره آتية لا محالة فانتظرها، ولمّا كان ظهور السّاعة من الامور الخفيّة الّتى لا يطّلع عليها الاّ صاحب الولاية المطلقة الّذى يطّلع على دقائق الامور وخفيّاتها ولذلك قال علىّ (ع): قد خصّصت بعلم المنايا والبلايا؛ فانّ المراد بالمنايا انواع موتات الانسان فى السّلوك وفى البرازخ، وانواع ظهورات السّاعة والقائم عجّل الله فرجه والمراد بالبلايا انواع الامتحانات للخلاص من حجب ظهور السّاعة والامتحان لظهور السّاعة وفى اخبارنا: اكاد اخفيها من نفسى، وقيل: اكاد اخفيها من نفسى هكذا نزلت، وانّه فى قراءة ابىٍّ كذلك، وهذه الكلمة تقال عند المبالغة فى اخفاء شيء من غير اعتبار واخفاءٍ من النّفس، او المراد بقوله تعالى: من نفسى: من خليفتى، فانّ خليفته فى الارض بمنزله نفسه آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى تعليل لقوله: انّ السّاعة آتية، لانّ ظهور القائم (ع) يوجب اعطاء كلّ ذى حقّ حقّه ، او تعليل لقوله: اكاد اخفيها لانّ فى الاخفاء وعدم الاظهار يحصل الابتلاءات والامتحانات ، وفى الآية على ما فسّرت اخيراً دلالة على ما قالته الصّوفيّة من انّ السّالك ينبغى ان يكون منتظراً لظهور صاحب الامر (ع) وان لا يكون منظوره من جملة اعماله الاّ ظهور صاحبه (15) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا عن اقامة الصّلٰوة لذكرى او عن الصّلٰوة لذكرى او عن السّاعة اى عن ساعة ظهور الامام عجّل الله فرجه  مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)  

لِنُرِيَكَ مِنْ ءاياتِنَا الْكُبْرَى وهى مشاهدة نور الولاية العلويّة (23)

كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى الّذين حصّلوا بقبول الولاية واتّباع شروط عهده عقلاً، والاصل فى الاتّصاف بالنّهى هم الائمّة (ع) ولذلك فسّروا اولى النّهى بانفسهم بطريق الحصر، والفرع فى ذلك شيعتهم وليس لغيرهم منه حظّ ونصيبٌ، وورد عن النّبىّ (ص) انّ خياركم اولو النّهى قيل: يا رسول الله ومن اولوا النّهى؟- قال: هم اولوا الاخلاق الحسنة والاحلام الرّزينة، وصلة الارحام والبررة بالامّهات والآباء والمتعاهدون للفقراء والجيران واليتامى ويطعمون الطّعام ويفشون السّلام فى العالم ويصلّون والنّاس نيام غافلون.(54)

وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا الى ولاية ولّى امره بالبيعة الخاصّة الولويّة والمعنى انّى لغفّار لمن تاب التّوبة الخاصّة الولويّة على يد ولىّ امره بالانزجار عن الوقوف على ظاهر الاحكام القالبيّة وطلب بواطنها وانموذج معانيها وآمن بالبيعة الخاصّة الولويّة وعمل صالحاً موافقاً لشروط بيعته ثم اهتدى الى ظهور الامام عجّل الله فرجه وبروز ملكوته على صدره ودخوله فى بيت قلبه، فانّه ما لم يظهر القائم عجّل الله فرجه لم يظهر المغفرة التّامّة، وورد فى اخبارٍ كثيرة بالفاظٍ مختلفةٍ ومتوافقةٍ انّ المراد الاهتداء الى الولاية، وانّه لا ينفع عمل بدون الولاية، وانّ العبد لو اجهد نفسه فى عبادة ربّه بين الرّكن والمقام حتّى يصير كالشّنّ البالى ما قبل الله منه او لأكبّه الله على منخريه فى النّار، وفى اخبارٍ كثيرةٍ انّ الاسلام بنى على خمسٍ واسناها واشرفها الولاية، وانّ الله فرض على خلقه خمساً فرخّص فى اربعٍ مشيراً الى الصّلٰوة والزّكٰوة والحجّ والصّوم ولم يرخّص فى واحدٍ مشيراً الى الولاية، وفى خبر عدّ انتظار القائم عجّل الله فرجه من اركان الدّين، والاخبار الدّالّة على انّ الاسلام غير الايمان وانّ الاسلام لا يتجاوز اثره عن الدّنيا وانّ منفعته حفظ الدّم والعرض وجواز التّناكح والتّوارث انّ الاجر على الايمان تدلّ على انّ ملاك الامر لامر الآخرة هو الولاية لا غير، وكون الرّسالة ليست الاّ الانذار والهداية للولاية والاخبار الدّالّة على انّ المعرفة والعبادة والعلم لا تكون الاّ بالائمّة (ع)، وانّ الولاية هى دليل المعرفة، وانّ الرّسالة واحكامها حجاب الله تدلّ على لزوم الاهتداء الى الامام (ع)، والاخبار الدّالّة على وجوب النّفر بعد وفاة الامام (ع) وانّ النّافرين فى عذرٍ ما داموا فى الطّلب، والمنتظرين فى عذرٍ ما داموا فى الانتظار تثبت المدّعى، والاخبار الدّالّة على منع التّفسير بالرّأى ومنع العمل بالرّأى ومنع الرّأى والقياس ترشد اليه.ثُمَّ اهْتَدَى(82)  

وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فسر الهدى فى اخبارٍ عديدةٍ بولاية أمير المؤمنين )ع) وبعلىٍّ (ع) نفسه وهكذا فسّر الذّكر ، ومن أعرض عن الذّكر الّذى هو الولاية الّتى هى طريق القلب وطريق الآخرة توجّه الى الدّنيا الّتى هى طريق الجحيم وفيها العناء والضّيق، ومن توجّه الى الدّنيا سدّ باب الرّاحة على نفسه وفتح باب الضّيق والتّعب عليها، وكان فى ضيق استعشر به ام لم يستشعر، ومن تولّى عليّاً )ع) وفتح طريق القلب فتح طريق الرّاحة على نفسه فان دخل فى باب القلب والآخرة دخل فى السّعة والرّاحة، وان لم يدخل كان فى عناءٍ لبقائه بعدُ فى الدّنيا فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى عن الولاية والامام والآيات ونعيم الآخرة.(124)

 قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءاياتُنَا العظمى الّتى هم الانبياء والاولياء )ع) فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ الّتى هم الانبياء والاولياء) ع)  وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى(127)  أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى وقد فسّر اولوا النّهى بالائمّة (ع) اينما وقع.

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ واهله (ص) كلّ من انتسب اليه بالبيعة العامّة او الخاصّة، ومن انتسب اليه بالبيعتين وبالنّسبة الجسمانيّة اولى باهليّته ممّن لم يكن له نسبة جسمانيّة، ومن انتسب بالبيعتين اولى ممّن انتسب بالبيعة العامّة فقط، وعلىّ (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) كانوا اولى من غيرهم ولذلك كان (ص) بعد نزول هذه الآية يأتى باب علىٍّ (ع) الى تسعة اشهر وقت كلّ صلٰوة ويقول: الصّلٰوة رحمكم الله، او المراد باهله اصحاب الكساء ولذلك كان يأتى باب علىٍّ )ع) دون غيره، وقال ابو جعفر (ع): امره الله تعالى ان يخصّ اهله دون النّاس ليعلم النّاس انّ لاهله عند الله تعالى منزلةً ليست للنّاس فأمرهم مع النّاس عامّة ثم امرهم خاصّة وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)

 

21

سورة الانبياء

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم 

فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ انّ هذه الآية نزلت فى ظهور القائم (ع) (15)

وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ لآل محمّد (ص) بغصب حقّهم او الظّالمين بمنع الحقّ عن المستحقّ واعطائه لغيره (29)

وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله او بك او بعلىّ (ع) إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَانِ هُمْ كَافِرُونَ (36)

قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَانِ وهذه الآية مثل سوابقها تعريض بمن اتّخذ من دون علىٍّ )ع) اولياء بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ والآيات العظمى الّتى أعظمها علىّ (ع)، او المراد بذكر ربّهم القرآن او محمّد (ص) او علىّ (ع) (42)

وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا فى دار رحمتنا او فى رحمتنا الّتى هى الولاية إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ(75).

 فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ بالايمان العامّ والبيعة العامّة النّبويّة او بالايمان الخاصّ والبيعة الخاصّة الولويّة فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94)

لا يَحْزُنُهُمْ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ الحسن المطلق هو الولاية المطلقة وكلّ ما كان متّصلاً بالولاية او منتهياً اليها من فعلٍ او قولٍ او خلقٍ ٍ فهو حسن بحسنها، فمعنى قوله انّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى انّ الّذين فاقت وغلبت على فعليّاتهم فعليّة الولاية الّتى هى الحسنى وتقدّمت على كلّ فعليّاتهم، او انّ الّذين سبقت على وجودهم الطّبيعىّ فى العوالم العالية لانتفاعهم منّا الحسنى الّتى هى الولاية بان قدّرنا لهم ذلك وعلى المعنى الاوّل كان من غلب على فعليّاته فعليّة الولاية محكوماً عليه بالبعد من النّار دون من لم يغلب فعليّة الولاية فى وجوده وهذا هو الموافق لاعتقاد الشّيعة ومذهبهم، فانّ من لم يغلب الولاية على فعليّاته يردّ فى البرازخ على نار الدّنيا وعلى اىّ تقدير كان المراد من تولّى عليّاً (ع) وعليه اخبار كثيرة فعن النّبىّ (ص) انّه قال لعلىٍّ (ع): يا على انت وشيعتك على الحوض تسقون من اجبتم وتمنعون من كرهتم وانتم الآمنون يوم الفزع الاكبر فى ظلّ العرش، يفزع النّاس ولا تفزعون ويحزن النّاس ولا تحزنون وفيكم نزلت هذه الآية }: إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ { الآية وفيكم نزلت }: لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ{ الآية وبهذا المضمون عدّة اخبارٍ وفى بعض الاخبار فالحسنة ولاية علىٍّ )ع)، وفى خبرٍ عن الصّادق (ع) يبعث شيعتنا يوم القيامة على ما فيهم من ذنوبٍ وعيوبٍ مبيضّةً مسفرة وجوههم مستورة عوراتهم آمنة روعاتهم، قد سهلت لهم الموارد وذهبت عنهم الشّدائد، الحديث، وفى حديث طويل عن النّبىّ (ص) مخاطباً لعلىٍّ (ع): وفيكم نزلت هذه الآية } إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ {وَتَتَلَقَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمْ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103)

وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ العباد الصّالحون شيعة علىٍّ (ع) فانّهم يملكون ارض العالم الصّغير حين ظهور القائم (ع) ويملكون ارض الفردوس كذلك، ويملكون ارض العالم الكبير بالتّصرّف فيها باىّ نحوٍ شاؤا بعد ظهور القائم (ع) ولذلك فسّر الآية باصحاب القائم عجّل الله فرجه (105)

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ذكر فى الاخبار فى وجه كونه رحمةً للعالمين انّه (ص) بعث بالتّعريض لا بالتّصريح، وانّ قومه امهلوا ولم يتوعّدهم العذاب ولم يصرّح لهم بأمرٍ كانوا يخالفونه فيعذّبوا كولاية علىٍّ (ع) وانّه رفع المسخ والخسف من هذه الامّة، والتّحقيق انّ وجود خلفاء الله فى الارض رحمة من الله على اهل الارض وبركة ورفع لبلائهم لانّهم بفنائهم من انانيّاتهم وبقائهم بوجودٍ الهىٍّ اخروىٍّ صاروا عين الرّحمة الالهيّة، وكونهم فى الارض عبارة عن وجود تلك الرّحمة فى الارض على جملة موجودات الارض (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ مخلصون العبادة من الاشراك لله تعالى، وقرئ فى قراءة اهل البيت مسلّمون بتشديد الّلام بمعنى مسلّمون الوصيّة لعلىٍّ (ع)، وعلى هذا يجوز ان يقال فى تفسير الآية: انّما الهكم بحسب مظاهره وخلفائه الهٌ واحد من دون تعدّد وشراكة لغيره فهل انتم مسلّمون الولاية لهذا الاله الواحد الّذى هو علىّ (ع).((108 فَإِنْ تَوَلَّوْا عن التّوحيد او تولّوا عن وصيّتك وولاية خليفتك فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ اعلمتكم التّوحيد او الولاية حال كونكم متساوين فى ذلك الاعلام، والاختلاف انّما نشأ من قبلكم لا من عدم تسويتى بينكم او حملتكم باعلام الولاية على سواء الطّريق او على امر مستوى النّسبة الى جميع الامور وهو الولاية وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109)

وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ اى لعلّ امر الولاية او عليّاً (ع) او ما توعدون، او جهالة وقت ما توعدون، او تأخير العذاب امتحان لكم وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَانُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَمن تكذيبى وعدّ كتابى من الاساطير، او من الاشراك بالله، او من انكار البعث او من انكار الولاية والاتّفاق على ان لا تتركوا هذا الامر لعلىٍّ (ع)  (112)

 

22

سورة الحج

مدنية

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ والمراد بالسّاعة ساعة ظهور القائم عجّل الله فرجه اوساعة القيامة الصّغرى او ساعة القيامة الكبرى وظهور الولاية الكلّيّة  شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)

ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وسبيل الله هو الولاية، والنّبوّة ايضاً سبيل الله لانّها سبيل الولاية لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)

وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ والآية تعريض بمن اقرّ بمحمّد  )ص) ورسالته ولم يقرّ بقوله فى علىٍّ (ع) ولا بعلىٍّ (ع) (11) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (12)

إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا والمراد بالايمان الايمان العامّ الّذى هو بمعنى الاسلام الّذى لا يحصل الاّ بالبيعة العامّة النّبويّة وقبول الدّعوة الظّاهرة فيكون العمل الصّالح اشارة الى البيعة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة والايمان الخاصّ الّذى لا يحصل الاّ بالبيعة الخاصّة او المراد به الايمان الخاصّ فيكون العمل الصّالح اشارة الى العلم بما اخذ عليه فى بيعته فانّ الله يدخل الّذين آمنوا بالبيعة على يد علىٍّ (ع) ودخول الايمان فى قلبه وامتيازه عن غيره بحصول فعليّة الولاية فى وجوده وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ الاسلامّ ان لم يقترن بالعمل الصّالح الّذى هو الولاية او من جملته الولاية لم يكف فى الجزاء بل كان صاحبه مثل المرجين لامر الله غير محكومٍ عليه بشيءٍ الى وقت الموت بخلاف من تولّى عليّاً فانّهم محكوم عليهم بأنّهم يدخلهم الله جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ(14)  

وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ عن الباقر )ع) حين رأى النّاس يطوفون حول الكعبة: هكذا كانوا يطوفون فى الجاهليّة انّما امروا ان يطوفوا ثمّ ينفروا الينا فيعلمونا ولايتنا ومودّتهم ويعرضوا علينا نصرتهم يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)

ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ التّفث الشّعث والاغبرار وقضاؤه ازالته بالغسل والحلق وقلم الاظفار والطّيّب، او المراد بالتّفث مناسك الحجّ او الاحلال من الاحرام، او ما يلزم الانسان فى الاحرام من تبعة قول او فعل، وقضاؤه تداركه بما يكفّره، او المراد بالتّفث التّعلّقات النّفسانيّة الباقية على الانسان فى الاحرام وقضاؤه بلقاء الامام )ع) فانّ من لقى امامه بملكه او ملكوته ينسلخ من تعلّقاته، وفى الاخبار اشارة الى كلٍّ ما ذكر وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ(29).

لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرْ الْمُحْسِنِينَ  اصل الاحسان هو الولاية الّتى هى البيعة الخاصّة الّتى يعبّر عنها بالايمان(37).

الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وتجرى الآية فى الأئمّة كالحسين (ع) واصحابه كما فى الاخبار وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(40) فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ فسّر بالامام الصّامت والامام النّاطق، وبالامام الغائب والامام الظّاهر، وبفاطمة (ع) وولدها (ع) المعطّلين عن ملكهم وحقّهم، وبأمر المؤمنين (ع) وأولاده (ع) المنتشرة فى الخلق فضائلهم، وبعلم آل محمّدٍ (ص) الّذى كان معطّلاً لا يجدون له اهلاً، وبمجدهم وسائر صفاتهم المشهورة لكلّ احدٍ، وبولاية علىٍّ (ع) ونبوّة محمّدٍ (ص) وبحقيقة الدّين الّتى كانت معطّلة فى كلّ شريعة، وبالملّة الّتى كانت مرتفعة فى زمان كلّ نبىٍّ وبعده.وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)

وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ يعنى انّ الله لهادى الّذين اسلموا الى ولاية علىٍّ (ع) فانّ الصّراط المستقيم هو الولاية تكويناً وتكليفاً، او انّ الله لهادى الّذين آمنوا بقبول الولاية والبيعة الخاصّة (54) وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً يعنى ساعة الموت وهى ساعة ظهور القائم (ع) وقيام القيامة الصّغرى أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)

وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ نسب الى موسى بن جعفر )ع) انّه قال: لمّا نزلت هذه الآية لكلّ امّةٍ جعلنا منسكاً جمعهم رسول الله (ص) ثمّ قال: يا معشر الانصار والمهاجرين انّ الله تعالى يقول: لكلّ امّةٍ جعلنا منسكاً هم ناسكوه والمنسك هو الامام، ولكلّ امّةٍ نبيّها حتّى يدركه نبّى الا وانّ لزوم الامام وطاعته هو الدّين وهو المنسك، وعلىّ بن ابى طالبٍ (ع) امامكم بعدى فانّى ادعوكم الى هداه فانّه على هدًى مستقيمٍ فقام القوم يتعجّبون من ذلك ويقولون واذن لننازعنّ ولا نرضى طاعته ابداً وكان رسول الله (ص) يضيق به،  وعلى هذا فليفسّر الآيات هكذا لكلّ امّةٍ جعلنا اماماً هم مقتدون به وجعلنا لامّتك عليّاً (ع) اماماً يقتدون به فلا ينازعنّك فى امر امامته وادع الى ربّك فى الولاية انّك لعلى هدىً مستقيم فى ولاية علىّ (ع) واستخلافه وان جادلوك فى ولاية علىّ (ع) فلا تجادل معهم وقل}: الله اعلم بما تعملون  {بعدى فى حقّ علىّ (ع)  } الله يحكم بينكم{ اى بين علىّ (ع) واتباعه وبينكم فيما كنتم فيه من امر الولاية تختلفون (71) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءاياتُنَا فى ولاية علىّ (ع) ، نسب الى الكاظم) ع) انّه قال فى قول الله تعالى} وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا { الآية كان القوم اذا نزلت فى امير المؤمنين )ع) آية فى كتاب الله فيها فرض طاعته او فضيلة فيه او فى اهله سخطوا ذلك وكرهوا حتّى همّوا به وارادوا به وارادوا برسول الله (ص) ايضاً ليله العقبة غيظاً وخنقاً وغضباً وحسداً حتّى نزلت هذه الآية يعنى الآية السّابقة.بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ ءاياتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمْ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72) يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ بعدما اوعد الكفّار بولاية علىّ )ع) نادى النّاس عموماً فقال }ضُرِبَ مَثَلٌ{ لبيان حالهم وحال علىّ )ع)  فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ بالتّعاون مثل حال منافقى الامّة بحال الاصنام الّتى لا تقدر على احقر ما يكون وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ والمقصود بقرينة المقابلة ما قدروا عليّاً (ع) حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ فى مظهر خليفته الّذى هو علىّ )ع)  لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ويجوز على ما فسّرنا الآية السّابقة ان يفسّر هذه الآية هكذا الله فى مظهر خليفته الّذى هو علىّ (ع) يصطفى من الملائكة رسلاً مرسلا الى الانبياء والاوصياء (ع) والى العوالم من عالم الطّبع والملكوتين لتدبير امورها وقضاء ما يلزم قضاؤه، ومن النّاس رسلاً الى العباد من الانبياء والرّسل ومن اوصيائهم ومشايخهم انّ الله فى مظهر علىّ (ع) سميع بصير، وقد تكرّر فيما مضى انّ عليّاً (ع) بعلويّته هو المشيّة وهى تسمّى بوجهها الى الخلق بعلىٍّ (ع) وبوجهها الى الغيب بالله (75) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ  يعنى يعلم فى مظهره الّذى هو علىّ (ع) }ما بين ايديهم{  اى ما بين ايدى النّاس او ما بين ايدى الملائكة والنّاس من الدّنيا او الآخرة او من الماضى او المستقبل     } وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى ٱللَّهِ{ فى مظهره } تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ { وقد ورد فى خطبة منه (ع) اياب الخلق الىّ وحسابهم علىّ ثمّ نادى عليّاً )ع) ورسله الّذين هم المؤمنون حقيقةً تلطّفاً وتشريفاً لهم وتفخيماً لشأنهم بذكر اوصافهم الفخيمة وفضله العظيم بالنّسبة اليهم فقال } يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱرْكَعُواْ { (76)

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ فى هذا اشارة الى انّ تنزيل الآية لاهل بيت محمّدٍ ) كما فسّروها لنا هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ هذا ايضاً يدلّ على اختصاص الآية بالائمّة )ع) فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ المراد الاعتصام بخلفائه والاعتصام بطريقه الّذى هو طريق الولاية هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ(78)  

23

سورة المؤمنون

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ بالايمان  الخاصّ والبيعة الولويّة (1)

وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ  ومن الامانات الّتى استودعها الله عند عباده بتوسّط خلفائه ومظاهره من الاحكام القالبيّة النّبويّة، والقلبيّة الولويّة، وودائع الوصاية الّتى استودعها كلّ امام لامام آخر وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ(8)   

وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ في اخبارنا اشارة الى انّ طور سيناء نجف الكوفة، وانّه الموضع الّذى فيه مشهد امير المؤمنين (ع) فعن الباقر (ع) انّه كان فى وصيّة امير المؤمنين (ع) ان اخرجونى الى الظّهر فاذا تصوّبت اقدامكم واستقبلتكم ريحٌ فادفنونى فهو اوّل طور سيناء، وعن الصّادق (ع): الغرّى قطعة من الجبل الّذى كلّم الله عليه موسى (ع) تكليماً، وقدّس عليه عيسى (ع) تقديساً، واتّخذ عليه ابراهيم (ع) خليلاً، واتّخذ محمّداً (ص) حبيباً، وجعله للنّبيّين مسكناً، فوالله ما سكن بعد ابويه الطّيّبين آدم ونوح (ع) اكرم من امير المؤمنين (ع) تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ  قيل: المراد شجرة الزّيتون وهو مثل رسول الله )ص) وامير المؤمنين (ع) فالطّور الجبل والسّيناء الشّجرة.(20)

وَجَعلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ والمراد بها بيت المقدس او دمشق او رملة فلسطين او مصر، وعن ابى جعفر (ع) وابى عبدالله (ع) انّها حيرة الكوفة وسوادها والقرار مسجد الكوفة والمعين الفرات (50) يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا الصّالح العظيم الّذى لا صالح الاّ بصلاحه هو الولاية إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)

فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ اى حين العذاب على يدك او يد خليفتك او حين الموت وظهور علىٍّ (ع).(54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ فيستنكفون لذلك عن وصيّك بَل لا يَشْعُرُونَانّه استدراجٌ لهم ومكرٌ ولذا يحسبون ويستنكفون (56) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ يعنى بجملة آياته خصوصاً آياته العظمى من الانبياء والاولياء (ع) يذعنون، او الّذين يؤمنون بآيات ربّهم بالبيعة العامّة او الخاصّة او الّذين يؤمنون بالبيعة العامّة او الخاصّة (58)

 وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ وفى خبرٍ عن امير المؤمنين (ع) قال: ما الّذى آتوا، آتوا والله الطّاعة مع المحبّة والولاية وهم فى ذلك خائفون ليس خوفهم خوف شكٍّ ولكنّهم خافوا ان يكونوا مقصّرين فى محبّتنا وطاعتنا.(60)

وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ فسّر الصّراط المستقيم فى الآية بولاية علىّ (ع) وعدولهم عن الصّراط بعدولهم عن علىّ (ع) او عن الامام، وعن امير المؤمنين (ع) انّ الله تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسه ولكن جعلنا ابوابه وصراطه وسبيله والوجه الّذى يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا او فضّل علينا غيرنا فانّهم عن الصّراط لناكبون.(74)

لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فرداً من الاعمال الصّالحة او صالحاً عظيماً هو ولاية علىّ بن ابى طالب (ع) وان لا يقبل عملٌ الاّ بولايته وان لا صالح الاّ هى، وانّ كلّ صالح صالح بها فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)

إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ يعنى انّ جماعة من عبادى وهم الّذين تولّوا عليّاً )ع) بالبيعة الخاصّة توسّلوا بى وتضرّعوا علىّ والتجأوا الىّ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110)

 وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ او من يدع مع علىّ )ع) اماماً آخر لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)

 

24

سورة النور

مدنية

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ المراد بالفضل الرّسالة وأحكامها والرّسول، وبالرّحمة الولاية وآثارها وعلىّ (ع) عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ(10).

وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى اى اولى قرباهم او اولى قربى الرّسول )ص) وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22).

الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ  وعن الحسن المجتبى (ع) انّه قال بعدما حاج معاوية واصحابه وقام من مجلسه: الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات هم والله يا معاوية انت وأصحابك هؤلآء وشيعتك، والطّيّبات للطّيّبين الى آخر الآية هم علىّ بن ابى طالبٍ(ع) واصحابه وشيعته أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26).

وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ ءاياتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ويجوز ان يراد بالآيات الآيات التّدوينيّة وبالمثل علىّ )ع) او بالآيات محمّد (ص) والعقول فانّ محمّداً (ص) من حيث النّبوةّ نازل من الله وبالمثل علىّ (ع) فانه من حيث الولاية نازل من الله، ومحمّد (ص) من حيث النّبوّة آية بل آيات من الله، وعلىّ (ع) من حيث الولاية شبيه للماضين جميعاً وَمَوْعِظَةً ويجوز ان يكون الآيات والمثل والموعظة اوصافاً لذاتٍ واحدةٍ ويكون المراد عليّاً (ع) فانّه باوصافه واخلاقه وعلومه ومكاشفاته وقدرته وتصرّفاته آيات عديدة دالّة على صفات الحقّ الاوّل تعالى مبيّنة لذاته وصفاته كما انّه مثل لجميع الانبياء والاولياء (ع) الماضين وهو بذاته وسائر صفاته موعظة لِلْمُتَّقِينَ (34) اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ و فسّر الله تعالى فى الآيات بسائر مظاهره من الانبياء والاولياء )ع) فانّه فسّر الكفر والشّرك بالله تعالى فى الاخبار بالكفر والشّرك بخلفائه، وانّ النّور اسم للضّياء ، والنّور اسم لمحمّد (ص) او نبوّته او رسالته او ولايته او اسم لعلىّ (ع) او خلافته او ولايته مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ عن الصّادق(ع) هو مثل ضربه الله تعالى لنا، وعنه (ع)  ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ  قال: كذلك الله عزّ وجلّ مثل نوره قال: محمّد (ص) كمشكوة قال: صدر محمّد (ص) فيها مصباح، قال: فيه نور العلم يعنى النّبوّة، المصباح فى زجاجةٍ قال: علم رسول الله (ص) صدر الى قلب علىٍّ(ع)  الزّجاجة كأنّها قال: كأنّه كوكب درّىّ يوقد من شجرةٍ مباركةٍ زيتونةٍ لا شرقيّةٍ ولا غربيّةٍ قال: ذلك امير المؤمنين علىّ بن ابى طالبٍ (ع) لا يهودىّ ولا نصرانىّ يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نارٌ قال: يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمدٍ(ع) من قبل ان ينطق به، نورٌ على نورٍ، قال: الامام فى اثر الامام، وقد ورد عنهم (ع) مع اختلافٍ فى بيان الوجوه نظير هذا الخبر كثيراً، وعن الباقر(ع) انّه تعالى يقول: انا هادى السّماوات والارض مثل العلم الّذى اعطيته وهو النّور الّذى يهتدى به مثل المشكوة فيها المصباح فالمشكوة قلب محمّد (ع) والمصباح نوره الّذى فيه العلم، وقوله: المصباح فى زجاجةٍ يقول: انّى اريد ان اقبضك فاجعل الّذى عندك عند الوصىّ، كما يجعل المصباح فى الزّجاجة كأنّها كوكبٌ درّىٌّ فأعلمهم فضل الوصىّ يوقد من شجرةٍ مباركةٍ فأصل الشّجرة المباركة ابراهيم (ع) وهو قول الله عزّ وجلّ ):رَحْمَةُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ( يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ والمراد بتلك البيوت بيوت خلفاء الله من الانبياء والاولياء )ع) وصدورهم وقلوبهم وولايتهم ونبوّتهم وذوات الانبياء والاولياء (ع)، ويجوز ان يراد بالبيوت الّتى أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ  المساجد الصّوريّة  وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36)

وَالَّذِينَ كَفَرُوا بالنّور يعنى بعلىّ (ع) وولايته أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ يعنى انّ الّذين كفروا بالولاية امّا يكونون على صورة الاسلام ويكون عملهم صورة عمل المؤمن او لا يكونون على صورة الاسلام ولا يكون عملهم موافقاً لعمل المؤمن، بل يكون بخلاف الشّريعة وخلاف عمل المؤمن فيكون بصورته مظلماً فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ورد عن الصّادق (ع) شرح فى تأويل الآية حتّى قال: اذا اخرج يده المؤمن فى ظلمة فتنتهم لم يكد يريها ومن لم يجعل الله له نوراً اماماً من ولد فاطمة (ع) فما له من نورٍ امام يوم القيامة.(40).

قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا الى الايمان الّذى هو بضاعتكم لآخرتكم وهو ولاية علىّ )ع) وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ(54)  وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ بالبيعة العامّة النّبويّة او بالبيعة الخاصّة الولويّة وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ اعلم، انّ الفاظ القرآن لسعته لا تحمل على معنىً واحدٍ ولا على وجهٍ واحدٍ بل كان المنظور منها جميع معانيها بجميع وجوهها لسعة المتكلّم والمخاطب بها، ..... اشير فى الاخبار فانّه فسّر الّذين آمنوا تارةً بالمسلمين وتارةً بالمؤمنين القابلين للولاية بالبيعة الخاصّة الولويّة، وتارةً بالكاملين فى الايمان من الائمّة الاطهار (ع)، والاستخلاف تارةً بالاستخلاف فى الملك وتارةً بالاستخلاف فى العلم والدّين والعبادة، وتارةً بالاستخلاف فى ظهور القائم (ع) كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا من الاصنام والاهوية والشّركاء فى الولاية وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ واذا اريد بالّذين آمنوا المؤمنون التّابعون للائمّة (ع) من الشّيعة كان انجاز الوعد فى حال الحيٰوة الدّنيا او فى حال الاحتضار.(55) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)

لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا نسب الى الصّادق )ع) انّه قال: قالت فاطمة (ع): لمّا نزلت هذه الآية هبتُ رسول الله (ص) ان اقول له: يا ابه، فكنت اقول: يا رسول الله (ص) فأعرض عنّى مرّةً او ثنتين او ثلاثاً ثمّ اقبل علىّ فقال: يا فاطمة (ع) انّها لم تنزل فيك ولا فى اهلك ولا فى نسلك، انت منّى وانا منك، انّما نزلت فى اهل الجفاء، والغلظة من قريش من اصحاب البَزَخ والكبر، قولى: يا ابه؛ فانّها احيى للقلب وارضى للرّبّ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)

 

25

سورة الفرقان

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم 

تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا للاشعار بانّ الانذار مختصٌّ بشأن الرّسالة المشعر به تنزيل الكتاب فانّ الكتاب لا يكون الاّ للرّسول )ص) اقتصر عليه ولم يذكر التّبشير الّذى هو من شؤن الولاية (1)

قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ  الذكر يطلق على الكتب السّماويّة والشّرائع الالهيّة، وعلى الرّسالة والولاية، وعلى الانبياء واوصيائهم (ع)، وعلى الولاية التّكوينيّة الّتى هى فطرة الله الّتى فطر النّاس عليها، وعلى الجهة الّتى بها يتذكّر الله من الاشياء وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)

وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً اختباراً وفساداً فانّ الله جعل الانبياء والاولياء (ع) فتنة وامتحاناً للمؤمنين، واختباراً وفساداً للمنافقين، وجعل المؤمنين ارتياضاً وامتحاناً بافعالهم الغير المرضيّة للانبياء والاولياء (ع) وبافعالهم الاخرويّة واتّصالهم بالرّسالة والولاية اختباراً وفساداً للمنافقين، وجعل المنافقين والكافرين امتحاناً للانبياء والاولياء (ع) بايذائهم القولىّ والفعلىّ وللمؤمنين كذلك أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)

لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ عن الشّريعة او الولاية او القرآن او النّبىّ او الولىّ او علىّ (ع) او العقل بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً(29). وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ يعنى جملة القرآن او قرآن ولاية علىّ (ع) مَهْجُورًا فى خطبةٍ عن امير المؤمنين )ع) فانا الذّكر الّذى عنه ضلّ، والسّبيل الذّى عنه مال، والايمان الّذى به كفر، والقرآن الّذى ايّاه هجر، والدّين الّذى به كذّب (30)

أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ويمكن المراد بالظّلّ هو الّذى خرج من انانيّته وحيى بحيٰوة الله وبقى ببقاء الله وهم الانبياء والاولياء (ع) فانّهم بالنّسبة الى الله كالظّلّ بالنّسبة الى الشّاخص من حيث انّه لا انانيّة له من نفسه ولا استقلال وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا لفظ الينا كالتّصريح بانّ المقصود من الظّلّ هو الانبياء والاولياء (ع)، وجملة الموجودات وقبض ظلّ الشّمس بعد المدّ محسوس، وقبض الانبياء والاولياء (ع) وقبض جملة الخلق ايضاً محسوس  قَبْضًا يَسِيرًا (46)

وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ اى امر ولاية علىّ (ع) فانّه المعهود على الاطلاق بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا (50) عن ابى جعفرٍ )ع) انّه قال: فأبى اكثر النّاس من امّتك بولاية علىٍّ (ع) الاّ كفوراً وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ بالله او بك او بالولاية فى اراداتهم واهويتهم وَجَاهِدْهُمْ بالقرآن او ترك طاعتهم او بعلىّ )ع) بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا فى اخبارٍ عديدةٍ انّ المراد بالبشر محمّد (ص) وعلىّ (ع) وانّ الله خلق ماءً تحت العرش قبل ان يخلق آدم واسكنه فى لؤلؤٍ خضراء فى غامض علمه الى ان خلق آدم فلمّا خلق آدم نقل ذلك الماء من اللّؤلؤ فأجراه فى صلب آدم الى ان جعله الله فى صلب عبد المطّلب ثمّ شقّه نصفين ومحمّد (ص) وعلىّ (ع) من ذينك النّصفين فصارا ذوى نسبين، وتزوّج علىّ (ع) فاطمة (ع) فصارا صهرين، وانّ الآية فى محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) وفاطمة )ع) والحسن (ع) والحسين )ع) وهم البشر وجعلهم الله ذوى نسبٍ وصهرٍ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) وَيَعْبُدُونَ اى المشركون او الكافرون او المحجوبون فى حجب الاجسام او الغافلون او المنكرون للولاية وهو المنظور مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا واشير فى الاخبار الى انّ المراد بالكافر مخالف الولاية وبربّه علىّ (ع)، وقيل: المراد بالكافر ابو جهلٍ وبربّه محمّد (ص) ولا ينافى ذلك التّعميم (55) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ فى الولاية او ربّه المطلق سَبِيلاً (57)

إِلا مَنْ تَابَ بالتّوبة العامّة النّبويّة على يد نبىٍّ )ص) او خليفة نبىٍّ (ص) وَآمَنَ كناية عن البيعة الخاصّة الّتى بها يحصل الايمان الخاصّ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا والعمل الصّالح عبارة عن العمل بما اخذ عليه فى ميثاقه الّذى هو المراد بالوفاء بعهدالله، والحاصل انّه لا بدّ من اخذ الايمان الخاصّ والبيعة الولويّة فى المستثنى حتّى يصحّ ترتّب تبديل السّيّئات حسناتٍ عليه، لانّ ذلك ليس الاّ لمن تولّى عليّاً )ع) فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ على يد محمّدٍ (ص) او يد علىٍّ )ع) بالتّوبة العامّة او بالتّوبة الخاصّة وَعَمِلَ صَالِحًا بالوفاء بعهده الّذى اخذ عليه فى توبته وبيعته فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ الزّور الكذب والشّرك بالله تعالى واعياد اليهود والنّصارى ومجلس الغناء وما يعبد من دون الله والكلّ مناسب ههنا، والتّحقيق انّ الزّور كلّ عمل او عامل منحرفاً عن الطّريق وعن ولاية علىٍّ) ع) وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا(72)  

وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا فى اخبار عديدةٍ انّ الآية فى امير المؤمنين (ع) او فى الائمّة (ع) وفى رواية عن الصّادق (ع): قد سألوا الله عظيماً ان يجعلهم للمتّقين ائمّة فقيل له كيف هذا يا بن رسول الله (ص) ؟- قال: انّما انزل الله واجعل لنا من المتّقين اماماً، وهذا ممّا أسلفنا فى اوّل الكتاب من سعة وجوه القرآن بقدر سعة مراتب الخلق، وانّ القرآن لا مانع من ان يكون نزوله بقراءاتٍ مختلفةٍ بحسب اختلاف النّاس (74)

 

 

26

سورة الشعراء

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم   

فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونمن الرّسول )ص (او القرآن او الله او علىّ (ع) وولايته وفى اخبارٍ عديدةٍ انّ المراد بالآية فى هذه الآية الصّيحة الّتى يسمعها الفتاة فى خدرها للاعلام بخروج القائم (ع) او ركود الشّمس وخروج صدرٍ ووجهٍ فى عين الشّمس آية لخروج القائم) ع) وفى بعض الاخبار انّ هذه الآية نزلت فى القائم (ع) (6)

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ بالله او برسالتك او بولاية علىّ )ع) او ما كانوا مؤمنين فى علم الله فى الذّرّ (8)

وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ فسّر بمحمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) والائمّة من نسلهما (84)

إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ اى الرّبّ المضاف الّذى هو علىّ (ع) على ان يكون المراد من اشرك بالولاية.(98)

فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ روى عن ابى عبدالله (ع) انّه قال: والله لنشفعنّ لشيعتنا، والله لنشفعنّ لشيعتنا، والله لنشفعنّ لشيعتنا حتّى يقول النّاس فما لنا من شافعين ولا صديق حميم (100)

إِنَّ فِي ذَلِكَ فبما قصصناه من قصّة ابراهيم (ع) واحتجاجاته، او فى قول المشركين بالله او بالولاية لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103)

.وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وانّ القرآن او قرآن ولاية علىٍّ (ع) لتنزيل ربّ العالمين.(192)

عَلَى قَلْبِكَ صدرك او قلبك الحقيقىّ المقابل للصّدر والنّفس فانّ الولاية فى القلب كما انّ الرّسالة واحكامها وكتبها فى الصّدر لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194)

وَإِنَّهُ اى القرآن باوصافه او بمعانيه واحكامه او قرآن ولاية علىٍّ )ع) لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ اى القرآن باوصافه او بمعانيه واحكامه او قرآن ولاية علىٍّ (ع) عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فانّ انبياء بنى اسرائيل اثبتوا فى كتبهم واخبروا اممهم بمجيء محمّد (ص) وكتابه ووصاية وصيّه الّذى هو ابن عمّه وصهره وخليفته فانّ العلماء كانوا يخبرون بأنّه مكتوب فى كتبهم ويبشّرون بمجيئه، وكانت اليهود يستفتحون بمحمّد (ص) واوصيائه (ع) على اعدائهم، وقد ورد فى اخبارٍ عديدةٍ انّ الآيات فى ولاية علىٍّ (ع)، وفى خبرٍ: انّ ولاية علىٍّ (ع) مكتوبة فى جميع صحف الانبياء ولم يبعث الله رسولاً الاّ بنبوّة محمّد (ص) وولاية وصيّه علىّ بن ابى طالب (ع) (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ اى القرآن او قرآن ولاية علىٍّ (ع) عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ المعنى لو انزلناه على عجمىٍّ ما كانوا ليؤمنوا للحميّة الّتى كانت لهم مع العجم، او له وللعناد مع علىٍّ (ع)، او المعنى لو انزلناه على حيوانٍ غير ناطقٍ فنطق به اعجازاً منّا ما كانوا ليؤمنوا به مع انّه يكون دليل صدقه حينئذٍ معه لشدّة بعدهم ونفرتهم من الحقّ، او لها ولشدّة عنادهم مع علىٍّ (ع) (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ اشير فى اخبارٍ عديدةٍ الى انّ المراد بالمجرمين بنوا اميّة وانّهم لا يؤمنون بعلىٍّ )ع) حتّى يروا العذاب الاليم.(200)

وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ اى القرآن او قرآن ولاية علىٍّ (ع) الشَّيَاطِينُ (210)

فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ يعنى اذا كان القرآن من الله من غير شراكةٍ لغيره، او اذا كان ولاية علىٍّ (ع) من الله فلا تدع مع الله او مع علىّ)ع) إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ مثل الّذين عدلوا عن علىٍّ )ع) الى غيره فحتم لهم عذابٌ اليمٌ.(213) وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ  وقد نقل من طريق العامّة والخاصّة انّ محمّداً (ص) بعد نزول هذه الآية قال لعلىٍّ (ع): يا علىّ اصنع لهم غذاءً فصنع غذاءً قليلاً فجمعهم رسول الله (ص) فى الشّعب فأكلوا كلّهم من ذلك الغذاء القليل وشبعوا فبدرهم ابو لهبٍ فقال:  هذا ماسحركم به الرّجل فسكت (ع) يومئذٍ ولم يتكلّم بشيءٍ ثمّ دعاهم من الغد على مثل ذلك الطّعام ثمّ انذرهم فقال: يا بنى عبد المطّلب انّى انا النّذير اليكم من الله عزّ وجلّ والبشير فأسلموا وأطيعونى تهتدوا ثمّ قال (ص) من يواخينى ويوازرنى ويكون وليّى ووصيّى بعدى وخليفتى فى اهلى ويقضى دينى؟ فسكت القوم فأعادها ثلاثاً؛ كلّ ذلك يسكت القوم ويقول علىّ (ع)  انا، فقال (ص) فى المرّة الثّالثة: انت، فقام القوم وهم يقولون لابى طالبٍ:  اطع ابنك فقد اُمّر عليك، وفى رواية العامّة : ايّكم يقوم ويبايعنى؟ واعاد لهم الكلام ثلاث مرّات وسكت القوم ثمّ قال: ليقومنّ قائمكم او ليكوننّ فى غيركم ثمّ لتندمنّ فقام علىّ )ع) فبايعه واجابه، ثمّ قال: ادنُ منّى فدنا منه ففتح فاه ومجّ فى فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وثدييه، فقال ابو لهب: فبئس ما حبوت به ابن عمّك ان اجابك فملأت فاه ووجهه بزاقاً، فقال )ص): ملأته حكمةً وعلماً، وعن طريق العامّة والخاصّة:  وانذر عشيرتك الاقربين ورهطك منهم المخلصين، عن الرّضا (ع) وانذر عشيرتك الاقربين ورهطك المخلصين قال هكذا فى قراءة ابىّ بن كعبٍ وهى ثابتة فى مصحف عبدالله بن مسعود قال هذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عالٍ حين عنى الله عزّ وجلّ بذلك الآل فذكره لرسول الله (ص)، ويجوز ان يكون المراد بالعشيرة الاقربين الّذين كانوا بحسب مرتبتهم الرّوحانيّة عشيرته واقرب منه، ويكون المعنى انذر بحسب مقامك العالى عشيرتك الاقربين وتنزّل عن مقامك العالى الى مقام التّابعين (214)

 

 

27

سورة النمل

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم    

وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا عظيماً فانّ ما آتاهما الله وان كان بالنّسبة الى علم الله وعلم محمّد (ص) وآله (ع) حقيراً لكنّه فى نفسه عظيمٌ كثيرٌ، او شيئاً يسيراً من علم آل محمّد (ص) وبهذا القدر اليسير تجاوب داود (ع) الجبال والطّيور وعلم سليمان (ع) منطق الطّيور وسائر الحيوان وسخّر الجنّ والطّيور والحيوان والرّياح وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)

أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ عن الصّادق (ع) انّ الآية نزلت فى القائم من آل محمّد (ص) هو والله المضطرّ اذا صلّى فى المقام ركعتين ودعا الله عزّ وجلّ فأجابه ويكشف السّوء ويجعله خليفةً فى الارض وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءلَهُُ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (62)

وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا اى من يشرف على الايمان او من يصدّق ويذعن بآياتنا التّكوينيّة الحاصلة فى الآفاق او فى الانفس خصوصاً الانبياء والاولياء )ع) او التّدوينيّة او يؤمن بالبيعة العامّة او الخاصّة  فَهُمْ مُسْلِمُونَ(81). وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ اى قول ظهور القائم عجّل الله فرجه فى العالم الصّغير والعالم الكبير وفسّر بنزول العذاب بهم عند اقتراب السّاعة أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ وهذه من علامات ظهور القائم (ع) ويكون عند طلوع الشّمس من مغربها وفسّر الدّابّة بأمير المؤمنين (ع) وانّه يخرجه الله فى احسن صورة ومعه ميسمٌ يسم به اعداءه، وعنه (ع): وانّى لصاحب العصا والميسم والدّابّة الّتى تكلّم النّاس، وعنه (ع) فى حديثٍ: معها اى الدّابّة خاتم سليمان (ع) وعصا موسى (ع) تضع الخاتم على وجه كلّ مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمنٍ حقّاً، وتضع العصا على وجه كلّ كافرٍ فيكتب: هذا كافر حقّاً.(82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا يعنى يوم الرّجعة ويوم ظهور القائم (ع) ، ويجوز ان يراد يوم القيامة مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83)

وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا الآيات اى آل محمّد (ص) فَهُمْ لا يَنطِقُونَ فى خبرٍ عن الصّادق (ع): الآيات امير المؤمنين (ع) والائمّة (ع)، فقال الرّجل: انّ العامّة تزعم انّ قوله عزّ وجلّ: ويوم نحشر من كلّ امّةٍ فوجاً عنى يوم القيامة فقال: فيحشر الله عزّ وجلّ يوم القيامة من كلّ امّةٍ فوجاً ويدع الباقين؟- لا؛ ولكنّه فى الرّجعة، وامّا آية القيامة فهى وحشرناهم فلم نغادر منهم احداً (85)

مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ  والمراد بالحسنة الجنس او الحسنة المعهودة الّتى هى ولاية علىٍّ (ع) الحاصلة للانسان بالبيعة الخاصّة الولويّة فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فسّر الحسنة والسّيّئة فى اخبارٍ عديدةٍ بولاية اهل البيت (ع)، وبغضهم فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (90)

وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ على ما انعم علىّ وعلى ما امرت ولم يكلّفنى ما لم اطقه من دعوة القوم وهدايتهم، او على جعله الولاية آيته العظمى  سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)

 

 

28

سورة القصص

مكية

بسم الرحمن الرحيم  

وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ للارض بظهور القائم عجّل الله

وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ عن النّبىّ (ص) لمّا بعث الله عزّ وجلّ موسى بن عمران واصطفاه نجيّاً وفلق له البحر ونجّى بنى اسرائيل واعطاه التّوراة والالواح رأى مكانه من ربّه عزّ وجلّ فقال: ربّ لقد اكرمتنى بكرامةٍ لم تكرم بها احداً من قبلى فقال الله جلّ جلاله: يا موسى اما علمت انّ محمّداً (ص) افضل عندى من جميع ملائكتى وجميع خلقى، قال موسى (ع): يا ربّ فان كان محمّد (ص) اكرم عندك من جميع خلقك فهل فى آل الانبياء اكرم من آلى؟- قال الله جلّ جلاله: يا موسى (ع) اما علمت انّ فضل آل محمّد (ص) على جميع آل النّبيّين كفضل محمّد (ص) على جميع المرسلين، فقال موسى (ع): يا ربّ فان كان آل محمّدٍ (ص) كذلك فهل فى امم الانبياء افضل عندك من امّتى؟ ظلّلت عليهم الغمام، وانزلت عليهم المنّ والسّلوى، وفلقت لهم البحر؟ فقال الله جلّ جلاله: يا موسى اما علمت انّ فضل امّة محمّدٍ (ص) على جميع الامم كفضله على جميع خلقى قال موسى (ع): يا ربّ ليتنى كت اراهم فأوحى الله عزّ وجلّ اليه: يا موسى لن تراهم وليس اوان ظهورهم ولكن سوف تراهم فى الجنان جنّات عدنٍ والفردوس بحضرة محمّدٍ (ص) فى نعيمها يتقلّبون وفى خيراتها تبجّحون، افتحبّ ان اسمعك كلامهم؟- قال: نعم الهى، قال الله جلّ جلاله: قم بين يدىّ واشدد مئزرك قيام العبد الذّليل بين يدى الملك الجليل؛ ففعل ذلك موسى (ع) فنادى ربّنا عزّ وجلّ: يا امّة محمّدٍ (ص)؟- فأجابوا كلّهم وهم فى اصلاب آبائهم وارحام امّهاتهم: لبّيك لبّيك لا شريك لك لبّيك انّ الحمد والنّعمة والملك لك، لا شريك لك، قال: فجعل الله عزّ وجلّ تلك الاجابة شعار الحاجّ، ثمّ نادى ربّنا عزّ وجلّ: يا امّة محمّدٍ (ص) انّ قضائى عليكم انّ رحمتى سبقت غضبى، وعفوى قبل عقابى، فقد استجبت لكم قبل ان تدعونى، واعطيتكم من قبل ان تسألونى، من لقينى بشهادة ان لا اله الاّ الله وحده لا شريك له وانّ محمّداً (ص) عبده ورسوله صادق فى اقواله محقّ فى افعاله، وانّ علىّ بن ابى طالب (ع) اخوه ووصيّه من بعده ووليّه ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمّدٍ (ص) وانّ اولياءه المصطفين الطّاهرين المطهّرين المثابين بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما اولياؤه ادخله جنّتى وان كانت ذنوبه مثل زبد البحر، قال: فلمّا بعث الله محمّداً (ص) قال: يا محمّد وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا امّتك بهذه الكرامة ثمّ قال عزّ وجلّ لمحمّدٍ )ص): قل: الحمد لله ربّ العالمين على ما اختصّنى به من هذه الفضيلة، وقال لامّته: قولوا الحمد لله ربّ العالمين على ما اختصّنا به من هذه الفضائل.(46)

فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ عن الكاظم (ع) فى هذه الآية يعنى من اتّخذ دينه رأيه بغير امامٍ من ائمّة الهدى إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)

الَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ او المراد بهم الائمّة  )ع) كما فى الاخبار فانّهم الكاملون فى ان آتاهم الله الكتاب تكويناً من اوّل صباوتهم (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا ءامَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)

قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ من مدّعى الرّبوبيّة ومن مدّعى الولاية والرّسالة وممّن جعلهم المشركون شركاء الله او شركاء الولاية لكنّ المنظور شركاء الولاية رَبَّنَا هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فى الولاية والطّاعة او فى الرّبوبيّة فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوْا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ الى الولاية لما كانوا فى العذاب.(64)

فَأَمَّا مَنْ تَابَ عن شركه بالرّبوبيّة او عن شركه بالولاية وتاب على يد ولىّ امره وَآمَنَ بقبول ولايته فى ضمن بيعته فانّ الفلاح محصور على من قبل ولاية علىٍّ  )ع) بالتّوبة على يده او يد خلفائه والبيعة معه وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ الآيات تعريض بالامّة واشراكهم بعلىٍّ (ع) فى الولاية واختيارهم بآرائهم اماماً لانفسهم وان كان نزوله في غيرهم سُبْحَانَ اللَّهِ المقصود انّ الله فى مظهره الّذى هو علىّ (ع) منزّه وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ فى الولاية والخلافة وفى الاخبار اشارات الى هذا التّعريض والتّأويل (68)

وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ لمّا كان المقصود من هذه الآية التّعريض بالامّة واشراكهم بالولاية وكان اصل الدّين والتّوحيد توحيد الولاية واصل الالحاد والكفر والاشراك الكفر والاشراك بالولاية كرّرها بالفاظها وبغير الفاظها (74) وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ولمّا كان المقصود التّعريض بالامّة فسّروا هذه الآية بفرق امّة محمّدٍ (ص) الّذى هو من آل محمّدٍ (ص) وهو شهيدٌ عليهم فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ايّها الامم المشركة بولاية امامكم والكافرة بها فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75) إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى كأنه قيل: لا ينفعهم ايمانهم بمحمّد )ص) بعد انكارهم لعلىٍّ (ع) ؟- فقال تعالى: بغيهم على علىٍّ (ع) ذهب بايمانهم وبما عملوا فى ايمانهم لانّ قارون كان من قوم موسى (ع)  فَبَغَى عَلَيْهِمْ ولم ينفعه كونه من قوم موسى (ع) وخسف به الارض ببغيه وَءاتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ وهذا ايضاً تعريض بالامّة ومترفيها ومن يفرح بما آتاه الله ويتأنّف عن خلفائه )ع) يظنّ انّ النّعمة له باستحقاقه من دون ظنّ الاستدراج بها إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)

وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ بالتّوبة والبيعة على ايدى خلفائه )ع) ايماناً عامّاً او ايماناً خاصّاً بالبيعة الخاصّة الولويّة وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ 80)) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ فاحذروا يا امّة محمّد (ص) من البغى على من نصبه الله اماماً للعباد (81)

إنَّ الَّذي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ويصح التّفسير بانّ الّذى عيّن واثبت عليك مقام الجمع لرادّك الى ذلك المقام او الى الدّنيا او الى نفوس العباد حين احتضارهم او حين حسابهم كما اشير اليها فى الاخبار والاقوال، وعن السّجّاد )ع) انّه قال: يرجع اليكم نبيّكم (ص) وامير المؤمنين (ع) قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (85)

وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ ءايات اللَّهِ او المعنى ولا يصدّنّك عن آيات الله النّازلة فى علىٍّ (ع) وادع الى علىٍّ (ع) بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بولاية علىٍّ (ع) (87) وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ او لا تدع مع علىٍّ (ع) فى ولايته وليّاً آخر لا إِلَهَ إِلا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ وقد فسّر وجه الله فى اخبارٍ كثيرةٍ بالانبياء والائمّة (ع) لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 88) )

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم  

أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا ءامَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ينبغى لمن آمن بقبول الرّسالة أو الولاية ان يوطّن نفسه على الامتحان (2)

وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ الّذى ينبغى ان يسلكه الانسان وهو سبيل الآخرة وسبيل الولاية وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)

وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ الّذين فتح الله عليهم باب العلم بولاية علىٍّ (ع) الحاصلة لهم بالبيعة الخاصّة الولويّة43)  )

اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ وان كان المراد بالصّلٰوة الرّسول )ص) او الامام (ع) كان المراد بذكر الله ذكر الله للعبد او مقام نورانيّتهما فانّه ذكر الله حقيقةً واوّل مقام معرفة علىّ (ع) بالنّورانيّة تنهى حالاً او باللّسان عن جملة الفحشاء والمنكر، وصلٰوة المصلّى الّذى هو مستغرق فى شهود جمال الوحدة ناهية له عن الالتفات الى غير الله وهذا الالتفات هو نكره فى ذلك المقام، والصّلٰوة الّتى هى عبارة عن الرّسول (ص) او الامام )ع) تنهى عن الفحشاء والمنكر اللّذين هما مقابلان (45)  

 وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ اى القرآن وهم آل محمّدٍ (ص) او فالّذين آتيناهم احكام النّبوّة بقبول الرّسالة بالبيعة العامّة او بقبول الولاية بالبيعة الخاصّة يُؤْمِنُونَ بِهِ اى يذعنون او يؤمنون بالبيعة العامّة او الخاصّة بالقرآن او بمحمّدٍ (ص) او بكتاب النّبوّة او بعلىٍّ (ع) فانّه المنظور من كلّ منظورٍ وَمِنْ هَؤُلاء مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ اى يؤمن باحدى البيعتين او يذعن قلباً بمحمّدٍ (ص) او بالقرآن او باحكام النّبوّة او بعلىٍّ (ع) وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الْكَافِرُونَ وهذا تعريض بمنافقى الامّة الّذين جحدوا عليّاً (ع) (47)

 بَلْ هُوَ ءاياتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ المراد بمن اوتوا العلم هم الاوصياء )ع) كما فى اخبارٍ كثيرةٍ عنهم (ع) وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الظَّالِمُونَ (49).

يَوْمَ يَغْشَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَبعبادي الذين آمنو بالبيعة على يد محمّد (ص) البيعة العامّة او على يد علىّ (ع) البيعة الخاصّة (55)

 

 

30

سورة الروم

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم  

ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسئُوا السُّوأى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ واعظمها الانبياء والاولياء (ع) وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون(10)   

وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ فى الوجوب، او فى الآلهة، او فى العبادة، او فى الطّاعة، او فى الولاية شُفَعَاؤُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13)

وَمِنْ ءاياتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِ بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وهو خاصّ بالانبياء والاولياء (ع( وفوقه مقام التّحقّق بالمعلوم وهو مقام بعض الانبياء والاولياء )ع( (24)

وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى روى عن الرّضا (ع) انّه قال، قال النّبىّ (ص) لعلىّ (ع): وانت المثل الاعلى، وفى خبرٍ: نحن كلمة التّقوى وسبيل الهدى والمثل الاعلى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)

مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا او فارقوا ولايتهم التّكليفيّة بعدم العمل بما وصل اليهم من ولىّ امرهم، او فارقوا عليّاً (ع) كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)

أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ او بكونهم بعلىٍّ (ع) يشركون فى الولاية وهذا هو المنظور (35)

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ بالبيعة الخاصة (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ يعنى اعطاء الحقّ لذى الحقّ ومنه اعطاء الامامة لعلىّ (ع) وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (38)

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ وقال الباقر (ع) : ذلك والله حين قالت الانصار: منّا اميرٌ ومنكم اميرٌ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)

وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلا مَنْ يُؤْمِنُ اى يذعن او يؤمن بالبيعة العامّة او الخاصّة بِآيَاتِنَا واعظمها الانبياء والاولياء (ع) واصل الكلّ علىّ (ع) فَهُمْ مُسْلِمُونَ  (53)

وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ عن الحقّ الّذى هو مشهود لهم من امر الآخرة وصحّة الرّسالة وصدق الامامة والخلافة.(55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ كثيراً يستعمل العلم فى قبول احكام الرّسالة والعلم بها، وبالايمان الايمان الخاصّ الحاصل بالبيعة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة او المراد بالعلم العلم التّحقيقىّ، وبالايمان الايمان الشّهودّى الّذين لا يجتمعان الاّ فى من صار خليفة لله كما عن الرّضا (ع) حين يصف الامامة فانّه قال : فقلّدها عليّاً (ع) بامر الله عزّ وجلّ على رسم ما فرض الله تعالى فصارت فى ذرّيّته الاصفياء الّذين آتاهم الله تعالى العلم والايمان لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56)

فَاصْبِرْ يا محمد (ص) على انكارهم لرسالتك، او فاصبر على انكارهم لخلافة خليفتك إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60)

 

 

31

سورة لقمان

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم   

وَمنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ سبيل الله هي الولاية بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6)

وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ولمّا كان الحكمة لا تحصل الاّ بمعرفة امام الزّمان فسّرها الصّادق)ع) بمعرفة امام زمانه، ولمّا كانت لا تحصل بحسب جزءها العلمىّ الاّ بالفهم والعقل فسّرها الكاظم (ع) بالفهم والعقل أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)

وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ وقد ورد اخبار كثيرة دالّة على انّ محمّداً (ص) وعليّاً (ع) افضل آباء هذه الامّة وانّ حقّهما اعظم من حقّ آبائهم الجسمانيّين، وانّ من ارضاهما ارضى الله والديه الجسمانيّين، فعن جعفر بن محمّد (ع): من رعى حقّ ابويه الافضل محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) لم يضرّه ما ضاع من حقّ ابوى نفسه وسائر عباد الله فانّهما يرضيانهما بشفاعتهما، وعن علىّ بن محمّدٍ (ع): من لم يكن والدا دينه محمّد (ص) وعلىّ (ع) اكرم عليه من والدى نسبه فليس من الله فى حلٍّ ولا حرامٍ ولا قليلٍ ولا كثيرٍ، وعن امير المؤمنين (ع) انّه قال: الوالدان اللّذان اوجب الله لهما الشّكر هما اللّذان ولّدا العلم وورّثا الحكم، وامر النّاس بطاعتهم إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا صحاباً معروفاً يعرفه العقلاء بالحسن، والمعروف بالنّسبة الى انواع الوالدين يختلف فانّ المعروف بالنّسبة الى محمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) ان لا نخالف قولهما لا فى الظّاهر ولا فى الباطن وان تطيعهما فى كلّ ما امراك به، وان تحبّهما وتبايع معهما، وترابط معهما المرابطة القلبيّة بان تكون متوجّهاً اليهما ومتذكّراً لهما ومصوّراً لصورتهما فى كلّ حالٍ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15)

أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً واشرف النعم الولىّ (ع) وولايته وقبول ولايته بالبيعة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة واحكام الولاية، وقد اشير الى ذلك فى الاخبار فعن الباقر (ع) امّا النّعمة الظّاهرة فالنّبىّ (ص) وما جاء به من معرفة الله وتوحيده وامّا النّعمة الباطنة فولايتنا اهل البيت (ع) وعقد مودّتنا، وعن الكاظم (ع): النّعمة الظّاهرة الامام الظّاهر والباطنة الامام الغائب وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)

وَمَنْ كَفَرَ يعنى بالولاية فالكفر المقابل للاسلام لا يكون الاّ بالكفر بالولاية بترك البيعة مع ولىّ الامر او انكاره يعنى من كفر بعلىّ (ع) فلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ فانّه لا يضرّك ولا يضرّ عليّاً (ع) ولا يفوتنا لانّه إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23)

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ من الشّركاء من الاصنام والكواكب وغيرها او من شركاء علىّ (ع) فى الولاية هو الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)

وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ كثير السّتر للطّريق اى الولاية وهى طريق القلب الى الله او كفور للنّعم.(32).

إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ و فسّرت السّاعة بساعة الموت والاحتضار، وهى القيامة الصّغرى، وبساعة ظهور القائم (ع) وبالقيامة الكبرى وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 34))

 

 

32

سورة السجدة

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم  

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ الى طريق الولاية التي هي طريق الآخرة (3)

تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ عن الباقر (ع) قال نزلت فى امير المؤمنين )ع) واتباعه من شيعتنا ينامون فى اوّل اللّيل فاذا ذهب ثلثا اللّيل او ما شاء الله فزعوا الى ربّهم راغبين مرهبين طامعين فيما عنده فذكر الله فى كتابه فأخبركم بما اعطاهم انّه اسكنهم فى جواره وادخلهم جنّته وآمنهم خوفهم واذهب رعبهم (16)

وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وقد كثر الاخبار فى انّ الآيات نزلت فى علىٍّ (ع) والوليد بن عقبة فانّ الفاسق الوليد بن عقبة قال لعلىٍّ (ع): انا والله ابسط منك لساناً، واحدّ منك سناناً، وامثل جثوّاً منك فى الكتيبة، فقال علىّ (ع): اسكت انّما انت فاسق فأنزل الله هذه الآيات.(21)

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ من امر الوصاية والوصىّ، او من احكام الشّريعة، او من الكتاب وستر بعضٍ منه وتبديل بعضٍ (25)

وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ لمّا اخبرهم رسول الله (ص) بظهور القائم (ع) وظهور الدّين وجعل الاديان كلّها ديناً واحداً سألوا على سبيل الاستفهام او التّهكّم والاستهزاء (28)

 

 

33

سورة الاحزاب

مدنية

بسم الله الرحمن الرحيم

مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ عن علىّ (ع) انّه: لا يجتمع حبّنا وحبّ عدوّنا فى جوف انسانٍ انّ الله لم يجعل لرجلٍ قلبين فى جوفه، فيحبّ بهذا ويبغض بهذا وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمْ اللائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)

النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ورد انّها نزلت فى الامرة وانّها جرت فى ولد الحسين (ع) من بعده بيان لاهمّ مواردها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6) وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ فى هذا العالم بأخذ الانبياء واوصيائهم (ع) بالبيعة منهم الميثاق او فى عالم الذّرّ بأخذنا بانفسنا ميثاقهم وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7)

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ورد أخبار كثيرة انّ الآية نزلت فى حمزة وجعفرٍ وعبيدة وعلىٍّ (ع)، وفى بعض الاخبار انّها نزلت فى المؤمنين من شيعة آل محمّدٍ (ص)، وفى خبر عن الصّادق (ع) المؤمن مؤمنان؛ فمؤمن صدق بعهد الله ووفى بشرطه وذلك قول الله عزّ وجلّ: رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وذلك لا يصيبه اهوال الدّنيا ولا اهوال الآخرة وذلك ممّن يشفع ولا يشفع له، ومؤمن كخامة الزّرع يعوجّ احياناً ويقوم احياناً، فذلك ممّن يصيبه اهوال الدّنيا واهوال الآخرة، وذلك ممّن يشفع له ولا يشفع، وفى خبرٍ عنه (ع): لقد ذكركم الله فى كتابه فقال: من المؤمنين رجالٌ صدقوا الآية انّكم وفيتم بما اخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا وانّكم لم تبدّلوا بنا غيرنا، وعنه (ع) انّه قال؛ قال رسول الله (ص): يا علىّ (ع) من احبّك ثمّ مات فقد قضى نحبه، ومن احبّك ولم يمت فهو ينتظر، وما طلعت شمس ولا غربت الاّ ظلّت عليه برزقٍ وايمانٍ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا (23)

وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وفى اخبارٍ كثيرةٍ انّ المعنى كفى الله المؤمنين القتال بعلىّ بن ابى طالب )ع) يعنى فى تلك الغزوة او مطلقاً فانّه دخل على الكفّار وهنٌ بقتل عمرو بن عبد ودٍّ وتقوّى المؤمنون ولم يبق لهم حاجة الى القتال بحيث يقتل المؤمنون فى القتال ولذلك ورد: ضربة علىٍّ يوم الخندق افضل من عبادة الثّقلين وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25)

وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا صالحاً عظيماً هو ولاية علىّ بن ابى طالب )ع) نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا الّذين هم اصحاب الكساء، او هم الائمّة وشيعتهم فانّ المقصود من جميع الاوامر والنّواهى الّتى وردت فى الشّريعة المطهّرة تطهير اهل البيت )ع) يعنى الائمّة وشيعتهم فانّ الكلّ مقدّمة للولاية والبيعة الخاصّة الولويّة، وصاحبوا الولاية هم الائمّة (ع) وخلفاؤهم ورد اخبار كثيرة فى تفسير اهل البيت بأصحاب الكساء الّذين هم علىّ (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وقد ورد عن طريق الخاصة انّها جرت بعدهم فى الائمّة (ع) عن الصّادق (ع) انّه قال يعنى الائمّة وولايتهم من دخل فيها دخل فى بيت النّبىّ (ص) ولكنّ الله عزّ وجلّ انزل فى كتابه لنبيّه (ص) انّما يريد الله الآية وكان علىّ (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وفاطمة (ع) فأدخلهم رسول الله (ص) تحت الكساء فى بيت امّ سلمة ثمّ قال: " اللّهمّ انّ لكلّ نبىّ اهلاً وثقلاً، وهؤلاء اهل بيتى وثقلى، فقالت امّ سلمة: الست من اهلك؟ فقال انّك على خيرٍ ولكن هؤلاء اهلى وثقلى "، وقال فى آخر الحديث: الرّجس هو الشّكّ والله لا نشكّ فى ربّنا ابداً ، وقد ذكر فى المفصّلات الاخبار، من اراد فليرجع اليها، وللاشارة الى انّ المقصود اهل البيت (ع) قال: عنكم لا عنكنّ(33)  

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا فى ما يختارانه لهم يعنى فى الامامة أَنْ يكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ فى اىّ وقتٍ كان او فى وقت نصب علىٍّ (ع) بالخلافة وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا انّ نزول الآية ان كانت فى شيءٍ غير الخلافة فالمنظور منها الخلافة يعنى ما كان لاحدٍ ان يختار الامام من عند نفسه على من اختاره الله ورسوله (ص) للامامة (36) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا انّ الله عزّ وجلّ ما تولّى تزويج احدٍ من خلقه الاّ تزويج حوّاء من آدم (ع)، وزينب من رسول الله (ص) بقوله عزّ وجلّ: فلمّا قضى زيد منها وطراً زوجناكها، وفاطمة (ع) من علىّ (ع) لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا (37)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا عن الصّادق (ع) تسبيح فاطمة الزّهراء من الذّكر الكثير الّذى قال الله: اذكرو الله ذكراً كثيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ اى يلقون حسابه وحسّبه او يلقون مظاهره وائمّتهم (ع) لانّ المؤمن بعد طىّ البرازخ يلقى امامه سَلامٌ لانّ المؤمن بعد الحضور عند امامه يصير سالماً من جميع الآفات والنّقائص وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)

وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ فيما يقولون فى حقّ فقراء المؤمنين، او فى ترك التّعرضّ لاصنامهم، او فى حقّ علىّ(ع) وخلافته وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا (48)

لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي ءابائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55). إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا اعلم، انّ الاخبار فى فضيلة الصّلٰوة على محمّدٍ وآل محمّد وانّها افضل من جملة الاذكار من طريق الخاصّة والعامّة اكثر من ان تحصى؛ ففى بعض الاخبار: من صلّى عليه فى دبر كلّ صلٰوة الصّبح وصلٰوة المغرب قضى الله له مائة حاجةٍ، سبعين فى الدّنيا وثلاثين فى الآخرة، وفى بعضها: انّ ملكاً قائم الى يوم القيامة ليس احد من المؤمنين يقول: صلّى الله على محمّدٍ وآله وسلّم الاّ وقال الملك: وعليك السّلام، ثمّ يقول الملك: يا رسول الله (ص) انّ فلاناً يقرئك السّلام فيقول رسول الله (ص): وعليه السّلام، وفى بعضها: كلّ دعاءٍ محجوبٌ عن السّماء حتّى يصلّى على محمّدٍ وآل محمّدٍ، وفى بعضها: اذا كان ليلة الجمعة نزل من السّماء ملائكة بعدد الذّرّ فى ايديهم اقلام الذّهب وقراطيس الفضّة لا يكتبون الى ليلة السّبت الاّ الصّلٰوة على محمّدٍ وآل محمّدٍ، وفى بعضها: ثواب الصّلٰوة عليه وآله الخروج من الذّنوب كهيئة يوم ولدته امّه، وفى بعضها: لم يبق عليه من ذنوبه ذرّة، وفى بعضٍ: من صلّى على محمّدٍ وآل محمّد عشراً صلّى الله عليه وملائكته الفاً، وفى بعضها: من صلّى على النّبىّ صلٰوةً واحدةً صلّى ا لله عليه الف صلٰوةٍ فى الف صفٍّ من الملائكة، ولم يبق شيءٌ ممّا خلق الله الاّ صلّى على العبد لصلٰوة الله وصلٰوة ملائكته؛ فمن لم يرغب فى هذا فهو جاهل مغرور قد برأ الله منه ورسوله )ص) واهل بيته (ع)؛ وفى بعضها: ما فى الميزان شيءٌ اثقل من الصّلٰوة على محمّد وآل محمّدٍ، وفى بعضها: من صلّى علىّ ولم يصلّ على آلى لم يجد ريح الجنّة وانّ ريحها ليوجد من مسيرة خمس مائة عامٍ، وفى بعضها: اذا صلّيت العصر يوم الجمعه فقل: اللّهمّ صلّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ الاوصياء المرضيّين بافضل صلواتك، وبارك عليهم بافضل بركاتك، والسّلام عليهم وعلى ارواحهم واجسادهم ورحمة الله وبركاته، فانّ من قالها بعد العصر كتب الله عزّ وجلّ له مائة الف حسنةٍ ومحا عنه مائة الف سيّئةٍ، وقضى له بها مائة الف حاجةٍ، ورفع له بها مائة الف درجةٍ، وفى بعضها: صلّت الملائكة علىّ وعلى علىٍّ (ع) سبع سنين وذلك انّه لم يصلّ معى احدٌ غيره، وفى بعضها: صلّ على النّبىّ (ص) كلّما ذكرته، او ذكره ذاكرٌ عندك فى اذانٍ وغيره، وقد أفتى كثير بوجوب الصّلٰوة عليه اذا ذكرته او ذكره ذاكرٌ عندك وقد اختلف الاخبار فى بيان اللّفظ الّذى يصلّى به عليه، ويستفاد من جملتها واختلافها انّ المقصود هو التّوجّه والاقبال عليه على سبيل التّعظيم ولا اعتبار لخصوصيّة لفظٍ مخصوصٍ فى ذلك ولذلك اختلف الاخبار فى تعيين اللّفظ، والسّرّ فى فضل الصّلٰوة والاهتمام بها والتّأكيد فيها عند ذكر محمّدٍ (ص) وتفضيلها على سائر الاذكار كما اشير اليه فى الاخبار ورد عن ابى عبدالله (ع) انّه قال: جاء رجل الى رسلول الله (ص) فقال: اجعل نصف صلواتى لك؟- قال: نعم، ثمّ قال: اجعل صلواتى كلّها لك؟- قال: نعم، فلمّا مضى قال رسول الله (ص): كُفى همّ الدّنيا والآخرة، وفى خبرٍ عنه(ع): انّ رجلاً اتى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله (ص) انّى جعلت ثلث صلواتى لك، فقال له: خيراً، فقال: يا رسول الله (ص) انّى جعلت نصف صلواتى لك، فقال له: ذلك افضل، فقال: انّى اجعل كلّ صلواتى لك؟ فقال: اذَن يكفيك الله عزّ وجلّ ما اهمّك من امر دنياك وآخرتك، فقال له رجل اصلحك الله كيف يجعل صلواته له؟ فقال ابو عبد الله (ع) لا يسأل الله عزّ وجلّ الاّ بدأ بالصّلٰوة على محمّدٍ وآله، وامثال هذه الاخبار كالقرآن ذات وجوهٍ وهى مرادة بكلّ وجوهها بحسب مراتب النّاس فانّ الصّلٰوة تكون بمعنى الدّعاء، والغائب عن الحضور لا يكون صلٰوته لمحمّدٍ (ص) الاّ دعاءه له، ويكون بمعنى الصّلٰوة المشروعة المشتملة على الافعال والاذكار المخصوصة، والحاضر عند محمّدٍ (ص) يجوز ان يكون معنى صلٰوته له دعاءه له وان يكون معنى صلٰوته له ان يكون فى صلٰوته المشروعة غير ناظرٍ الى غيره، ويكون المخاطب فى الصّلٰوة بل المتكلّم بل الفاعل محمّداً (ص) ومعنى الصّلٰوة من الله الرّحمة عليه ومن الملائكة تزكيته كما فى الخبر، او طلب نزول الرّحمة من الله عليه، ومن العباد طلب الرّحمة من الله تعالى عليه، ولمّا كان المؤمن من فعليّته الاخيرة هى الصّورة النّازلة من ولىّ امره وهى صورة نازلة من محمّد (ص) كان طلبه الرّحمة من الله على محمّدٍ (ص) طلباً للرّحمة على فعليّته الاخيرة فكان صلٰوته على محمّد (ص) دعاءً لنفسه ولذلك ورد فى خبرٍ عن الرّضا (ع): وانّما صلٰوتنا رحمة عليه ولنا قربة، ولمّا كان محمّد (ص) مظهراً تامّاً لله كان من توجّه اليه وطلب الرّحمة من الله عليه توجّه الله اليه بمضمون: من تقرّب الىّ شبراً تقرّبت اليه باعاً؛ اكثر من توجّهه الى الله بعشرٍ او بمائةٍ او بالفٍ او باكثر بحسب استعداد المصلّى، وتوجّه الله اليه ليس الاّ صلٰوته ونزول رحمته على العبد، ولمّا كان الله حقيقة كلّ ذى حقيقة كان اذا توجّه الى شيءٍ توجّه كلّ الاشياء اليه، فاذا صلّى الله على عبدٍ لم يبق شيءٌ الاّ وصلّى عليه خصوصاً الملائكة المقرّبون لقربهم من الله تعالى ولذلك اقتصر فى بعض الاخبار على ذكر الملائكة، وفى بعضها اشير الى انّه لا يبقى شيءٌ الاّ وصلّى عليه  وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً  يستفاد من بعض الاخبار انّ المراد بقوله سلّموا تسليماً التّحيّة الاسلاميّة، ومن بعضها انّ المراد التّسليم والانقياد له فيما جاء به من عند الله، ومن بعضها انّ المراد الانقياد له فيما جاء به من خلافة علىٍّ (ع)، ومن بعضها انّ المراد الانقياد لوصيّه )ع).(56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فيه تعريض بمن آذى عليّاً (ع) وفاطمة (ع) فانّه صلّى الله قال: فاطمة بضعة منّى فمن آذاها فقد آذانى، وقال: من آذاها فى حيٰوتى كمن آذاها بعد موتى، ومن آذاها بعد موتى كمن آذاها فى حيٰوتى، ومن آذاها فقد آذانى، ومن آذانى فقد آذى الله، وهو قول الله عزّ وجلّ: انّ الّذين يؤذون الله ورسوله، وعن علىّ (ع) انّه قال وهو آخذ بشعره فقال: حدّثنى رسول الله (ص) وهو آخذ بشعره، فقال: من آذى شعرة منك فقد آذانى، ومن آذانى فقد آذى الله، ومن آذى الله فعليه لعنة الله لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ نزول هذه الآية فى ايذاء علىٍّ (ع) وفاطمة (ع) لا ينافى عمومها لجميع المؤمنين والمؤمنات، قال فى تفسير البيضاوى فى هذه الآية: روى انّها نزلت فى منافقين يؤذون عليّاً (ع)، والسّرّ فى ذلك انّ المؤمن من حيث ايمانه ليس الاّ ولىّ امره، وايذاؤه من حيث ايمانه ليس الاّ ايذاء ولىّ امره، وايذاء ولىّ أمره قرينٌ لايذاء محمّد (ص) وعلىّ (ع) وهو ايذاء الله بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا (58).

يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ السّاعة فسّرت بساعة الموت وهى القيامة الصّغرى وبساعة ظهور القائم (ع) قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63)

يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا في حق علي (ع) (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا السبيل امير المؤمنين (ع) (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ كناية عن الّذين غصبوا آل محمّد )ص) حقّهم وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وكان مناسب المقام من حمل الآيات فى ايذاء الرّسول وايذاء المؤمنين على ايذائه فى علّى )ع) وايذاء علىٍّ (ع) وفاطمة (ع) ان يكون المعنى لا تكونوا فى ايذاء الرّسول او فى ايذاء علىٍّ (ع) وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69)

 

 

34

سورة سبأ

مكية

بسم الرحمن الرحيم     

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ  والمراد بالّذى انزل اليه (ص) جملة ما انزل اليه او المعهود ممّا انزل اليه فى ولاية علىٍّ )ع (والمراد بالّذين اوتوا العلم علىّ )ع( او جملة المؤمنين وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ البعض المستفاد من الّذين اوتوا العلم يعنى يهدى كلّ بعضٍ منهم بوجوده وفعله وقوله وخلقه وحاله كعلىّ )ع( وبعض المؤمنين او ببعضها كبعضٍ آخر منهم (6)

ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ فتنبّهوا يا امّة محمّدٍ (ص) ولا تكفروا نعمة النّبوّة والولاية اللّتين هما كبستانين حافّتين ليمينكم وشمالكم ولا تكفروا نعمة الاسلام الحاصل بالبيعة العامّة النّبويّة، والايمان الحاصل بالبيعة الخاصّة الولويّة (17)

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ اعلم، انّ تنزيل هذه الآية فى اهل سبا لكن تأويلها فى منافقى امّة محمّد (ص) فانّه ورد عن ابى جعفرٍ (ع) انّه قال: لمّا اخذ رسول الله )ص) بيد علىّ (ع) يوم الغدير صرخ ابليس فى جنوده صرخةً لم يبق منهم احد فى برٍّ ولا بحرٍ الاّ اتاه فقالوا: يا سيّدنا ومولينا، ماذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخةً اوحش من صرختك هذه؟- فقال لهم: فعل هذا النّبىّ فعلاً ان تمّ لم يعص الله ابداً، فقالوا: يا سيّدنا ان كنت لآدم، فلمّا قال المنافقون ينطق عن الهوى، وقال احدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران فى رأسه كأنّه مجنون، يعنون رسول الله (ص) صرخ ابليس صرخةً بطربٍ فجمع اولياءه فقال: اما علمتم انّى كنت لآدم من قبل؟- قالوا، نعم، قال: نعم نقض العهد ولم يكفر بالرّبّ وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرّسول (ص)، فلمّا قبض رسول الله (ص) واقام النّاس غير علىٍّ (ع) لبس تاج الملك ونصب منبراً وقعد فى الزّينة وجمع خيله ورجله ثمّ قال لهم: اطربوا لا يطاع الله حتّى يقام امام، وتلا ابو جعفر (ع): ولقد صدّق عليهم ابليس ظنّه الى آخر الحديث وبهذا المضمون مع اختلاف فى اللّفظ اخبار كثيرة فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ عن الباقر (ع) فى حديث: ما من احدٍ من الاوّلين والآخرين الاّ وهو محتاج الى شفاعة رسول الله (ص) يوم القيامة ثمّ قال: انّ لرسول الله (ص) الشّفاعة فى امّته ولنا الشّفاعة فى شيعتنا، ولشيعتنا الشّفاعة فى اهاليهم، وانّ المؤمن ليشفع فى مثل ربيعة ومضر، وانّ المؤمن ليشفع حتّى خادمه يقول: يا ربّ حقّ خدمتى كان يقينى الحرّ والبرد حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فى كثيرٍ من الاخبار مضمون انّه لا يبقى ارضٌ الاّ نودى فيها بشهادة ان لا اله الاّ الله، وانّ محمّداً رسول الله )ص) لكن فى الرّجعة او فى ظهور القائم (ع) (28)

وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا خصوصاً الآيات العظمى من الانبياء (ع) وخلفائهم (ع)  مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38)

وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ قال المعصوم: كذّب الّذين من قبلهم رسلهم (ع) وما بلغ ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمّداً (ص) وآل محمّد (ع) فيكون الآية تسلية للرّسول (ص) فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (45) قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى وقد ورد فى اخبارٍ كثيرةٍ انّ المراد بالواحدة ولاية علىٍّ (ع)، روى عن يعقوب بن يزيد انّه قال: سألت ابا عبدالله (ع) عن قول الله عزّ وجلّ: قل انّما اعظكم بواحدة؟- قال: بالولاية، قلت: وكيف ذاك؟- قال: انّه لما نصب النّبىّ (ص) امير المؤمنين (ع) للنّاس، فقال: من كنت مولاه فعلىّ مولاه، اعتبس رجل وقال: انّ محمّداً (ص) ليدعو كلّ يوم الى امرٍ جديدٍ وقد بدأ باهل بيته يملّكهم رقابنا، فأنزل الله عزّ وجلّ على نبيّه قرآناً فقال له: قل انّما اعظكم بواحدةٍ، فقد ادّيت اليكم ما افترض ربّكم عليكم، قلت: فما معنى قوله عزّ وجلّ ان تقوموا لله مثنى وفرادى؟- فقال: امّا مثنى يعنى طاعة رسول الله (ص) وطاعة أمير المؤمنين (ع)، وامّا قوله فرادى يعنى طاعة الامام من ذرّيّتهما من بعدهما، ولا والله يا يعقوب ما عنى غير ذلك، والمعنى قل انّما اعظكم بواحدة يعنى بولاية علىّ (ع) ان تقوموا لطاعة الله فى مظاهره حال كون الله مثنى باعتبار مظاهره كزمان الرّسول (ص) فانّ الرّسول (ص) وامير المؤمنين (ع) كانا مظهرين فى ذلك الزّمان لله وطاعة كلٍّ كان طاعة الآخر وطاعة الله، وفرادى كزمان سائر الائمّة (ع) فان كلاًّ كان فى زمانه مظهراً لطاعة وورد: انّ الله لم يرخّص فى الولاية، ويدلّ على تفسير الواحدة بالولاية قوله تعالى: قل ما سألتكم من اجرٍ فهو لكم فانّه ما سأل على رسالته اجراً الاّ المودّة فى القربى يعنى اتّباع اوصيائه وقبول ولايتهم، يعنى ما سألتكم من الاجر على التّبليغ من المودّة فى القربى فانّه نافعٌ لكم لانّكم ان اتبعتموهم نجوتم من عذاب الآخرة وبوركتم فى دنياكم وانعم عليكم فى عقباكم ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)

وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ فى الخبر عن الباقر (ع): لكأنّى انظر الى القائم (ع) وقد اسند ظهره الى الحجر الى ان قال فاذا جاء الى البيداء يخرج اليه جيش السّفيانىّ فيأمر الله عزّ وجلّ الارض فتأخذ باقدامهم وهو قوله عزّ وجلّ: ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكانٍ قريبٍ.(51) وَقَالُوا ءامنّا بِهِ يعنى بالقائم )ع) او بمحمّدٍ (ص) وَأَنَّى لَهُمْ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ بالقائم )ع) او بمحمّدٍ (ص) مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ  (53)وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ وورد اخبار كثيرة فى تفسير الآية بخروج المهدىّ (ع) وجيش السّفيانىّ (54).

 

 

35

سورة فاطر

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم    

الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ وورد اخبار كثيرة فى اوصاف الملائكة وكثرة عددهم وغير ذلك من اوصاف عظمتهم، وانّه ليهبط فى كلّ يومٍ او فى كلّ ليلة سبعون الف ملكٍ فيأتون البيت الحرام فيطوفون به ثمّ يصعدون الى السّماء بعدما يأتون رسول الله (ص) وامير المؤمنين (ع) والحسين (ع) ولا يعودون ابداً وعن الثّمالىّ قال: دخلت على علىّ بن الحسين (ع) فاحتبست فى الدّار ساعة ثمّ دخلت البيت وهو يلتقط شيئاً وادخل يده من وراء السّتر فناوله من كان فى البيت، فقلت: جعلت فداك هذا الّذى أراك تلتقطه اىّ شيءٍ هو؟- قال: فضلةٌ من زغب الملائكة نجمعه اذا خلونا نجعله مسبحاً لاولادنا، فقلت: جعلت فداك فانّهم ليأتونكم؟- فقال: يا با حمزة ليزاحمونا على تُكأتنا وقد ورد اخبار كثيرة انّ الائمّة يرون الملائكة ويصافحونهم يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)

الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ ءامنوا مع ولىّ امره البيعة الخاصّة او العامّة وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7)

مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ عن الصّادق (ع): الكلم الطّيّب قول المؤمن: لا اله الاّ الله، محمّد رسول الله (ص)، علىّ ولىّ الله (ع) وخليفة رسول الله (ص)، والعمل الصّالح الاعتقاد بالقلب انّ هذا هو الحقّ من عند الله لا شكّ فيه من ربّ العالمين وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ عن الصادق (ع) فى هذه الآية قال: ولايتنا اهل البيت، واومى بيده الى صدره، فمن لم يتولّنا لم يرفع الله له عملاً، ولمّا كان اصل جميع الكلم الطّيّب هو كلمة الولاية والقول بها والاعتقاد بها صحّ تفسير الكلم بالولاية، ولمّا كان اصل جميع الصّالحات هو عمل الولاية الّتى هى البيعة الخاصّة ولا يصير الصّالح صالحاً الاّ بها صحّ تفسير العمل الصّالح بها مع انّ الآية عامّة لجميع الكلمات وجميع الاعمالوَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ وفيه تسلية للرّسول )ص) فى مكرهم به او بعلىّ (ع).(10)

وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا يعنى ان تدع كلّ ما يمكن ان يدعى من الله وخلفائه ومن الشّركاء لله ومن الشّركاء فى الولاية لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ الفطريّة الّتى هى الحبل من الله الّذى هو الولاية التّكوينيّةذ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ اى بالولاية فانّها الحقّ المطلق بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ عن الباقر (ع):لم يمت محمّد (ص) الاّ وله بعيث نذير قال: فان قيل: لا، فقد ضيّع رسول الله (ص) من فى اصلاب الرّجال من امّته، قيل: وما يكفيهم القرآن؟- قال: بلى، ان وجدوا له مفسّراً، قيل: وما فسّره رسول الله؟- قال: بلى، قد فسّره لرجلٍ واحدٍ وفسّر للامّة شأن ذلك الرّجل وهو علىّ بن ابى طالب )ع). اعلم، انّه تعالى جعل غاية خلق العالم بنى آدم، وجعل غاية خلق بنى آدم ولاية علىّ بن ابى طالب (ع) سواء كانت ظاهرة فى هيكل النّبوّة او الرّسالة او الخلافة وليس المراد بالنّذير الاّ الرّسول او النّبىّ او خليفتهما (24)

وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ عن النّبىّ (ص) فى حديثٍ يذكر فيه ما اعدّ الله لمحبّى علىّ (ع) يوم القيامة انّهم اذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنّونهم بكرامة ربّهم حتّى اذا استقرّوا قرارهم قيل لهم: هل وجدتم ما وعد ربّكم حقّاً؟- قالوا: نعم، ربّنا رضينا فارض عنّا، قال: برضاى عنكم وبحبّكم اهل بيت نبيّى حللتم دارى وصافحتم الملائكة فهنيئاً هنيئاً عطاءً غير مجذوذٍ ليس فيه تنغيص فعندها قالوا: الحمد لله الّذى اذهب عنّا الحزن الآية (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ وهذا الحديث يدل على شمول الاصطفاء وايراث الكتاب لذريّة فاطمة (ع) سواء كانوا جسمانيّين او روحانيّين (35) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بالله او بمحمّد (ص) او بآله (ع) او بالايمان او بالكتاب او بنعمة الولاية او بمطلق النّعم لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ  من الكفر بالولاية او بالايمان او بالكتاب او بمطلق النّعم، روى عن علىٍّ (ع) انّه قال: قال رسول الله (ص): يا علىّ ما بين من يحبّك وبين ان يرى ما يقرّبه عيناه الاّ ان يعاين الموت، ثمّ تلا: ربّنا اخرجنا نعمل صالحاً غير الّذى كنّا نعمل يعنى اعداء علىّ (ع)، وهذا الحديث يدلّ على انّ المراد بالّذين كفروا من كفر بالولاية وهو يدلّ على شمول الآية لمطلق المؤمنين بالولاية أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: لا يظهر عداوة علىّ (ع) والكفر به على ظاهر الاكثر فهل يعلم الله ذلك؟- فقال: انّ الله عالم غيب السّماوات فكيف لا يعلم ما فى قلوب عباده إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38)

قُلْ لهؤلاء المشركين بالله او بالولاية أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمْ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنتٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلا غُرُورًا (40)

 

 

36

سورة يس

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم    

يس ورد فى الاخبار انّ يٰس ونون من اسماء محمّد (ص) (1)

عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وهو الولاية التّكوينيّة والتّكليفيّة وهى الطّريق المستقيم الى كلّ خيرٍ والطّريق الموصل الى الله وهذه الكلمة تثبيت له (ص) على ما هو عليه ولامّته وردع لمنكريه (4)

لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أُنذِرَ ءاباؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ فى خبرٍ منسوبٍ الى الصّادق (ع) اشعارٌ بانّ المعنى لتنذر بولاية أمير المؤمنين (ع) فهم غافلون عنها وذلك انّ الولاية غاية الرّسالة واصل جملة الاحكام (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ في الخبر انّه قال: ممّن لا يقرّون بولاية علىٍّ امير المؤمنين)ع( والائمّة من بعده (ع) فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ بولاية علىّ (ع) بالبيعة على يده او ايدى خلفائه (ع)، وفى ذلك الخبر انّه قال بولاية امير المؤمنين (ع) والاوصياء من بعده فلمّا لم يقرّوا كانت عقوبتهم ما ذكر الله (7)

وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ فى الخبر المنسوب الى الصّادق (ع( انّه قال: فهم لا يؤمنون بالله وبولاية علىّ (ع) ومن بعده (10) إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ الذّكر هو الولاية التّكوينيّة والتّكليفيّة وانّ محمّداً (ص) وعليّاً (ع) لكونهما متّحدين مع الولاية يكونان ذكراً، وانّ القرآن ايضاً صورة الولاية، وانّ الذّكر اللّسانىّ والخيالىّ صورة ذلك الذّكر فالمقصود بالذّكر ههنا هو الولاية التّكوينيّة الّتى هى عبارة عن الفطرة الانسانيّة وَخَشِيَ الرَّحْمَانَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)

وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى عن النّبىّ (ص) انّه قال: الصّدّيقون ثلاثة: حبيبٌ النّجّار مؤمن آل يٰس، وحزقيل مؤمن آل فرعون وعلىّ بن أبى طالبٍ (ع) قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)

يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزءُون تعريض بأمّة محمّدٍ (ص) وتنبيه لهم.(30)

وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ عن الباقر (ع) يعنى قبض محمّد (ص) وظهرت الظّلمة فلم يبصروا فضل اهل بيته.(37)

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله او بمحمّدٍ (ص) او بعلىٍّ (ع) وولايته لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ فى هذا القول او فى الاقرار بالله او بمحمّدٍ (ص) او بعلىٍّ(ع) إِلا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (47)

 

 

37

سورة الصافات

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم   

وَإِذَا رَأَوْا آيَةً معجزة او آية من الآيات العظمى الّذين هم الانبياء والاولياء )ع) يَسْتَسْخِرُونَ (14)

احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا واصل الظّلم الظّلم لآل محمّد (ص) وكلّما نشأ من هذا الظّلم فهو ظلم، واوّل الظّلم لآل محمّد (ص) هو ستر الولاية التّكوينيّة الّتى هى حبل من الله وينشأ منه الظّلم التّكليفىّ وترك الولاية التّكليفيّة، وفسّر الظّلم ههنا بظلم آل محمّد (ع) وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22)

وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ عن ما فعلوا او عن النّبأ العظيم الّذى هو ولاية امير المؤمنين (ع) كما فسّر به، نسب الى النّبىّ (ص) والى الباقر (ع)  فى تفسيره انّه لا يجاوز قدماً عبد حتّى يسأل عن اربع: عن شبابه فى ما ابلاه، وعن عمره فيما افناه، وعن ماله من اين جمعه وفيما انفقه، وعن حبّنا اهل البيت(ع) (24)

وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي اى ولاية ولىّ امرى فانّها النّعمة حقيقة او انعام ربّى بالولاية لَكُنتُ مِنْ الْمُحْضَرِينَ (57)

وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإبْرَاهِيمَ عن الباقر (ع) يهنئكم الاسم، قيل وما هو؟ قال الشّيعة، قيل: انّ النّاس يعيّروننا بذلك، قال: اما تسمع قول الله تعالى وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ ورد من طريق الخاصّة اخبارٌ كثيرة انّ المقصود انّ من شيعة علىّ (ع) ابراهيم )ع) وهذا ممّا يخصّ بفهمه من خوطب بالكتاب وسرّ ذلك، كما ورد عن الصّادق (ع) انّ الله لمّا خلق ابراهيم (ع) كشف له عن بصره فرأى الانوار الخمسة فقال: ما هذه الانوار؟ فقال الله تعالى: هذه نور محمّد (ص) وعلىّ (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) ورأى تسعة انوارٍ قد حفّوا بهم فقال: ارى تسعة انوار قد حفّوا بهم فقال: هؤلاء الائمّة (ع) من ولد علىّ (ع) وفاطمة (ع) وسمّاهم له، فقال ابراهيم: الهى وسيّدى ارى انواراً قد احدقوا بهم لا يحصى عددهم الاّ انت، قيل: يا ابراهيم هؤلاء شيعتهم شيعة امير المؤمنين (ع) فعند ذلك قال ابراهيم: اللّهمّ اجعلنى من شيعة امير المؤمنين (ع) قال، فقال تعالى: وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ واعلم، انّ جميع الانبياء والمرسلين )ع) وجميع الاوصياء والصّالحين من جملة شيعة امير المؤمنين (ع) فانّه بعلويّته ومقام ولايته الكلّيّة امام الكلّ حتّى رسولنا الختمىّ (ص) من حيث رسالته لا من حيث ولايته فانّه (ص) متّحد مع علىّ (ع) من حيث ولايته (83)

فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ وعن الصّادق )ع) انّه حسب فرأى ما يحل بالحسين (ع) فقال: إِنِّي سَقِيمٌ لما يحلّ بالحسين (ع) (89)

وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ وهو اشارة الى الولاية كما انّ الكتاب اشارة الى النّبوّة والرّسالة.(118)

سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ روى من طريق الخاصّة اخبار كثيرة انّ المراد بهم آل محمّد (ص) وانّ يٰس من اسمائه ولمّا كان محمّد )ص) واهل بيته (ع) شرف كلّ ذى شرفٍ وفخر كلّ ذى فخرٍ ومقام كلّ ذى مقامٍ كان السّلام على آل محمّد (ص) سلاماً على كلّ ذى سلام وشرفاً لكلّ ذى شرف ولسان صدق لكلّ صادق، فصحّ ان يقال تركنا على الياس فى الآخرين لسان صدق هو سلام على آل محمّد (ص) (130)

وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ عن الصّادق (ع) قال: انزلت فى الائمّة والاوصياء من آل محمّدٍ (ص) والمعنى ما منّا احد الاّ له مقام فى العبوديّة لا نتجاوزه (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ عن الصّادق (ع) كنّا انواراً صفوفاً حول العرش نسبّح فيسبّح اهل السّماء بتسبيحنا، الى ان هبطنا الى الارض فسبّحنا فسبّح اهل الارض بتسبيحنا وانّا لنحن الصّافون وانّا لنحن المسبّحون.(166)

فَكَفَرُوا بِهِ اى بالذّكر الّذى هو محمّد (ص) او القرآن او شريعة محمّد (ص) او ولاية علىّ (ع) فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ عاقبة كفرهم (170) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا الّتى هى الولاية  لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171)

 

 

38

سورة ص

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم     

مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ ورد الاخبار بانّ الآية نزلت بمكّة بعد ان اظهر رسول الله (ص) دينه وسمعت به قريش وذلك انّه اجتمعت قريش الى ابى طالب (ع) وقالوا: يا ابا طالبٍ انّ ابن اخيك قد سفّه احلامنا وسبّ آلهتنا وافسد شبّاننا وفرّق جماعتنا فان كان الّذى يحمله على ذلك العدم جمعنا له مالاً حتّى يكون اغنى رجل فى قريشٍ ونملّكه علينا، فأخبر ابو طالب (ع) رسول الله) ص) فقال: لو وضعوا الشّمس فى يمينى والقمر فى يسارى ما اردته ولكن يعطونى كلمة يملكون بها العرب ويدين لهم بها العجم ويكونون ملوكاً فى الجنّة " ، فقال لهم ابو طالب ذلك، فقالوا: نعم وعشر كلمات، فقال لهم رسول الله (ص): تشهدون ان لا اله الاّ الله وانّى رسول الله " فقالوا: ندع ثلاث مائة وستّين الهاً ونعبد الهاً واحداً؟! فأنزل الله سبحانه بل عجبوا الآية.(7)

