مختصر تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة .
فيما نزل أو أُول أو فُسر من الآيات في آل البيت عليهم السلام
العارف الشهيد السلطان محمد بن حيدر الجنابذي الخراساني الملقب بسلطان علي شاه من علماء القرن الرابع عشر
بسم الله الرحمن الرحيم وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ عن الصّادق )ع): هو امير المؤمنين (ع) فى امّ الكتاب يعنى الفاتحة فانّه مكتوب فيها فى قوله تعالى:ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ الفاتحة:6 قال: الصّراط المستقيم هو امير المؤمنين (ع) ومعرفته، ولا منافاة بين هذا الخبر وبين ما ذكرنا فى تفسير الآية فانّ عليّاً (ع) والقرآن فى هذا العالم منفكّان والاّ ففى العوالم العالية علىّ (ع) هو القرآن والقرآن هو علىّ (ع) (4) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ وقد فسّر تلك الكلمة الباقية فى اخبارنا بالامامة وانّها باقية فى عقب الحسين )ع)، وفسّر قوله تعالى لعلّهم يرجعون برجوع الائمّة الى الدّنيا.لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ الّذى ينبغى ان يسلكه الانسان وهو الولاية التّكوينيّة والتّكليفيّة، ولمّا كان اغلب خطابات القرآن غير خاليةٍ من الاشارة الى الولاية وقبولها وردّها فمعنى الآية انّ من يعش على علىٍّ (ع) وولايته نقيّض له شيطاناً وانّهم يعنى الشّيطان واتباعه ليصدّون العاشين عن علىٍّ (ع) وولايته وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ لمّا رأى انّه صدّه عن الولاية وبواسطة صدوده عن الولاية هلك ودخل النّار تمنّى ان لم يكن هو قريناً له.(38) فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ روي انّه )ص) اُرى ما يلقى عترته من امّـته بعده فما زال منقبضاً ولم ينبسط ضاحكاً حتّى لقى الله تعالى، وروى جابر بن عبد الله الانصارىّ قال: انّى لادناهم من رسول الله (ص) فى حجّة الوداع بمنى قال لالقينّكم ترجعون بعدى كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، وايم الله لئن فعلتموها لتعرفّنى فى الكتيبة الّتى تضار بكم " ثمّ التفت الى خلفه فقال: او علىّ، ثلاث مرّات فرأينا انّ جبرئيل غمزه، فانزل الله على اثر ذلك فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ بعلىّ بن ابى طالب )ع)، وعن الصّادق (ع) فامّا نذهبنّ بك يا محمّد (ص) من مكّة الى المدينة فانّا رادّوك اليها ومنتقمون منهم بعلىّ بن ابى طالب (ع).(41) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ يعنى لا تحزن على ما قالوا فى حقّ اهل بيتك وعلى ما سيفعلونه بعدك واستمسك بالّذى اوحى اليك فى علىٍّ )ع) او فى اهل بيتك إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ هو صراط الولاية، ومن كان على صراطٍ مستقيمٍ لا يبال بما قيل او يقال، او فُعل او يفعل به، وعن الباقر )ع) انّك على ولاية علىٍّ (ع)، وعلىٌّ (ع) هو الصّراط المستقيم، او المعنى فاستمسك بالّذى القى اليك من ولاية علىّ (ع) انّك بهذا الالقاء على صراطٍ مستقيمٍ.(43) وَإِنَّهُ اى ما اوحى اليك او الصّراط المستقيم او علىّ )ع) لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) فَلَمَّا آسَفُونَا ورد عن الصّادق (ع): انّ الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا ولكنّه خلق اولياءه لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضا نفسه وسخطهم سخط نفسه وذلك لانّه جعلهم الدّعاة اليه والادلاّء عليه فلذلك صاروا كذلك وليس ان ذلك يصل الى الله كما يصل الى خلقه ولكن هذا معنى ما قال من ذلك وقال ايضاً: من اهان لى وليّاً فقد بارزنى بالمحاربة ودعانى اليها، وقال ايضاً انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ (56) وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً لعلىّ بن ابى طالبٍ (ع) اى لمّا اجرى ابن مريم حال كونه مشبّهاً به لعلىّ بن ابى طالب (ع) كما ذكر فى اخبارٍ كثيرة إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ اى من علىّ )ع) او من هذا التّشبيه وروى بينا رسول الله (ص) ذات يومٍ جالس اذ اقبل امير المؤمنين (ع) فقال له رسول الله (ص): انّ فيك شبهاً من عيسى بن مريم (ع)، لولا ان تقول فيك طوائف من امّتى ما قالت النّصارى فى عيسى بن مريم (ع) لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملاءٍ من النّاس الاّ اخذوا التّراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة ....... فأنزل الله على نبيّه ولمّا ضرب ابن مريم مثلاً الى قوله لجعلنا منكم يعنى من بنى هاشم ملائكة فى الارض يخلفون، وبهذا المضمون باختلافٍ يسيرٍ فى اللّفظ اخبارٌ كثيرة.يَصدُّونَ (57) وَقَالُوا ءأَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ او المراد آلهتنا خيرٌ ام علىّ (ع)؟! وهو يمثّل عليّاً بعيسى مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اى ان علىّ (ع) او محمّد (ص) او عيسى )ع( و فى اخبارنا ان علىّ (ع) الاّ عبدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً متمثّلاً ومتصوّراً لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ بصورة عيسى بن مريم، او جعلناه شبيهاً بعيسى )ع) وعن الصّادق (ع) فى دعاء يوم الغدير: فقد اجبنا داعيك النّذير المنذر محمّداً (ص) عبدك ورسولك الى علىّ بن ابى طالبٍ (ع) الّذى انعمت عليه وجعلته مثلاً لبنى اسرائيل انّه امير المؤمنين (ع) ومولاهم ووليّهم الى يوم القيامة يوم الدّين فانّك قلت: ان هو الاّ عبدٌ انعمنا وجعلناه مثلاً لبنى اسرائيل (59) وَلَوْ نَشَاءُ يعنى انّهم يضجّون بان شبّهت عليّاً بعيسى (ع) لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ اى انّ عليّاً )ع) لعلم وامارة علم لِّلسَّاعَةِ فانّ عليّاً (ع) بولايته من امارات السّاعة او من اسباب العلم بالسّاعة لانّ من تولاّه بالبيعة الخاصّة الايمانيّة ودخل الايمان فى قلبه ايقن بالسّاعة بشهود اماراته من وجوده، او انّ عيسى (ع) من امارات السّاعة فانّ نزوله من علامات السّاعة لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ قل لهم: اتّبعون فيما اقول لكم من ولاية علىٍّ (ع) هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ يعنى هذا المذكور صراط مستقيم، وفسّر الصّراط ههنا بعلىٍّ (ع) (61) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ عمّن امر الله تعالى ورسوله مراراً بولايته واطاعته بحيث لم يخف على احدٍ امره (ص) باطاعته (ع) إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ تسلية للرّسول (ص) ولامير المؤمنين (ع) وتهديد لقومهما (64) هَلْ يَنظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ فسّر بساعة الموت وبالقيامة وبظهور القائم (ع).أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (66) الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ قرأ الصّادق (ع) هذه الآية فقال: والله ما اراد بهذا غيركم، وعنه (ع): واطلب مواخاة الاتقياء ولو فى ظلمات الارض وان افنيت عمرك فى طلبهم فانّ الله عزّ وجلّ لم يخلق افضل منهم على وجه الارض من بعد النّبيّين، وما انعم الله تعالى على عبدٍ بمثل ما انعم به من التّوفيق لصحبتهم (67) يَا عِبَادِ الّذين آمنوا بالولاية لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا المراد بالايمان بالآيات الايمان بصاحبى الولاية من حيث ولايتهم وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ وقد فسّروا باعداء آل محمّد (ص) .(74) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وهو المشيّة الّتى هى الولاية المطلقة الّتى هى علىّ )ع) بعلويّته، قال القمّىّ: هو قول الله عزّ وجلّ: وقال يعنى بولاية امير المؤمنين (ع) وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ قال القمّىّ: يعنى لولاية امير المؤمنين (ع).(78) أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فلا تحزن على تعاهدهم فى مكّة وغيرها ان لا يدعوا هذا الامر فى علىّ )ع) فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ من دون اذن الله،، او من دون علىٍّ (ع) فانّ الكلّ لا يملكون الشَّفَاعَةَ إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) |
بسم الله الرحمن الرحيم
فيها يُفرق كلُّ أمرٍ حكيم ولمّا كانت النّفوس كلّيّة كانت او جزئيّة متّحدة مع فاطمة (ع) فى مقامها النّازل ومظهراً لها )ع) جاز تفسير ليلة القدر بها، كما عن الكاظم (ع) حين سأله نصرانىٌّ عن تفسير هذه الآية فى الباطن، فقال: امّا حۤم فهو محمّد (ص) وهو فى كتاب هودٍ الّذى انزل اليه وهو منقوص الحروف، وامّا الكتاب المبين فهو امير المؤمنين علىٌّ (ع)، وامّا اللّيلة ففاطمة (ع)، وامّا قوله فيها يفرق كلّ امر حكيم يقول يخرج منها خيرٌ كثيرٌ (4) فما بكتْ عليهم السَّماءُ والأرض عن امير المؤمنين )ع) انّه مرّ عليه رجلٌ عدوّ لله ولرسوله فقال: فما بكت عليهم السّماء والارض وما كانو منظرين ثمّ مرّ عليه الحسين (ع) ابنه فقال: لكن هذا لتبكينّ عليه السّماء والارض، قال: وما بكت السّماء والارض الاّ على يحيى بن زكريّا (ع) وعلى الحسين (ع) بن علىّ، وفى خبر فما بكاؤها؟ - قال: كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء، وفى خبرٍ: بكت السّماء على الحسين (ع) اربعين يوماً بالدّم وما كانوا منظرين (29) ما خلقناهما إلا بالحقِّ الّذى هو الولاية المطلقة الّتى بها حقّيّة كلّ حقّيّة ولكنَّ أكثرهم لا يعلمون (39) إلاَّ من رَّحم اللهُ رحمه الله منحصر بمن قبل الولاية بالبيعة الخاصّة، او من قبل الولاية حال حضور علىٍّ (ع) وقت الاحتضار إِنَّه هو العزيز الرَّحيم تعليل لشفاعة من رحمه الله، عن الصّادق )ع): والله ما استثنى الله عزّ ذكره باحدٍ من اوصياء الانبياء (ع) ولا اتباعهم ما خلا امير المؤمنين (ع) وشيعته فقال فى كتابه وقوله الحقّ: يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ يعنى بذلك )ع) وشيعته.(42) فإِنما يسرناه اى القرآن او ما ذكر من الجنان ونعيمها او فضل ولاية علىٍّ )ع) وقرأناها بلسانك لعلهم يتذكرون (58) |
بسم الله الرحمن الرحيم وفي خلقِكم وما يُبثُّ من دابةٍ ءاياتٌ لقومٍ يوقنون صاحب اليقين هو الّذى يكون له قلبٌ وليس الاّ من بايع البيعة الخاصّة (4) تلك ءاياتُ اللهِ نتلوها عليك بالحقِّ متلبّسين او متلبّساتٍ بالحقّ الّذى هو الولاية المطلقة فبأيِ حديثٍ بعدَ اللهِ وآياتهِ يؤمنون(6) يسْمعُ ءاياتِ اللهِ تُتلى عليه ثم يُصرُّ على كفره او على جحوده لولاية علىٍّ (ع) مستكبراً كأن لم يسمعها فبشره بعذابٍ أليمٍ (8)وإِذا علِمَ مِنْ ءاياتنا شيْئاً اى اذا رأى من آياتنا العظمى الّذين هم مظاهر الولاية اتَّخذها هُزواً أُولئك لهم عذابٌ مهينٌ(8) من ورائهم جهنم ولا يُغني عنهم ما كسبوا فانّ شرط قبول الاعمال واغنائها عن عذاب الله عدم ردّ الولاية ان كان موتهم فى زمن الرّسول (ص)، وقبول الولاية ان كان بعد زمن الرّسول (ص) شيئاً ولا ما اتَّخذوا مِنْ دونِ الله نفسه او من دون مظاهر الله وخلفائه أولياءَ ولهم عذابٌ عظيم(10) هذا المذكور من الآيات او القرآن او قرآن ولاية علىٍّ (ع)، او هذا الامر من ولاية علىّ (ع) هُدىً والذين كفروا بآياتِ ربهم التّكوينيّة وخصوصاً الآيات العظمى الّذين هم خلفاء الله فى الارض والتّدوينيّة لهُم عذابٌ من رجزٍ أليم(11). قلْ لِّلَّذين آمنوا يغْفروا لِلَّذين لا يرجون أيامَ الله عن الصّادق (ع) انّه قال: قل للّذين مننّا عليهم بمعرفتنا ان يعرفوا الّذين لا يعملون فاذا عرفوهم فقد غفروا لهم ليجزيَ قوماً بما كانوا يكسبون(14) ولقد آتينا بني إِسرائيل الكتابَ الكتاب يطلق على الولاية وآثارها، والنّبوّة واحكامها، والرّسالة واحكامها، ويجوز ان يراد بالكتاب ههنا التّوراة والرّسالة والولاية والاولى ان يراد به التّوراة او الرّسالة والحُكمَ والنبوَّة ورزقناهم من الطيِّباتِ وفضَّلناهم على العالمين(16) وآتيناهم بيِّناتٍ من الأَمر وهذا تعريض بامّة محمّدٍ (ص) كأنّه تعالى قال: فتنبّهوا يا امّة محمّدٍ (ص) فانّا آتيناكم الكتاب والحكم والنّبوّة ورزقناكم من الطّيّبات وفضّلناكم على العالمين وآتيناكم بيّناتٍ من الامر فلا تختلفوا حين حياة محمّدٍ (ص) ولا بعد مماته مثل بنى اسرائيل فتستحقّوا عقوبتى مثلهم فما اختلفُوا إلاَّ منْ بعدِ ما جاءهم العلمُ بغْياً بينهم إِنَّ ربَّك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون (17) من امر الولاية والخلافة، او من مطلق امر الدّين.ثم جعلناك على شريعةٍ من الأمر اى امر الرّسالة والنّبوّة والولاية يعنى انّا آتينا بنى اسرائيل الرّسالة والنّبوّة والولاية وجعلناك بعدهم على جادّة الطّرق وسوائها تفضيلاً لك عليهم بجعلك على الشّريعة الّتى هى مشرع كلّ الامم فاتَّبِعها ولا تتَّبعْ أَهواء الذين لا يعلمون فى خصوص الولاية، او فى مطلق ما آتيناك من امر الدّين (18) إِنهم لن يُغْنوا عنك من الله شيئاً وإِنَّ الظالمين بعضهم أولياءُ بعضٍ وهذه كلّها تعريضٌ بامّته (ص) واشارة الى اختلافهم فى امر الولاية واللهُ وليُّ المتَّقين (19) المتّقى ليس الاّ شيعة علىّ بن ابى طالبٍ )ع) هذا المذكور من اوّل السّورة او هذا القرآن او قرآن ولاية علىٍّ او علىّ )ع) بصائر للناسِ وهدىً ورحمة لقومٍ يوقنون(20). أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْترحوا السَّيئاتِ أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات المراد بالايمان ههنا البيعة الخاصّة، او الحال الحاصلة بالبيعة الخاصّة او البيعة العامّة وعلى هذا يكون المراد بالعمل الصّالح البيعة الخاصّة سواءً محيَاهُم ومماتهم ساءَ ما يحكمون (21) أفرأيتَ منْ اتَّخذ إلهه هواهُ قيل: نزلت فى قريشٍ كلّما هووا شيئاً عبدوه والحقّ انّ الآية جارية فى من غصبوا حقّ علىٍّ (ع) بعد محمّدٍ (ص) واتّخذوا اماماً بأهوائهم وأضلَّه اللهُ على علمٍ وختم على سمْعهِ وقلبِه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهْديهِ منْ بعدِ الله أفلا تذكَّرون(23). وقالُوا ما هي إِلا حياتنا الدُنيا نموتُ ونحيا وما يُهْلكنا إلا الدَّهر وما لهم بذلك من علمٍ إنْ هُم إِلاَّ يظُنُّون جرت الآية فى الّذين فعلوا ما فعلوا بعد رسول الله )ص) بأمير المؤمنين (ع) واهل بيته وانّما كان ايمانهم اقراراً بلا تصديقٍ خوفاً من السّيف ورغبةً فى المال (24) فأمَّا الذينَ آمنوا بالبيعة العامّة او الخاصّة وعمِلوا الصَّالحات واصلها البيعة الخاصّة الولويّة فيُدخلهم ربُّهُم في رحْمَته الّتى هى الولاية ذلك الدّخول فى الولاية هو الفوزُ المُبِينُ (30) وأمَّا الذين كفروا أفلمْ تكن ءاياتي تُتلى عليكم فاستكبرتم عن الآيات العظمى والولاية وكنتم قوماً مجرمين بسبب مخالفتكم لولىّ امركم (31) ذلكم بأنكم اتَّخَذتم ءاياتِ اللهِ هُزُواً الآيات العظمى الّذين هم الانبياء والاولياء (ع) وغرتكم الحياةُ الدُّنيا فاليومَ لا يُخْرجون منها ولا هم يُسْتعتبون (35) |
بسم الله الرحمن الرحيم قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أمْ لهم شركٌ في السَّماواتِ ائتوني بكتابٍ من قبل هذا أوْ أثارةٍ منْ علمٍ وسئل الباقر (ع) عن هذه الآية فقال: عنى بالكتاب التّوراة والانجيل، وامّا أَثارةٍ من العلم فانّما عنى بذلك علم اوصياء الانبياء (ع) إِن كنتم صادقين (4) قل أرأيتم إِن كان القرآن او قرآن ولاية علىٍّ (ع) او الوحى الىّ او هذا الّذى ادّعيه من الرّسالة او ولاية علىٍّ (ع) من عند الله وكفرتم به وشهد شاهدٌ من بني إِسرائيل على مثله لم يقل عليه لانّ شاهد بنى اسرائيل ما شهد انّ محمّداً (ص) رسولٌ وانّ هذا القرآن كتابه وانّ عليّاً (ع) وصيّه بل شهد انّ النّبىّ (ص) الموعود يكون شمائله كذا، ودعوته الى كذا، وكتابه كذا، ووصيّه يكون خَتَنه وابن عمّه فآمنَ واستكبرتم إنَّ اللهَ لا يَهْدي القوم الظالمين (10) وقال الذين كفروا بالله وبرسوله او بالولاية للذين ءامنوا لو كان الرّسول او القرآن او هذا الامر من الرّسالة او الولاية خيراً ما سبقونا إِليه وإِذْ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إِفك قديم (11) ووصيَّنا الإِنسان بِوالديه إِحْساناً حملتْهُ أُمُّهُ كُرهاً ووضعته كُرهاً وحمله وفِصالُه ثلاثون شهراً حتَّى إِذا بلغَ أشده وبلغ أربعين سنة فى اخبارنا ان الآية خاصّةً بالحسين )ع) قال ربِّ أوزعني أن أشكرَ نعمتك الَّتي أنعمتَ عليَّ وعلى والديَّ هذه الكلمة تدل على ان الآية خاصّةً بالحسين )ع) وأَنْ أعملَ صالحاً ترضاه وأصلحْ لي في ذرِّيَّتي ورد فى خبرٍ انّه لو لم يقل فى ذرّيّتى لكانت ذرّيّته كلّهم ائمّةً إني تُبتُ إليكَ وإِني من المسلمين (15) أُولئك الذين نتقبلُ عنهم أحسنَ ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعدَ الصِّدقِ الذي كانوا يُوعدون الصّادق (ع): لمّا حملت فاطمة (ع) بالحسين (ع) جاء جبرئيل الى رسول الله (ص) فقال: انّ فاطمة ستلد غلاماً تقتله امّتك من بعدك " فلمّا حملت فاطمة(ع) بالحسين (ع) كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه ثمّ قال: لم تُر فى الدّنيا امّ تلد غلاماً تكرهه ولكنّها كرهته لما علمت انّه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية، وفى روايةٍ اخرى: ثمّ هبط جبرئيل (ع) فقال: يا محمّد(ص) انّ ربّك يقرؤك السّلام ويبشّرك بانّه جاعلٌ فى ذرّيّته الامامة والولاية والوصيّة فقال: انّى رضيت ثمّ بشّر فاطمة (ع) فرضيت قال: فلولا انّه قال: اصلح لى فى ذرّيّتى لكانت ذرّيّته كلّهم ائمّةً، قال: ولم يرضع الحسين (ع) من فاطمة (ع) ولا من انثى، كان يؤتى به النّبىّ (ص) فيضع ابهامه فى فيه فيمصّ منها ما يكفيه اليومين والثّلاث فنبت لحم الحسين (ع) من لحم رسول الله (ص) ودمه من دمه، ولم يولد لستّة اشهرٍ الاّ عيسى بن مريم (ع) والحسين(ع) ، وفى نزول الآية فى الحسين (ع) قريباً بهذا المضمون اخبارٌ اُخر (16) قالُوا يا قومنا إِنا سمعنا كتاباً أُنزل من بعد موسى مصدِّقاً لما بين يديه يهدي إلى الحقِّ وإلى طريقٍ مستقيم المراد بالحقّ احكام الملّة وبالطّريق المستقيم الولاية او بالعكس، او المراد بهما هى الولاية (30) |
بسم الله الرحمن الرحيم الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ اعلم، انّ هذه السّورة ذكر فيها حال المؤمنين بعلىٍّ (ع) والجاحدين لولايته وان كانت الآيات بظواهر عامّة لكنّ المنظور منها ذلك كما نشير اليه فى مواقعه؛ فقوله الّذين كفروا ظاهره اعمّ من الكفر بالله او بالرّسول (ص) او بالآخرة او بعلىٍّ (ع) وولايته، لكنّ المقصود الكفر بالولاية بقرينة قوله صدّوا عن سبيل الله فانّ سبيل الله ليس الاّ الولاية سواءٌ جعل صدّوا بمعنى اعرضوا او منعوا أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ، قال القمّى: نزلت فى الّذين ارتدّوا بعد رسول الله (ص) وغصبوا اهل بيته حقّهم، وصدّوا عن امير المؤمنين (ع) وعن ولاية الائمّة (ع) (1) وَالَّذِينَ ءامنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فى علىٍّ (ع) بقبول ولايته والبيعة معه وَهُوَ الْحَقُّ اى الولاية الّتى نزلت على محمّدٍ )ص) هى الحقّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ قال القمّىّ: نزلت فى ابى ذرٍّ وسلمان وعمّارٍ ومقدادٍ لم ينقضوا العهد وآمنوا بما نزل على محمدٍ )ص) اى ثبتوا على الولاية الّتى أنزلها الله وهو الحقّ يعنى امير المؤمنين (ع).(2) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامنوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ فى دينكم الّذى هو ولاية علىٍّ (ع).(7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بالولاية فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فى علىٍّ (ع)، كذا روى عن الباقر (ع) فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ بالولاية أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءامنوا بالولاية لا الذين كفروا بها وَأَنَّ الْكَافِرِينَ بالولاية لا مَوْلَى لَهُمْ (11) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ ءامنوا المراد بالايمان البيعة الخاصّة الولويّة او الحالة الحاصلة بها، او البيعة العامّة النّبويّة، والمراد بالعمل الصّالح البيعة الخاصّة وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ المراد بالعمل الصّالح البيعة الخاصّة جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بولاية ولي امرهم يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12) أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وهو علي (ع) كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (14) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا الى ولاية علي (ع) زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا فى مطلق ما قالوا وأقرّوا بلسانهم من الايمان والتّصديق بالله والرّسول )ص) وقبول الاحكام، او فيما اقرّوا به من امارة علىٍّ (ع) والتّسليم عليه بإمرة المؤمنين اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (21) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ عن علىٍّ (ع) أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفالُهَا (24) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى والمراد بالهدى الولاية ورد فى خبرٍ انّه (ص) اخذ البيعة منهم فى عشرة مواطن وفى خبرٍ آخر: اخذ البيعة عنهم يوم الغدير ثلاث مرّاتٍ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ والّذى نزّل الله ما افترض على خلقه من ولاية امير المؤمنين )ع( وخلافته، قال الصّادق )ع): ...... ارتدّوا عن الايمان فى ترك ولاية امير المؤمنين (ع) سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ من ولاية علىٍّ )ع) فانّ الرّحمة والرّضا والرّضوان والنّعمة كلّها ولاية علىٍّ (ع) فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ عن الباقر (ع) قال: كرهوا عليّاً )ع) امر الله بولايته يوم بدرٍ ويوم حنينٍ وببطن نخلة ويوم التّروية ويوم عرفة نزلت فيه خمس عشرة آية فى الحجّة الّتى صدّ فيها رسول الله (ص) عن المسجد الحرام وبالجحفة وبخمّ (28) وَلَوْ نَشَاءُ لأرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ عن ابى سعيدٍ الخدرىّ قال: لحن القول بغضهم علىّ بن ابى طالبٍ (ع) قال: وكنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) ببغضهم علىّ بن ابى طالبٍ (ع)، وعن انسٍ: انّه ما خفى منافقٌ على عهد رسول الله (ص) بعد هذه الآية وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ الّتى يخبرون عنكم من انّكم دبّرتم خلاف ما قاله الرّسول (ص) فى علىٍّ (ع) (31) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الّذى هو علىٌّ (ع) وولايته وَشَآقُّوا الرَّسُولَ خالفوه او اتعبوه فى اهل بيته بعد اخذه الميثاق عليهم بولايته مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا او لن يضرّوك او لن يضرّوا عليّاً (ع) وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامنوا بعد ما اظهر انّ الّذين لم يطيعوا رسوله فى خلافة علىٍّ (ع) سيحبط اعمالهم نادى المؤمنين تلطّفاً بهم فقال أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فيما امراكم به من ولاية علىٍّ )ع) حتّى لا يبطل اعمالكم وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بالولاية وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) فَلا تَهِنُوا لا تضعُفوا ايّها المؤمنون عن المجاهدة والقتال مع الكفّار، او عن المجاهدة والمحاجّة مع المنافقين المخاصمين لعلىٍّ (ع) وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا بعلىٍّ (ع) وَتَتَّقُوا عن مخالفته يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ والضّمير فى يؤتكم ويسئلكم لله او لمحمّدٍ (ص) او لعلىٍّ (ع).