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله او بالرّسالة او بالخلافة او بالآخرة  فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا سئل الصّادق )ع) عن هذه الآية فقال: الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات امير المؤمنين (ع) واصحابه وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ذو بركة وخير على المتمسّك به والتّفسير بعلىّ )ع) اوفق لِيَدَّبَّرُوا ءاياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ عن الصّادق (ع) ليدّبّروا آياته امير المؤمنين والائمّة (ع) فهم اولوا الالباب (29) وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ المقصود من قوله وهبنا تذكيره (ص) بحال سليمان (ع) وتنبيهه على هبة علىّ (ع) له (30)

وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ ليس المراد باولى الالباب الاّ شيعة علىٍّ (ع) الّذين حصل لهم ولايته بشروطها (43)

وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأَشْرَارِ قيل: ثمّ يقول اعداء آل محمّد (ص) ذلك والمراد شيعة امير المؤمنين (ع) (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ عن الصّادق (ع) لقد ذكركم الله اذ حكى عن عدوّكم فى النّار بقوله وقالوا ما لنا لا نرى الآية قال والله ما عنى الله ولا اراد بهذا غيركم صرتم عند اهل هذا العالم من اشرار النّاس وانتم والله فى الجنّة تحبرون وفى النّار تطلبون، وروى اما والله لا يدخل النّار منكم اثنان، لا والله ولا واحد، والله انّكم الّذين قال الله تعالى وقالوا ما لنا وفى روايةٍ: اذا استقرّ اهل النّار فى النّار يتفقّدونكم فلا يرون منكم احداً فيقول بعضهم لبعضٍ ما لنا الآية وذلك قول الله تعالى انّ ذلك لحقّ تخاصم اهل النّار يتخاصمون فيكم كما كانوا يقولون فى الدّنيا.(64) قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ولست اجبركم على التّوحيد او على ولاية علىّ (ع) وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ فلا حكم الاّ له لقهّاريّته فلا معبود سواه فلست احكم بالخلافة من قبل نفسى ولا حكم لمن اشركتموه به (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ اى التّوحيد او ما انبأتكم به من ولاية علىّ (ع) وامامته كما فسّر فى الخبر بأمير المؤمنين )ع) وامامته نَبَأٌ عَظِيمٌ نبأ الولاية لانّ الولاية هى النّبأ الّذى لا نبأ الاّ وهو منه (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68)

إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ او المراد انّه ليس علىّ (ع) او تبليغ ولايته الاّ ذكراً للعالمين (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ  اى نبأ تبليغى او نبأ القرآن او نبأ علىٍّ (ع) وولايته بَعْدَ حِينٍ (88)

 

 

39

سورة الزمر

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم   

تَنْزِيلُ الْكِتَابِ المراد بالكتاب القرآن او الرّسالة والنّبوّة واحكامهما، او الولاية وآثارها، او كتاب ولاية علىّ (ع) وخلافته مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ الّذى هو المشيّة وهو ولاية علىٍّ )ع) وعلويّته  فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ من امر الدّين او من الرّسالة او من ولاية علىّ (ع) إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)

وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ فانّ الانصراف من الله ومن الولاية ومن علىّ (ع) ليس له الا النار (8) أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ وقد فسّر القانت بعلىٍّ (ع) ومن ليس كذلك ليس الاّ اعداءه، والتّخصيص فى الذّكر بعلىٍّ (ع) لكونه اصلاً فى الخصال الحميدة والاعمال الرّضيّة لا ينافى تعميمها  سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ يخبر بحال علىٍّ (ع) وفضله عند الله تبارك وتعالى قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ فيكفرون بالله، او بنعمه، او بالرّسول (ص)، او بعلىٍّ (ع) إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ وبعد الاتّصال والدّخول فى امر الائمّة (ع) ودخول الايمان فى القلب الّذى هو بمنزلة لبّ القلب يصير ذا لبٍّ ولذلك فسّروا عليهم السّلام اولى الالباب فى الآيات بشيعتهم بطريق الحصر، عن الباقر (ع): انّما نحن الّذين يعلمون، وعدوّنا الّذين لا يعلمون، وشيعتنا اولوا الالباب، وعن الصّادق (ع): لقد ذكرنا الله وشيعتنا وعدوّنا فى آيةٍ واحدةٍ من كتابه فقال: هل يستوى الآية، وبتلك المضامين اخبارٌ كثيرةٌ.(9)

وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى ولمّا كان الطّاغوت مفسّرة ببعض اعداء علىٍّ (ع) فليكن المراد بالانابة الى الله التّوبة على يد علىٍّ والبيعة معه وهو كذلك لانّ الرّجوع الى الله ليس الاّ بالسّير عن طريق الولاية التّي هي البيعة على يد ولىّ الامر، والاصل في ذلك هو علىّ (ع) فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ الّذين قبلوا ولاية علىٍّ (ع) بالبيعة الخاصّة (21) أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ النّور هو الولاية الّتى هى الحافظة له عن اتّباع الشّيطان والاصل فى ذلك النّور علىّ (ع) وبعد شيعته الّذين قبلوا ولايته بالبيعة الخاصّة، ثمّ شيعته الّذين قد تنعّش فيهم الولاية التّكوينيّة وهو النّور الّذى يقذف فى قلب العبد فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ اى ولاية علىّ )ع) فانّها النّبأ العظيم واحسن من كلّ حديثٍ والقرآن صورتها فانّ اصل الولاية هى المشيّة كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وهم الّذين قبلوا ولاية علىّ (ع) بالبيعة الخاصّة لا تكون الخشية الاّ لشيعة علىّ (ع) تكويناً او تكليفاً ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا فسّر السّلم فى اخبارٍ عديدةٍ بعلىّ (ع) وشيعته والرّجل الّذى فيه شركاء بأعداء علىٍّ (ع) لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (29)

ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ تسلية تامّة لعلىّ (ع) وشيعته، وتهديد تامّ لمخالفيهم وقد فسّر المتخاصمون بعلىّ (ع) واعدائه.(31) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ تهديدٌ آخر لهم وتسلية اخرى لعلىٍّ (ع) وموافقيه وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ وهو كلّ من قبل الولاية التّكليفيّة فانّه جاء بالولاية التّكوينيّة والولاية التّكليفيّة وصدّق بها أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (33)

أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ تسلية للرّسول (ص) عن تخويف قومه ايّاه او تخويفهم عليّاً (ع) او عن تخويفهم ايّاه بان لا يدعوا الامر فى علىّ (ع) والمراد بالعبد محمّد (ص) او علىّ (ع) وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ قيل: قالت قريش: يا محمّد )ص) اعفنا من علىٍّ (ع) وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ لا يهتدون الى ما يتخيّلون من اللّحوق بالكفّار، او من منع علىّ )ع) من الخلافة (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ فلا تخف من آلهتهم ولا ممّا قالوا فى علىّ (ع) فانّ الله هداك وعليّاً (ع) أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ غالبٍ لا يغلب فى مراده حتّى تخاف منهم وممّا قالوا فى علىٍّ (ع) ذِي انْتِقَامٍ (37)

قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا فما لكم تنصرفون عن علىٍّ )ع) الى غيره لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ كالاصنام والطّواغيت ومعاندى علىٍّ (ع)، وعن الصّادق (ع) انّه سئل عنها فقال: اذا ذكر الله وحده بطاعة من امر الله بطاعته من آل محمّد (ص) إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)

وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ المراد بالظّلم ظلم آل محمّدٍ (ص) لعدم ارادة مطلق الظّلم لانّ اكثر اصنافه مغفور فليخصّص بما هو المعهود من ظلم آل محمّد (ص) (47)

أَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ اى ظلموا آل محمّد (ص) او ظلموا ولايتهم التّكوينيّة الّتى هى ولاية آل محمّد (ص) بعدم ضمّها الى الولاية التّكليفيّة سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ يذعنون بالله وصفاته، او يسلمون بالبيعة العامّة، او يؤمنون بالبيعة الخاصّة الولويّة . (52)قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وهذا لمن كان له سمة العبوديّة ولا يكون سمة العبوديّة الاّ لمن باع معهم البيعة العامّة او البيعة الخاصّة إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ورد فى الاخبار من اختصاص الآية بشيعة آل - محمّدٍ (ص) فانّه قال القمىّ: نزلت فى شيعة علىّ بن ابى طالبٍ (ع) خاصّةً، وعن الصّادق (ع) لقد ذكركم الله فى كتابه اذ يقول: يٰعِبَادِيَ الآية قال )ع): والله ما اراد بهذا غيركم، وعن الباقر (ع): وفى شيعة ولد فاطمة (ع) انزل الله عزّ وجلّ هذه الآية خاصّةً، وعن الصّادق (ع): ما على ملّة ابراهيم (ع) غيركم، وما يقبل الاّ منكم، ولا يغفر الذّنوب الاّ لكم، وعن امير المؤمنين (ع): ما فى القرآن آيةٌ اوسع من يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ  الآية، وعن النّبىّ )ص):ما احبّ انّ لى الدّنيا وما فيها بهذه الآية (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ واذا جمع ما ورد فى شيعة علىٍّ (ع) مع هذه الآية علم ان ليس المراد بعبادى الاّ شيعته، مثل حبّ علىٍّ (ع) حسنةٌ لا يضرّ معها سيّئةٌ ومثل: دينكم دينكم فانّ السّيّئة فيه مغفورة، والحسنة فى غيره غير مقبولة، ومثل: اذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير وكثيره، ومثل: ولىّ علىٍّ (ع) لا يأكل الاّ الحلال، ومثل: انّ الله عزّ وجلّ فرض على خلقه خمساً فرخّص فى اربعٍ ولم يرخّص فى واحدةٍ، وغير ذلك ممّا يدلّ على انّ الرّجل ان وصل الى الاحتضار بالولاية غفر الله له جميع ذنوبه  إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ  المضاف الّذى هو علىّ بن ابى طالبٍ )ع) وولىّ امركم، والانابة اليه بعد البيعة ليست الاّ بالحضور لديه بمعرفته بالنّورانيّة الّذى هو الحضور عند الله والمعرفة بالله (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ولا شكّ انّ احسن ما انزل الى العباد من ربّ العباد من جملة اركان الاسلام واحكامه الولاية فانّها اسناها وازكاها وانماها واشرفها والدّليل عليها، واحسن ما انزل اليهم من جملة قواهم وفعليّاتهم هو الولاية التّكوينيّة الّتى هى حبل الله، والولاية التّكليفيّة الّتى هى حبل النّاس مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ اى فى علىٍّ )ع) او فى ولايته كما ورد اخبار كثيرة فى انّ المراد بجنب الله علىّ (ع)، او هو والائمّة من بعده، او ولايته، فعن الباقر (ع) اشدّ النّاس حسرةً يوم القيامة الّذين وصفوا عدلاً ثمّ خالفوه وهو قوله عزّ وجلّ: ان تقول نفس الآية، وعن الكاظم (ع) جنب الله امير المؤمنين (ع)، وعن الباقر (ع): نحن جنب الله، وعنه (ع) وعن السّجّاد (ع) والصّادق (ع)، جنب الله علىّ (ع) وهو حجّة الله على الخلق يوم القيامة، وعن الرّضا (ع) فى هذه الآية انّه قال: فى ولاية علىّ (ع)، وعن علىّ (ع): انا جنب الله، والاخبار فى هذا المعنى كثيرة وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ (56)

بَلَى قَدْ جَاءتْكَ ءاياتِي نقل انّ المراد بالآيات الائمّة وعلى ما ذكرنا من اشارات الاخبار جاز ان تفسّر الآيات بعلىٍّ (ع) والائمّة (ع) من بعده فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ عن الانقياد لها وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ بالله بكفرك بالآيات من حيث انّها آيات لانّها مظاهر لله وبكفرك بالولاية فانّ الايمان بالله لا يحصل الاّ بالايمان بالولاية، وبكفرك بنعم الله فانّ الولاية من اعظم نعم الله على خلقه، والكافر بها كافر باعظم النّعم بل بجميع النّعم لانّ النّعمة ليست نعمة الاّ بالولاية.(59)

لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ اى بعلىٍّ (ع) وولايته أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (63) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونَي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ بالله فى العبادة او لئن اشركت بعلىٍّ (ع) والولاية لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ تعريض بالامّة وباشراكهم بالولاية و خاطب النّبىّ (ص) بهذا الخطاب مبالغةً فى تهديد الامّة (65) بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ سئل الباقر (ع) عن هذه الآية فقال: تفسيرها لئن امرت بولاية احدٍ مع ولاية علىٍّ (ع) من بعدك ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين، وعن الصّادق (ع): ان اشركت فى الولاية غيره قال بل الله فاعبد بالطّاعة وكن من الشّاكرين ان عضّدتك بأخيك وابن عمك، والغرض من نقل امثال هذه الاخبار ان تعلم انّه كلّما ذكر اشراكٌ وتوحيدٌ كان المراد الاشراك بالولاية والتّوحيد لها فقوله تعالى بل الله فاعبد كان معناه بل عليّاً (ع) فتولّ، لانّه مظهر الله ولانّ عبادة الله لا تتيسّر الاّ بالولاية وكن من الشّاكرين على نعمة الولاية (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ما قدروا عليّاً (ع) او ما قدروا الولاية حقّ قدره وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ به فى الولاية وعمّا يشركون به فى العبادة (67)  

وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا فاذا انقضى الدّنيا وانقضى البرازخ الّتى هى معدودة من الدّنيا بوجهٍ وانتهى الانسان الى الاعراف او الى عالم المثال النّورىّ العلوىّ صارت الارض مبدّلةً ً وصارت تلك الارض مستشرقةً بنور الامام (ع) وعن الصادق)ع): اذا قام قائمنا اشرقت الارض بنور ربّها وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70)

وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ عن الصّادق (ع) عن ابيه (ع) عن جدّه (ع) عن علىّ (ع) قال: انّ للجنّة ثمانية ابواب، بابٌ يدخل منه النّبيّون (ع) والصّدّيقون، وبابٌ يدخل منه الشّهداء والصّالحون، وخمسة ابوابٍ يدخل منها شيعتنا ومحبّونا، فلا ازال واقفاً على الصّراط ادعوا واقول: ربّ سلّم شيعتى ومحبّى وانصارى واوليائى ومن تولاّنى فى دار الدّنيا، فاذا النّداء من بُطنان العرش؛ قد اجبت دعوتك وشفّعت فى شيعتك، ويشفع كلّ رجلٍ من شيعتى ومن تولاّنى ونصرنى وحارب من حاربنى بفعلٍ او قولٍ فى سبعين الفاً من جيرانه واقربائه، وبابٌ يدخل منه سائر المسلمين ممّن يشهد ان لا اله الاّ الله ولم يكن فى قلبه مثقال ذرّة من بغضنا اهل البيت. (73)

 

 

 40

سورة غافر

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم      

مَا يُجَادِلُ فِي ءاياتِ اللَّهِ إِلا الَّذِينَ كَفَرُوا بالولاية التّكوينيّة والولاية التّكليفيّة فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (4)

وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا المنظور الكافرون بولاية علىٍّ (ع) أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا والمراد بالّذين آمنوا الّذين يستغفر لهم الملائكة من آمن بالايمان الخاصّ والبيعة الخاصّة الولويّة دون من اسلم بالبيعة العامّة النّبويّة فقط، فانّهم وان كانوا مغفورين اذا لم يتنبّهوا بالبيعة الاخرى ولم يتذكّروا بالولاية، وانّ الايمان ليس الاّ بالبيعة الخاصّة الولويّة و استغفار الملائكة ليس الاّ انفحّة الولاية كما ورد فى اخبارنا فعن الرّضا (ع) للّذين آمنوا بولايتنا، وعن الصّادق (ع) انّ لله ملائكةً يسقطون الذّنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الرّيح الورق فى اوان سقوطه رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)

وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وفسّر القمّىّ الآية هكذا: الّذين يحملون العرش يعنى رسول الله (ص) والاوصياء (ع) من بعده يحملون علم الله ومن حوله يعنى الملائكة الّذين آمنوا يعنى شيعة آل محمّدٍ (ص) الّذين تابوا من ولاية بنى اميّة واتّبعوا سبيلك اى ولاية ولىّ الله ومن صلح يعنى من تولّى عليّاً (ع) وذلك صلاحهم فقد رحمته يعنى يوم القيامة وذلك هو الفوز العظيم لمن نجّاه الله من هؤلاء (9) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا  جوابُ سؤالٍ مقدّرٍ كأنّه سئل: هذا حال المؤمنين فما حال هؤلاء الكافرين الّذين يجادلون بالباطل ويهمّون برسولهم؟ او ما حال هؤلاء الّذين كفروا بولاية علىٍّ (ع)؟ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ بالله او بالرّسول (ص) او بولاية علىٍّ (ع) وهو المراد  فَتَكْفُرُونَ (10)

ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ عن الصّادق )ع) انّه قال: اذا ذكر الله وحده بولاية من امر الله بولايته كفرتم، وان يشرك به من ليست له ولايةٌ تؤمنوا بانّ له ولايةً، وعنه (ع) ايضاً: اذا دعى الله وحده واهل الولاية كفرتم وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)

رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ فى اخبارٍ عديدةٍ انّ الرّوح ملك اعظم من جبرائيل ولم يكن مع احدٍ من الانبياء )ع) وكان مع محمّدٍ (ص) وهو كان مع الائمّة (ع)، وفسّر الرّوح فى الاخبار بمعانٍ اُخر مثل روح الايمان وروح القوّة وروح الشّهوة وغير ذلك، ويجوز ان يفسّر بالولاية الّتى هى مصدر النّبوّة والرّسالة وروحهما فانّها حقيقة المشيّة  و يعبّر بروح القدس الّذى لم يكن مع احدٍ من الانبياء (ع) وكان مع محمّدٍ (ص) مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (15)

وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وعلى التّفاسير السّابقة للآيات السّابقة فالمعنى انّ عليّاً )ع) الّذى هو مظهر الهة الله يقضى بالحقّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20)

فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ وعن الصّادق (ع) فى حديثٍ: كان حزقيل يدعوهم الى توحيد الله ونبوّة موسى (ع) وتفضيل محمّدٍ (ص) على جميع رسل الله وخلقه وتفضيل علىّ بن ابى طالبٍ (ع) والخيار من الائمّة على سائر اوصياء النّبيّين والى البراءة من ربوبيّة فرعون، فوشى به الواشون الى فرعون...... (45)

قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ فيه تعريضٌ بمنافقى الامّة (48)

إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ المراد بالاشهاد الانبياء (ع) واوصيائهم (ع).(51)

فَاصْبِرْ تسلية الرّسول (ص) فى تكذيب قومه وتركهم للولاية إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (55)

وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ المراد بالايمان البيعة العامّة او الخاصّة، والمراد بالعمل الصّالح البيعة الخاصّة وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا مضى فى اوّل البقرة وجه عدم الرّيب فى الكتاب مع كثرة المرتابين فيه فقس عليه وجه عدم الرّيب فى القيامة والسّاعة وظهور القائم (ع) والرّجعة مع كثرة المرتابين فيها وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (59)

ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ اى اين امامكم الّذى اتّخذتموه دون الامام الّذى جعله الله للنّاس اماماً (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ من دون اذن الله، او حال كون الشّركاء غير علىٍّ )ع) الّذى هو مظهر الله قَالُوا ضَلُّوا عَنَّاوقد ورد الاخبار بانّ الآية فى المعرضين عن الولاية وعن علىٍّ (ع)، والمراد بما يشركون رؤساء الضّلالة وعلى هذا فالمراد بالّذين يجادلون فى آيات الله الّذين يجادلون فى خلافة علىٍّ (ع)، والمراد بالّذين كذّبوا بالكتاب الّذين كذّبوا الآيات الواردة فى الولاية، وبما ارسلنا به رسلنا هو الولاية لانّها غاية الرّسالة بدليل ان لم تفعل فما بلّغت رسالتك، والمراد بما يشركون ما جعلوه شريكاً لعلىٍّ (ع) فى الخلافة بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74)

ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ للاشعار بانّ المتكبّر من خرج من طاعة الامام، وسرّه انّ الخروج من طاعة الامام ليس الاّ من الانانيّة، والانانيّة ورؤية النّفس هو التّكبّر(76). فَاصْبِرْ يعنى اذا علمت حال المنافقين الّذين ينافقون بالنّسبة اليك والى علىٍّ (ع) فاصبر ولا تجزع ولا تحزن إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77)

فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ والمراد بما اشركوا به الاصنام والكواكب ورؤساء الضّلالة الّذين اشركوهم بالانبياء والاولياء (ع) خصوصاً من اشركوه بعلىّ (ع) فى الولاية فانّهم حينئذٍ يرون بطلان الشّركاء (84)

 

 

41

سورة فصلت

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم    

الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ وقد فسّر الاشراك بالاشراك بالولاية عن الصّادق (ع) اترى انّ الله عزّ وجلّ طلب من المشركين زكاة اموالهم وهم يشركون به حيث يقول: وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ؟ قيل: جعلت فداك فسّره لى، فقال: ويلٌ للمشركين الّذين اشركوا بالامام الاوّل وهم بالائمّة الآخرين كافرون، انّما دعى الله العباد الى الايمان به فاذا آمنوا بالله وبرسوله (ص) افترض عليهم الفرائض.(7)

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ اى مطلق القرآن او قرآن ولاية علىٍّ (ع) وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)

كأنّه قيل: هذا حال الكافرين والمنافقين، فما حال المؤمنين بالولاية والمقرّين بالخلافة؟ فقال إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا اعتدلوا، والاعتدال لا يحصل الاّ بالبيعة الايمانيّة وورد فى الاخبار تفسيرهم بشيعتهم وان اريد الاعتدال الحقيقىّ كان المراد الانبياء والاولياء (ع) كما فسّروا بالائمّة واذا اريد الشّيعة من المستقيمين كان نزول الملائكة على بعضهم فى مطلق الحياة الدّنيا وعلى بعضهم خاصّاً بوقت الاحتضار تَتَنزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ  وكان معنى قوله: نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا  بالنّسبة الى من كان نزول الملائكة عليه خاصّاً بوقت الاحتضار انّا كنّا فى الحياة الدّنيا اولياؤكم كنّا نحرسكم ونحفظكم ونثبّتكم على الخير، وبالنّسبة الى من تنزّل الملائكة عليه مطلقاً فالمعنى ظاهر، وعن الصّادق (ع) انّه قال: استقاموا على الائمّة (ع) واحداً بعد واحدٍ، وعن الرّضا (ع) انّه سئل: ما الاستقامة؟ - قال: هى والله ما انتم عليه  تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ  فى الدّنيا بالنّسبة الى الانبياء والاولياء )ع) وبعض الاتباع، وفى آخر الحياة الدّنيا بالنّسبة الى بعض الاتباع (30)

نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ عن الصّادق (ع) قال: ما يموت موالٍ لنا مبغضٌ لاعدائنا الاّ ويحضره رسول الله (ص) وامير المؤمنين والحسن (ع) والحسين (ع) فيرونه ويبشّرونه، وان كان غير موالٍ يراهم بحيث يسوءه، والدّليل على ذلك قول امير المؤمنين (ع) لحارث الهمدانىّ: يا حار همدان من يمت يرنى       من مؤمنٍ او منافقٍ قبلاً (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا اى صالحاً عظيماً هو الولاية الحاصلة بالبيعة الخاصّة او نفس البيعة الخاصّة وهذه العبارة قد مرّ انّها تستعمل فى هذا المعنى وان كان مفهومها اعمّ، قد يؤتى بهذه العبارة عند المبالغة فى امر الولاية كما ورد انّ الله فرض على خلقه خمساً، فرخّص فى اربع ولم يرخّص فى واحدةٍ اشار الى الولاية، وهذا من باب المبالغة فى امر الولاية، وامثال هذا الخبر للمبالغة فى الولاية عنهم كثيرة، وكما انّ الآية السّابقة كانت فى علىٍّ (ع) وشيعته من غير اختصاصٍ لها بعلىّ (ع) او بالائمّة (ع) كذلك هذه الآية لا اختصاص لها بعلىٍّ (ع) والائمّة (ع) بل تجرى فى شيعتهم وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ويجوز ان يفسّر الّتى هى احسن بالولاية اى ادفع سيّئات نفسك وسيّئات غيرك بتذكّر جهة الولاية او بقبول الولاية او بتذكيرهم بالولاية  فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ الخطاب عامّ او خاصّ بمحمّد )ص) مع التّعريض بامّته (35)

لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) مَا يُقَالُ لَكَ جوابُ سؤالٍ مقدّرٍ كأنّ محمّداً (ص) قال: ما افعل بهم وبما يقولون فى حقّى او فى حقّ علىٍّ )ع)؟ - فقال تعالى تسلية له: ما يقال لك إِلا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ  (43)

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا اىّ صالح كان، او صالحاً عظيماً هو الولاية والبيعة الخاصّة  فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ (46) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ فسّر السّاعة بحين الموت وبالقيامة وبظهور القائم (ع) وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)

قُلْ أَرَأَيْتُمْ الرّسول او القرآن او قرآن ولاية علىّ (ع) او نصب علىّ (ع) إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ ءاياتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ وكأنّه قيل بالنّسبة الى المسلم الّذى كان واقفاً عن الولاية: متى يظهر عليهم حقيّة الولاية؟ - فقال تعالى: سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى انفسهم حتّى يتبيّن لهم انّ الله هو الحقّ المضاف الّذى هو علىّ (ع) أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)

 

42

سورة الشورى

مكية

بسم الله الرحمن الرحيم    

تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ للمؤمنين من الشّيعة التّوابين خاصّةً، ولفظ الآية عامّ والمعنى خاصّ ومراده بالتّوّابين التّوّابون فى ضمن البيعة الخاصّة، وعن الصّادق )ع) يستغفرون لمن فى الارض من المؤمنين لانّ المؤمن الّذى بايع البيعة الخاصّة الولويّة يحصل فى قلبه كيفيّة الهيّة هى بمنزلة الانفحة وبتلك الجوهرة الالهيّة يتوجّه اليه الملائكة السّماويّة ويحفّ به الملائكة الارضيّة ويطلبون ستر مساويه من الله ويسترون مساويه ويحفظونه من ظهور المساوى عن أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اتّخذوا من دون اذنه اولياء وعلى اىّ تقديرٍ فالمقصود منهم مقابلوا المؤمنين الّذين اتّخذوا عليّاً (ع) وليّاً اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ مقابل استغفار الملائكة للّذين بايعوا مع علىٍّ (ع) او معنى حفيظ عليهم حافظ جميع اعمالهم على ضررهم ومن كان الله حافظاً عليه لا يدع صغيراً ولا كبيراً من اعماله وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ حتّى تحزن بخلافهم لك او بعنادهم لعلّىٍ (ع)، او تحفظ عليهم اعمالهم، او تحفظهم عن المخالفة لعلىٍّ )ع) . (6)وَكَذَلِكَ الوحى الّذى نوحى اليك فى علىٍّ (ع) او مطلقاً أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)

وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ يعنى الحكم فى امر الدين ينبغى ان يرجع فيه الى الله فى الدّنيا بحسب مظاهرالولاية و اصل الكلّ علىّ )ع) فانّه ليس عند احدكم حقّ الاّ ما خرج من ذلك البيت ولا يصل البشر الى مقام الغيب حتّى يكون الله يحكم بنفسه بينهم، وينتهى حكم ذلك فى الآخرة الى علىّ (ع) لانّ اياب الخلق اليه وهو قسيم الجنّة والنّار ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10)

شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ الدّين يطلق على الطّريق الى الله، والطّريق الى الله تكويناً هى الولاية التّكوينيّة وتكليفاً الولاية التّكليفيّة وقد فسّر بعلىٍّ (ع) وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ فى الدّين او فى علىّ (ع) وولايته كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ من التّوحيد وحصر العبادة فى الله او من الولاية اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ فلا تحزن انت على ادبارهم عن الله او عن علىٍّ (ع) وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ عن الصّادق (ع) ان اقيموا قال الامام (ع) ولا تتفرّقوا فيه كناية عن امير المؤمنين (ع) ما تدعوهم اليه من ولاية علىٍّ (ع) من يشاءُ كناية عن علىٍّ (ع) وبهذا المضمون وبالقرب منه اخبارٌ كثيرةٌ، ولمّا كان القرآن ذا وجوه كثيرة كان هذا احسن وجوهه (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ دين نبيّهم او بصدق خلافة علىٍّ (ع) فقبل بعضهم على علمٍ، وانكر بعضهم حسداً بَغْيًا بَيْنَهُمْ فسّر بغياً بينهم ببغى بعضهم على بعض لمّا رأوا من تفاضل امير المؤمنين (ع) وقوله تعالى لفى شكٍّ منه مريبٍ بانّه كناية عن الّذين نقضوا امر رسول الله (ص).وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14) فَلِذَلِكَ فَادْعُ للدّين واقامته، او لعلىّ (ع) وولايته واللاّم بمعنى الى او للتّعليل، ويكون المعنى ادع جميع النّاس الى الشّريعة الّتى شرعتها لك لاجل الولاية فانّ الاسلام اى الشّريعة هداية الى الولاية، ولو لم يكن الولاية لم يكن للاسلام فائدة، وعن الصّادق (ع) يعنى الى ولاية امير المؤمنين (ع) وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ فى الدّين او فى ولاية امير المؤمنين (ع) وَقُلْ ءامنتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ فى الامم الماضية وفى هذا الزّمان حتّى يكون تعريضاً بالايمان بكتابِ ولاية علىٍّ )ع) وتعريضاً بهم فى عدم الايمان بولاية علىٍّ (ع) وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ ومن العدالة بينكم اقامة رجل منكم اماماً لكم لرفع الخلاف بينكم بعد وفاتى واقامة عوجكم اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ فى عبادته او فى الاشراك به او فى توحيده او فى مظاهره يعنى فى نبوّتهم وخلافتهم خصوصاً فى خلافة علىٍّ (ع) مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (16) اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ كتاب النّبوّة والرّسالة او كتاب الولاية بِالْحَقِّ كأنّه قيل: هل لهم ان يبطلوا الكتاب او يمنعوا عليّا )ع) عن مقامه او يبطلوا الدّين؟ - فقال تعالى: الله لا غيره هو الّذى انزل الكتاب بالحقّ فلا يأتيه البطلان وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ الخطاب عامّ او خاصّ بالنّبىّ (ص) وتعريض بالامّة وتهديدٌ للكفّار ومنافقى الامّة (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ ءامنوا اسلموا بالبيعة العامّة او آمنوا بالبيعة الخاصّة مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ سواء اريد بالسّاعة ساعة ظهور القائم (ع) او ساعة القيامة او ساعة الرّجعة او ساعة الموت لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (18)

مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ وقيل للصّادق (ع): الله لطيف بعباده يرزق من يشاء؟ - قال: ولاية امير المؤمنين (ع)، قيل من كان يريد حرث الآخرة؟ - قال: معرفة امير المؤمنين (ع) والائمّة (ع)، قيل نزد له فى حرثه؟ - قال: نزيده منها يستوفى نصيبه من دولتهم ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها وماله فى الآخرة من نصيبٍ، قال ليس له فى دولة الحقّ مع الامام (ع) نصيبٌ.(20) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ورد عن الباقر (ع) فى تفسير الآية من قوله: لولا ما تقدّم فيهم من الله عزّ ذكره ما ابقى القائم (ع) منهم احداً، ولعلّ المراد بالقائم هو خليفة الله القائم بأمره للعباد وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ والمعنى انّ الظّالمين لآل محمّدٍ (ص) (21)

ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ ءامنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ المراد بالايمان الايمان الخاصّ الحاصل بالبيعة الخاصّة او نفس تلك البيعة، وبالعمل الصّالح العمل بشروط تلك البيعة قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى المعنى لا أسألكم اجراً الاّ ان تودّونى لاجل قرابتى منكم، هكذا قيل، ولكن ما وصل الينا من ائمّتنا )ع) فى اخبارٍ كثيرةٍ انّ المعنى لا أسألكم اجراً الاّ ان تودّوا أقربائى وروى انّ رسول الله )ص) حين قدم المدينة واستحكم الاسلام قالت الانصار فيما بينها: نأتى رسول الله (ص) فنقول له: انّه يعروك امور فهذه اموالنا تحكم فيها غير حرجٍ ولا محظورٍ عليك، فأتوه فى ذلك، فنزلت: قل لا اسألكم عليه اجراً الاّ المودّة فى القربى، فقرأها عليهم وقال: تودّون قرابتى من بعدى، فخرجوا من عنده مسلّمين لقوله فقال المنافقون: انّ هذا لشيءٌ افتراه فى مجلسه اراد بذلك ان يذلّلنا لقرابته من بعده فنزلت: ام يقولون افترى على الله كذباً، فأرسل اليهم فتلاها عليهم فبكوا واشتدّ عليهم فأنزل الله وهو الّذى يقبل التّوبة عن عباده الآية فارسل فى اثرهم فبشّرهم وبهذا المضمون وبالقرب منه اخبارٌ كثيرةٌ وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأْ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ او المعنى انّه يمح الله الباطل عن القلوب من الشّك والرّيب فى اهل بيتك ويحقّ الحقّ الّذى هو ولاية اهل بيتك فى القلوب فى امد الزّمان، او المعنى انّه يمح الله الباطل عن الزّمان ويحقّ الحقّ الّذى هو علىّ (ع) والائمّة (ع) وولايتهم بِكَلِمَاتِهِ الّذين هم خلفاؤك بعدم إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ فيعلم ما يلج فى قلوب المنافقين من عداوتك وعداوة اهل بيتك (24) وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ اعلم انّ اكثر ما ورد من ذكر التّوبة فى الكتاب كان المراد