(36) إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37) هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا عن الايمان بعلىٍّ (ع) او عن طاعة الرّسول (ص) فيما امركم به من الانفاق وغيره يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ و فسّر القوم الآخر بابناء الموالى فى عدّة اخبارٍ، وفى المجمع " روى ابو هريرة انّ ناسً من اصحاب رسول الله (ص) قالوا: يا رسول الله (ص) من هؤلاء الّذين ذكر الله فى كتابه؟ وكان سلمان الى جنب رسول الله (ص) فضرب يده على فخذ سلمان فقال: هذا وقومه، والّذى نفسى بيده لو كان الايمان منوطاً بالثّريّا تتناوله رجالٌ من فارس، وعن الصّادق (ع): من اراد ان يعرف حالنا وحال اعدائنا فليقرأ سورة محمّدٍ (ص) فانّه يراها آيةً فينا وآيةً فيهم (38) |
بسم الله الرحمن الرحيم وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ الّذين نافقوا مع محمّدٍ (ص) او فى حقّ علىٍّ (ع) وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (6) هُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا عن الصّادق (ع) انّه سئل: الم يكن علىٌّ (ع) قويّاً فى بدنه قويّاً فى امر الله؟ - فقال: بلى، قيل: فما منعه ان يدفع او يمتنع لها؟ - يوم الحديبية - - قال: فافهم الجواب، منع عليّاً )ع) من ذلك آية من كتاب الله تعالى، فقيل: واىّ آيةٍ؟ - فقرأ: لَوْ تَزَيَّلُواْ الآية كان لله تعالى ودائع مؤمنون فى اصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن علىّ )ع) ليقتل الآباء حتّى تخرج الودائع، فلمّا خرجت ظهر على من ظهر وقتله، وكذلك قائمنا اهل البيت (ع) لن يظهر ابداً حتّى يخرج ودائع الله فاذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله، وفى هذا المعنى اخبارٌ عديدةٌ لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (25) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى المراد بكلمة التّقوى هى السّكينة او الولاية الّتى هى مورثة السّكينة، او مكّن منهم السّكينة او الولاية او التّقوى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ بحيث لم يبق فى بقعةٍ من بقاع الارض دينٌ سوى دينه، واتمام هذا فى ظهور القائم (ع) وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) |
بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ لا تقدّموا احداً على الله ورسوله (ص)، او لا تقدّموا امراً على امر الله ورسوله (ص) او لا تختاروا امراً بين يدى رسوله (ص) من دون اذنه، او لا تجعلوا امر انفسكم مقدّماً على امر الله والمقصود من الكلّ هو لا تقدّموا احداً فى الخلافة ولا تُقْدموا على الخلافة من دون امر الله ورسوله وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ المراد بالايمان علىّ (ع)، او قبول ولايته، او محمّد (ص)، او قبول رسالته الّذى هو الاسلام وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً فسر الفضل بمحمّدٍ (ص) ورسالته والنّعمة بعلىٍّ (ع) وولايته وآثار ولايته وقبول ولايته وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8). وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ عن الصّادق (ع) لمّا نزلت هذه الآية قال رسول الله (ص): " انّ منكم من يقاتل بعدى على التّأويل كما قاتلت على التّنزيل، فسئل من هو؟ - قال: خاصف النّعل " يعنى امير المؤمنين (ع) فقال عمّار بن ياسر: قاتلت بهذه الآية مع رسول الله (ص) ثلاثاً وهذه الرّابعة والله لو ضربونا حتّى يبلغوا بنا السّعفات من هجرٍ لعلمنا انّا على الحقّ وانّهم على الباطل، وكانت السّيرة فيهم من امير المؤمنين (ع) ما كان من رسول الله (ص) فى اهل مكّة يوم فتح مكّة فانّه لم يَسْب لهم ذرّيّة وقال: من اغلق بابه فهو آمنٌ، ومن القى سلاحه فهو آمنٌ، ومن دخل دار ابى سفيان فهو آمنٌ، وكذلك قال امير المؤمنين (ع) يوم البصرة نادى فيهم لا تَسْبوا لهم ذرّيّةً، ولا تجهزوا على جريحٍ، ولا تتبعوا مدبراً، ومن اغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن.(9) |
بسم الله الرحمن الرحيم بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ يعنى ليس تكذيبهم للبعث لوجود البرهان عليه بل لانّهم صاروا باطلين، والباطل لا يصدّق الحقّ ومنه رسالتك وخلافة علىٍّ (ع) والقرآن والبعث لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) أَلْقِيَا الخطاب للسّائق والشّهيد، او لمحمّدٍ (ص) وعلىٍّ (ع) كما ورد فى اخبارٍ عديدةٍ من طريق الخاصّة والعامّة وزيد فى بعض الاخبار: وادخلا الجنّة من احبّكما فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ شاكٍّ فى الله، او فى رسوله، او فى خلافة خليفته (25) وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ وليس المتّقون الاّ من قبل الولاية وهم شيعة آل محمّدٍ (ص) غَيْرَ بَعِيدٍ (31) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ فى حقّ الله بما لا يليق بجنابه وفى حقّك وفى حقّ علىٍّ (ع) وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ نداء المنادى يوم القيامة، او يوم ظهور القائم (ع)، فانّك تسمع بالفعل نداء ذلك المنادى لخروجك من مرقدك وشهودك القيامة او خروج القائم (ع) يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ للبعث والحساب او ينادى المنادى باسم القائم (ع) واسم ابيه كما فى الخبر مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ يعنى الصّيحة للحساب والقيام عند الله، او صيحة القائم او الصّيحة بخروج القائم (ع) ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ من المراقد، عن الصّادق (ع) هى الرّجعة . (42)إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ فى الرّجعة او فى القيامة (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ فى حقّنا، او فى حقّك، او فى حقّ علىٍّ (ع) تسلية له (ص) وتهديدٌ لقومه المنافقين او المشركينوَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ اى بمطلق القرآن، او بقرآن ولاية علىٍّ) ع) مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) |
بسم الله الرحمن الرحيم (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ فى هذا الدّين الحقّ بانّ بعضكم يصدّق، وبعضكم يكذّب، او فى محمّد (ص) بالتّصديق والتّكذيب وبأنّه مجنونٌ او شاعرٌ او فى القرآن بانّه سحر وكهانة ورجز واساطير الاوّلين، او فى علىٍّ (ع) خليفته (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ اى عن الدّين او محمّدٍ (ص) او القرآن او علىٍّ (ع) وولايته كما فى الخبر فانّه اصل جميع الخيرات مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ المعنى لعن القائلون فى الدّين وخلافة امير المؤمنين (ع) بالظّنّ والتّخمين (10) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ ولاية علىٍّ (ع) لحقّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (23) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ عن الصّادق (ع) قال: خرج علىّ بن الحسين (ع) على اصحابه فقال: ايّها النّاس انّ الله جلّ ذكره ما خلق العباد الاّ ليعرفوه، فاذا عرفوه عبدوه، واذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه، فقال له رجل: يا بن رسول الله (ص) بابى انت وامّى، فما معرفة الله؟ - قال: معرفة اهل كلّ زمانٍ امامهم الّذى يجب عليهم طاعته (56) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا انفسهم بانكار المبدء او المعاد، او ظلموا الرّسول بعدم انقياده وعدم اعطاء حقّه من تسليم انفسهم له، او ظلموا آل محمّدٍ (ص) حقّهم من عدم تسليم انفسهم لهم ومن غصب حقوقهم وهذا هو المنظور اليه ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ الّذين اتّبعوهم فى ظلم آل محمّد (ص) فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا بولاية علي (ع) مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) |
بسم الله الرحمن الرحيم فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ لله ورسوله (ص) مطلقاً، او فى ولاية علىٍّ(ع) وهو المنظور(11). الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ فى الملاهى، او فى انكار المبدء والمعاد، او فى انكار الرّسول (ص)، او فى انكار ولاية علىٍّ (ع) (12) إِنَّ الْمُتَّقِينَ عن تكذيب الله ورسوله )ص) فى ولاية علىٍّ (ع) بالاقرار له والبيعة معه بيعة خاصّة فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) وَالَّذِينَ آمَنُوا بالبيعة العامّة او بالبيعة الخاصّة وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ النّعمة هى الولاية والنّبوّة والرّسالة بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤْمِنُونَ بالله او بك او بالقرآن او بالولاية.(33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا برسالتك او بولاية علىٍّ (ع) هُمُ الْمَكِيدُونَ (42) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا انفسهم بانكار المبدء او المعاد او الرّسالة او الولاية او ظلموا آل محمّدٍ )ص) حقّهم عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (47) |
بسم الله الرحمن الرحيم وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى(1) وعن ابن عبّاسٍ انّه قال: صلّينا العشاء الآخرة ذات ليلةٍ مع رسول الله (ص) فلمّا سلّم اقبل علينا بوجهه ثمّ قال: " انّه سينقضّ كوكب من السّماء مع طلوع الفجر فيسقط فى دار احدكم، فمن سقط ذلك الكوكب فى داره فهو وصيّى وخليفتى والامام بعدى " ، فلمّا كان قرب الفجر جلس كلّ واحدٍ منّا فى داره ينتظر سقوط الكوكب فى داره وكان اطمع القوم فى ذلك ابى العبّاس، فلمّا طلع الفجر انقضّ الكوكب من الهواء فسقط فى دار علىّ بن ابى طالبٍ (ع) فقال رسول الله (ص) لعلىٍّ (ع): " يا علىّ والّذى بعثنى بالنّبوّة لقد وجب لك الوصيّة والخلافة والامامة بعدى " ، فقال المنافقون عبد الله بن اُبىٍّ واصحابه: لقد ضلّ محمّد فى محبّة ابن عمّه وغوى، وما ينطق فى ساعته الاّ بالهوى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى بالقرآن او بالولاية او بمطلق ما ينطق به او بالاحكام الشّرعيّة (3) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى عن الصّادق (ع): انّه سئل كم عرج برسول الله (ص)؟ - فقال: مرّتين فأوقفه جبرئيل موقفاً فقال: مكانك يا محمّد (ص) فقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك ولا نبىٌّ قطّ، انّ ربّك يصلّى، ...... ثمّ قال الصّادق (ع): والله ما جاءت ولاية علىٍّ (ع) من الارض ولكن جاءت من السّماء مشافهةً (9) أَفَتُمَارُونَهُ بمعنى اتغلبونه فى المحاجّة وتنكرونه؟! فانّهم كانوا يجادلونه فى خلافة علىٍّ (ع) عَلَى مَا يَرَى (12) ادّاه بالمضارع للاشعار باستمرار الرّؤية منه فانّه كان كلّما نظر بفؤاده رأى خلافة علىٍّ (ع) وولايته بعده، وسئل رسول الله (ص) عن ذلك الوحى، فقال: اوحى الىّ انّ عليّاً (ع) سيّد المؤمنين، وامام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، واوّل خليفةٍ يستخلفه خاتم النّبيّين )ص)، فدخل القوم فى الكلام فقالوا: امن الله او من رسوله؟ - فقال الله جلّ ذكره لرسوله قل لهم: مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ثمّ ردّ عليهم فقال: أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ فقال لهم رسول الله )ص): قد امرت فيه بغير هذا، امرت ان انصبه للنّاس، فأقول: هذا وليّكم من بعدى، وانّه بمنزلة السّفينة يوم الغرق، من دخل فيها نجا، ومن خرج عنها غرق وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ينتهى اليها علم كلّ ملك، وينتهى اليها اعمال الخلائق ، واليها ينتهى الارواح الصّاعدة، ولا يتجاوز عنها من كان مقيّداً بقيود الحدود، ولذلك قال جبرئيل فى هذا المقام: لو دنوت انملةً لاحترقت، وهى شجرة طوبى، وهى شجرة النّبوّة كما انّ فوقها شجرة الولاية (14) لَقَدْ رَأَى مِنْ ءاياتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى قيل: رأى عليّاً (ع) فانّه الآية الكبرى الّتى لا اكبر منها، وروى عن النّبىّ (ص) انّه قال لعلىّ (ع): " يا علىّ انّ الله اشهدك معى فى سبع مواطن وعدّ من ذلك ليلة الاسراء (18) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى لمن تولّى عليّاً (ع) فانّ ما به الرّضا هو اِنْفَحَّة الولاية (26) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا اذا كان حالهم على هذا ولم يتوجّهوا اليك والى ما به اليقين، او لم يتوجّهوا الى علىٍّ (ع) فأعرض عن مجادلتهم وعن النّصح والتّذكير لهم، او اعرض عن مكافاتهم على سوء فعالهم، وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) |
بسم الله الرحمن الرحيم اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ فسّرت السّاعة بساعة ظهور القائم (ع) وبساعة القيامة وبحالة الاحتضار وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) |
بسم الله الرحمن الرحيم وَالسَّمَاءَ وسماء الارواح وسماء روح الانسان وسماء الولاية رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ شريعة كلّ نبىّ ميزان لامّته كما انّ ولاية كلّ ولىٍّ وخلافته لنبيّه ميزانٌ لاتباعه فى اعمالهم(7) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ عن الرّضا) ع) انّه قال:عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ الرحمن: 2 الله علّم القرآن قبل خلق الانسان وذلك امير المؤمنين (ع) قيل علّمه البيان؟ - قال: علّمه بيان كلّ شيءٍ يحتاج اليه النّاس وقال: النّجم رسول الله (ص) وقد سمّاه الله فى غير موضعٍ فقال: وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (النجم:(1، وقال وَعَلامَاتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) النحل: (16 فالعلامات الاوصياء )ع)، والنّجم رسول الله (ص)، قيل: يسجدان؟ - قال: يعبدان، وقوله والسّماء رفعها ووضع الميزان؟ - قال: السّماء رسول الله )ص) رفعه الله اليه، والميزان امير المؤمنين (ع) نصبه لخلقه، قيل: الاّ تطغوا فى الميزان؟ - قال: لا تعصوا الامام، قيل: وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ ؟ - قال: اقيموا الامام بالعدل، قيل: وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ ؟ - قال: لا تبخسوا الامام حقّه ولا تظلموه (9) فَبِأَيِّ ءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ عن الصّادق (ع) فى تفسير قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ؟ - فباىّ النّعمتين تكفران؟ - بمحمّدٍ (ص) ام بعلىٍّ (ع) ؟ وفى خبرٍ، اَبالنّبىّ (ص) ام بالوصىّ (ع) (13). رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ وعن الصّادق )ع): انّ المشرقين رسول الله (ص) وامير المؤمنين (ع)، والمغربين الحسن والحسين )ع) قال: وفى امثالهما يجرى (17) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ومظهرهما علىّ (ع) وفاطمة (ع) (19) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ روى عن الصّادق (ع) انّه قال: علىّ (ع) وفاطمة (ع) بحران عميقان لا يبغى احدهما على صاحبه، يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان، قال: الحسن والحسين (ع) وفى خبرٍ والبرزخ محمّد (ص) (22) فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ اذا كان من شيعة علىٍّ (ع) كما فى الخبر عن الرّضا (ع) وامّا غيرهم فيسئلون (39) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ عن الصّادق (ع) …. قال: ذاك لو قام قائمنا اعطاه الله السّيما فيأمر بالكافرين فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم ثمّ يخبط بالسّيف خبطاً.(41) هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ اى ما جزاء من انعم عليه بالمعرفة اى معرفة الامام الاّ الجنّة؟ - فانّ الاحسان اى صيرورة الانسان ذا حسن لا يحصل للانسان الاّ بقبول ولاية علىّ (ع)، وفى رواية: هل جزاء من قال: لا اله الاّ الله الاّ الجنّة؟! يعنى بشرطها وعلىّ (ع) من شروطها، وفى خبرٍ: هل جزاء من انعمنا عليه بالتّوحيد الاّ الجنّة؟ - يعنى بالولاية، فانّ التّوحيد لا يحصل الاّ بالولاية (60) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ عن الصّادق (ع): قال: انّ خيراً نهرٌ فى الجنّة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الاوصياء وشيعتهم، على حافّتى ذلك النّهر جوارٍ نابتات (70) |
بسم الله الرحمن الرحيم وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) عن النّبىّ )ص) انّه سئل عن هذه الآية فقال (ص): قال لى جبرئيل: ذلك علىّ وشيعته هم السّابقون الى الجنّة المقرّبون من الله بكرامته " ، وعن علىّ (ع) قال: وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ * أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ فىّ نزلت، وعن الباقر (ع): ونحن السّابقون السّابقون ونحن الآخرون، وقال الصّادق (ع) قال ابى لاناسٍ من الشّيعة؛ انتم شيعة الله، وانتم انصار الله، وانتم السّابقون الاوّلون، والسّابقون الآخرون، والسّابقون فى الدّنيا الى ولايتنا، والسّابقون فى الآخرة الى الجنّة فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ قيل: ثلّة من الاوّلين من امّة محمّدٍ (ص).(13) لأَصْحَابِ الْيَمِينِ فسّر اليمين بامير المؤمنين )ع(، واصحاب اليمين بشيعته (38) وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فسّر الشّمال باعداء آل محمّدٍ واصحابهم اصحاب الشّمال (41) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ اى سبّح الله بسبب اسم ربّك يعنى بسبب تذكّره او بسبب بشريّة علىٍّ (ع) او بسبب مقام نورانيّته فانّ الكلّ اسم الله (74) إِنَّهُ لَقُرْءانٌ كَرِيمٌ اى انّ المتلوّ عليك او الموحى اليك او قرآن ولاية علىٍّ (ع) قرآن كريم عزيز (77) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ اى القرآن الّذى هو بهذا الوصف او قرآن ولاية علىّ )ع) أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ قد مضى تفسير اليمين بعلىٍّ (ع) وتفسير اصحابه بشيعته الّذين باعوا البيعة الخاصّة الولويّة على يده، وقد مضى ايضاً مكرّراً انّ اليمين عالم الارواح، واصحاب اليمين هم الّذين تمكّنوا فى التّوجّه او الاتّصال بعالم الارواح الطّيّبة، ولا يحصل التّوجّه او الاتّصال بعالم الارواح الطّيّبة الاّ بالولاية الحاصلة بالبيعة الخاصّة الولويّة.(90) |
بسم الله الرحمن الرحيم آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فيما قاله لكم من ولاية علىٍّ (ع) وآمنوا برسوله (ص) بالبيعة العامّة او البيعة الخاصّة، او صدّقوه فيما قاله لكم من الاحكام او من ولاية علىٍّ (ع) كأنّه قال: ايّها الكفّار والمستعدّون للاسلام من الموجودين والمعدومين آمنوا بالله ورسوله (ص) بالبيعة العامّة على يد رسوله (ص) وايّها المسلمون اذعنوا وصدّقوا الله ورسوله (ص) فيما قال الرّسول (ص) لكم من مطلق الاحكام او ولاية علىٍّ (ع) وآمنوا بالبيعة الخاصّة الولويّة بالله ورسوله (ص) على يد رسوله (ص) او على يد خليفته وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا بالبيعة العامّة او البيعة الخاصّة مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ وعد الاجر الكبير للاشعار بانّ المنظور من الايمان البيعة الخاصّة الولويّة فانّ الاجر الكبير ليس الاّ على الولاية الحاصلة بالبيعة الخاصّة.(7) وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ لا تذعنون او لا تسلمون بالبيعة العامّة النّبويّة او لا تؤمنون بالبيعة الخاصّة الولويّة وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ المطلق الّذى هو ربّ الارباب، او بربّكم فى الولاية وهو علىٌّ (ع) وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ فى عالم الذّرّ بالايمان بالله او بالبيعة مع محمّدٍ (ص) او بالبيعة مع علىٍّ (ع) إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ان كنتم مؤمنين فما لكم لا تؤمنون بعلىٍّ )ع) بالبيعة الخاصّة الولوليّة وقد اخذ الرّسول (ص) ميثاقكم على عدم التّخلف عن قوله هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ الّذى هو الرّسول )ص) الدّاعى لكم الى الايمان بعلىٍّ (ع) (8) وَمَا لَكُمْ أَلا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وهو كلّ خيرٍ من العبادات والجهاد والحجّ، او هو الرّسالة، او الولاية وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ عن الكاظم (ع): نزلت فى صلة الامام (11) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ الذي هو معرفة علىٍّ (ع) بالنّورانيّة الّتى هى معرفة الله بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يعنى انّك ان فتحت بصيرتك فيوم ترى المؤمنين تراهم يسعى نورهم بين ايديهم والمراد بهذا النّور هو الكيفيّة الدّاخلة فى قلب البائع البيعة الخاصّة الولويّة بقبول الولاية وتلك الصّورة لا ترى بالابصار الحسّيّة، وانما ترى بالبصيرة فى الدّنيا والآخرة، وفى البرازخ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ المراد بذكر الله هو الذّكر المأخوذ من صاحب الذّكر، او تذكّر الله وتذكّر عظمته، او صاحب الذّكر الّذى هو علىّ (ع) ببشريّته، او هو صاحب الذّكر بمقام نورانيّته وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ من آيات القرآن، او احكام الرّسالة، او قرآن ولاية علىٍّ(ع) وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ خارجين من حكم امامهم، روى عن الصّادق )ع) انّ هذه الآية يعنى ولا تكونوا فى القائم (ع) والمعنى انّها نزلت فى المؤمنين بالغيبة (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا الباقر (ع) انّه قال: يحييها الله تعالى بالقائم(ع) بعد موتها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وعن الباقر (ع) انّه قال: العارف منكم هذا الامر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهدوا لله مع القائم (ع) بسيفه ثمّ قال: بل والله كمن جاهد مع رسول الله (ص) بسيفه، ثمّ قال الثّالثة: بل والله كمن استشهد مع رسول الله (ص) فى فسطاطه، وفيكم آية من كتاب الله قيل: واىّ آية؟ - قال: قول الله والّذين آمنوا بالله ورسله الآية ثمّ قال: صرتم والله صادقين شهداء عند ربّكم، والاخبار الواردة بهذا المضمون يعنى تخصيص الصّدّيقين والشّهداء بشيعتهم كثيرة، وروى عن امير المؤمنين )ع) انّه لمّا قتل يوم النّهر وان الخوارج قام اليه رجلٌ، فقال: يا امير المؤمنين (ع) طوبى لنا اذ شهدنا معك هذا الموقف وقتلنا معك هؤلاء الخوارج، فقال امير المؤمنين (ع): والّذى فلق الحبّة وبرأ النّسمة لقد شهدنا فى هذا الموقف اناس لم يخلق الله آباءهم ولا اجدادهم بعدُ، فقال الرّجل: وكيف شهدنا قوم لم يخلقوا؟ - قال: بل قوم يكونون فى آخر الزّمان يشركوننا فيما نحن فيه ويسلّمون لنا فاولئك شركاؤنا فيه حقّاً حقّاً وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (19). الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الّذى لا حاجة له الى ايمانكم وتصديقكم وتعظيمكم والمقصود من يتولّ عن علىٍّ (ع) او عن الله والرّسول (ص) فى ولاية علىٍّ (ع) الْحَمِيدُ (24) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا فى جميع اوامره ونواهيه او اتّقوا الله فى مخالفة الرّسول (ص) ومخالفة قوله فى علىٍّ (ع) اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ نصيباً على قبول الرّسالة ونصيباً على قبول الولاية، وبعبارةٍ اخرى نصيباً على البيعة العامّة ونصيباً على البيعة الخاصّة، وبعبارةٍ اخرى نصيباً على الاسلام ونصيباً على الايمان وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ سجيّته المغفرة سواء كان لها باعث او لم يكن، فمن كان له مادّة المغفرة الّتى هى الولاية كان مغفوراً لا محالة رَحِيمٌ و فسّر النّور بالامام الّذى يأتمّون به، وروى عن الصّادق )ع) انّه قال: كفلين من رحمته الحسن (ع) والحسين (ع) ونوراً تمشون به يعنى اماماً يأتمّون به، وفى روايةٍ والنّور علىّ (ع) (28) لِّئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) |
بسم الله الرحمن الرحيم أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ يعنى يتناجون بغصب حقّ آل محمّد (ص) ومعاداتهم ومخالفة قول الرّسول (ص) فيهم وَإِذَا جَاءوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ لانّهم قبلوا الاسلام وصدّقوا محمّداً (ص) فى اكثر ما قاله من امر الآخرة ولم يصدّقوه فى خلافة علىٍّ (ع) حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ كان نزولها فى اليهود فالمقصود منها منافقوا الامّة الّذين كانوا يتناجون فى ردّ قول محمّدٍ (ص) فى علىٍّ (ع) (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ روى عن علىٍّ )ع) انّه قال فى كتاب الله لايةً ما عمل بها احد قبلى ولا يعمل بها احد بعدى، آية النّجوى انّه كان لى دينار فبعته بعشرة دراهم فجعلت اقدّم بين يدى كلّ ندوى اناجيها النّبىّ (ص) درهماً قال: فنسخها قوله ااشفقتم (12) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الّذى هو الولاية وهو امير المؤمنين)ع) فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وقيل فى قوله يوم يبعثهم الله اذا كان يوم القيامة جمع الله الّذين غصبوا آل محمّد (ص) حقّهم فيعرض عليهم اعمالهم فيحلفون له انّهم لم يعملوا منها شيئاً كما حلفوا لرسول الله (ص) فى الدّنيا حين حلفوا ان لا يردّوا الولاية فى بنى هاشم، وحين همّوا بقتل رسول الله (ص) فى العقبة فلمّا اطلع الله نبيّه (ص) واخبره حلفوا له انّهم لم يقولوا ذلك ولم يهمّوا به حين انزل الله على رسوله (ص) وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) |
بسم الله الرحمن الرحيم هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الحَشْرِ حشرهم الى القيامة او وقت ظهور القائم (ع) او المعنى فى اوّل حشرٍ وجلاءٍ وقع فى زمان الرّسول (ص) وبعده ما ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ وَظَنُّواْ أَنَّهُم مَّانَعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْربُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فَاعتَبِرُواْ يَا أُوْلِى الأّبصَارِ (2) وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ وما كان لله فهو لرسوله )ص)، وما كان لرسوله (ص) فهو للائمّة (ع)، وما كان للائمّة (ع) فهو مباح لشيعتهم فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرُُ (6) مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُربَى اى ذى قربى الرّسول (ص) وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وابْنِ الْسَّبِيلِ من قرابات الرّسول (ص) وقد خصّص فى الاخبار كلّ ذلك باقرباء الرّسول (ص) كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ عن الصّادق (ع) انّ الله عزّ وجلّ ادّب رسوله (ص) حتّى قومه على ما اراد ثمّ فوّض اليه فقال عزّ ذكره: ما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، فما فوّض الله الى رسوله (ص) فقد فوّضه الينا، والاخبار فى تفويض امر العباد الى رسول الله )ص) كثيرة وانّه صلّى الله عليه وآله احلّ وحرّم اشياء فأجازه الله تعالى ذلك له. وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ (7) والَّذِينَ تَبَوَّءو الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَو كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةُُ روى انّه جاء رجل الى رسول الله (ص) فشكى اليه الجوع فبعث رسول الله (ص) الى بيوت ازواجه فقلن: ما عندنا الاّ الماء، فقال رسول الله (ص): " من لهذا الرّجل اللّيلة؟ " - فقال علىّ بن ابى طالب (ع): انا له يا رسول الله (ص)، وأتى فاطمة (ع) فقال لها: " ما عندك يا ابنة رسول الله؟، فقالت: ما عندنا الاّ قوت العشيّة لكنّا نؤثر ضيفنا، فقال يا ابنة محمّدٍ (ص) نوّمى الصّبية واطفئ المصباح " ، فلمّا اصبح علىّ (ع) غدا على رسول الله (ص) فأخبره الخبر فلم يبرح حتّى انزل عزّ وجلّ: وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ.وروي انها نزلت في اكثر من مورد وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) |
بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمناتُ مهاجراتٍ فامتحنوهنَّ اللهُ أعلمُ بإِيمانهنَّ فإِنْ علمتموهنَّ مُؤمناتٍ فلا ترجعوهنَّ إِلى الكفَّار روى انّه قيل للصّادق (ع): انّ لامرأتى اختاً عارفةً على رأينا بالبصرة وليس على رأينا بالبصرة الاّ قليلٌ فازوّجها ممّن لا يرى رأيها؟ - قال: لا، ولا نعمة لا هُنَّ حلٌّ لهم ولا هم يحلُّون لهنَّ وآتوهم ما أنفقوا ولا جُناح عليكم أن تنكحوهنَّ إِذا آتيتموهنَّ أُجورهنَّ ولا تُمْسكوا بعصمِ الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أَنفقوا ذلك حُكْم الله يحكمُ بينكم واللهُ عليمٌ حكيم (10) |
بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3) قال القمّىّ: نزلت فى الّذين وعدوا محمّداً (ص) ان لا ينقضوا عهده فى امير المؤمنين (ع) فعلم الله انّهم لا يفون بما يقولون وقد سمّاهم الله المؤمنين باقرارهم وان لم يصدّقوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ (4) .وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ تعريض بمن خرج عن قول الرّسول (ص) فى حقّ علىٍّ (ع) او مطلقاً (5) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ والاخبار فى تبشير الانبياء (ع) واخبارهم بظهور محمّدٍ (ص) وبعثته اكثر من ان تحصى، ونسب الى الباقر (ع) انّ اسم النّبىّ (ص) فى صحف ابراهيم(ع) الماحى وفى توراة موسى (ع) الحادّ، وفى انجيل عيسى (ع) احمد (ص)، وفى القرآن محمّد (ص) ونقل انّه سأل بعض اليهود رسول الله (ص) لم سمّيت احمد؟ - قال: لانّى فى السّماء احمد منّى فى الارض فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ لانّ نور الله هو الولاية وفسّر فى آياتٍ اُخر بعلىٍّ (ع) وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ بالولاية، عن الكاظم )ع) يريدون ليطفؤا ولاية امير المؤمنين (ع) بافواههم والله متمّ الامامة لقوله: فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلنّورِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلْنَا (التغابن: ( 8 الّذين آمنوا بالله ورسوله والنّور الّذى انزلنا، فالنّور هو الامام، وقيل: والله متمّ نوره يعنى بالقائم من آل محمّد )ص) اذا خرج يظهره الله على الدّين كلّه حتّى لا يعبد غير الله.وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ اى الطّريق الى الله الّذى هو سبب للوصول الى الحقّ، والى الولاية المطلقة، والطّريق الى الله بهذا الوصف علىٌّ (ع) وولايته لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ بالايمان الخاص والبيعة الايمانيّة الولويّة وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ فى الدّنيا بظهور القائم )ع) كما عن القمّىّ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بالظّفر بظهور القائم (ع) (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا بالبيعة الخاصّة الولويّة كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14). |
بسم الله الرحمن الرحيم وآخرين منهم وروى انّ النّبىّ (ع) قرأ هذه الآية فقيل له: من هؤلاء؟ - فوضع يده على كتف سلمان رحمه الله وقال لو كان الايمان فى الثّريا لنالته رجالٌ من هؤلاء لمَّا يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم (3) مثلُ الذين حُمِّلوا التوراة بيانٌ لحال اليهود وذمّ لهم لكنّه تعريض بمنافقى امّة محمّدٍ (ص) الّذين لم يقرّوا بعلىٍّ (ع) والّذين لم يعملوا بالقرآن ثمَّ لم يحملوها كمثل الحمار يحملُ أسفاراً بِئس مثلُ القوم الَّذين كذَّبوا بآيات الله واللهُ لا يهدي القوم الظالمين (5) يا أيُّها الذين آمنوا إِذا نودي للصَّلاة من يوم الجمعة فاسْعوا إِلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خيرٌ لَّكم إن كنتم تعلمون يعنى ان اتّبعتم عليّاً )ع) وقبلتم ولايته بالبيعة معه فانّ العلم والتّعلّم منحصران فى شيعة علىٍّ (ع)، او ان كنتم تعلمون انّه خير لكم اخترتموه (9) |
بسم الله الرحمن الرحيم اتخذوا أيمْانهم جُنَّةً فصدُّوا عن سبيل الله الّذى هو علىّ )ع) وولايته إنَّهُم ساءَ ما كانوا يعملون (2) يقولون لئن رَّجعنا إِلى المدينة ليخرجنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ وللهِ العزَّة ولرسوله وللمؤمنين ولكنَّ المنافقين لا يعلمون عن الكاظم )ع) انّ الله تبارك وتعالى سمّى من لم يتّبع رسوله (ص) فى ولاية علىٍّ (ع) وصيّه منافقين، وجعل من جحد وصيّه امامته كمن جحد محمّداً (ص) وانزل بذلك قرآناً فقال: يا محمّد اذا جاءك المنافقون بولاية وصيّك قالوا نشهد انّك لرسول الله والله يعلم انّك لرسوله والله يشهد انّ المنافقين بولاية علىٍّ لكاذبون، اتّخذوا ايمانهم جنّةً فصدّوا عن سبيل الله والسّبيل هو الوصىّ انّهم ساء ما كانوا يعملون، ذلك بانّهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيّك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون، يقول: لا يعقلون نبوّتك، واذا قيل لهم: ارجعوا الى ولاية علىٍّ (ع) يستغفر لكم النّبىّ (ع) من ذنوبكم لوّوا رؤسهم قال الله وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ عن ولاية علىٍّ (ع) وهم مستكبرون عليه، ثمّ عطف القول بمعرفته بهم فقال: سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم انّ الله لا يهدى القوم الفاسقين يقول الظّالمين لوصيّك (8) |
بسم الله الرحمن الرحيم هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ مناط الكفر والايمان معرفة الولاية وانكارها، وعن الصّادق (ع) انّه سئل عن هذه الآية فقال: عرّف الله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بتركها يوم اخذ عليهم الميثاق فى صلب آدم (ع) وهم ذرّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا والنّور المنزل هو ولاية علىٍّ (ع) الّتى كانت مع كلّ نبىٍّ سرّا ومع محمّدٍ (ص) سرّاً وجهراً، وقد فسّر فى الاخبار بالامامة وبالامام، وسئل الباقر (ع) عن هذه الآية فقال: النّور والله الائمّة (ع)، لنور الامام فى قلوب المؤمنين انور من الشّمس المضيئة بالنّهار، وهم الّذين ينوّرون قلوب المؤمنين ويحجب الله نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم ويغشيهم بها.وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا هو قبول الولاية بالبيعة الخاصّة الولويّة يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فى جميع ما قاله لكم او فى خصوص ولاية علىٍّ (ع) وهذا هو المنظور، فانّ المقصود من طاعة الله ورسوله (ص) فى سائر ما امر رسوله (ص) انتهاء الطّاعة الى قبول الولاية لانّها المنظور من كلّ منظورٍ، والمطلوب من كلّ مطلوب فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ وقد بلّغ رسالته او احكام رسالته او ولاية خليفته (12) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ الايمان بالنّور الّذى هو الولاية امراً مهمًّ مرغوبٌ فيه(13) |
بسم الله الرحمن الرحيم وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ عن الصّادق (ع): هؤلاء قومٌ من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحمّلون به الينا فيستمعون حديثنا ويقتبسون من علمنا فيرحل قوم فوقهم وينفقون اموالهم ويتعبون ابدانهم حتّى يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا فينقلوه اليهم فيعيه هؤلاء ويضيعه هؤلاء فاولئك الّذين يجعل الله عزّ وجلّ لهم مخرجاً ويرزقهم من حيث لا يحتسبون وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ الّذين صاروا ذوى لبٍّ بالولاية والبيعة الولويّة ولذلك فسّره بقوله ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بالبيعة الخاصّة الولويّة ودخول الايمان بها فى قلوبه الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) |
بسم الله الرحمن الرحيم إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ المراد بصالح المؤمنين علىّ بن ابى طالبٍ (ع) وعن الباقر (ع) قال: لقد عرّف رسول الله (ص) عليّاً (ع) اصحابه مرّتين، امّا مرّةً فحيث قال: من كنت مولاه فعلىّ (ع) مولاه، وامّا الثّانية فحيثما نزلت هذه الآية اخذ رسول الله (ص) بيد علىٍّ (ع) وقال: يا ايّها النّاس هذا صالح المؤمنين، وقد ورد الرّواية بطريق العامّة والخاصّة انّ المراد بصالح المؤمنين علىّ بن ابى طالب (ع) وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا بالبيعة العامّة النّبويّة، او بالبيعة الخاصّة الولويّة قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ روى عن النّبىّ (ص) انّه قال: كمل من الرّجال كثير ولم يكمل من النّساء الاّ اربع، آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة (ع) بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّدٍ صلّى الله عليه وآله (12) |
بسم الله الرحمن الرحيم تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ الملك يطلق على الولاية الّتى بها يكون التّصرّف فى العباد ودعوتهم الى التّوحيد وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) ءأمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ يعنى صرتم آمنين فتكفرون به وتكفرون بنعمائه لذلك وتخالفون امره وامر رسوله (ص) فى ولاية علىٍّ (ع).(16) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ سئل الكاظم (ع) عن هذه الآية فقال: انّ الله ضرب مثلاً من حادّ عن ولاية علىٍّ (ع) كمن يمشى على وجهه لا يهتدى لامره وجعل من تبعه سويّاً على صراطٍ مستقيمٍ، والصّراط المستقيم امير المؤمنين (ع).(22) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ روى عن الباقر (ع): هذه نزلت فى امير المؤمنين (ع) واصحابه الّذين عملوا ما عملوا، يرون امير المؤمنين (ع) فى اغبط الاماكن لهم فيسيء وجوههم ويقال: هذا الّذى كنتم به تدّعون الّذى انتحلتم اسمه، وعنه (ع) فلمّا رأوا مكان علىٍّ (ع) من النّبىّ (ص) سيئت وجوه الّذين كفروا يعنى الّذين كذّبوا بفضله، والاتيان بالماضى فى قوله فلمّا رأوا لتحقّق وقوعه(27) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِي اللَّهُ وَمَنْ مَعِي أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَانُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ روى عن الباقر (ع) فستعلمون يا معشر المكذّبين حيث انبأتكم رسالة ربّى فى ولاية علىٍّ (ع) والائمّة (ع) من بعده من هو فى ضلالٍ (29) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ اسم الماء لكلّ ما كان سبباً لحياةٍ فالعلم والايمان وافاضات الله كلّها مياهٌ بوجهٍ، والامام الّذى به يكون الايمان، والولاية الّتى هى البيعة الخاصّة الايمانيّة الّتى بها يحصل الايمان ويدخل بذر المعرفة فى القلوب ماءٌ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30) |
بسم الله الرحمن الرحيم ن قيل: هو من أسماء محمّدٍ (ص) وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ذلك الخلق لا يكون الاّ عن دين عظيم هو ولاية علىٍّ )ع) وهى الولاية المطلقة (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ روى عن الباقر (ع) انّه قال قال رسول الله (ص): ما من مؤمنٍ الاّ وقد خلّص وُدّى الى قلبه، وما خلّص ودّى الى قلب احدٍ الاّ وقد خلّص ودّ علىٍّ (ع) الى قلبه، كذب يا علىّ من زعم انّه يحبّنى ويبغضك ، فقال رجلان من المنافقين: لقد فتن رسول الله (ص) بهذا الغلام فأنزل الله تبارك: فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَييِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ قال: نزلت فيهما (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ الّذى هو ولاية علىٍّ (ع) والضّالّ عن سبيل الولاية هو المجنون حقيقةًوَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ الى الولاية (7) فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ لله اولك فى علىٍ (ع) او لعلىٍّ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ قال القمّى: اى احبّوا ان تغشّ فى علىٍّ (ع) فيغشّون معك (9) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ قال القمّىّ: الخير امير المؤمنين (ع) معتدٍ اى اعتدى عليه (12) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ فى الرّجعة اذا رجع امير المؤمنين (ع) ويرجع اعداؤه فيسمهم بميْسمٍ معه كما يوسم البهائم على الخراطيم الانف والشّفتان.(16) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ اى حديث ولاية علىٍّ )ع)، تهديد بليغ لهم سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44) وَمَا هُوَ اى محمّد (ص) او القرآن او قرآن ولاية علىٍّ (ع) إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ قيل: نزلت حين نزول القرآن وقراءته حيث كانوا ينظرون اليه من شدّة البغض والحسد نظراً يكادون يصرعونه بنظرهم، وورد فى الخبر: انّها نزلت حين قال: من كنت مولاه فهذا علىٌّ مولاه آخذاً بعضد علىٍّ )ع) رافعاً له وقال بعضهم لبعضٍ: انظروا الى عينيه تدوران كأنّهما عينا مجنونٍ، ، وروى انّه مرّ الصّادق )ع) بمسجد الغدير فنظر الى ميسرة المسجد فقال: ذاك موضع قدم رسول الله (ص) حيث قال: من كنت مولاه فعلىّ مولاه، ثمّ نظر الى الجانب الآخر فقال: ذاك موضع فسطاط بعض المنافقين فلمّا ان رأوه رافعاً يده قال بعضهم لبعضٍ: انظروا الى عينيه تدوران كأنّهما عينا مجنونٍ، فنزل جبرئيل بهذه الآية.(52) |
بسم الله الرحمن الرحيم لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ روى انّه قال الرّسول (ص) لعلىٍّ (ع): يا علىّ انّ الله تعالى أمرنى ان ادنيك ولا اقصيك، وان اعلّمك وتعى، وحقّ على الله ان تعى فنزل: وتعيها اذنٌ واعيةٌ وورد انّ رسول الله (ص) لمّا نزلت هذه الآية قال: سألت الله عزّ وجلّ ان يجعلها اذنك يا علىّ (ع) ، وفى روايةٍ قال (ص): اللّهمّ اجعلها اذن علىٍّ (ع) (12) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ عن الصّادق (ع): كلّ امّة يحاسبها امام زمانها ويعرف الائمّة (ع) اولياءهم واعداءهم بسيماهم وهو قوله: وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ الأعراف:46، وهم الائمّة (ع) يعرفون كلاًّ بسيماهم فيعطوا اولياءهم كتابهم بيمينهم، فيمرّوا الى الجنّة بلا حسابٍ، ويعطوا اعداءهم كتابهم بشمالهم، فيمرّوا الى النّار بلا حسابٍ فاذا نظر اولياؤهم فى كتابهم يقولون لاخوانهم: هاؤم اقرؤا كتابيه انّى ظننت انّى ملاقٍ حسابيه.(20) وَإِنَّهُ اى القرآن او قرآن ولاية علىٍّ (ع) لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ روى عن الكاظم )ع) انّه لقول رسول كريم يعنى جبرئيل عن الله فى ولاية علىٍّ (ع)، قال (ع) قالوا: انّ محمّداً (ص) كذب على ربّه وما امره الله بهذا فى علىٍّ (ع) فأنزل الله بذلك قرآناً فقال: انّ ولاية علىٍّ (ع) تنزيل من ربّ العالمين ولو تقوّل علينا محمّد (ص) بعض الاقاويل الآية ثمّ عطف القول فقال: انّ ولاية علىٍّ(ع) لتذكرة للمتّقين وانّ عليّاً )ع) لحسرة على الكافرين وانّ ولايته لحقّ اليقين فسبّح باسم ربّك العظيم يقول اشكر ربّك العظيم الّذى اعطاك هذا الفضل، وعن الصّادق (ع): لمّا اخذ رسول الله (ص) بيد علىٍّ (ع) فأظهر ولايته قالا جميعاً: والله ما هذا من تلقاء الله ولا هذا الاّ شيءٌ اراد ان يشرّف ابن عمه فأنزل الله: ولو تقوّل علينا الآيات52) ) |
بسم الله الرحمن الرحيم سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ قيل: نزلت فى الحارث بن عمر الفهرى حين قال رسول الله (ص) فى علىٍّ (ع) ما قال فقال: ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عندك .... (1) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً على تكذيب قومك وكفرهم بولاية علىٍّ (ع) لانّهم واقعون فى العذاب من غير انتظارٍ لمجيئه (5) تَدْعُوا عن الولاية مَنْ أَدْبَرَ عن الولاية وَتَوَلَّى (17) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ..... ومجمل القول انّ الولاية الحاصلة بالبيعة الثّانية هى الصّلاة الّتى تزكّى الانسان من الرّذائل الّتى منها كونه هلوعاً وتحلّيه بحلية الخصائل الحسنة الّتى منها ادامة الصّلاة (23) فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ فى الاخبار نزلت فى المنافقين الّذين لم يقبلوا ولاية علىٍّ (ع) (36) عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ عِزِينَ قيل: معناه قعود، عن امير المؤمنين )ع) فى ذكر حال المنافقين (37) كَلا لا يكون ذلك الاّ بالايمان بعلىٍّ (ع) إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) |
بسم الله الرحمن الرحيم رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا عن الصّادق (ع) يعنى الولاية، من دخل فى الولاية دخل فى بيت الانبياء وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ الذين بايعوا بالولاية بالبيعة الخاصّة الولويّة وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا 28)) |
بسم الله الرحمن الرحيم وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى عن الكاظم (ع) انّه قال: الهدى الولاية، آمنّا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً، قيل: تنزيلٌ؟ - قال: لا، تأويلٌ.آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا عن الباقر )ع) اى الّذين اقرّوا بولايتنا.(14) وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا عن الصّادق (ع): لافدناهم علماً كثيراً يتعلّمونه من الائمّة (ع)، وعن الباقر (ع) يعنى لو استقاموا على ولاية امير المؤمنين (ع) علىٍّ (ع) والاوصياء (ع) من ولده وقبلوا طاعتهم فى امرهم ونهيهم لاسقيناهم ماءً غدقاً يقول: لاشربنا قلوبهم الايمان (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ واصل ما به ذكر الرّبّ علىٌّ (ع) وولايته كما روى عن ابن عبّاس انّه قال: ذكر ربّه ولاية علىّ بن ابى طالب (ع) يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا 17)) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا او المعنى فلا تدعوا مع مظاهر الله الّتى هى المساجد احداً، وعن الكاظم (ع) انّ المساجد هم الاوصياء (ع) (18) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا وروى عن الكاظم (ع) انّ رسول الله (ص) دعا النّاس الى ولاية علىٍّ (ع) فاجتمعت اليه قريشٌ فقالوا: يا محمّد (ص) اعفنا من هذا، فقال لهم رسول الله (ص): هذا الى الله ليس الىّ ، فاتّهموه وخرجوا من عنده (21) إِلا بَلاغًا مِنْ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ روى عن الكاظم (ع) انّه قال الاّ بلاغاً من الله ورسالاته فى علىٍّ (ع) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فى ولاية علىٍّ (ع) كما عن الكاظم (ع) فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ من العذاب او من الحساب او من كون علىٍ (ع) قسيم الجنّة والنّار، او من الموت، او القائم (ع) وانصاره، او علىّ (ع) فى الرّجعة فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا كما يقولون: نحن اقوياء واكثر عدداً من علىٍّ (ع.) 24)) إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ عن الرّضا )ع) فرسول الله (ص) عند الله مرتضى، ونحن ورثة ذلك الرّسول (ص) الّذى اطلعه الله على من يشاء من غيبه، فعلمنا ما كان وما يكون الى يوم القيامة، وقد مضى وجه عدم المنافاة بين هذه الآية وبين قوله تعالى: قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَاواتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ النمل65 فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) |
بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً .....او المراد نصب علىٍّ (ع) بالخلافة فانّها لثقلها لم يكن يظهره النّبىّ (ص) حتّى عوتبه فى ذلك ونزل عليه فان لم تفعل فما بلّغت رسالتك، او المراد مصائب اهل بيته بعده فانّها لثقلها كادت لا يمكن ان تسمع (5) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ بالله او بك او بوصيّك، وعن الكاظم (ع) والمكذّبين بوصيّك أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (11) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ فى الولاية سَبِيلاً هو قبول ولايته بالبيعة معه واتّباع اوامره ونواهيه (19) |
بسم الله الرحمن الرحيم عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ عن الصّادق (ع) فى هذه الآية: انّ منّا اماماً مظفّراً مستتراً فاذا اراد الله اظهاره نكت فى قلبه نكتةً فظهر فقام بأمر الله .(10) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَا هِيَ اى المعهودة المطلقة الّتى هى ولاية علىّ بن ابى طالب (ع)، ورد عن الكاظم (ع) تفسيرها بالولاية إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ الى الولاية أَوْ يَتَأَخَّرَ عن سقر، فى الخبر: من تقدّم الى ولايتنا اخّر عن سقر، ومن تاخّر عن ولايتنا تقدّم الى سقر 37)) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ كل الانفس مرهونةً مقيّدةً بها الاّ من تولّى عليّاً (ع) لانّ الولاية هى المبدّلة للسّيّئات بالحسنات ويجزى الله الّذين تولّوا عليّاً (ع) بازاء جملة اعمالهم باحسن ما كانوا يعملون (38) إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ اليمين امير المؤمنين (ع) واصحاب اليمين شيعته (39) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ اى من المتولّين عليّاً (ع) فانّ الصّلاة الحقيقيّة لا تكون الاّ بالولاية بل الولاية هى الصّلاة حقيقةً ولذلك قال علىٌّ (ع): انا الصّلاة، او لم نكن من اتباع السّابقين فانّهم يسمّون الّذى يلى السّابق فى الحَلبة مصلّيّاً، او لم نكن من اتباع وصىّ محمّدٍ (ص) ولم نصلّ عليهم، والى الكلّ اشير فى الخبر، او لم نك من المصلّين صلاة القالب المقرّرة فى الشّريعة، واليه ايضاً اشير فى خبرٍ عن علىٍّ (ع).(43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ لم نكن نعطى حقوق آل محمّد (ص) من الخمس.(44) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ لقطعهم الفطرة الّتى هى الولاية التّكوينيّة الّتى هى سبب للولاية التّكليفيّة (48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ يعنى اذا كان الولاية ذكرى للبشر وكانت هى احدى الكبر فما لهم عَنِ هذه ٱلتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ اى عن الولاية (49) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً ناطقة بصدق محمّدٍ )ص) فى نبوّته او فى ولاية علىٍّ (ع) (52) كَلا إِنَّهُ اى قرآن ولاية علىٍّ (ع) او عليّاً (ع) بنفسه تَذْكِرَةٌ (54) |
بسم الله الرحمن الرحيم وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وهذه امارات الموت وامارات القيامة الصّغرى وامارات ظهور القائم (ع).(9) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ لا استقرار لاحدٍ الى احدٍ الاّ الى ربّك المضاف وهو الرّبّ فى الولاية وهو علىّ (ع) (12) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى اى لا صدّق الانبياء والاولياء (ع) ولا صلّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ الانبياء والاولياء )ع) وَتَوَلَّى عن طاعة الله وطاعة خلفائه (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى عن الرّضا (ع): انّه قرأ هذه السّورة قال عند فراغها: سبحانك اللّهمّ بلى (40) |
بسم الله الرحمن الرحيم يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا روى كثيراً من العامّة والخاصّة انّ الآيات الى قوله: وكان سعيكم مشكوراً نزلت فى علىٍّ (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وجارية لهم تسمّى فضّة، والاخبار الواردة مختلفة بحسب الالفاظ مجمل مضمون اكثرها واشهرها انّه مرض الحسن (ع) والحسين (ع) فنذر هو وفاطمة (ع) وفضّة صوم ثلاثة ايّام ان شفاهما الله فبرئا واستقرض علىّ (ع) ثلاثة اصوع من الشّعير من يهودىٍّ او آجر نفسه يهوديّاً ليغزل له صوفاً واخذ ثلاثة اصوع من الشّعير فصاموا وطحنت فاطمة (ع) صاعاً منها واختبزته وصلّى علىّ (ع) المغرب وقرّبته اليهم فاتاهم مسكينٌ يدعو لهم وسألهم، فأعطوه ولم يذوقوا الاّ الماء، فلمّا كان اليوم الثّانى اختبزت صاعاً آخر منها وقرّبته وقت الافطار اليهم، فاذاً يتيمٌ بالباب يستطعم، فأعطوه ولم يذوقوا الاّ الماء، فلمّا كان اليوم الثّالث جاء اسير يستطعم، فاعطوه ولم يذوقوا الاّ الماء، فلمّا كان اليوم الرّابع وقد قضوا نذورهم اتى علىّ (ع) ومعه الحسن (ع) والحسين (ع) الى النّبىّ (ص) وبهما ضعف فبكى رسول الله (ص) ونزل جبرئيل بسورة هل أتى، وفى بعض الاخبار فرءاهم النّبىّ (ص) جياعاً فنزل جبرئيل ومعه صحفةٌ من الذّهب مرصّعة بالدّرّ والياقوت مملوّة من الثّريد وعُراق يفوح منها رائحة المسك والكافور فجلسوا واكلوا حتّى شبعوا ولم ينقص منها لقمة واحدة، " وخرج الحسن (ع) والحسين (ع) ومع الحسين قطعة عراق فنادته يهوديّة: يا اهل البيت الجوع من أين لكم هذه؟ اطعمنيها، فمدّ يده الحسين (ع) ليطعمها فهبط جبرئيل واخذها من يده ورفع الصحفة الى السّماء، فقال (ص): لولا ما اراد الحسين (ع) من اطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة فى اهل بيتى يأكلون منها الى يوم القيامة ". (10) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً يعنى انّ قرآن ولاية علىٍّ (ع) ليس الاّ من عندنا فما لك تخشى عن النّاس وتخفيه عنهم وتخاف عن ردّهم او ارتدادهم او صرف علىٍّ (ع) عن حقّه.(23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ولا تحزن على ما يقولون فى حقّ علىٍّ (ع) وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا عاصياً لك فى علىٍّ (ع) أَوْ كَفُورًا ساتراً لولايته او ساتراً لنبوّتك (24) وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ اسم الرّبّ هو اللّطيفة الانسانيّة الّتى هى الولاية التّكوينيّة وتتقوّى بالولاية التّكليفيّة ثمّ صاحب الولاية والرّسالة ثمّ كلّ من قبل الولاية بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25) إِنَّ هَؤُلاءِ المشركين او المنافقين الممتنعين من ولاية علىٍّ )ع) يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلاً (27) إِنَّ هَذِهِ اى ولاية علىٍّ (ع)، او قرآن ولايته، او هذه السّورة الّتى فيها ذكر الولاية تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) |
بسم الله الرحمن الرحيم وَإِذَا الرُّسُلُ أقِّتَتْ بلغ وقت ظهورها حين ظهور القائم(ع) او القيامة (11) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ بأىّ حديثٍ بعد القرآن او بعد حديث الولاية، او بعد هذا اليوم يؤمنون50)) |
بسم الله الرحمن الرحيم عَمَّ يَتَسَاءلُونَ استفهام لتفخيم المسؤل عنه كانوا يتساءلون بينهم عن المبدء وصفاته وعن القيامة وعلاماته، وعن البعث وثوابه وعقابه، او كانوا يتساءلون عن الولاية بعد ما اشار الرّسول (ص) اليها فانّها النّبأ العظيم الّذى يقع الاختلاف فيه، وانّها النّبأ الّذى ينبغى ان يهدّد النّاس فى تركها لانّها الفارقة بين اهل الجنّة والنّار ، فانّه لو عبد الله عبدٌ سبعين خريفاً تحت الميزاب قائماً ليله صائماً نهاره ولم يكن له ولاية علىّ بن ابى طالب (ع) لأكبّه الله على منخريه فى النّار وانّ الله لا يستحيى ان يعذّب امّةً دانت بامامة امامٍ جائرٍ، وان كانت الامّة فى اعمالها بررة، وانّ الله ليستحيى ان يعذّب امّةً دانت بامامة امامٍ عادلٍ وان كانت الامّة فى اعمالها فجرة، وسئل الباقر (ع) عن تفسير عمّ يتساءلون فقال: هى فى امير المؤمنين (ع)، وبهذا المضمون اخبار كثيرة منهم (ع).(1) أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: الم يجعل الله دليلاً لعباده على الولاية؟ او على الحشر والحساب والثّواب والعقاب؟ - او قال: الم يجعل لهم وليّاً؟ او الم يكن لهم حشر وحساب؟ - فقال: كيف لم نجعل لهم دليلاً على ذلك، او كيف اهملناهم ولم نجعل لهم رئيساً واماماً بعد الرّسول (ص)! (6) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل اذا لم تهملهم بلا ولىٍّ ورئيسٍ فهل لظهور ذلك الولىّ موعد؟ - فقال: انّ يوم الفصل كان موعداً لهم، والمراد بيوم الفصل يوم خروج الرّوح عن البدن، او يوم فصل المحقّ عن المبطل والنّاجى من الهالك.(17) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا واعظمها علىّ (ع) كِذَّابًا (28) كأنّه قيل: هذا حال المكذّبين بالنّبأ العظيم فما حال المصدّقين بالولاية فقال إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ اعظم من جميع الملائكة ومقامه فوق مقام جميع الملائكة بل فوق عالم الامكان، كان مع محمّدٍ (ص) وبعده مع اوصيائه (ع) ويعبّر عنه بروح القدس وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا من شاء اتّخذ الى ربّه المطلق مآباً، والمآب حينئذٍ هو الولاية واتّباع علىٍّ (ع).(39) إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا او المراد بالكافر الكافر بالولاية فانّه يتمنّى ان يكون من شيعة علىٍّ (ع) فانّه روى عن ابن عبّاس انّه سئل: " لم كنّى رسول الله (ص) عليّاً (ع) ابا تراب؟ - قال: لانّه صاحب الارض وحجّة الله على اهلها بعده وله بقاؤها واليه سكونها قال: ولقد سمعت رسول الله (ص) يقول: انّه اذا كان يوم القيامة وراى الكافر ما اعدّ الله تبارك وتعالى لشيعة علىٍّ (ع) من الثّواب والزّلفى والكرامة قال: يا ليتنى كنت تراباً اى من شيعة علىٍّ (ع) وذلك قول الله عزّ وجلّ: وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً (40) |
بسم الله الرحمن الرحيم إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا فسّرت السّاعة تارةً بظهور القائم (ع) وتارةً بالقيامة وتارةً بالرّجعة وتارةً بالموت، فانّ الكلّ بعد طىّ البرازخ اختياراً او اضطراراً ينتهى الى علىٍّ (ع) فانّ آيات الخلق اليه وحسابهم عليه ورجوعهم اليه (ع) وهو قيامتهم وهو رجعتهم (44) |
بسم الله الرحمن الرحيم كَلا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ اى القرآن، او الرّسالة تذكرةٌ فليس لك ان تكون حريصاً على قبولهم، او ولاية علىّ (ع) تذكرة.(11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ اى القرآن او شأن الرّسالة او الولاية (12) قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ الصّيغة للتّعجّب ، ويجوز ان يكون المقصود من قوله ما اكفره ما اكفره بعلىٍّ (ع).(17) |
بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ اى القرآن ليس من عند نفس محمّدٍ (ص) بل هو قول جبرئيل او قرآن ولاية علىّ (ع)، او نصبه بالخلافة والولاية قول جبرئيل الّذى هو رسول من الله الى الانبياء (ع) (19) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ عن الصّادق (ع) يعنى النّبىّ (ص) فى نصبه امير المؤمنين (ع) علماً للنّاس (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ اى رأى القرآن او قرآن ولاية علىٍّ (ع) او جبرئيل او عليّاً (ع) (23) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ عن علىٍّ (ع) (26) إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ عن الصّادق (ع) انّه قال: أين تذهبون فى علىٍّ (ع) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ لمن اخذ الله ميثاقه على ولايته.(27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ فى طاعة علىٍّ (ع) والائمّة من بعده كما عن الصّادق (ع)(28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ روى عن الكاظم (ع (انّ الله جعل قلوب الائمّة مورداً لارادته فاذا اراد الله شيئاً شاؤه (29) |
بسم الله الرحمن الرحيم كَلا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ اى الجزاء او ولاية علىٍّ (ع) او شريعة محمّد (ص).(9) |
بسم الله الرحمن الرحيم إِذا تتلى عليه آياتُنا وخصوصاً الآيات العظمى الّذين هم الانبياء والاوصياء (ع)، او فى بيان آيتنا العظمى الّذى هو علىّ (ع) وولايته قال أساطيرُ الأولين (13) كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون (14) كلاَّ إِنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون عن الكاظم )ع) قال يعنى امير المؤمنين (ع) قيل: تنزيل؟ - قال: نعم، وعلى هذا فالمعنى انّهم عن علىٍّ (ع) لمحجوبون ثمّ يقال: هذا علىّ (ع) الّذى كنهتم به تكذّبون (15) وإِذا مروا بِهم يتغامزُون ورد من طريق العامّة والخاصّة: انّ الآية نزلت فى علىٍّ (ع) ومنافقى قريشٍ .(30) وإِذا رأوهم قالوا إِنَّ هؤلاء لضالُّون حيث رأوهم غير متنعّمين فى الدّنيا ثابتين على ما هم عليه من ولاية علىٍّ )ع) مع كمال الضّيق ورثاثة الحال (32) فاليوم الذين آمنوا يعنى عليّاً (ع) واتباعه من الكفار يضحكون (34) |
بسم الله الرحمن الرحيم وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ فسّر الشّاهد بمحمّدٍ )ص) والمشهود بيوم القيامة وفسّرا بالنّبىّ (ص) وامير المؤمنين (ع)، وبالملك ويوم القيامة، وبنبىّ كلّ زمانٍ وامّته، وبمحمّدٍ (ص) وجميع الخلق وبهذه الامّة وسائر الامم (3) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ او صدور الرّاسخين فى العلم من صدر محمّد (ص) واوصيائه (ع)22) ) |
بسم الله الرحمن الرحيم النَّجْمُ الثَّاقِبُ روى عن الصّادق (ع) انّه قال لرجلٍ من اهل اليمن: ما زحل عندكم فى النّجوم؟ - فقال: اليمانىّ نجم نحس، فقال (ع): لا تقولنّ هذا فانّه نجم امير المؤمنين (ع) وهو نجم الاوصياء (ع) وهو النّجم الثّاقب الّذى فى كتابه (3) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ اى القرآن او امر الرّسالة او امر الولاية او الرّسول (ص) او علىّ (ع) قولٌ فاصلٌ بين الحقّ والباطل (13) |
بسم الله الرحمن الرحيم وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ورد وقت تكبيرة الاحرام: تذكّر رسول الله (ص) واجعل واحداً من الائمّة نصب عينك (15) |
بسم الله الرحمن الرحيم تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً قال القمّىّ: هم الّذين خالفوا دين الله وصلّوا وصاموا ونصبوا لامير المؤمنين (ع) عملوا ونصبوا فلا يقبل شيءٌ منهم من افعالهم وتصلى وجوههم ناراً حاميةً، وفى روايةٍ: كلّ من خالفكم وان تعبّد واجتهد فمنسوب الى هذه الآية: عاملة ناصبة الآية وفى حديثٍ فى بيان قوله تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ يغشاهم القائم )ع) بالسّيف خاصّةً قال: لا تطيق الامتناع، عاملة قال: عملت بغير ما انزل الله، ناصبة قال: نصبت غير ولاة امر الله، تصلى ناراً حاميةً قال: تصلى نار الحرب فى الدّنيا على عهد القائم (ع)، وفى الآخرة نار جهنّم، وفى روايةٍ اخرى: الغاشية الّذين يغشون الامام (4) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ وهم اتباع امير المؤمنين (ع).(8) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ عن الباقر (ع): اذا كان يوم القيامة وجمع الله الاوّلين والآخرين لفصل الخطاب دُعىٰ رسول الله (ص) ودُعىٰ امير المؤمنين (ع) فيُكسى رسول الله (ص) حلّة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويكسى علىّ (ع) مثلها، ويكسى رسول الله (ص) حلّة ورديّة ويكسى علىّ (ع) مثلها، ثمّ يصعدان عندها ثمّ يدعىٰ بنا فيدفع الينا حساب النّاس، فنحن والله ندخل اهل الجنّة الجنّة واهل النّار النّار، وعن الكاظم (ع): الينا اياب هذا الخلق وعلينا حسابهم، فما كان لهم من ذنبٍ بينهم وبين الله عزّ وجلّ حتمنا على الله فى تركه لنا فأجابنا الى ذلك، وما كان بينهم وبين النّاس استوهبناه منهم واجابوا الى ذلك وعوّضهم الله عزّ وجلّ، وعن الصّادق (ع): اذا كان يوم القيامة وكّلنا الله بحساب شيعتنا، فما كان لله سألنا الله ان يهبه لنا فهو لهم، وما كان لنا فهو لهم، رزقنا الله ذلك.(26) |
بسم الله الرحمن الرحيم وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ قيل: الشّفع علىّ (ع) وفاطمة (ع)، والوتر محمّد (ص) (3) وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ورد من علائم ظهور القائم (ع) وآثاره فى الاخبار وكان مؤيّداً بالملائكة (22) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً المضاف الّذى هو ولىّ امرك وهو على الاطلاق علىّ )ع) او الى ربّ الارباب بالرّجوع الى مظاهره ودار كرامته وضيافته (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي روى عن الصّادق (ع) انّه سئل هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ - قال: لا والله انّه اذا اتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك فيقول له ملك الموت: يا ولىّ الله لا تجزع فوالّذى بعث محمّداً )ص) لانا أبرّ بك وأشفق من والدٍ رحيمٍ |